منذ بدايات تأسيس الحزب، لعبت المرأة دوراً ناشطاً، افتتحته الرفيقة عفيفة حداد، ثم توالى على الانتماء عشرات الرفيقات، فمئات فآلاف، عرفن السجون والملاحقات والتشرد، تولين المسؤوليات المركزية والمحلية، قاتلن في المواقع العسكرية، رافقن الحزب في مسيرته، تحملن الصعاب والقهر والعذاب، وكما الرفيق، كن استشهاديات يقدمن حياتهن فداء للحزب وللامة، لا يعرفن تردداً ولا وجلاً.
عن المرأة القومية الاجتماعية يمكن ان تُكتب مجلدات، عسانا نفعل او يفعل اي رفيق ينصرف بوجدانه وعقله الى تاريخ حزب عظيم، من حقه على اعضائه ان يوثقوا احداثه، وحوادثه وسير شهدائه ومناضليه، وكل مواقف العز التي توّجت تاريخه الصراعي الطويل.
هنا اضاءة وفاء وتقدير، لكل ام قومية اجتماعية اضاءت شمعة نضال في درب الصراع، لكل امينة ورفيقة صمدت وواجهت وقاتلت وبقيت على ايمانها، لكل شهيدة ارتفعت الى الخلود حيث سعاده، لكل رفيقة سُجنت وتعرّضت للكثير وتحملّت، وبقيت طوداً من شموخ واباء .
*
أول امرأة قومية اجتماعية
تستحق الرفيقة عفيفة جرجس حداد أن تعتبر أول امرأة قومية اجتماعية فهي أول من تعرفت على وجود الحزب وكانت مرافقة للخطوات الأولى التي بدأ يقوم بها سعاده. قبل أن تؤدي قسم الانتماء كان سعاده يعهد إليها بحراسة مكان الاجتماع في منزل والدها(1) حتى إذا انتمت، راح سعاده يكلّفها بتسجيل بعض وقائع الاجتماعات.
وهي كانت تعتبر نفسها معنية بسعاده عندما تعرّض للاعتقال عند انكشاف أمر الحزب، فكانت تقوم بنقل الطعام إليه، والثياب، وتؤمن ما يحتاج إليه. من جهته كان سعاده يمرر بواسطتها أوامر مكتوبة بشكل خفي إذ كان مسموحاً لها بمقابلة الزعيم. ولها سلّم سعاده مرسومه بتعيين الرفيق زكريا لبابيدي وكيلاً لعميد الداخلية.
عنها يقول الأمين عبدالله قبرصي(2): " كانت، في السجن الأول، تحمل الزاد إلى حبس الرمل سنة 1935 دون أن تنهار أعصابها أو تتراجع. يكفي أنها نفذت بدقة تستدعي الإعجاب موجبات القسم والزاماته، فما عصت أمراً ولا فضحت سراً ولا تخلت عن رفيق في حاجة تستطيع سدها ".
مواطنات تصرفن كرفيقات
إذا كان تاريخ الحزب حافلاً بآلاف المواطنات اللواتي قدمن خدمات جلى للحزب، معنوية وأو مادية، من أمهات وزوجات وشقيقات لأمناء في الحزب، ولمناضليه من الرفقاء، بحيث نرى واجباً، وفاءً لهن، أن نتمكن، او رفقاء آخرون، من تسجيل هذا الكم الهائل من الممارسات لما فيها من مواقف رائعة ومن خدمات حقيقية لمسيرة الحزب، إلا أنه من المفيد أن نشير بتقدير إلى الدور الذي قامت به السيدة كلودا ثابت(3) منذ سنوات التأسيس الأولى إلى أن طرد شقيقها نعمة عام 1947، وإلى أمهات الرفقاء نعمة ثابت، كامل ورفيق أبو كامل، جبران جريج، يوسف الدبس، فخري ورشدي وحلمي وفوزي وكمال وفايزة معلوف، مسعد حجل، وفكتور أسعد.
لقد تعرفت كلودا ثابت على الحزب في مرحلة التأسيس الأولى وقد أؤتمنت على سر وجود الحزب وحافظت عليه، وكانت بحكم حصول اللقاءات والاجتماعات في منزل العائلة، تتعرف على ما يحصل، خاصة أن اجتماع الأول من حزيران عام 1935 – الذي فيه ألقى سعاده خطابه المنهاجي الأول - عقد في "قصر" آل ثابت في الغبيري.
في الجزء الأول من "عبدالله قبرصي يتذكر" (ص 182) يقول الأمين عبدالله قبرصي عن كلودا ثابت: " أما كلودا ثابت وهي عنوان الأناقة والرصانة جمعت في جمالها الساحر بين المسحة الأوروبية والطابع السوري. تخالها إذا شئت قادمة من العائلة المالكة في لندن، ويمكنك أن تشبهها في الوقت ذاته بغيداء تمتطي صهوة جواد قادمة من الصحراء. كلودا ثابت كانت ذات ثقافة عالية، تتكلم الإنكليزية كالإنكليز وتنطق بالعربية كأحسن ما ينطق بها أبناء الشوف. دون أن تقسم يمين الانتماء وقد أتت من الخدمات ما عجز عنه شقيقها نعمة نفسه، فكم من الاتصالات والمقابلات والمهمات الناجحة جرت بمبادرة منها وبمساعيها والخطط التي كانت ترسم ".
