إقرأ ايضاً
|
في عملية ممنهجة و مع استمرار التعتيم و الحرب الخفية المستترة منذ قرون أصبح الأنسان السوري غير قادر على استيعاب ذاته و حقيقته , أصبح السوري إنسان يردد و يكرر ما يسمعه من دون التعمق به و تحليله و البحث فيه , زد على ذلك عملية طمس وجوده الأنساني الثقافي كسوري وهب أمم الأرض وجودها الحضاري لأن الوجود الحضاري لكافة الأمم و على كافة الأصعدة منشأه سوري بحت و من ثم تم تطويره و احتكروه لأنفسهم , أكاديمية الفكر السوري القومي الاجتماعي قدمت لحضراتكم الكثير من المقالات التي تثبت أن أجدادنا السوريين هم من قدموا للأنسانية كل المفاهيم و سنتابع في هذا , أصبحت ثقافتنا بين الثقافات العالمية ذبيحة تتقاسمها الأمم و شعوبها دون أي ذكر لمنبعها و مبدعيها و كيف نشأت و متى , بالطبع لا يوجد مصلحة لهؤلاء اللصوص للكلام عن هذه الحقيقة بل على العكس عملوا على طمسها و العروبة شريك كامل لهذه السرقات ليس لأنها سرقت بل لأن التغاضي عن السرقات و التحوير و التحريف و الصمت عنها و السير بالأرادة الأجنبية يجعل منها شريك في عملية السرقة و النصب , هذه العملية الحقيرة أدت إلى حالة تأزم في شخصية الأمة , تأزم في فهم ذاتها , في مفهوم هويتها في مفهوم الوطنية و الأرض و عشق الوطن و المجتمع و التاريخ الحقيقي الذي ينتج روح ثقافية جديده متجدده تقوم على أساس العقل الشرع الأعلى القادر على إدراك مصلحة هذه الأمة و رفعتها و نهضتها , عملية فك الأرتباط بالقيم السلوكية التاريخية الحقيقية لهذه الأمة بدأت منذ عشرات القرون و تتابعت بحقبة الأحتلال العثماني و الفرنسي الدمويين ثم مشت العروبة بنفس الخط و بنفس النهج و أصبحت الثقافة العثمانية و الثقافة الأعرابية هي الثقافة المتداولة " نريد أن نتعمق قليلا في أمر ذكرناه في الجزء الأول كي نضعكم أمام حقيقة ما يسمى بالمسلسلات الشامية التلفزيونيه التي تتناول حقبة الأحتلال الفرنسي , نريد أن نسألكم هل هذه هي حقا الثقافة السوريه الدمشقية !! هل هكذا نحن كنا نعامل نسائنا !! هل كنا غيبيين لهذا الدرجة أم هي ثقافة الحرملك و الحريم و الشذوذ العثماني الحقير كي يتابع احتلاله من خلال شد العصب الرجولي الديني و ثقافة الرعويين المتكلين على ما تقدمه الطبيعة و ليس على ما تزرعه و تحصده أيديهم أي على عرق جبينهم , سؤال آخر لماذا لم يتم أنتاج مسلسلات عن الحقبة العثمانية ذاتها و عن حقارة أفعالهم !! , الهدف الأول و الأخير لهذه المسلسلات الحقيرة هي أخونة و وهبنة و عثمنة و عربنة هذا الجيل الذي يتابع هكذا مسلسلات و وضعة على طبق من ذهب حتى تشترية الأمم و يصبح دمية بأيديهم و قد نجحوا في هذا الأمر نجاح باهر فقط و فقط ببضعة سنين و من يعود منكم ليرى بداية الأحداث التي شهدها الكيان الشامي و يرى ما كانت تبثه قنوات الزندقة عن ما يسمى تنسيقيات ثورة العمالة الصهيونية سيجد أن هؤلاء الخونة هم نسخة طبق الأصل عن أبطال ما يسمى المسلسلات الشامية هكذا جعلوا من أعظم أمة و أعظم شعب أمة جوييم عملاء للأمم و قد قلناها أنها عملية مدروسة و بالتفاصيل أيضا و ليست عشوائية , من هنا أيضا علينا أن نفهم لماذا فنان مهنته التمثيل يعتبره الناس مثقف وقف في وجه دولته و هجرها و حاربها و ارتمى في حضن المخصين فكريا في دول الخليج العربي , نريد أن نوجه كلمتين لهؤلاء و نقول لهذا العقل الحقير المتصهين المدمر لهوية هذه الأمة الذي يقوم بأنتاج هكذا