إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

زمـن العجائب ، دولار فارغ ، قــادة ومهــرجـون ...!!!.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2018-10-08

إقرأ ايضاً


في أفلام هوليوود كنا نرى الطبقات السفلى للبنك المركزي الأمريكي متخمة بسبائك الذهب ، مئات ، وربما آلاف الأطنان ، وكانت بعض مواضيع الأفلام خطط محكمة لسرقة هذا الذهب ، وتفشل في النهاية ليصفق الجمهور لهذه الحراسة القوية ، كان يقال أن هذا الذهب هو أرصدة الدولار الذي كان يساوي قيمة محددة من الذهب ، وهكذا حرصت الدول قبل الأفراد على اقتناء الدولار واعتباره أرصدة ذهبية ثابتة إلى أن جاء رئيس أمريكي وأعلن أن أحدا لا يمكنه استبدال دولاراته بالذهب وأن الموضوع أصبح يرتبط بقوة الاقتصاد الأمريكي ، بالأحرى بالقوة العسكرية الأمريكية التي تستطيع احتلال العالم ووضع يدها على ثرواته .

الحقيقة أن الهيئة التي أصدرت الدولار وما زالت تشرف عليه وتملكه ليست حكومية ، بل هي تشكيل من العائلات المسماة – المتنورين – وهم رأس عائلات الماسونية العالمية الذين يمتلكون البنوك وأغلب ثروات أمريكا والعالم ، قبل سنوات قالت معلمة أمريكية من كاليفورنيا لبرنامج ستين دقيقة أن أمريكا لن تتحرر طالما يمتلك اليهود البنوك والقرار ، وطالما لا تكون هيئة حكومية هي من يشرف على اصدار الدولار وكفالته ... فقدت وظيفتها بعد أيام وتم طردها من كل المدارس والمعاهد العامة والخاصة ودفعوا بها إلى التسول .

من عجائب هذا الزمن أن نرى دولة تقرر معاقبة أغلب دول العالم معتمدة على عملة جوفاء ، هي الدولار ، وقوة عسكرية ليست الوحيدة ، الأغرب أنها تصدر عقوباتها على دولة ند لها مثل روسيا بل ومعها الصين ، ويزداد العجب عندما يتجه التفكير لمناقشة قدرة الدول المعنية على اجراء جذري يدفع بالدولار الى السقوط عن عرش سيطرته العالمي ، وكشف أنه مجرد أوراق مزركشة تحمل صور آباء أمريكا ، لا رصيد لها وأن الاقتصاد الأمريكي مجرد هيكل ضخم فارغ من الداخل يعتاش على ثروات الدول الغنية كما ظهر مؤخرا من سلوك رئيس تاجر شبه مهرج خرج على قواعد السلوك الرصين والبروتوكول العالمي مطالبا بدفع اجور حماية بلاده لبعض دول النفط دون مراعاة لشعور هؤلاء الذي داس كراماتهم ، وهم يستحقون ، ادفعوا وإلا ينسحب الجيش الأمريكي وتنزاح المظلة ، وما الذي يحصل لو فعل ذلك تماما .؟.

لو أن قادة هذه الدول جعلوا بينهم وبين نصف شعوبهم جسورا من الثقة ، ومع جوارهم علاقات لا يشوبها الغدر ولا التآمر ، لما حسبوا حسابا لأقوال وتصرفات التاجر الأحمر كما تصفه بعض صحافة بلاده ، وما عليهم سوى الاتجاه إلى دول أخرى قد تقبض منهم القليل فتحمي بقاءهم ولا يستهدفهم الجوار لكنها لا تتدخل فيما بينهم كما تفعل الادارة الأمريكية .

روسيا والصين وايران الدول المستهدفة بالعقوبات الأمريكية – كما يعلن البيت الأبيض ، هي قادرة مع شركاء آخرين على اتخاذ خطوة جريئة كأن تعلن عن إصدار عملة " الروبلين ، أو الروبوان ) ، أو غيره وترصد له أطنانا من الذهب تملكها وتودعها في مصرف مركزي مخصص لهذا الغرض في دولة من هذه الدول ، وقد ينطلق في مرحلة أولى عبر نصف دول العالم على الأقل قبل أن يبدأ الدولار بالتراجع ، وهو الذي تطبع منه مؤسسة النقد الماسونية ... أطنانا من الورق تجتاح به العالم ، وتفرض عن طريقه عقوبات المقاطعة والحصار ، لكنها والحق يقال تضمن سيطرته عن طريق امتلاكها البنوك وهي بغالبيتها أملاك يهودية ماسونية تسيطر على البنوك المحلية للدول وتلزمها بتطبيق ما تصدره من عقوبات .