ومن المواطنات اللواتي كان سعاده يثق بهن ويكلفهن بمهمات، وتقديراً لهن ولإخلاصهن كان يناديهن بـ "رفيقات"، نذكر المواطنات تقلا، جميلة وكوكب عازار، شقيقات الرفيق الشهيد جميل عازار، فقد كن مطلعات على الحزب في فترة العمل السري، واستمرين مخلصات للحزب وحافظن على بيتهن في الأشرفية بعد أن سقط شقيقهن الرفيق جميل شهيداً، مفتوحاً للقوميين الاجتماعيين وللمناسبات الحزبية.
وعن والدات الرفقاء، من المفيد أن نشير إلى أن والدة الرفيقين كامل ورفيق أبو كامل تعرضت للاعتقال على يد قوة من الدرك كانت داهمت منزلها في عالية بحثاً عن سعاده، الذي كان قد غادره إلى دمشق في سيارة الرفيقة وداد ناصيف- إنما اعتقل عند حاجز للدرك في بلدة المريجات في 9 آذار 1937 – فاعتقلت الشقيقين الرفيقين رفيق وخليل(4) واعتقلت والدتهما مما أثار سخطاً واحتجاجاً في المنطقة بحيث أن السلطات أخلت سبيلها بسرعة. لقد اجابت الضابط الذي سألها، وهي رابطة الجأش: " إن كنتم تقصدون إذلال أولادي بهذه المعاملة فهذا لا يشرفكم أبداً وإني فخورة بهم وبحزبهم وبزعيمهم ".
نشكر حضرة الامين ربيع الدبس الذي زوّدنا بالمعلومات التالية عن جدته: " اسمها (تسبينا) مشتق من اليونانية thespian، وهي من مواليد دير الغزال 1881، وتوفيت عام 1981، اي انها اكملت مئة عام من العمر. كانت تسبينا بالنسبة للامين يوسف، امه واباه لان الاخير توفي والامين يوسف لا يبلغ من العمر اكثر من 11 عاماً.
"اضطلعت "ام يوسف" بمسؤولية الام والوالد، خصوصاً عندما سجن الامين يوسف في معتقل المية ومية، وهو عازب، ثم خلال سجنه بعد الثورة الانقلابية. كانت تعشق مبادىء الحزب وتؤيده وتدافع عنه رغم الالام النفسية الكثيرة التي عانتها بسبب الاضطهادات التي تعرّض لها الحزب وأعضاؤه.
أما عن والدة الرفيق فكتور أسعد، فيقول الأمين جبران جريج في الجزء الثالث من كتابه "من الجعبة" (ص 441): " إن والدة الرفيق فكتور أسعد، السيدة فني جريديني أسعد لم تتخّل يوماً عن نشاطها الذي بدأته يوم دخل نجلها السجن، ولا غرو فلقد كان لها نشاطات اجتماعية شتى قبل الحركة السورية القومية الاجتماعية، منها رئاستها لجمعية "تهذيب الفتاة السورية" التي كان مركزها بلدة الشويفات".
بدورها تعرضت والدة الرفقاء فؤاد، يوسف وعفيفة حداد للاعتقال. كان ذلك في حزيران عام 1938 بعد مغادرة سعاده لبيروت متوجهاً إلى دمشق، عمان، حيفا، قبرص فإلى المهاجر. يقول الأمين جريج في الجزء الرابع من كتابه "من الجعبة" (ص 262): " .. فعاثوا في البيت غير مراعين حرمة ونقبّوا في أرض الحديقة وقلعوا بلاط الدار متوهمين أنهم بمثل هذا "التفتيش" يتمكنون من الحصول على وثائق حزبية وأدلة على أعمال الحزب. ولما لم يعثروا على شيء استاقوا الرفيقين فؤاد ويوسف حداد وأمهما إلى السجن بداعي أنهم وجهوا إلى المهاجمين مثل هذه العبارات: " لا يجوز أن تدخلوا البيت وتفتشوا بدون حضور المختار، يخرب بيوتكم، خربتو بيتنا! " .
اولى الرفيقات
يعتبر الأمين جبران جريج أن الانتماء الرسمي لعضوية الحزب بدأ في بيروت بجمال ناصيف(5) أما الثانية فكانت الرفيقة عفيفة شماس من أميون(6) .
بعد وقت انتمت الرفيقة أديبة شامية التي كانت تشرف، كممرضة، على خدمة والدة نعمة ثابت، المريضة، وهي كانت وراء انتماء الرفيق عبدالله الجميل الذي كان له نشاطه الحزبي النضالي، وتولى مسؤولية منفذ عام بيروت.
هذا في بيروت، أما في طرابلس، التي شهدت بدورها انتماء رفيقات في بداية سنوات التأسيس، فقد انتمت أولاً الرفيقة فاطمة قدسي(7)، تلتها الرفيقة ليلي فاخوري (شقيقه الأمين أنيس)، فنجلا معتوق(8) ثم نوفة حردان(9)، وإميلي الحلبي(10).
