وكأن قادة ما يسمى قوات سورية الديمقراطية ( قسد ) بلا عقول ، بالأحرى هم بلا ارادة لأنهم ليسوا أصحاب قرار حتى على الأرض التي يدعون انتماءهم لها وحرصهم الكاذب على حماية من يعيشون عليها كشركاء من مختلف الطيف السوري .
مع كل صباح تحمل الأخبار المزيد من سلوكيات هذا التنظيم يرفضها العامة من سكان المنطقة وهو سبب معاناتهم وتعرضهم لعسف وظلم وانتقام القوات الأمريكية على يد العملاء من مرتزقة قسد سواء كانوا من الكرد أو أتباع الجربا الخائن من أبناء العشائر ، اعتقالات ، تعذيب ، هدم بيوت ، ومصادرة أملاك ، تماما هو درس صهيوني تعلموه فأتقنوه مثل رقصة سامبا ، يمارسونها بجد واجتهاد كبيرين .
هو زمن انشغال الجيش السوري عنهم ، في مرة أجبرت نفسي على تصديق ادعاء الناطق باسم التنظيم أن لا نية لهم بالصدام مع الجيش الوطني ولا الانفصال ، رغم ارتكابهم أكثر من اعتداء على ما بقي من رموز هذا الجيش في المنطقة ، اليوم يبدو جيدا أن سلو لا يعزف بنفس مزمار "إلدار" الأقرب إلى الصهاينة ( سورية بعد 2011 لن تعود كما قبل ) قالها معتقدا أن تنظيمه سيكون صاحب الكلمة والقول الفصل رغم معرفته أنه لا يمثل أكثر من نفسه وبضعة من القيادة أدوات الأمريكي المحتل ، والأخير سيخرج حتما كما خرج الصهيوني من لبنان ، ومن جنوبه ، وسيكرر التاريخ المشهد ، قادة قسد يتراكضون للحاق بالشاحنات الأمريكية أو الحوامات ، هل سيتكرر مشهد الجندي الأمريكي وهو يدفع بقدمه السلم ملقيا بالمتسلقين نحو الهاوية بعد أن امتطى آخر جندي متن الحوامة .!.
في مرة أيضا حاولت اقناع نفسي بأن قيادة قسد لا يعرفون شيئا عن مشروع البنتاغون الذي نشر خريطته بعد احتلال العراق ، الاحتلال الذي أطلقوا عليه عملية ( Chekhina Operation ) وقد أنكرت الخريطة بشكل تام وجود اسم سورية . - من الفرات إلى المتوسط وجنوبا حتى العقبة وقوس الصحراء وسيناء والكويت ، كلها أطلقوا عليها ( Great Israel ) وكل ما هو شرق الفرات حتى الخليج أطلقوا عليه . ( West Kurdistan State ، وربما خطر لي حينها أن الكورد ( بحسن نية ، يحدوهم أمل كاذب يحصلون على دولة مستقلة .!. ) ولو على حساب شركائهم في الأمة الذين ارتبطوا بهم عبر تاريخ يمتد إلى قرون ، وربما تضامنت معهم ، بل فعلت ذلك لتحقيق مطالبهم بالمساواة كما يطالبون واقرار تعليم اللغة ونيل المكتومين بطاقة التعريف السورية ( الهوية ) ، لكن لم يخطر ببالي ولم أشك أن الأمريكي يعمل على تحقيق مشروعه الصهيوني ويستثمر آمال الأقليات العرقية أو الدينية بمنتهى القذارة وحتى الوحشية في الأساليب كما يفعل الآن في الجزيرة شرق سورية .
أستغرب كيف لا يفهم هؤلاء دروس التاريخ ولا يمتلكون القدرة على استشراف التململ الشعبي والكثير من نداءات العقلاء في المنطقة ، لقد مارس جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وبعده انطون لحد ذات الممارسات فالمعلم واحد ، والنتيجة ماثلة للعيان اذلال ما بعده لتلك القيادات ، ولعنة العمالة تلاحقهم حتى اللحظة وفي المستقبل طالما بقي منهم أحد على قيد الحياة ، ربما لم يتوفر لقادة الجيش الجنوبي من يقدم النصيحة كما يفعل السفير فورد اليوم ، وإذا كان فورد ينصح قادة الفورة السورية فهو لا يستثني قادة الكورد ولا أتباع الجربا الخائن ، ولا حتى الآخرين في طول العالم العربي وعرضه وعلى رأسهم عملاء وخونة العراق .
