ننشر ادناه البيان الذي كان أصدره عميد الإذاعة في حينه الأمين المميّز إبراهيم الزين(1) بتاريخ 2 تشرين الثاني 1971،
آملين من الرفقاء الذين عرفوه في الكثير من مسؤولياته المركزية ان يتذكروه بما عرف عنه من عزيمة وثبات واعتماده نهج الحزب في تصرفاته ومسؤولياته.
ل. ن.
*
أيها القوميون الاجتماعيون،
أيها المواطنون الشرفاء،
تواجه أمتنا اليوم مرحلة فاصلة في تاريخها الحديث، تستهدف وجودها ومصيرها لأجيال جديدة مقبلة، فأما تنتصر ارادتها وتتحقق غاياتها الإنسانية النبيلة، وإما ان تصفّي المؤامرة الصهيونية الاستعمارية المستمرة عليها منذ نهاية القرن الماضي، كلّ وجودها القومي والحضاري الأصيل، وأي النتيجتين حصلت، كنا نحن المسؤولين عنها،
لقد انطلقت المؤامرة الكبرى علينا منذ عقد اليهود مؤتمرهم الشهير في مدينة "بال" السويسرية عام 1897، وأعلنوا على اثره قيام الدولة اليهودية في فلسطين، كمرحلة تمهيدية أولى للتوسع، وبناء دولتهم الكبرى المزعومة بين "الفرات والنيل" على انقاض وجودنا القومي كله، فنظموا انفسهم، وحشدوا كل طاقاتهم المادية وراحوا يلعبون ورقة مساومة مكشوفة مع الاستعمار الغربي لفرض تجزئة سياسية _ اقتصادية _ اجتماعية على بلادنا، فكانت معاهدات: سايكس _ بيكو وسيفر ولوزان وسان ريمو الاستعمارية الممهد العملي، لتحقيق وعد بلفور الذي لم يعد وعداً لا حقوقياً وحسب، بل صار دولة عرقية بربرية متوسعة مرحلياً، متوسلة كل أساليب التضليل والخداع لفرض المخطط اليهودي العدواني علينا، تارة بالحرب الحامية، ومرات عديدة بحروب الدبلوماسية التي تزاوج بين أطماع الاستعمار ومخطط الصهيونية الرهيب،
لقد نفذّت المؤامرة الرهيبة في غفلة من وعينا القومي، فيما نحن لاهون بانقساماتنا الداخلية وعقلياتنا الغابرة وانظمتنا السياسية العتيقة التي أبقت الانسان بعيداً عن تحسس قضاياه المصيرية، غارقاً في تخلفه وجهله وهموم عيشه الفردي، وتناقضاته الكيانية وامراضه الاجتماعية الناهشة جسم أمتنا المريض،
لقد حقق اليهود اطماعهم الاستيطانية الاجرامية في فلسطين، في غفلة من وعينا القومي ودورنا كشعب مسؤول عن كل شبر من ارضه، وكانت ردّات فعلنا بعض التململات المسلحة، في فترات تاريخية متقطعة، اجهضتها الامراض المتفشية في بيئتنا، ونزلت تلك الغزوة الغربية اسفينا قاتلاً، واجهه شعبنا بالارتجال البعيد عن الروح العلمية المسؤولة والعقلية النظامية القومية القادرة على الإفادة من طاقات شعبنا الهائلة وتعبئتها في مؤسسة ثورية تقدمية تناضل العدو في الميدان وتبني نظاماً جديداً يفجّر خزّانات قوى شعبنا الهائلة لرفد المعركة بكل ما يساعد على الانتصار،
يا ابنــــــــــــاء شعبنـــــــا العظـــــيم،
ان وعد بلفور المجرم صار جداً متحركاً ينمو على حساب شعبنا ويتمدد على تراب بلادنا ويهدد مصيرنا كل صباح، واذا "كان النظام العربي الواحد" عاجزاً في رؤاه واستهدافاته عن خلق نفسه خلقاً جديداً على قياس التحدي، فهل ستظلّ نداءات العقائديين الاحرار مجرد كلمات تطرح نفسها في فراغ المناسبات الدامية،
لقد نقل اليهود بمؤازرة الاستعمار، كلمتهم الى فعل تحقق بالجهد والتضحيات والتآمر الدولي، فلتجتمع كلمتنا الحقة على مخطط عملي ينقض معاهدات الاستعمار في سايكس _ بيكو وسيفر لوزان وسان ريمو، ويقيم المجتمع الحربي في الوطن السوري كله (وهو محيط فلسطين الطبيعي) ولترتفع كل ايدي التقدميين في قبضة حديدية واحدة، على عهد تحقيقي واحد، للردّ على وعد بلفور بجبهة وطنية تحصّن الكفاح المسلح من مؤامرات الأنظمة الرجعية العميلة وتقطع كل يد تمتد لمصافحة العدو في سلم استسلامي او تنفذ مشيئته في ضرب القوى الثورية المجابهة،
هذا هو الردّ على التحدي، وغير ذلك، يظل كلمات باهتة لا تستطيع الوقوف في وجه الموجة العاتية المستهدفة شعبنا وارضنا بالويلات والنكبات المصيرية،
ان ازمة الصعاب والمحن تكون وحدها محك صدق العقائديين مع أفكارهم وشعوبهم، فإلى الوحدة الروحية المتينة في وجه التفسخ، والى الجبهة الوطنية في وجه التقوقع والانعزال، والى ممارسة النضال العملي، ندعو جميع الشرفاء في امتنا لرفض ما يتعارض مع وجودنا القومي وسلامته وتقدمه وانتصاره.
(1) إبراهيم الزين: للاطلاع على ما عممناه عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعيةssnp.info
|