سرجون العظيم مؤسس الدولة السورية الأولى وضع أسس قيام دولة قوية ناهضة قابلة للأستمرارية بطريقة تتماشى و الواقعية البشرية التي تتكون منها أمتنا . كتبنا في المقال الماضي عن اليسير اليسير من منجزاته التي لا تنتهي لأنها بحاجة إلى مقالات كاملة في كيفية إدارته للدوله و الأمة اعتمادا على الموروث الثقافي الفكري الروحي لأن الأمم تبنى بالأساس من روح ثقافة توارثتها الأجيال و هذه الروح هي من تاريخها و علم التاريخ أيها السوريون هو العلم الأشد التصاقا بالسياسة لأنه هو المحرك الذي تستمد أي أمة فكرها , لكن ما بالكم بأمة كأمتنا وجودها الحضاري أقل ما يمكن وصفه بأنه مرآة لتاريخ الأمم , الأمم التي تريد استعباد أمم أخرى و تريد أن تضع أيديها على مقدرات الشعوب الأخرى أول ما تصادره هو تاريخ هذا الشعب فتبدأ بتفتيت و تقسيم و تشويه وتزوير تاريخه , ادراكا منها بأن وحدة الشعب تكمن بوحدة تاريخ هذا الشعب و افتخاره المحق بانجازاته على مر العصور, و ما اصرار الأمم الحقيرة الحاكمة الحالية لفرض مناهج تعليمها و ثقافتها على الامم الاخرى الا خطوة في هذا السياق " لهذا وجب تعريب الهلال الخصيب " , فهي تهدف الى بتر الشعب عن تاريخه اولا و بالتالي تطويعه لمفاهيم جاهزة لتجعله اطراف متناحرة و لكن هذا غير ممكن إن لم تضع صعاليكها لأدارة هذه الشعوب و هذا البتر و ها هي منظومة مخنثين الجامعة العربية جاهزة لكتابة تاريخ كاذب منافق تدميري تكفيري لأربعمائه مليون ناطق بالضاد فقط و فقط من أجل الحفاظ على العقيدة التلمودية التي تقوم أساسا على الحقد و تفكيك المجتمع السوري الواحد إلى مجتمعات فأصبح تاريخنا أفلام كرتون من التوراة و التلمود فتتكلم مثلا عن ولادة موسى العجائبية و كيف وضعت أم هذا البطل القومي " موسى " في سلة و تم طليها بالقار و تركت هذه السلة في النهر و الرضيع في داخلها و تستمر السلة في السير على صفحة المياه ثم يأتي شخص و يجد السلة فينتشلها من النهر ويخرج الرضيع يقوم هذا الشخص المنقذ بتربية الرضيع و يكبر الطفل ويقود شعبه ويحقق لهم دولة كبيرة ومجدا عظيما . قصة ولادة موسى أيها السوريون هي نفسها قصة ولادة سرجون العظيم سرقها اليهود و جعلوا من موسى نبي له شريعتة و تعاليمه و سفاحيه " هل هناك مهزلة أكثر من هذه " !! . حين نعيد النظر في قراءة تاريخنا المنهوب نجد أن النهج الذي اعتمده أغلب المؤرخين الغربين هو النهج التلمودي و هؤلاء في مجتمعاهم مرموقين و يعتبرون الأرقام الأولى في التأريخ كصمويل كريمر , و وول ديورانت و أسماء لا تعد ولا تحصى . تمت ترجمة آثار أجدادنا على هذا الأساس و على ماهو موجود في التوراة و التلمود لكن هناك ماهو أخطر من ذلك و هو في اسقاط هذه المفاهيم التلمودية على مجتمعنا و تعميمها كثقافة للأنسان في سوريا الطبيعية كي تصبح حقيقة تتناقلها الأجيال و تصبح هذه المفاهيم المزورة الخاطئة التي لا أساس لها من الصحة هي تاريخ هذه الأمة لأن قصص التوراة و التلمود لا يقبلها لا عقل ولا حتى شبه عقل و هي أساسا لم تخضع لأي تحليل علمي بحثي فأصبحت التلمودية و العقيدة الأبراهيمية هي ذاتها مفاهيمنا اليوم و لوت عنق تاريخنا الحقيقي و هذا ليس نتيجة جهل المترجمين و خصيانهم بل ضرورة وجودية لتثبيت المنظومة الصهيونية الحاكمة للعالم لذلك أصبح تدمير مجتمعنا و تاريخنا و روحنا و حقيقة أدياننا ضرورة و حولت تاريخيا الى مسلمات و بات الخروج عنها هو خروج عن مقدسات فكرية و اجتماعية و لم يكن ليتسنى أن تصبح هذه المفاهيم مسلمات الا لوجود حراس حقيرين على ابواب هذه المفاهيم الخاطئة, حراس صنعتهم ايادي الظلام التي حاربت هذه الامة تاريخيا و وضعتهم في موقع السلطة الفكرية على عقول ابناء الأمة لمئات السنين فبات انتقاد حتى هذه الشخصيات هو بحد ذاته كفر و زندقة و يتوجب تكفيره و قطع رأسه , حتى و لو كانت هذه الشخصيات فكرية أو سياسية أوثقافية الموقع بعيدة عن المنصب الديني , و امتدت قدسية هذه المفاهيم و شخوصها حتى وقتنا الحاضر , و مازال هناك من يمارس مفهوم التعتيم و التغيب و الأقصاء على العقل السوري النير .