مؤكد أن الجزيرة السورية لا تخلوا من الرجال الأحرار الرافضين الخنوع للأجنبي والعيش في ظل فقدان الكرامة والاذلال اليومي ، أما صمتهم فمرده إلى ادراكهم انشغال الجيش السوري الوطني بمحاربة الارهاب المدعوم من تركيا لتحرير ادلب وريف حلب وعدم قدرته على دعمهم كما يلزم ، هذا سيحصل قريبا ، عندها نلمس بداية حراك أوسع لمواجهة الأمريكي وأدواته من قسد الذين لن يصمدوا طويلا ، تكفي ضربة قوية للوجود الأمريكي وبضع عشرات من القتلى ليبدأ جمع أسلحته وآلياته والتوجه شرقا على وجه السرعة وسنرى كم يطول بقاء أزلام قسد على أرض الجزيرة بمواجهة أهلها الذين تمارس اذلالهم اليوم وكل يوم ارضاء للأمريكي وحماية له في عملية استباقية فلا تتطور المقاومة ، رغم نشاطها الملموس ومحاولات التكتم على الخسائر التي تلحق بالوجود وأدواته في كثير من العمليات .
قبل أكثر من عامين كتبت في نفس الموضوع معتبرا أن الكورد هم الجوكر في اللعبة الامريكية وأنقل تماما المقاطع التالية من نفس المقال مع مواءمته للزمن ومجريات الواقع:
الولايات المتحدة ومن معها فرضوا أنفسهم لاعبين على هامش المعارك على الأرض السورية ، أعلنوا الحرب على داعش لتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي ، بينما حاربوا الجيش السوري والحشد العراقي والقوى المتحالفة ضد داعش ، حتى الأتراك اكتشفوا ذلك ، وهم الذين اعترضوا في البداية ورفضوا المشاركة وربما ضللهم الأمريكي فصدقوا أو استجابوا للضغوط ، مع ذلك انتفضوا إذ كيف يحاربون من سهلوا لهم الطريق وفتحوا لهم الموانئ والحدود ، لكنهم اكتشفوا أخيرا أن اللعبة الأمريكية لا تقف عند حدود وهذه إدارة ليس في قوانينها الإخلاص لعهد أو الحفاظ على عميل ، منذ اللحظة التي بدأت تستثمر فيها الكورد ، وأشك بمعارضة تركيا لو صارحها الحليف الأمريكي بأن العملية لخدمة المخطط الصهيوني والحفاظ على المشروع .
قد يتفق الجانبين الروسي والأمريكي على انهاء الحرب الملهاة – المأساة على الشعب السوري وشعوب المنطقة العربية ، لكن ، يبقى الخلاف جوهريا بحيث تقتصر الرغبة الأمريكية على تسويات سياسية ، بينما يرغب الروسي بحلول سياسية جذرية ، وشتان ما بين هذا وذاك ، التسويات السياسية تحتفظ بالنار تحت الرماد وتحافظ على أسباب ومسببات وعناصر الأزمة في ركن قريب لإمكانية الاستثمار عند الحاجة ، أما الحلول السياسية فهي تعالج الجذور وتطفئ النيران ، وتعالج العناصر فتصل إلى الانسجام والانصهار في المشروع الوطني ، التسويات تتيح للأمريكي المشاركة عن طريق العناصر التي يدخلها في التسوية ، وهذه لن تكون موجودة أو تشارك بوجود حلول سياسية .
المناورات التي تقودها الادارة الأمريكية هنا وهناك غايتها ممارسة الضغوط للقبول بالتسوية السياسية التي تريدها ، من ذلك ربما دعم نظرية الفدرلة التي توفر لها مناخا وموطئ قدم في الشمال السوري مع امتداد في الشمال العراقي الذي يرتبط بعلاقات متميزة مع العدو الصهيوني والذي إن استمر في تحقيق مخططاته سيكون المثيل والصورة طبق الأصل عن الكيان اليهودي على الأرض الفلسطينية ، وهذا أمر في غاية الخطورة على الأمن القومي لكل من الكيانين ، سورية والعراق ، ولا يسمح لأحدنا أن يحسن الظن بأي اجراء على الأرض ، بدءا من قوات الحماية ، ووضع قانون فيدرالي وقوانين تمنع غير الكردي من التنقل والاقامة كأنهم دولة ، أو منع لوحات الآليات السورية ، هؤلاء يسابقون الزمن ويسبحون عكس التيار ، يا له من سلوك غبي لم يحفظ لأهله ما يمكن تسميته خط الرجعة .
الصدام مع الجيش السوري رغبة أمريكية مؤكدة ، ولأن القيادة الروسية تدرك ذلك فقد أعلنت أن هذا الصدام وارد وأنها ستقف إلى جانب الجيش السوري ما يسقط رهان الكورد على غزل سابق مع الروس لضمان صمتهم ، أما إن حصل الصدام فسيكون نتيجة حتمية لاستمرار الكورد في تنفيذ الخطط الصهيو – أمريكية والاندفاع لمقاطعة خطط الجيش في تحرير الأرض ، كل الأرض ، وطرد كل العصابات لتكون يد السلطة والجيش السوري هي العليا ، وهكذا تنتهي اللعبة الأمريكية بخسارة الجوكر الذي يشكله الكورد باسم قسد ، ومن يعش ... ير .
|