مسلسلات كفى عهر أيها الزناديق العبيد , كفى زندقة أيها الساقطون من غليظ الأمم , الدماء التي تسيل اليوم أنتم المسؤولين عنها لأنكم أنتم بحقارتكم أو بغبائكم أو بانتهازيتكم تتابعون بدمار عقول و أجيال هذه الأمة , أنتم بحقارتكم دفعتم ملايين السوريين كي يحملوا السلاح و يحاربوا جيوش الأمة و في كافة كيانات هذه الأمة , أنتم عار على هذه الأمة عار حقيقي عودوا إلى ضميركم و لا تبيعوا هذه الأمة بفضة اليهود لأن التاريخ سيحاسبكم على أعمالكم هذه . لكن الأمر يذهب إلى أبعد من هذا , الأمر يذهب إلى صبغ كل ما حدث و يحدث من حروب في البشريه بصبغة دينية مع أن الحروب هي بالأساس مطامع و مصالح و استبداد و هذه الحروب عينها كانت موجوده من قبل نفس الأمم و في نفس المناطق حتى قبل ظهور الأديان لكن العقل الحقير دائما و أبدا يريد وضع الصبغة الدينيه على كل ما يحدث و هذا ما تحتاحه الماسونية الصهيونيه لأنه لولا ذلك لما كان هناك وهابيه و لا اخوان و لا داعش و لا جبهة النصره و لا أي شيئ من هذا الكلام الفارغ و هكذا أيضا يصبح الأحتلال فتح و الدفاع عن الأرض كفر , و عندما نقول أن الأمم هي التي أنتجت هذه الأفكار الحقيرة فنحن لا نذكر إلى الحقيقة لأنه مثلا الحرب بين الغساسنه و المناذرة ليست إلا حرب بين البيزنطيين و الفرس فهذا عميل و ذاك عميل أي تحول ساكني الأرض لأذرع أمميه و هي مستلقية في غرف نومها تنعم بالأمن و السلام لأن هناك من يحارب من أجلها و بالمجان , هذا أيضا نعيشه اليوم ,هذه هي الثقافة التي عملت الأمم الحقيرة على زرعها في أدمغتنا و طغت على ثقافتنا و روحنا السورية التي نحن منها و تم إقحامها في ذهنيه الأمة , هي مفاهيم تبعدنا عن التعلق بالأرض و المجتمع و الوطن فأصبحت الهوية قيمة ثانوية تتجاوزها بكل سهوله تلك القيم الدخيلة التي يعتبرها الكثيرين ضرورة لذاتهم أو حيويه لوجودهم فيعبر عن نفسه بشخصية أخرى لذلك نجد خطابه ليس إلا تجاوز لحقيقته و التنكر لها و نجده أيضا يدخل في متاهات الغيبيات و الصراعات الدينيه الطائفية و المذهبية أو العرقية أي بالمختصر المفيد يصبح هذا المجتمع مجتمعات يسهل اختراقها من قبل أعداء هذه الأمة التاريخين و الجدد و هذا ما لا يريد أن يعترف به و لا يريد أن يفهمه العقل العروبي .
الهوية في حقيقتها هي رؤية الذات من خلال مجتمعها الذي تعيش فيه لذلك كلما ازداد تفاعل ذلك المجتمع بين مكوناته امتلك أفراده هوية تتجسد كقيم سلوكية تمكن هذا الفرد من التواصل مع الآخر "الاجتماعي " و هذا التواصل و هذا التفاعل يؤدي إلى توحيد الرؤية مع الآخر في نفس المجتمع و مع مرور العقود و الأجيال يصبح المجتمع ذا رؤية واحده و تطلع واحد و أهداف سامية واحده , تذوب الفروقات الشخصية للأفراد في شخصية واحدة هي شخصية الأمة و هويتها و تصبح الأمة مجتمع واحد , هذا الأمر مفقود اليوم لأن الأسس التي بني عليها مجتمنا منذ الأستقلال الوهمي هي أسس عرقية دينية طائفية غيبية حتى و لو كانت في ظاهرها غير ذلك لأن علاج هذه الآفة يكون من العمق و ليس على أساس توزيع المناصب " بالطبع هذه الأسس القاتلة المدمره استمرت في دعمها و تغذيتها أمم الجوار و المنظومه الصهيونية العالمية وعملت دائما على قتل الروح القومية الوطنية السوريه و من منكم يعود لقراءة اجتياح اليهود للكيان اللبناني في ثمانينيات القرن الماضي بهدوء و تروي حتما سيعرف عن ماذا نتكلم " .
ـ يتبع ـ
|