رفقاء حوران الذين كان لهم دورهم في مواجهة الفرنسيين عام 1945، وفي نكبة الجنوب السوري عام 1948 كان لهم دورهم أيضاً في الثورة القومية الاجتماعية الأولى.
عنهم قال الشهيد الصدر عساف كرم كما يفيد الأمين رجا المسالمة(1) أن قيادة الحزب أعلمتني أن بإمكانك أن تعتبر رفقاء درعا الستة، ستين.
فإلى الأردن توجه الرفقاء ميشال الديك، محمد مطلق الكراد، رجا المسالمة، أيوب الشيخاني، زيدان المسالمة ويوسف المسالمة لشراء الأسلحة، ثم نقلوها إلى درعا على ضهور الخيل قبل أن يعمدوا لإرسالها إلى لبنان بواسطة سيارات الشرطة العسكرية.
أثناء نقل الأسلحة من الأردن، وقع الرفيق ميشال الديك عن ظهر الفرس فكسرت قدمه، مما أخّره عن الالتحاق برفقائه الذين تطوعوا للمشاركة في الثورة:
رجا المسالمة (الأمين لاحقاً)، زيدان المسالمة، يوسف الخالد المسالمة، صبحي محمد سعيد الخضري، محمد كساب الزعبي ومحمد إبراهيم حوراني.
الرفيق زيدان المسالمة اضطر للعودة بعد أن فاجأه المرض بينما التحق رفقاؤه بالثورة وكانوا في الفرقة التي قادها الرفيق الصدر عساف كرم، والتي خاضت المعركة في سهل مشغرة التي فيها إستشهد الرفيق الصدر عساف كرم واعتقل الرفقاء المشاركون وبينهم المذكورون أعلاه، فيما اعتقل الرفقاء المذكورون أعلاه، تمكن الرفيقان محمد الزعبي ومحمد شلبي من الإفلات من طوق الجيش اللبناني والوصول إلى قرية قليا، فما كان من مختارها سالم الحاج إلا أن أفشى أمرهما إلى السلطة، فتم اعتقالهما.
حكم على الرفيق محمد كساب الزعبي بالإعدام أما الرفقاء الآخرون من منطقة درعا (الأمين رجا المسالمة، يوسف المسالمة، صبحي الخضري، محمد حوراني) فقد حكم عليهم بالسجن 4 سنوات، باستثناء الرفيق محمد إبراهيم حوراني الذي كان نصيبه من "عدالة الذئب" 7 سنوات.
واجه الرفيق الشهيد محمد الزعبي الموت بجرأة نادرة، فقد قال لرفقائه: "لا أريد دموعاً وبكاء، البكاء ليس لنا بل للجبناء".
*
ولد الرفيق الشهيد محمد كساب الزعبي في قرية الشيخ مسكين (حوران) عام 1927 وفيها عاش طفولته حتى وفاة والده كساب، فعادت به والدته – السيدة هبة، إلى ذويها في قرية "خربة غزالة"(2). لقد كان وحيداً لوالديه، ليس له أخوة ولا أخوات ولا أقارب عصبة، سوى خاله حسن الزعبي الذي كان الرفيق محمد يحترمه كوالده، وكان خاله بدوره يعطف عليه كولد من أولاده.
التحق الرفيق محمد بالجيش العربي الأردني الذي شكله عاهل الأردن الملك عبدالله، وحصل على رتبة وكيل ضابط في الفرسان وخاض مع عناصر الجيش المذكور معركة القدس عام 1948 .
بعد النكبة عاد إلى خربة غزالة حيث انتمى إلى الحزب، وبعد فترة تولى مسؤولية مدرب في مديرية الواجب. وفي تلك الفترة خطب ابنة خاله حسن الزعبي.
الرفيق خليل الحوراني الذي كان شاهداً على قسم الرفيق محمد كساب الزعبي، ومتولياً لمسؤولية مدير مديرية الواجب يفيد عن الرفيق الشهيد أنه كان بطلاً مقداماً، مستعداً للتضحية في سبيل النهضة. كان يتمتع بالمناقب، صادقاً في انتمائه، نشيطاً ومندفعاً.
ويضيف، أن الرفيق الزعبي وصل في دراسته إلى المرحلة الثانوية، وأنه عين وكيل ضابط في فرقة الفرسان في الجيش العربي الأردني.
*
1. يفيد الأمين الجزيل الإحترام عبدالله نصرالله أن الأمين رجا المسالمة أبلى في المعركة البلاء الحسن، وكان من أشد الرفقاء شجاعة وإقداماً أثناء المعركة، حيث كان إلى جانب الشهيد الصدر عساف كرم ساعة استشهاده.
ويضيف أن الأمين رجا روى له أنه كان شديد الإعجاب بالشهيد عساف كرم وببطولته وشجاعته ولما لمسه به أثناء المعركة من صفات القائد الفذ، وقد سمى ابنه البكر "عساف تيمناً بالشهيد عساف كرم.
2. يفيد الرفيق خليل حوراني أن قرية "خربة غزالة" عرفت الحزب منذ أوائل أربعينات القرن الماضي بعد أن انتمى الرفيق خضر النقاوة في دار الرفيق إسماعيل الشرع في درعا، وما لبثت أن شهدت نمواً استثنائياً إذ تأسست ثلاث مديريات باتت تضم أكثر من مئة رفيق، وهي التالية:
مديرية النهضة تولاها الرفيق حسان اليوسف.
مديرية الواجب تولاها الرفيق خليل إبراهيم الحوراني.
مديرية سعادة تولاها الرفيق خضر النقاوة.
|