عن الرفيقة نجلا معتوق يقول الأمين جبران جريج في الجزء الأول من كتابه "من الجعبة" (ص 284): " أن الرفيقتين فاطمة القدسي وليلي فاخوري " تعاونتا على العمل لإدخال نجلا معتوق، سيدة المجتمع المثقفة، ذات الصيت الاجتماعي الرفيع في أوساط المدينة، فكان لنجاحهما في جذبها إلى الحزب السري دوي، اعتبر ضمها كسباً عظيماً عزّ نظيره " .
من المهمات التي قامت بها الرفيقة نوفة(11) أنها كلفت من قبل الرفيقين أنيس فاخوري (الأمين لاحقاً) وعبدالله أيوب بملازمة الرفيق الشاعر يوسف الخال في المستشفى الأميركي في الميناء، الذي كان معروفاً باسم مستشفى الدكتور "بويز" خوفاً من أن يفشي أمر الحزب وهو تحت تأثير البنج.
في الاجتماع الأول الذي عقد للرفقاء في أول حزيران 1935 لم تكن الرفيقات غائبات عنه. بعد انتهاء الجانب الرسمي من الاجتماع، ألقيت بعض القصائد، " ثم أنشدت بعض الأصوات الجميلة نشيد " أنت سورية بلادي " منها صوت الرفيقة نجلا معتوق حداد والرفيقة استير مينا، وبعدهن أنشد الرفيق يوسف تاج بصوته الرائع مقطوعة زجلية(12).
أول مديرية للسيدات
أما في بيروت، فإن من أولى الرفيقات نذكر: أسما سلام، أميرة تيماني، نعم فاخوري(13)، سلوى بدران(14)، حرية شمنق(15) وشقيقتها سميحة، سلوى بستاني، أدال باسيل كلاب(16)، أنجال عبد المسيح (شقيقة الرفيق جورج عبد المسيح) .
ومن أسماء الرفيقات يورد الأمين جبران في الصفحة 441 – الجزء الثالث – من مجلده " من الجعبة "، "الرفيقات انجا" دون أي تفسير آخر. قبل ذلك، (الجزء الثاني ص 184) يورد اسم الرفيق عبد الغني انجا من بين الرفقاء الذين نشطوا في فترة الأسر الأول الذي تعرض له سعاده وهو تابع لمديرية رأس بيروت، واسم الرفيقة أمينة (أو جميلة ؟) العيتاني، مضيفاً أنها كانت "أخت الرجال" وتابعة لمديرية ساقية الجنزير .
بعد أن توالت الانتماءات، كان لا بد من إنشاء فرع حزبي، فتمّ إنشاء مديرية للسيدات وتولت مسؤولية المديرة الامينة جمال ناصيف.
وفي المناسبة نورد عن جريدة "النهضة"، (العدد 107 تاريخ 04/03/1938) الخبر عن نشاط قامت به مديرية السيدات، مع كلمة حضرة الزعيم:
أقامت مديرية السيدات في منفذية بيروت للحزب السوري القومي، مساء الاربعاء، حفلة ليلية على شرف الزعيم تجلّت فيها إمكانيات المرأة السورية في العمل القومي والمساهمة في احياء النهضة القومية، والمشاركة في الجهاد لانتصارها.
وقد كانت هذه الحفلة، من الحفلات القومية النادرة، التي كان لها معنى خاص، لانها اعطت دليلاً وافياً على حيوية المرأة السورية وجدارتها بحمل أعباء المسؤوليات المترتبة عليها تجاه الامة.
وبعد ان قام الجميع الى مأدبة ظريفة حوت ما لذّ وطاب من المآكل، ألقت عفيفة حداد كلمة قيّمة عن مولد الزعيم الذي كان مولد البطل السوري الاول الذي أعطى المرأة السورية حقها في الحياة، وأدرك أهمية المرأة في المساهمة مع الرجل بإنشاء الامة السورية الجديدة، قوبلت بالاستحسان.
ثم تكلم غيرها من القوميات بهذا الموضوع فكان لكلامهن أثر جميل. وبعدئذ قدم الاستاذ جورج عبد المسيح الى الزعيم، بالنيابة عن أحد الجنود القوميين (هو الامير امين ارسلان) سيفاً تاريخياً جميلاً مشفوعاً بكلمة رائعة.
وكأن هذا المظهر الحيوي المهيب، قد أثر بقلب الزعيم، ففاضت عيناه ببريق من القوة والعزم وارتجل كلمة رائعة استطعنا أن نلتقط منها الفقرة التالية:
كلمة الزعيم
ليس العمل القومي وقفاً على الرجال. لن يكون العمل قومياً حتى تشترك فيه المرأة وتكون عضواً عاملاً فيه. وإنني عندما فكرت بإمكانيات رجال سورية، فكرت أيضاً بإمكانيات المرأة السورية، التي كانت، في أدوار تاريخنا الخاص، عاملاً أساسياً في تقدمنا ورقينا، وفي تلك المدينة التي وزعناها على العالم.
