تسنى لي بعد سنوات من الرغبة ان ازور بلدة بريح مع عدد من الرفقاء فنلتقي الرفيقة اروى بو عزالدين في لقاء لافت.
في حينه عدت بذاكرتي الى الأمين المميّز معضاد نجم(1) الذي كنت عرفته جيدا رفيقاً، منفذاً فأميناً.
الى ذكراه نعيد تعميم ما كتبته عنه بتاريخ سابق.
*
عرفته منذ الستينات، عندما تعرفت لاول مرة الى الرفيق سليم سلمان، ثم تباعاً الى الرفقاء خالد سلمان، وجدي سلمان، جهاد ابو غانم، رمزي سلمان، والرفيقة نجوى سلمان التي اقترنت لاحقاً من محافظ الجنوب الرفيق حليم فياض.
كان اسمه مرادفاً لكل عمل حزبي في الغرب، ولم نكن نقول الرملية، إلا ونذكر معها الرفيق (الامين لاحقاً) معضاد نجم.
وعرفته اكثر عندما علمت من الرفيقة اروى بو عز الدين انه زوج خالتها الرفيقة منتهى بو عز الدين. فقد حدثتني اكثر عنه، وعندما تولى مسؤولية منفذ عام الغرب منذ العام 1987، تواصلنا اكثر وتوطدت علاقتي به، ومعها الكثير من المودة والاحترام.
كنت اعرف عنه ثقافته العقائدية، حضوره الادبي والتربوي والاجتماعي، كما الحزبي، في الرملية، وفي القرى المحيطة، وفي الغرب.
انما، عندما شاركت في واجب تشييعه(2)، واستمعت الى ما قاله عنه معارفه عرفته اكثر، وجيداً.
البعض تعرفهم اكثر عند رحيلهم، اذ تستمع الى حديث الناس عنهم.. تصغي الى الكلمات التي تنبع من القلب والوجدان وتتحدث بصدق، وتحكي.
ساعتئذ عرفت الامين معضاد مربياً، استاذاً بالقدوة، ضليعاً باللغة العربية، اديباً، مؤسساً حضوراً ثقافياً في بلدته وفي المحيط.
من المؤسف اننا لا نعرف رجالاتنا الا عند الرحيل. نبكيهم وقد شعرنا ان رحيلهم ترك فجوة، هيهات ان تُملأ. انما، وهم على قيد الحياة، لم ندوّن مذكراتهم. لم نسألهم تاريخ الحزب في بلدتهم، وعن حوادث كثيرة يعرفونها، ولم نوظف كفاءاتهم في سبيل نمو الحزب في متحداتهم.
كأننا أدمنّا البحث عن الهِنات، فنحكي عنها ونزيد عليها، لا عن المنارات عند كل رفيق فنوظفها في سبيل الحزب، نمواً وانتشاراً.
كأن الحزب ينمو عندما يتناول بعضنا البعض. لا كيف ننضم الى بعضنا لبناء حزب يحتاج الى كل ما يقدم له مزيداً من الحياة.
اليوم، اشعر بحزن عميق لرحيل الامين معضاد نجم. واكثر اني لم اتمكن من زيارته لاستمع ونتحدث، ونتبادل الكثير في سبيل حزبنا.
كم هو محزن ان نخسر الرياحين من حزبنا، تباعاً.
والامين معضاد نجم واحداً منهم.
هوامش:
(1) معضاد نجم: ابن بلدة الرملية وزوج خالة الرفيقة اروى بو عزالدين، الرفيقة منتهى.
(2) شاركت مع حضرة رئيس المجلس الاعلى الامين محمود عبد الخالق. كان مأتماً حاشداً شارك فيه رفقاء من
منفذيات الغرب، الشوف والمتن الاعلى، يتقدمهم المنفذون العامون واعضاء هيئات المنفذيات.
|