اذ ننشر ادناه ما كنا عممناه عند رحيل الأمين خالد أبو حسن، ندعو رفقاءنا في الشويفات ممن عرفوا جيدا الأمين خالد أبو حسن ان يسطروا لنا معلوماتهم لاغناء هذه النبذة.
عرفته منذ ستينات القرن الماضي، في المرحلة الصعبة التي أعقبت الثورة الانقلابية، وعرفت في حينه عدداً جيداً من رفقاء الشويفات، منهم الامين نجيب طعان صعب، الامين فرحان حيدر، شقيقيه الرفيقين منير وعبد الله، شهاب صعب، منير ابو غانم، وكثيرين يصعب تعدادهم.
وعرفته أكثر عبر صديقه ورفيقه سليم خيرالله(1) واستمرت علاقتي به على مدى سنوات، والتقينا في مجالس العمد اكثر من مرة، وفي كل مؤتمرات الحزب ومناسباته، ودائماً يترافق مع "توأمه" الامين فرحان حيدر.
حدّثني مرة عن نسيبه الامين محمد امين ابو حسن، المنفذ العام في الغرب الساحلي، ثم في فنزويلا. حرّضني ذلك كي أجمع المعلومات الخاصة بسيرته الشخصية ومسيرته الحزبية، فنشر النبذة.
مثيله، أميناً ومنفذاً عاماً للغرب الساحلي وفي فنزويلا، الامين محمد القاضي، فنشرت نبذة غنية عنه(2) .
كان الامين خالد مربياً ناجحاً، في المدارس التي درّس فيها، او ملكها وأدارها، كما في حزبه، في مسؤولياته وفي تعاطيه مع رفقائه. حازماً انما عادلاً ومحباً وصادقاً وصريحاً.
كان اسمه يترافق دائماً الى جانب كوكبة رائعة من أمناء ورفقاء في كل عمل حزبي في الشويفات التي طالما تابعت، وكتبت، وكررت، كي ينصرف أحد الرفقاء منها الى إعداد ما يمكن من تاريخ الحزب فيها. قلت ان تلك البلدة – المدينة التي كان لها حضورها المشعّ في تاريخ الحزب، تستحق ان يُكتب تاريخها، تماماً كالبلدات المجاورة التي عرفت الحزب مع بدايات سنوات التأسيس، وشعّ فيها أمناء ورفقاء: بشامون، عين عنوب، عيناب، بيصور، سرحمول وغيرها(3).
اذ اتذكر كم تابعتُ، وكم هو واجب ان نعطي تاريخ حزبنا، بشهدائه، ورموزه، ومعاركه، ومآثره، وبداياته في القرى والمناطق، اشعر في أعماقي بشلال من اسى ودموع.
هل كتب الامين خالد سيرته ومسيرته؟ هل دوّنها احدهم، رفيقاً او صديقاً؟ هل أعتبر اي مهتم انه حرام، حرام، حرام، الا يكون الامين خالد قد كتب، او سُجّل له الكثير عن سيرته ومسيرته، لينضم بذلك الى العشرات من امناء ورفقاء تولوا المسؤوليات ونشطوا وكان لهم حضورهم الحلو في تاريخ حزبنا، فلم يكتب منهم احد، باستثناء الرفيق توفيق رافع حمدان، فيما – لاسباب واسباب – ضاع الكثير من تاريخنا، مع رحيل من كان لهم بصمات عديدة فيه.
برحيله، ينضم الامين خالد ابو حسن الى الامناء: حسن ريدان، عجاج المهتار، كامل حسان، منير الشعار، فؤاد صعب، عادل شجاع، محمد العريضي، خطار ابو ابرهيم، شاهين عبد الخالق، كميل عبد الخالق، محمد سلامة عبد الخالق، جورج صليبي، شكيب ابو مصلح، سليم ملاعب، رفيق الحلبي العريضي، الى شهدائنا الابطال، والى آلاف الرفقاء في بلدات وقرى الغرب الذين رحلوا تباعاً، ليقولوا لنا بصوت واحد:
احفظوا حزبكم. احفظوا حزبكم. احفظوا حزبكم.
امين خالد: لم اتمكن صحياً ان اكون مع رفقائك في وداعك.
انما ثق، اني كنت معهم زفرة زفرة، استذكرك مثلهم، واستعيد الكثير من علاقتي بك، واحتضن روحك بكل الحب، وبكل المشاعر الحلوة التي كانت تشدني إليك.
البقاء للامة، الخلود لسعاده، لكل شهداء الحزب، ولكل مناضليه الاوفياء
لذلك انت باق.
هوامش:
(1) مراجعة قسم تاريخ الحزب على الموقع التالي: www.ssnp.info، بالنسبة للامينين محمد امين ابو حسن ومحمد القاضي.
(2) من الشويفات تولى مسؤوليات محلية ومركزية عديدة. اصدر مجموعة قصص. عرف بأخلاقيته وثقافته ووعيه العقائدي والتزامه المتفاني. اقترن من المواطنة صونيا ايوب. خسر ابنته الصبية في مرحلة الحرب المجنونة، انتخب اكثر من مرة عضواً في بلدته الشويفات، نائباً لرئيسها.
(3) لمراجعة النبذات التي نشرتها عن امناء ورفقاء من منفذية الغرب، الدخول الى قسم ارشيف تاريخ الحزب على الموقع المذكور أعلاه.
|