قد يعجز الرجل ان يدرك بعقله ما تستطيع المرأة ان تدركه بقلبها. وكما يجب على الرجل ان يعمل في سبيل امتنا، كذلك نريد من المرأة ان تكون عضواً عاملاً في مجتمعنا. نحن في حاجة شديدة الى المرأة. إنني أهنئ السوريات القوميات، هؤلاء اللواتي قد ابتدأن هذه الحياة القومية، وفتحن السبيل لأخواتهن السوريات اللواتي نتوخى منهن أن ينضممن الى الحزب السوري القومي بالاندفاع ذاته الذي صار مع الرجل.
إنني مسرور بهذا الاجتماع الصغير بعدده، والكبير بمعنوياته. إذا كان الرجال يشتغلون ويفكرون بعقولهم، فالنساء يفكرن بقلوبهن. وهذا التفكير الاحساسي أو هذا الاحساس التفكيري وهذا الاحساس المجرّد من كل تفكير، هو شيء جوهري في كل نهضة، وبغيره لا نستطيع الوصول الى غايتنا.
لهذه الحفلة معنى كبير عندي، أشعر أنني مدين به لهن. لقد عملن في السر والعلن بما يستطعنه لخدمة القضية القومية، وقضية الحزب، وكانت نتيجة ذلك هذا السيف المقدم لي. وأعتقد انه مقدم لي بفكرة جلية واضحة، وإنني أقبله أيضاً بفكرة جلية واضحة.
قد لا نستعمل هذا السيف في الحروب، ولكنه الرمز. إنه الرمز للقوة التي لن نبلغ أهدافنا بدونها.
إنّ قضيتنا ليست قضية منطق، فخصومنا يدركون أنّ لنا حقوقاً، ولكن هذا الادراك لا يعطينا حقوقنا فالحقوق هي نتيجة نزاع الجماعات. وإذا لم نسترجع حقوقنا بالقوة فعبثاً نسترجعها، ولذلك سنكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا ".
المرأة في خدمة العمل الحزبي
يروي الأمين جبران جريج في الجزء الثاني من مجلده "من الجعبة" (ص 86) أنه: " عند انكشاف أمر الحزب جاء الرفيق زكريا لبابيدي إلى بيت جرجس الحداد يتفقد مجريات الأمور بعد الاعتقال وإذ به يفاجأ بالرفيقة عفيفة حداد تسحب من صدرها مرسوماً بخط الزعيم ينص على تعيينه وكيلاً لعميد الداخلية، وعلى تعيين الرفيق فؤاد أبو عجرم ناموساً للعمدة. كان تاريخ صدور المرسوم 14 تشرين الثاني 1935 أي قبل انكشاف أمر الحزب بيوم واحد، وكان الزعيم قد كلفها بتبليغه للرفيق لبابيدي.
ويضيف الأمين جريج في الصفحة نفسها: " وهنا لا بد من إبداء ملاحظة وهي أننا عرفنا فيما بعد أن الزعيم كان قد عين الرفيق عادل عسيران نائباً إدارياً له عند انكشاف أمر الحزب، لكن بقي المرسوم دون تبليغ(17)، بقي المرسوم بحوزة شقيقة الرفيق جميل عازار، وقد بقيت محتفظة به كذكرى مدة طويلة من الزمن ".
في الاعتقال الأول الذي تعرض له سعاده ومعاونوه، والعديد من الرفقاء إثر انكشاف أمر الحزب، كان للرفيقات دور هام في تأمين المال لمساعدة الرفقاء الأسرى ولتغطية حاجات التحرك الحزبي، في تلك الفترة الصعبة تشكلت من الرفيقات لجنة مالية ضمت الكثيرات، نذكر منهن حرية شمنق أرسلان، شقيقتها سميحة، جمال ناصيف، أميرة تيماني، نعم فاخوري، سلوى بدران، أسما سلام وتولت الرفيقة ناصيف رئاستها.
كما بيروت وطرابلس، فقد انتمت رفيقات في الكورة إلى الحزب في سنوات العمل السري، إلى الرفيقة عفيفة شماس التي كانت انتمت في بيروت، فإن رفيقات عديدات عرفن الحزب، منهن بدرا سلوم، حنة سابا ملكي، جنفياف سعاده وبلقيس الأيوبي. من أعمالهن، تصرف جريء جدير بأن يروى:
في تموز 1936 قررت القيادة الحزبية خارج السجن، وبناء لتوجيهات من سعاده، قيام الرفقاء في مناطق عديدة في لبنان بالتظاهر دعماً لموقف سعاده في أسره الثاني، وكانت الأوامر تقضي بالتظاهر أمام السرايات المحلية أو مخافر الدرك وتبليغ السلطات أنه: " لما كنتم قد اعتقلتم زعيم الحزب من أجل عقيدته ولما كنا نحن أيضاً ندين بنفس العقيدة، لذلك جئنا طالبين اعتقالنا إلى أن يفرج عن الزعيم من السجن " .
