إقرأ ايضاً
|
نذهب إلى المجتمعات الغربية قليلا لنحاول فهم الرؤية المجتمعية التي تم البناء عليها في العصر الحديث , بعد الثورات الصناعية بدأت المجتمعات الغربية تتحول من الفهم الغيبي الديني أو الملكي الأقطاعي إلى المفهوم العلمي و النظرة الواقعية المجتمعية التي تكفل مجموعة من القيم كالعدالة و المساواة و الأمن و الديموقراطية و حرية التعبير و... الخ , هذه كانت نقطة التحول في المجتمعات الغربية و هذا التحول حدث بشكل مفاجئ و بمدة زمنية قصيرة نسبيا اذا بالمقارنه مع حجم التحول , هذا التحول في حقيقته ليست صناعة غربية لأن المفاهيم لا تولد بشكل مفاجئ بل تحتاج أجيال كاملة و هذه الأجيال لم تكن في التحول الغربي , لأن هذاالتحول لم يكن صناعة غربية بل يعود إلى الثقافة الرواقية بمدرسة زينون السوري , هذه المدرسة تابعت تطوير المفاهيم السورية لمدة 400 أو 500 عام بعد ولادتها "على يد زينون الرواقي " هي ذاتها النظرة الأنسانية التي تعتنتي بالذات الأنسانية و تصنفها على أنها محور الكون فالأنسان يستحق الحياة الكريمة العادلة لكن الأنسان ذاته هو الضامن الذي يجب أن تنطلق منه الحياة الكريمه العادلة من خلال نفسه الخيرة , كان هذا على الصعيد الفلسفي و أما في المفهوم الحقوقي أو مفهوم العدالة القضائية فقد تم إعادة صياغة القوانيين التي شرعها بابينيان الحمصي قبل ما يقارب 1700 عام من ذلك الزمن مع تحديثها بما يتوافق مع متطلبات العصر من أجل إحلال عدالة حقيقية في المجتمع , حتى يومنا هذا عندما تكون هناك قضايا مستعصية أو لا أسس تعتمد عليها في القوانين اللاتينية الحديثة يعودوا إلى تشريعات جدنا بابينيان الحمصي و من تشريعاته ينطق بالحكم , أما على الصعيد الأدبي فحدث و لا حرج . لكن عند نشوء هذا الفكر الجديد سرعان ما تدخل رأس المال و بدأ بإنشاء تجمعات ثقافية فكرية تتناقض مع بعضها لكن القاسم المشترك لها هو النظرة العلمية للكون و الحياة و من هذه التجمعات تشكلت الأحزاب و الأفكار و بدأت بتدوين قيمها المجتمعية و الثقافية بناء على العلوم الطبيعية و العلم مع اظهار كافة العيوب و الأخطاء التي ارتكبها أجدادهم لكن و بنفس الوقت وضعوا الفرد الغربي في حالة نفسية روحية تتناسب و هويتة القومية و كتبت لهذا الفرد تاريخ مشرف يستند إليه و الأجيال المقبلة كي تبني و تجدد و تبدع و تتجدد و على هذا الأساس قامت المفاهيم الثقافية في زمن عصر النهضة , أي بما معناه تحولت ثقافتنا السورية التي كتبها أجدادنا قبل وعلى امتداد قرون إلى ثقافة غربية ثم استوردناها نحن السوريون على أنها غربية , الثقافة الغربية التي سرقوها من أرضنا حددت رؤية الفرد من خلال النظرة القومية للأمم , هذه الرؤية للنخبة الفكرية الغربية استطاعت أن تتجاوز كل الصعوبات التي كان يعيشها المجتمع و تحولت الى مفاهيم عالمية تجاوزت حدود الثقافه المحلية و الأقليمية لتصبح هذه الثقافة هي المرجع العلمي الذي يدرس في كل جامعات و معاهد العالم و هي مفاهيم العقل والمنطق والديمقراطية وعلوم الإنسان , لكن دئما و أبدا مع التركيز على الهوية التاريخية و تاريخها الحقيقي . عصر النهضة خرج إلى