*«ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود»*
سبعون عاماً تمرّ اليوم على استشهاد الزعيم بعد تنفيذ المؤامرة عليه وعلى الحزب السوري القومي الاجتماعي…
«انّ موتي شرط لانتصار قضيتي»، «أموت اما حزبي فباق…» هكذا ودّعنا وهكذا ختم رسالته..
نقف اليوم بعد هذه المرحلة ونشاهد ما يجري على ساحة الوطن وما جرى بعد استشهاد سعاده فتتوضّح صورة المؤامرة والخيانات التي سبقتها ورافقتها… ونشاهد صفقات بيع الوطن ومحاولات تفتيته وتقسيمه وإذكاء روح الانقسام والتفرقة..
نحن اليوم لا نقف نادبين نوّاحين في ذكرى وقفة البطولة والعزّ التي وقفها سعاده وحزبه في وجه المؤامرة التي أعدّت ضدّ الحزب وزعيمه لإطفاء نور عقيدته والقضاء على الحياة ووهجها كما أطلقها سعاده في هذه الأمة…
نستعرض التآمر الجاري ضدّ أمتنا ووطننا ونعرف بدون اجتهاد مصدر التآمر وأسبابه ودوافعه…
انّ التآمر على سعاده أوسع وأكبر من حسني الزعيم ومحسن البرازي ورياض الصلح وبشارة الخوري وبيار الجميّل … هؤلاءأادوات تنفيذ. انّ الذي وضع مخططات سايكس ـ بيكو وقسّم سورية إلى دويلات عنصرية طائفية، وزرع روح التفرقة في الأمة، وأطلق وعد بلفور ورسم سياساتنا التعليمية وبرامجنا التربوية، وهيّأ القيادات التي تحكم وتبصم وتبيع فلسطين، والذي جعل جيوشنا لأداء دور شرطة محلية، وحضر رجال الإعلام والدين والاقتصاد لأداء دور مزيّف غير دورهم المعبّر عن الرسالة في سموّ تعاليمها ونقاء مضمونها، ورسم طريقنا لمئات السنين، وحدّد لنا أسلوب عيشنا وتنسّمنا للهواء… هذه القوة الجهنمية الماسونية التلمودية لن تسمح لأحد أن يخرب ما بنت ورسمت وخططت، وأنطون سعاده ضوء انبعث في حلكة ظلمة هذه الأمة، حدّد هويتها بعد ان شوّهوا تاريخها ورسم طريق نهضتها ووحدتها وقوّتها، حدّد الأمراض التي تنهش كيانها دينياً وقومياً: كلنا مسلمون منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود» وهو الذي قال «إنّ الغرض الذي أنشئ له الحزب غرض أسمى هو جعل الأمة السورية هي صاحبة السيادة على نفسها ووطنها، نحن نبني أنفسنا حياة وحقاً نبني أنفسنا زحفاً وقتالاً في سبيل قضية واحدة هي قضية أمة لا قضية أشخاص، نحن لسنا أمة حقيرة قليلة العدد فقيرة الموارد معدومة الوسائل، نحن أمة قوية عظيمة قوية بمواهبها، غنية بمواردها، نشيطة بروحها، لم آتكم مؤمنا بالخوارق بل أتيتكم مؤمناً بالحقائق الراهنة التي هي أنتم، أتيتكم مؤمنا بأنكم أمة عظيمة المواهب جديرة بالخلود والمجد، وإذا لم تكونوا أحرارا من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم.»
ايّ جاهل فاقد لعقله يرسم ويخطط ويهيّئ وينفذ ما رسم أعداء الأمة لتحقيقه ونقله إلى الواقع، ثم يفاجأ برجل مثل أنطون سعاده، هو فكرة، قضية، إرادة، قرار، حزم، تصميم وتنفيذ… رجل ينشأ من رحم أمة أبت ان يكون التاريخ قبراً لها، أمة تؤمن بأنّ إرادتها هي فعل قضاء وقدر. هل سيترك هؤلاء الذين بنوا أحلامهم وجعلوها حقائق، متمرّداً مؤمنا ًنذر نفسه لتحقيق قضية تساوي وجوده؟ لا لن يتركوه أبداً فحرّكوا أدواتهم فكانت النكبة ولكن الشهيد البطل القائد المعلم قال «ليس عاراً أن ننكب ولكنه عار إذا كانت النكبات تحوّلنا من أشخاص أقوياء إلى أشخاص ضعفاء، انّ العراك بيننا وبين القوات الرجعية لا يقف عند حدّ فكلما ازددنا نمواً كلما ازداد الضغط».
آمن واستشهد من أجل ما آمن به وقدّم دمه وهو الذي قال «إنّ أزكى الشهادات هي شهادة الدم، شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى، قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولن تزول».
من أجل هذا ومن أجل ان لا يتحقق هذا تآمروا عليه وقتلوه.
سعاده وحزبه هو العدو الأول لـ «إسرائيل» والصهيونية، وهو أوّل من نبّه لهذا الخطر وحذّر منه قبل أن يصبح داهماً. لذلك كان القضاء عليه من الأولويات في مخطط السيطرة على بلادنا وتفتيتها وإعطاء فلسطين لليهود.
أرادوا بقتله إنهاء فكره وحزبه ودفن الإيمان بالأمة التي أحياها… ولكنهم فشلوا وبقي سعاده حياً في فكره وبقي تنظيمه ومبادئه كذلك. وقد قال: «إنّ أبسط القوميين الاجتماعيين هو أمتن عقيدة وأعرف بنجاح القضية القومية الاجتماعية من أمهر السياسيين وأخبثهم».
«إنّ عملية تطهير الحزب من نفسية المساومات والمضاربات والتسويات ستستمرّ فلا يبق في الحزب غير جنود عقيدة ونظام وإيمان بالنصر».
لا خوف على حزب خاطب زعيمه أجيالنا وأجيالاً لم تولد بعد…
|