هؤلاء السفهاء فرضوا مفاهيمهم و ما زالوا حتى اليوم كما الجراثيم تنهش في أجسادنا و في كل يوم تخرج لنا صفحات المارتاديلا و الشيش طاوئ و تتكلم عن لغات آكادية و شعب أكادي و كل هذا التخريف فقط من أجل تثبيت فكرة سرقها اليهود و لم يفهموها , تماما كما ولادة سرجون العظيم التي نسجوها لموسى و سنكتب لكم بعض ما سرقوه في المقال القادم . ذهبنا الى المتحف الملكي البريطاني حيث يوجد الرقم الطيني و علية النص السردي لولادة جدنا سرجون العظيم و الذي وضعنا لكم صورته في المقال السابق . كما تلاحظون أن هناك زوايا ناقصة من النص و لكن وفي بداية النص كتب مايلي بترجمة إنكليزية " in agade sargon… " أي كما ترجموها لنا " من أكاد , سرجون .... " كما تلاحظون كتب بحرف الجيم و ليس بحرف الكاف و تلفظ كما " الجيم باللغة المصرية " هذا ما هو مكتوب بالنص أيها السوريون و لكن " agade " التي ترجموها على أنها الأكادي ماذا تعني ؟؟ أو بالأحرى ما هي ؟؟ هذه أيها السوريون كلمة سومرية مركبة من ثلاثة أقسام a و ثم ga و من ثم de و سنعود إلى معنى كل قسم و نستعين بقاموس اللغة السومرية للباحث في اللغات القديمة جون هالوران .
الألف أو حرف a هو للتعريف عن الأسم و هو ملحق لما يليه .
و ال " جا " أو ga في اللغة السومرية يمكن ان يكون لها معنيين الأول " الحليب " و أما الثاني " الغرفة زائد مياه " .
و أما " دي " أو de فلها هذه المعاني " يكون , بالكامل أو كلي ؛أو تشكل ، أو شكل من الأشكال , أو تكون أو زيادة أو اضافه . " القاموس السومري أيها السوريون موجود في كل المكتبات و تستطيعون التأكد من كلامنا بعيونكم " اذا قمنا بتجميع الأقسام الثلاثة في كلمة واحد و هي agade سيصبح عندنا المعني الحقيقي و هو " الذي تشكل في المياه " أو الذي تكون في المياه " أو الذي أضافته المياه . في قصة ولادة سرجون العظيم والدته وضعته في سله و اغلقتها بالقار و ضعته بالنهر و النهر حمله إلى البستاني و هذه هي قصة جدنا سرجون لأن كلمة سرجون تعني الملك العادل أو الملك الأصل و هكذا يصبح المعنى متكامل " الذي تشكل في المياه الملك العادل و ليس سرجون الأكادي لأن اسمه الحقيقي ليس سرجون لأن سرجون تعني الملك العادل فكيف لوالده أو الذي رباه أن يعرف أن ابنه بعد 20 سنه من ولادته سيصبح ملك عادل !! هل فهمتم أيها السوريون معنى آكاد !!! قولوا للعقول الحقيرة السفيهة كفى كفى كفى يا مومس الأمم , يقولون شعب و لغات آكادية يقولون ... . صدق من قال بهم " حظيرة خنزير أطهر من أطهرهم " .
|