جرت اعتقالات في الكثير من المناطق، ومنها الكورة التي كان الأمين جبران جريج يتولى مسؤولية منفذ عام فيها، فشكل وفداً نسائياً قام بزيارة تفقدية للمعتقلين في سراي أميون وللقائمقام احتجاجاً على توقيف الرفقاء وطلباً للإفراج عنهم. تألف الوفد من الرفيقات المذكورات آنفاً ومن مي سعاده (الدكتورة – عقيلة الأمين عبدالله سعاده)، وبرئاسة الرفيقة بلقيس الأيوبي. قد تبدو هذه الواقعة اليوم، من الأمور العادية، إنما أن تحصل عام 1936، وأن يضم الوفد نساء ليس لهن صلة قربى مع الرفقاء الموقوفين وعلى رأس الوفد رفيقة من طائفة غير طائفتهم، فهذا دليل على فعل العقيدة القومية الاجتماعية في نفوس أبنائها، وفي المجتمع السوري بأسره.
لاحقاً، عندما قام سعاده بزيارته إلى طرابلس – الكورة في تموز العام 1937 – واعتبرت من أيام الحزب التاريخية – عمد إلى زيارة الرفيقة بلقيس الأيوبي في منزلها في بلدة عفصديق، تقديراً لها، وللبيت القومي الاجتماعي الذي منه منفذ عام بيروت الرفيق أسعد الأيوبي ومدير مديرية ديترويت الرفيق صلاح الدين. قبل ذلك كان سعاده قد تناول العشاء في منزل الرفيقة نجلا معتوق حداد في طرابلس.
إلا أن الدور الذي قامت به الرفيقة وداد ناصيف في الثلاثينات يعتبر بارزاً، فعنها يقول الأمين عبدالله قبرصي في الجزء الأول من مذكراته، ص 184: " بعد خروج سعاده من السجن سنة 1936 تعرّف بواسطة نعمة ثابت إلى السيدة وداد ناصيف وكان بيتها في محلة الصنائع قد بات مركزاً سرياً نلجأ إليه لعقد الاجتماعات السياسية واللقاءات الإذاعية. في دارها اجتمعنا بالأستاذ حميد فرنجية وصلاح لبكي وجورج حكيم وتداولنا في إنشاء المجلس الأعلى وصلاحياته، ومن منزلها انطلقت مع عبد الحكيم مراد – المحامي الذي كان عميداً للإذاعة في فترة من الفترات – لمقابلة السيد كيفر. تلك المقابلة التي ذكرها سعاده في إحدى مقالاته في "الزوبعة" – الأرجنتين"، ويضيف: " لقد تحملت السيدة وداد، وكانت طريحة الفراش أكثر الأوقات – إزعاجات جواسيس السلطة حتى مغادرة سعاده الوطن عام 1938 ".
من المعروف أن سعاده غادر بيروت في 11 حزيران 1938 في سيارة الرفيقة وداد ناصيف ويقودها سائقها، وكان بصحبته جورج عبد المسيح. في بلدة المريجات أوقف حاجز للدرك السيارة، الا ان سعاده وجورج عبد المسيح تمكنا من الهبوط منها والتوراي نحو تل مجاور. عندما شاهد سعاده الدرك يسوقون الرفيقة وداد إلى المخفر، هبط من المكان الذي كان فيه وسلّم نفسه، رافضاً أن تعتقل الرفيقة وداد بسببه.
وتمضي السنوات، حتى إذا تحررت مدينة القنيطرة، اكتشف المسؤولون السوريون والمراسلون الصحافيون الذين وصلوا إلى المدينة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، أن سيدتين كانتا تقيمان وحدهما في القنيطرة، إحداهما كانت وداد ناصيف وقد أطلق عليها يومئذ تسمية "ختيارة القنيطرة" وكتبت عنها مجلة الحزب " البناء " في أوائل السبعينات وأجرت معها مقابلة، والتقطت لها الكثير من الصور.
الجدير بالذكر أن الرفيقة وداد ناصيف (من عين زحلتا) كانت متأهلة من السيد سليمان ناصيف، وكان زوجها يملك منتجعات الحمة في منطقة طبريا.
انتماءات في مناطق أخرى
تعتبر منطقة الزلقا – جل الديب من مناطق الحزب التي شهدت انتماء أوائل الرفيقات، كما الرفقاء. وإذ نسجل تقديرنا للدور الذي قامت به والدة الأمين مسعد حجل، المواطنة سوسان ابو جودة نذكر بوفاء وتقدير الرفيقات اللواتي انتمين في سنوات العمل السري وابرزهن الرفيقة ميليا زينون ابو جودة (والدة الامين فاروق) والرفيقة الراحلة ليندا ماضي ابو جودة.
وفي منطقة برمانا انتمت الرفيقتان سعدى منذر وأسمى أبو سمره(18).
إلى جانب مناطق بيروت، طرابلس، الكورة وساحل المتن الشمالي، نورد نقلاً عن الجزء الثالث من كتاب الأمين جبران جريج "من الجعبة" أسماء رفيقات من مناطق أخرى:
أدال زوجة الرفيق معروف صعب، الشويفات، كاترين ابنة حنا الدست من لواء الاسكندرون والمقيم في اللاذقية، سلمى جبرين من نبع كركر (صافيتا)، سلوى حليم دموس التي ألقت كلمة في الحفلة الخطابية التي أقامتها مدرسة البنات الأهلية (بيروت) في 28 حزيران 1939 بمناسبة توزيع الشهادات على الطالبات المنتهيات .
