التوقيت ذاته يختاره اللصوص ، قبل الربع الأخير من الليل حيث يكون الهجيع في ذروته ، كذلك فعلت دول العدوان يقودها الحقد والغرور والطمع ، وليس عيبا في شريعتها أن تضرب لقاء أجور تتقاضاها على مبدأ العاهرات ، من يدفع أكثر من ابن سلمان .!!.
مجنون يقوده حب المال على رأس الدولة الأقوى أو الأعظم ، لا فرق ، أما وصفه فقد ورد في جريدة نيويورك تايمز التي قالت : نحن أمام مجنون اسمه ترامب ، وأمام رئيس إلى حد ما مجرم وخطير اسمه الرئيس الروسي بوتين ولا أحد يستطيع اقناعهما بوقف التصعيد ، لكن روسيا سبقت أمريكا بتحديد بنك الأهداف وتجهيز الصواريخ وتحضير منظومات الدفاع الجوي .!!!.
الصحيفة الأمريكية أضافت أن على ترامب أن لا يضرب دمشق حتى لا يتسبب بحرب نتيجتها هزيمة للجيش الأمريكي على أرض الشرق الأوسط .!. كذلك نصح الرئيس الأسبق كارتر - فهل كان المقال خداعا استراتيجيا من ضمن عملية تضليل اعلامي واسع بعد أن أوردت تفاصيل مرعبة تجعل حتى المجنون يحجم عن القيام بأية ضربة خوفا من حرب نووية تكون نهاية الدولتين , الروسية والأمريكية بسبب تعادل القوتين ولأن أحدا منهما لا يمكنه وقف أو منع صواريخ الآخر .!.
ادعت نيويورك تايمز أن طائرات سوخوي 57 تحلق فوق سوريا كمظلة حماية بأوامر مباشرة من الرئيس بوتين ومسموح الاشتباك المباشر ، أوامر أيضا لوحدات الصواريخ بأنواعها لتدمير مصادر ومواقع اطلاق الصواريخ المعادية سواء على البر أو البحر واسقاط الطائرات المهاجمة ..!! . بنك الأهداف واسع ويشمل الأساطيل جميعها .
هل تجاوز ترامب المجنون مرحلة العقل أم ..؟.
هاجمت أمريكا بأوامر ترامب المجنون المواقع السورية ولكن ليس لوحدها بل بمشاركة رموز العدوان التاريخي ، فرنسا وبريطانيا وما كانوا يوما إلا عصابة كبرى على المستوى الدولي ، لقد استخدموا أجواء وقواعد في العديد من الدول المجاورة أو البعيدة ، بعلم أو من دون علم هذه الدول وبعضها عاجزة عن السيطرة على أراضيها أو الاعتراض حتى – قبرص مثلا ، ومثلها قطر والامارات والاردن .
خطة العدوان قضت بالانطلاق من كل الاتجاهات ومهاجمة أهداف متعددة تم الاتفاق عليها ، بريطانيا وفرنسا من الغرب ، الولايات المتحدة من الاردن وقطر ، ومن قاعدة التنف وليس مؤكدا وجود مهابط لغير الحوامات ، وطيران فرنسي من الامارات ، وطائرات أمريكية من الشمال من قاعدة أنجرليك وهذا الحشد الجوي يتكفل بعمليات التضليل وتوزيع القوات الدفاعية وبذلك يمكن النجاح في تحقيق غرض الهجوم واصابة الأهداف المحددة بسبب الكثافة الصاروخية وتعدد اتجاهاتها ومصادرها .
القول أن ترامب لم يجرؤ على القيام بالضربة لوحده أمر لا يتفق مع تفكيره وجنونه ، إنما هو مخرج لجعل صفة الهجوم دولي ..!. ليس ثلاثي بل ربما سداسي أو أكثر إذا أضفنا المؤيدين أو المشاركين سرا بشكل عملي أو مادي ، وحتى الصامتين .
لم تشكل طائرات سو الحديثة مظلة في السماء ولم تعترض الطائرات المهاجمة وتسقطها ، ولم ترد قواعد الصواريخ أرض – أرض أو أرض - بحر على مصادر الاطلاق ، ولم يدم الهجوم أكثر من ربع ساعة أو أقل من نصف تبعها إعلان من دول الهجوم أن العملية استكملت وحققت أهدافها .!.
مراكز البحوث العلمية المستهدفة قد لا تكون بمستوى المراكز في الدول الكبرى والتي بعضها ينتج أخطر الأمراض وينشرها في العالم – مراكز أبحاث الاستخبارات المركزية ، أو الفرنسية أو البريطانية ، مخابرنا لا تنتج الذخائر المشبعة باليورانيوم المنضب ، ولا الفوسفور الأبيض ، ولا السلاح البيولوجي أو حتى الكيميائي الذي هو ذريعة الهجوم .
