إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عن "نعمة ثابت"، للتاريخ من كتاب "قصة الحزب" للامين شوقي خير الله

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-05-22

إقرأ ايضاً


لأنّهُ يهمنا تاريخنا، فندوّن ونحكي وننشر بكل صدق ومسؤولية كل ما يفيد هذا التاريخ، اليوم وكل غد، تاركين تقييم ذلك إلى مؤسسات الحزب، ننقل ما أوردهُ الأمين شوقي خيرالله في كتابه "قصة الحزب" عن الأمين المطرود نعمة ثابت.

ل. ن.

*

" أرى من الضرورة الأخلاقية أن أذكر عنه أنه يوم 7 تموز 1949 استُدعي إلى المحكمة العسكريّة لكي يشهد، برأيهم، ضدّ الزعيم على أساس أنّ نعمة المطرود غاضب وحاقد. دخل نعمة القاعة فإذا الزعيم في قفص المحكمة ونعمة يعرف أنهم –أوغاد الخلق- سيعدمونه الليلة، فامتثل نعمة متأهّبا أمام الزعيم وأدّى لهُ التحيّة الحزبيّة الرسمية، وهتف له: "تحيا سوريا حضرة الزعيم!!" فما كان من المدّعي العام إلّا طلبَ إخراجه بعنف من المحكمة طالما أنه لن يشهد بشيئ ضدّ "زعيمه" برغم طرده).

التقيتُ بنعمة تابت صدفة، في سهرة ببيت صديق مشترك، _1984_ بعد أربعين سنة من طرده والفراق التامّ. كان نعمة قد أصدر آنذاك كتابا عن العملة السورية في العصر السلوقي (أو غير السلوقي). فوجئت بوجوده. ولكني تقدّمت وحيّيته تأدّباً. وجلسنا. وعاتبته باحترام كلّي على اهتمامه بالعملة السلوقية بدلاً من كتابة ما هو أجدى للأمة، وقد كان رئيس الحزب ثماني سنوات وأكثر.

أجابني حرفيّاً:

*"يا شوقي (بالقاف الجبلية المحببة لدينا)، مَن يقْضِ شبابه وأحلامه في حزبنا_رئيساً أم عضواً_ لا يعود ذا وزن في نظر ذاته، ولا في حالة مصالحة مع الحياة، إذا ما أصبح خارج الحزب. لا تتعبْ ولا تتعجّبْ من الحنين الغلّاب!!. خارج الحزب نحن غرباء عن أنفسنا وحقيقتنا وشرفنا وكلّ حلم وكلّ رجاء. وليس يبقى سوى المعتقد النظريّ وإنْ بغير حماسة ولا رؤيا ولا حلم.. كلّ شيئ من حياتنا خارج الحزب تفاهة. ووزنا يصبح ضدّنا مثل الهيدروجين".

(انتهى كلام الامين شوقي)

*

أعرفُ شخصياً، أنه بعد الثورة الانقلابية وكان الأمين المطرود نعمة ثابت يتولى مسؤولية العلاقات العامة في "كازينو لبنان"، كان لجريدة البناء مبالغ مالية لحسابها على "كازينو لبنان" جرّاء إعلانات كان ينشرها الكازينو في أعداد البناء، لم يعد ممكنا بعد حصول الانقلاب تحصيل تلك المبالغ، فالحزب قد حُل وجريدته تعطلت ومسؤولوه ملاحَقون أو في الأسر.

مع ذلك فقد سعى نعمة تابت إلى تسديد المبالغ المالية المترتبة لحساب "البناء" بفضل مساعي الرفيق جوزيف رزق الله في فترة توليه مسؤولية مفوض عام لبنان.

يروي لي الرفيق توفيق الحايك(1) أنّه، إضافة لما أوردت آنفا، وقد كان يتردد إلى مكتب الأمين، المطرود، فكان يسدد اشتراكاً شهريا بقيمة 50 ليرة، وهذا مبلغ مرتفع في تلك الفترة، وكان الأمين المطرود يصرّ على أن يقلّ الرفيق توفيق بسيارته إلى حيث سيعود بعد انتهاء الزيارة.

طبعاً هذا التعاطي من قبل الأمين المطرود نعمة تابت لا يغيّر في موقف الحزب منه، ومن خيانته للحزب والزعيم، ما أدى إلى طرده في العام 1948 .إنما رغبنا، للتاريخ، أن ندوّن ما يحيط بتعاطي نعمة ثابت بعد استشهاد سعادة.

هوامش:

(1) جوزف رزق الله: مراجعة ما نشرتُ عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) توفيق الحايك: نشط حزبيا في السنوات الأولى التي تلت الثورة الانقلابية، أطلقنا عليه اسما مستعاراً (أحمد) وقد أشرتُ إليه في أكثر من نبذة وفي حلقات "سيرتي ومسيرتي"، مراجعة الموقع المذكور آنفاً




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024