الصين ، وهي أكبر الدائنين للنظام الأمريكي لا مصلحة لها بسقوط الدولار أو فقدانه قيمته الاسمية حتى وإن كان دون رصيد ذهبي ، ومثل الصين دول عديدة تشابكت عملتها وارتبطت بالدولار ، حتى اليورو الذي تزيد قيمته عن الدولار ، وله أرصدة ذهبية ، لا مصلحة لدوله في انهيار الدولار ، بل تأتي العقوبات التي ترد بها الدول المستهدفة على الادارة الأمريكية بنتائج عكسية إذ ترفع من قيمة الدولار بسبب التوجه لتوفيره وخزن كميات احتياطية منه لتوفير احتياجاتها من السوق الموازية أو السوق السوداء هكذا يشكل الدولار سلعة في السوق اياها ويزداد الطلب .

هيئة اصدار النقد الأمريكية ، خاصة ، وهي تعتبر نفسها حكومة العالم ، إذ يرتبط بها كثير من قادة العالم الذين أوصلتهم محافلها إلى سدة القيادة ، انهم يتقاضون حصصهم من أكداس تريليونات الدولارات التي لا تكلف الورقة منها من فئة المائة دولار أكثر من بضع سنتات – قيمة الورق واجور طباعة - ، هذا أوردته صحافة دولية موثوقة ، الدولار وسيلة وأداة لامتصاص ثروات العالم والاستيلاء على خاماته والتحكم بقادته وشعوبه ، من هنا تنطلق نبرة حكام الادارة الامريكية بقوة وتفرض عقوباتها غير مكترثة بالنتائج حتى لو أضرت الداخل الأمريكي .. الذي تراه محصنا بطبيعة الحال .

قد تكلف طباعة ورقة من فئة الألف أو الخمسمائة ليرة نفس تكلفة طباعة المائة دولار ، مع ذلك انهارت عملتنا بشكل مقصود ، هي المضاربة وإرادة العدو الذي يستهدفنا وعمالة من أودى بنا إلى هاوية الاقتتال ، الذين تلقوا حقائب الدولارات ساهموا بتحطيم اقتصاد البلد وعملته ، بكلمات موجزة دفعوا بغالبية الشعب إلى حافة الفقر وما دونه .. هو ارتباط ظالم ولا علاقة لقوة الاقتصاد المحلي ، حتى وإن عاد ، قبلا لم نكن مدينين لا لبنك دولي ولا لصندوق نقد ولا لدول .. بل كنا تجاوزنا حدود الاكتفاء الذاتي .. وبدأنا خطواتنا للتصدير .. وهذا لم يعجب الدول المعادية .!.

لم يذكر التاريخ أن لصوصا لم يختلفوا على قسمة الغنيمة وأن بعضهم قتل البعض الآخر ، كما أن مجموعات المجرمين يفضحون أنفسهم بعد حين وأغلبهم يدفع الثمن غاليا ، ما الذي جنته تركيا من تآمرها مع دول الخليج وأمريكا ... الآن بوادر الوقيعة معهم ( الأزمة مع السعودية )، وأمريكا تدفع بالكرد إلى ما لا تشتهي سفن تركيا ، المشاكل الداخلية تتفاقم ، والنمو يتراجع بعد أن حققت الدولة التركية أعلى نسبة نمو بانفتاحها على المحيط عبر البوابة السورية ، تركيا تدفع الثمن في القريب .

يعلم العالم أن السعودية هي الأصل الثابت للإرهاب وأن من كان يخطط لها هي حكومة الظل العالمية ، بما في ذلك الضربة في الداخل الأمريكي ، لهذا يعلن رئيس الادارة الأمريكية أنه لولا حماية بلاده ما بقي هؤلاء اسبوعين ، بل ربما أسبوع الأرجح ينهارون من الداخل ، يأكلون بعضهم وينقلب عليهم الشعب ، بل تلاحقهم المحاكم الدولية ، الادارة الأمريكية لا تحميهم عسكريا بل سياسيا ، وتورطهم في الحروب خدمة لمصالحها وإلهاء لشعوبهم ... أن ترفع مظلتها ينكشفون ويسقطون بضربة شمس خليجية حارقة ، لكنه النفط والثروات من يدفع بأمريكا للبقاء .

هل تجرأ أحد من أهل الادارة وقال لهم أن الخطر ليس خارجي ، بلى ، هو من الداخل ، بين أيديهم وخلف ظهرانيهم ، العدو الوهمي .. ايران ، لن تهاجمهم ، ولن تضربهم إن لم يبادروا بدفع من أمريكا الصهيونية ، وإن فعلوا فستضرب مراكز تجمعهم وقصورهم وليس الشعب المغلوب على أمره .

السوريون في تركيا وغيرها ، الذين يسمون أنفسهم معارضة باعوا الوطن ، قبضوا فأصبح الوطن حقائبهم ، الفيلات التي اشتروها ، وهم يدركون أن لا مكان لهم على الأرض التي باعوها ولا بين صفوف الشعب الذي غدروا به ، بعضهم حصل على جنسية جديدة .. تركية ، فرنسية أو غيرها ، مبارك لهم سقوطهم ، ومبارك لنا خلاصنا من عفنهم .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024