رفيقات أمام التحقيق
يفيد الأمين جبران جريج في الجزء الثاني من "من الجعبة" (ص 521) أن الرفيقة جمال ناصيف:
"هي أول عنصر نسائي في لبنان بل في العالم العربي، يستدعى للمثول أمام المحقق الفرنسي ولو لبضع ساعات لاستجوابه في تهمة عمل سياسي، إنه أول حدث مميز يحصل في تاريخ المنطقة الحديث". قبل ذلك في الصفحة 185 يشرح أن اعتقال الرفيقة جمال تمّ بعد انكشاف أمر الحزب واعتقال سعاده ومعاونيه والكثير من أعضائه. ويفيد أن الرفيقات في تلك الفترة لم تكن لديهن مديرية خاصة بهن، إنما كن أعضاء في المديريات. وإذا كانت الرفيقة ناصيف أول فتاة تستدعى في بيروت أمام المحقق الفرنسي، فإن طرابلس شهدت بدورها محاكمة الرفيقة للي فاخوري إلى جانب 84 رفيقاً من طرابلس والكورة بتهمة "الإخلال بالأمن العام". عقدت جلسة المحاكمة الأولى في 18 كانون أول 1937، ثم تأجلت إلى 12 شباط 1938 فإلى 12 نيسان، وفي هذه الجلسة ألقت الرفيقة للي فاخوري دفاعاً رصيناً كان محط اعجاب هيئة المحكمة، والحضور.
ظاهرتان فريدتان
وفي الثلاثينات، ظاهرتان تستحقان الإشارة إليهما بكثير من التقدير لما تبيّنانه من صلابة الإيمان لدى القوميين الاجتماعيين وأخذهم بالحزب عقيدة حياة تتجسد في أفعالهم وتصرفاتهم.
الأولى حصلت في بيروت وتحديداً في عرس الرفيقة مليحة اللبابيدي التي دعت الزعيم لحضوره. كانت الرفيقة مليحة من الرفيقات الملتزمات النشيطات، وعلى اتصال وثيق بالزعيم.
رغب سعاده أن يلبي رغبة الرفيقة مليحة فحضر إلى منزل القاضي أحمد اللبابيدي يرافقه رئيس مجلس العمد نعمة ثابت، أنيس فاخوري، صبحي فؤاد الرئيس(19) جبران جريج ومأمون أياس.
حضر مراسيم الزواج المفتي نجا، القاضي غلاييني، محافظ جبل لبنان من آل البرجاوي وآخرون.
بعد انتهاء عملية العقد جاء دور تقديم التهنئة. فاقترب شقيق العروس، الرفيق زكريا من شقيقه الرفيق صلاح(20) يعرض عليه موضوع تهنئة الزعيم للعروس الرفيقة مليحة، هل يدخل إلى غرفة "الحريم" أو .. فما كان من الرفيق صلاح إلا أن توجه إلى غرفة "الحريم" يصطحب شقيقته ويقول لسعاده: أقدم لك العروس يا زعيمنا. وكانت هذه "قنبلة الموسم" في بيروت، في حينه.
أما الثانية فقد حصلت في الكورة، أثناء زيارة سعاده إليها لحضور مأتم الرفيق المناضل حسن درويش الأيوبي في بلدة نخلة في آذار 1938 وقد أبنه سعاده بكلمة بليغة ذكر فيها أعمال الرفيق الفقيد وحسن سيرته وسلوكه ودوره في عقد صلح بين فريقين متنازعين في بلدته.
بعد الانتهاء من الدفن ومن مراسم التعزية دعا الرفيق وجيه الأيوبي(21) الزعيم إلى منزله للتعرف على القوميات الاجتماعيات والقوميين الاجتماعيين.
يروي ذلك الأمين جريج في الجزء الرابع من كتابه "من الجعبة" (ص 135) فيقول: "تمّ التعرف. وفي هذا الوقت حصلت طرفة يجب أن تسجل لما تدل عليه من معان اجتماعية سامية لا يمكن أن تنسى، فقد كانت القوميات الاجتماعيات محجبات (نحن في العام 1938) فتقدم الرفيق وجيه من شقيقته أولاً ونزع الحجاب عن وجهها قائلاً: هذا (مشيراً إلى الحجاب) لا يجوز أمام الزعيم.
وهكذا بدأ السفور في الكورة انطلاقاً من هذه المبادرة التي تجرأ على القيام بها الرفيق وجيه الأيوبي.
تحت نير الانتداب الفرنسي
لم تقتصر الاعتقالات في أوائل سنوات الحرب العالمية الثانية على الرفقاء إنما طالت أيضاً الرفيقات. فقد عرف معتقل "المية ومية" دخول الرفيقتين إميلي الحلبي وانجال عبد المسيح وربما غيرهن من الرفيقات. كذلك عرفت المظاهرات التي اندلعت في بيروت ابان معركة الاستقلال مشاركة الرفيقات في المظاهرات النسائية. في مقدمتها كانت تسير كلودا ثابت وعدد كبير من الرفيقات المشاركات.
واذا كانت رفيقات لم تسرن في التظاهرات او لم تنقلن الطعام الى "المية ومية" الا انهن كن يقمن بالاعمال الحزبية في ظل الانتداب وأجهزته وعيونه المتربصة. الرفيقة زينة(22) كانت تطبع البيانات الحزبية على آلة كاتبة بدائية، فتسحب على الستانسل، توزع الى فروع ورفقاء، ويتأمن إيصالها الى الرفقاء في الاسر..