يكذبون ويعلمون أنهم يمارسون الكذب ، ويعلمون أننا نعلم أنهم كاذبون ، ذلك لا يعنيهم ، شعوبهم التي تحتقر الكذب تعتقد أنهم صادقين خاصة عندما يركزون على الأمن القومي ، مراكز أبحاثنا لا يهدد انتاجها أحد لمعرفتنا أن هذا الأحد لديه الأشد خطرا ، وليس انتاج مراكزنا للاستخدام ضد أبناء شعبنا وهي التهمة ، وكأن فرنسا وبريطانيا وأمريكا الأحرص على أبناء هذا الشعب ، وهم من يقصفونه لتأتي نتائج القصف مئات الضحايا .. موثقة ، لكن هذا الرأي العام العالمي الذي يعملون باسمه لا يرى ولا يسمع ، مراكزنا أغلب أبحاثها لمعالجة الأمراض المستعصية ، والأدوية النادرة بقصد الخروج من حالة الاتكال على الأدوية العالمية التي يسهل منعها عنا في كل لحظة وقد تعرضنا لهذه الحالة مرات ومرات ، مخابر الغرب "مشروعة" طالما تعمل مستهدفة دمار حياة وسلامة الشعوب ، والخطأ في تخزينها أو نقلها أو استخدامها بطريقة خاطئة تشكل خطرا على شعوب الدول المنتجة لها .
افراغ أي هجوم لقوة كبرى من فعاليته أو إفشاله جزئيا يعتبر نصرا ، ولهذا نفرح ونعلن انتصارنا ، انتصارنا في مواجهة الصواريخ الذكية الجميلة التي أطلقها أغبياء في منتهى البشاعة والوضاعة ، انتصرنا حتى ولو لم تعترض طائرات سو الغربان الذين أتوا من قبرص أو انجرليك أو الاردن أو الامارات وتسقط بعضها ، وكذلك حتى مع عدم اطلاق الصواريخ المجنحة – كليبر – على مصادر الاطلاق الفرنسية وغيرها ، حتى أننا لم نطلق في هذه الزحمة صواريخ أرض - أرض لتدمير قاعدة التنف ومن فيها والادعاء أنها صواريخهم التي تم حرفها عن مساراتها ، أو ضرب مطار الطبقة ونحن هنا نضرب أرضنا ولا نعتدي على سيادة الدول حتى التي انتهكت سيادتنا – تركيا – والتي رحبت بالضربة وشاركت بالسماح للطائرات المهاجمة الانطلاق من اراضيها .
في الأماني والتمنيات وليكون النصر مكتملا ، كان من الضرورة بمكان توجيه ضربات فورية إلى قاعدة التنف ، ومطار الطبقة والمراكز المنتشرة في الجزيرة السورية ، ولست أجرؤ على التفكير بضرب قبرص ولا انجرليك ولا الولاية البريطانية شرق الاردن ولا قطر والامارات .
حلفاءنا يقفون منددين بقوة ومحذرين من خطورة وتداعيات العدوان ، لكنهم قالوا ولم ينفذوا وهم العقلاء ، بينما قال المجنون ، ورغم تلقيه نصائح كثيرة فقد فعلها ونفذ تهديده .!!.
يقول بعض الزملاء : الضربة تم السماح بها ( روسيا ) لتكون مخرج المجنون من مأزقه ، وهي التي امتنعت عن أي رد مع ايران إنما لهذا الغرض ، لإنزال ترامب عن الشجرة ، ولكن ماذا عن الذيل المزدوج – البريطاني والفرنسي ، ويعلم شعبيهما أنهما شاركا بالعدوان على قاعدة كذبة أمريكية مكشوفة نسج تفاصيلها الخبث البريطاني ليستثمرها الغباء الأمريكي ، لقد استبقوا قرار لجنة التحقيق التي لن تجد أثرا لمواد وبقايا الكيمياء المزعوم ، كما لن يجدوا لا موتى ولا مصابين ، ستجمع اللجنة الكثير من شهادات السخرية والهزء من مسرحية الخوذ البيضاء والتي نحتفظ كمواطنين سوريين بالكثير من تفاصيلها ، وتفاصيل ما بعد التصوير التي يرفضون تصديقها بل كما نقول عن المنشورة مفبركة يقولون كذلك عن تتماتها ...
الحرب على سورية أساسها وفي الجانب الأهم منها، ضرب البنية العلمية ومنع أي تقدم ووضع حد لأي اكتفاء ذاتي وفي أي مجال ، وإعادة الدولة الى حال المديونية والتخلف .
أيها السوريون : لا تنتظروا من يدعوكم لتشكيل وحدات المقاومة لضرب المحتل ، الأمريكي أو التركي والفرنسي والبريطاني ، هؤلاء ليس لهم اسم آخر ... وجودهم احتلال ، ونحن فقدنا استقلالنا بوجودهم ، لا يحق لنا أن نحتفل يوم 17 نيسان ... الثلاثاء القادم بعيد الاستقلال .. - عيد الرابع - فجزء من أرضنا وشعبنا تحت احتلال ، وتذكروا : " إن لم نكن أحرارا من أمة حرة ، فحريات الأمم عار علينا - سعادة " .
|