النور في القرن السابع عشر ميلادي و ما بعده , ذلك لم يكن صدفة لأن ملايين الرقم الطينية و الكتب السورية المكتوبه باللغة السورية القديمة سرقت و نقلت إلى الغرب " لم يطالب بها أحد من النفوس العروبية الرفيعة يا للعار " و ترجمت و بقيت تحت الدراسه لعقود و بعدها و منها ظهرت هذه المفاهيم لذلك أصبح إخفاء مصادر هذه المفاهيم ضرورة و حتى يومنا هذا , هناك مئات الآلاف من الرقم الطينية و الكتابات السورية غير مسموح من الأقتراب منها لماذا !! , ليس هذا فحسب بل أصبحت هناك ضروره وجودية أخرى للحفاظ على هيبة تلك الثقافة التي نسميها غربية و منشأها الغربي و هي بتغيير الواقع الديموغرفي أو البشري لسورية الطبيعية و الهدف من هذا التغير هو محي الفكر السوري و استبدالة بآخر غير قادر على النهوض بالمفاهيم التي سرقها الغرب " نعطيكم مثل بسيط الجميع يعرف من هو شكسبير الكاتب العالمي لكننا نحن في أكاديمية الفكر كتبنا لكم مقال كيف سرق شكسبير قصه جدنا لوقيان السميساطي بعنوان عدو البشر و نسبها لنفسه و أيضا طاليس الذي تبرأت منه العروبه و اعتبرته يوناني مع أنه سوري ابن سوري و من أم سورية هو الذي وضع و رسم خطوط الطول و العرض و هكذا " هكذا تم استبدال مفاهيمنا السورية بمفاهيم " مكانك راوح " أو " صادر بلا وارد ", لماذا صادر بلا وارد !! لأنك تستطيع أن تبني و تشيد ما تشاء و في اللحظة التي يريدون سيشعلوا لك فتيل الدمار و كان و دمروا كل ما بنيته و كل ما شيدته , المفاهيم و القيم و هذه الروح السورية إن عادت إلى موطنها و استقرت في رحمها السوري الطبيعي ستنقل سوريا الطبيعية بسنوات قليلة إلى مصافي الدول المتقدمة الحضارية و ستشكل خطر حقيقي أيضا على فردية حكم العالم من قبل هذه المنظومة الصهيونية الجديدة الأستعمارية , لذلك في القرن العشرين و بعد نمو حاجة الغرب للموارد الطبيعية أصبحت الظروف مواتية لتغيير الخرائط الأستعمارية فقرر الأنكليزي و الفرنسي التخلص من العثماني و كانت ثورة لورنس العرب " الثورة العربية الكبرى " و كانت سايكس بيكو جاهزة و كان الخونة أيضا ينتظرون التوقيع بحوافرهم على قيام الدويلات السورية كما هو حال خونة الخمس نجوم اليوم الذي يسميهم البعض معارضة و لكن و كما فعل البيزنطي مع النبطيين و التدمريين هاهم مرة أخرى فأتوا بمرتزقتهم من الرمال و دمغوهم بالشرفاء و أجلسوهم ملوك و بدأ بيع الأراضي السورية بالجملة و المفرق شمالا و شرقا و جنوبا و غربا و كانت فكرة العروبة قد رسمت في أروقة تلك المنظومة في فرنسا و خرج الأنكليز و الفرنسيين بالتوازي مع انشاء جامعة المخنثين العربية و ما زال مجتمعنا يسير إلى الوراء . لماذا يسير إلى الوراء !! لأن الأفراد العاديين أو الأنسان العادي عندما ينظر إلى تاريخه و يقرأ في رقي أجداده و حضارتهم و تمدنهم يتمثل بتلك الروح الراقية المتحضرة و يبني مجتمع راقي متحضر لكن في العروبة إلى من سينظر !!! إلى الغزوات و السبي و الغنائم و قطع الطرق و الخطف و طلب الفدية و تقطيع الرؤوس و الجواري و حتما سيتمثل بهم أليس هذا ما يحصل اليوم أيها السوريون !! أليس هذا ما يحصل اليوم أيها السوريون !!