**
وفي تلك الفترة العصيبة تبرز الرفيقة سورية كرم المهتار ويتناقل القوميون الاجتماعيون أخبارها. فالرفيقة سورية كانت تنتقل على دراجتها الهوائية من بيروت إلى "المية ومية" تنقل الطعام وتتفقد رفيق حياتها الأمين عجاج المهتار. ومنذ ذلك التاريخ برزت الرفيقة سورية في الحزب رفيقة مناضلة، جعلت بيتها بيتاً للحزب، واستمرت في أوج عطائها حتى آخر لحظة في حياتها. تبقى الرفيقة سورية المهتار درة في جبين الحزب ورمزاً منيراً للمرأة القومية الاجتماعية المناضلة.
بدورها كانت الرفيقة رؤوفة الاشقر تنتقل على الدراجة الهوائية الى "المية ومية" لتتفقد رفيق حياتها الامين اسد الاشقر. وهي سطرت في تاريخ الحزب وقفات رائعة لا يصح إلا ان تكتب، خاصة بعد انتخاب الامين اسد نائباً عن المتن الشمالي، ورئيساً للحزب.
لقد حفل تاريخ الحزب بالكثير عن دور المرأة القومية الاجتماعية بحيث لا تخلو واقعة حزبية إلا وللمرأة دورها في النضال الحزبي.
ولعل اكثر ما يلفت إليه تاريخنا هو انشاء منفذية للسيدات في اواخر الاربعينات، وما نظمته من حفلات اجتماعية، سنكتب عنها لاحقاً.
فرع نسائي في بتعبورة
في اوائل اربعينات القرن الماضي انتقل الامينان جبران جريج (عميد المالية) ومأمون اياس (عميد الدفاع) الى منطقة القويطع ليقودا الحزب منها، اثر تعرض القيادات الحزبية للاعتقال، واتخذا من بلدة بتعبورة مقراً لهما، ومكاناً للانطلاق في زيارات حزبية الى قرى في الكورة والى طرابلس.
ولاحقاً عندما عاد العميدان الى بيروت فاعتقلا، توجه الى القويطع الامينان عبدالله قبرصي وجورج عبد المسيح والرفيق نهاد ملحم حنا واستقروا بدورهم في بتعبورة.
هذه الفترة من العمل الحزبي سنحكي عنها تفصيلاً.
في الصفحة 593 من الجزء الرابع من مجلده "من الجعبة" يورد الامين جبران جريج التالي:
"من جملة اعمالنا الحزبية عمل تناول النشاط النسائي في المنطقة إذ فيها عدد لا بأس به من الرفيقات، جلّهن من حملة الشهادات العليا. فأنشأ العميد اياس منهن فرعاً نسائياً أخذ يعقد اجتماعاته في كفرحاتا آنا وفي بتعبورة آنا اخرى. تألف هذا الفرع من الرفيقات: هولاندا بربر صعب زوجة المدير جورج الياس صعب، ماري بشارة جبور شقيقة برون وزوجة الرفيق جورج جبور، عفيفة خوري وشقيقتها جلنار، وفكتوريا جبور ولولو صعب نصار. قام هذا الفرع بأعمال اجتماعية جلّى.
*
صحيح أن الرفقاء قاموا بأعمال نضالية باهرة، إلا أنهم ما كانوا تمكنوا من الانصراف إلى عملهم الحزبي لولا أم ترعى وتساند وزوجة ترافق وتسهر وتقدم الدعم المعنوي.
إلى الجنديات المجهولات من أمهات وشقيقات وزوجات، اللواتي كن حاضرات في تاريخ الحزب ونضالاته، ومعاركه، نرفع التحية، فمهما كتبنا عنهن، تظل أقلامنا قاصرة عن تغطية هذا الكم الهائل من وقفات العز، ومن العطاء اللامحدود.
*
نص دستور الحزب في مادته التاسعة على أن " كل سوري ذكراً أم أنثى، يحق له دخول الحزب السوري القومي الاجتماعي على أن تتوفر فيه الشروط التالية:
- أن يكون قد بلغ السادسة عشرة من عمره .
- أن لا يكون قد تجاوز الأربعين من عمره إلا بإذن خاص .
- أن لا يكون مجرماً ضد المجتمع أو ضد الأمة .
- أن يدين بالقومية السورية الاجتماعية ويعتنق مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي ونظامه .
- أن يكون مستعداً لأداء القسم الآتي والتقيد به .
ثم يرد النص الكامل للقسم الحزبي .
يعني هذا أن الحزب أعطى للمرأة حق الانتماء إلى الحزب كما للرجل، والشروط المنصوص عليها في المادة التاسعة تنطبق على المرأة والرجل بحد سواء.
كذلك فإن دستور الحزب – كما كافة القوانين الصادرة – لا يتوجه في أي مادة من مواده إلى الرجل دون المرأة، كما لا يخصص أي مسؤولية بالرجل دون المرأة، حتى في عمدة الدفاع التي – عادة - تستجلب الرجل إليها أكثر من المرأة.