توغلت الثقافة الأنحطاطية بين أفراد المجتمع السوري الفاقدين لحقيقتهم و هويتهم منذ نعومة أظافرهم و مع ظهور الضغوط الاجتماعية على كاهل هذا الفرد المعبأ بالأفكار الهدامة المدمرة إضافة إلى الطائفية المذهبية الدينية التي غذتها أطراف خارجية و مع سيادة عقم فكري مستهلك ينسخ و يلصق غير قادر على إنتاج توجهات و حلول نابعة من روح المجتمع السوري , إضافة إلى عثمنة عربنة غيبنة هذا الفرد أدى إلى نتائج كارثية هي أمامكم .
فقدان المعنى الحقيقي للهوية السورية و الحس الوطني و قيمتهما و قيمهم جعلت من هذا الفرد عدو لأمته التي ولد فيها و تغذى و شب من خيراتها فكان ينتظر ساعة الصفر لحظة الأنفجار و أتى الأنفجار و دمر كل شيىء و مازال حتى الآن .
المأساة التي نعيشها اليوم و هذا الدمار و هذه الدماء نتاج طبيعي لتحول فكري مدمر ضرب في عمق الأمة السوريه لأن العروبه حتى و لو بدون قصد تعني تشرذم تفكك و ضياع , تعني انسان بلا هوية بلا وطن و وطن بلا مواطنين , هل رأيتم أيها السوريين وطن يستجدي مواطنيين !! هذا ما يحصل اليوم في المصالحات و بدل من اجرائات جذرية تمحي الخونه من الوجود في الأمة السورية و سحب الجنسية السورية من كل من رفع السلاح بوجه الدولة كما تفعل كل الدول التي تحترم نفسها يقوم العروبيين باستجدائهم و تطييب خواطرهم المريضة و تبرئة زممهم من دماء شهدائنا بمصطلحات حقيرة أصبحت معروفة لدى الجميع , " فلاديمير بوتين وضع قانون يتم من خلالة يتم الحجز على أملاك الأرهابي و أبوه و أمه و أعمامه و خلانه لتعويض أضرار المجتمع وكان هذا القانون بمثابة ضربه قاضية لكل من تسول نفسه برفع السلاح في وجه الدوله " هذه هي العقول التي تحترم نفسها و شعبها و ليس التبويس و التمجيق و تطييب الخوطر و مغرر به و من لم تتلوث يديه بالدماء و كل الترهات التي تسمعونها على الشاشات لأن دماء الشهداء أيها العروبيين ليست بيبسي كولا و منازل السوريين التي دمرت ليست خيم " . هل هو عجز !! لا نعتقد , هل هو ضعف !! لا نعتقد , اليوم الأمة السورية عارية و السوريين مهما كانت سلالتهم و أصولهم فهموا أن العروبة تعني فقط العودة إلى الوراء إلى المجهول إلى الغيبيات , و السوريون ما زالوا يتألمون , اليوم نحتاج وقفة مع ضميرنا أيها السوريون مأساتنا اليوم هي في هوية أمة وضعها مرتزقة على طاولات قمار الأمم منذ 100 عام و حتى يومنا هذا , العروبي لا يدرك أن فقدان الحس الوطني القومي هو المسؤول عن هذا الدمار و هذه الدماء و لهذا تجدون جيوش من عديمي الضمير المرتزقة في الصحافة يكذبون عليكم ليل نهار و يخدعونكم و يحقنون أدمغتكم بالمورفين , لا يوجد فقط صحفي واحد يطالب بأمر بسيط , بسيط جدا و هو محاكمة موظف فاسد , هذه هي الحقيقة , اليوم نحتاج ليقظة ضمير و العوده إلى هويتنا الحقيقة شاءت الأمم الحقيرة أم لم تشاء , أمتنا السورية تريد هويتها السورية و العرب لهم أمتهم في شبه جزيرة العرب و هم أحرار بها و نحن السوريين لنا أمتنا السورية و نحن أحرار بها أعيدو للأمة السورية ثقافتها و تاريخها و روحها و حضارتها بقوميتها الأجتماعية الجامعة و ليس العرق العنصري الواحد و الغيبيات لأن العرق الواحد و الغيبيات هي نظريات من لا نظر له .
|