لذلك فإن، كل المسؤوليات الحزبية، وكل المهمات، يمكن أن تناط بالرفيقة إذا توفرت لديها الكفاءة، تماماً كما تناط بالرفيق إن كان يملك القدرة على ذلك.
وحول انتماء المرأة إلى الحزب يورد الأمين عبدالله قبرصي في الجزء الأول من كتابه "عبدالله قبرصي يتذكر" (ص 180) ما يلي:
"كنت مرة في شارع المكحول سنة 1935 وكنت عميداً للإذاعة ودعيت لأقوم بعملية إدخال مواطن مع مواطنين إلى صفوف الحزب. أنهيت قسم الرفيق الجديد وأقبلت أطرح الأسئلة على المواطنين قبل أداء القسم. ترددت قليلاً، هل يقسم الرجل والمرأة نفس القسم؟ هل مسؤولية الرفيق ومسؤولية الرفيقة من قياس واحد؟ فأوقفت الاجتماع ورحت أسارع الخطى نحو "كوخ" الزعيم في رأس بيروت. وجدته وعرضت عليه المشكلة، فقال بهدوء ما معناه: " إن القسم وضع للحزب، لكل طالب انتماء كانت امرأة أو رجلاً، المساواة بين الجنسين مطلقة. لا فرق عندنا في الحقوق والواجبات بين الذكر والأنثى ".
هوامش
(1)جرجس حداد: صاحب المطعم في شارع بلس، تجاه الجامعة الأميركية، حيث كان يتردد إليه سعاده، والمنزل في شارع جان دارك الذي فيه استأجر سعاده غرفة قبل أن ينتقل لاحقاً إلى المنزل الذي اصطلح الرفقاء على تسميته بالكوخ. والد الرفقاء فؤاد، يوسف وعفيفة.
(2)الجزء الأول من "عبدالله قبرصي يتذكر" الصفحة 182.
(3)شقيقة نعمة وفلادو ثابت، اقترنت بالنائب شفيق ناصيف (من رأس بيروت).
(4)لم يعتقل الرفيق كامل أبو كامل لأن سعاده كان كلفه بنقل بعض الأوراق حتى لا تقع في أيدي السلطات في حال دوهم المنزل بشكل مفاجئ.
(5)"من الجعبة" – الجزء الأول (ص 282). وقد منحها سعاده رتبة "الامانة". سنخصص لاحقاً نبذة عن سيرتها.
(6)جرى انتماؤها، والرفيقة جمال ناصيف في منزل الرفيق جميل شكر الله في منطقة طلعة جنبلاط، رأس بيروت، رافقتها هيلدا موقدية، وفيما أقسمت الرفيقة عفيفة، تراجعت هيلدا في آخر لحظة.
(7)كانت تعمل قابلة قانونية. انتمت بواسطة طالب الحقوق آنذاك، الرفيق مصطفى الذوق.
(8)منحت رتبة الأمانة، سجنت وتولت مسؤوليات وبقيت مناضلة، مؤمنة بالحزب، حتى آخر لحظة في حياتها. غادرت إلى تورنتو (كندا)، وفيها وافتها المنية. مع أن زوجها – من آل حداد – لم يكن رفيقاً، إلا أنه لم يكن يمانع من ان تزاول نشاطها الحزبي، وفي أن يكون منزلهما مفتوحاً للرفقاء وللعمل الحزبي.
(9)من بلدة راشيا الفخار. اقترنت من مواطن من آل سرتان، من طرابلس.
(10)من الرفيقات المناضلات، اقترنت لفترة قصيرة من الرفيق جورج عبد المسيح، أديبة ولها مقالات كانت تنشرها في صحف الحزب.
(11)الأمين جبران جريج "من الجعبة" – الجزء الأول، ص 285.
(12)المصدر السابق، ص 294.
(13)شقيقة الأمين بشير فاخوري.
(14)والدة القيادي في تنظيم المرابطون المحامي سنان براج.
(15)من حمص، وشقيقة الرفقاء محمد، أحمد وسميحة شمنق، اقترنت من صديق الحزب، وسعاده، "الأمير" محمد أمين أرسلان، توفيت باكراً.
(16)انتمى ابنها فيليب دون أن تعلم، وفوجئا ببعضهما البعض في أحد الاجتماعات الحزبية (نرجح أنه اجتماع الأول من حزيران 1935) فعرف كل منهما بانتماء الآخر.
(17)لا يوضح الأمين جبران جريج سبباً لعدم تبليغ المرسوم، إنما يكتفي بالإشارة أنه بقي بحوزة شقيقة الرفيق جميل عازار.
(18)الأمين جبران جريج "من الجعبة"، الجزء الأول، (ص 333).
(19)من صور. تولى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود.
(20)كان رفيقاً سرياً. عين قائمقاماً في بعلبك، ثم مديراً للشرطة في بيروت. وكان شاعراً.
(21)من الرفقاء المناضلين. تولى مسؤوليات حزبية عديدة منها منفذ عام الكورة. كان بدوره شاعراً.
(22)شقيقة الرفيقة ماري، عقيلة الرفيق المناضل نقولا بردويل.
|