إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

القرصنة لخلط الأوراق ، مهام وغايات راسخة ..!.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2019-07-29

إقرأ ايضاً


• - من الأدبيات الصهيونية الما زالت سائدة : إن الاضطرابات والأحداث في كل العالم وخاصة في محيط " دولتنا " تخدم مصالحنا وتغطي كل ما نقوم به من اجراءات للسيطرة على المنطقة .

• - يجب أن نعمل بكل طاقاتنا وبالتعاون مع حلفاءنا في الغرب حتى لا تستقر المنطقة ولا تتقدم أي من دولها بشكل لا نريده .

• - علينا البحث عن أتباعنا المخلصين في كل الدول المحيطة والذين يرتبطون بنا جذريا لنوصلهم إلى قيادة هذه الشعوب فلا يكتشفوا إلا متأخرين أننا نختار قادتهم .

الكثير من المصطلحات والقواعد السلوكية والخطط وضعها خبثاء اليهود عبر الزمن ما قبل 1907 ، أي من مؤتمر بازل 1897 وما قبله ، مرورا بكل المؤتمرات والاتفاقيات الغربية التي استهدفت مشرقنا والتي كان لغلاة اليهود ( آل روتشيلد ) الدور الأول في اقرارها وتمويلها أو التحريض عليها وإثارتها لتوضع موضع التطبيق والتنفيذ .

هل ما يحصل حاليا على ساحة المشرق من ساحل المتوسط وحتى شرق ايران معزول عن تاريخ وجغرافية المنطقة أم هو مرتبط جذريا بها ، وتحديدا منذ قيام الثورة الايرانية وتغيير بوصلتها وتحالفاتها وشعارها .؟. وللإجابة يكفي السؤال : لماذا لم يتم استهداف ايران زمن الشاه وقبله ..؟. وللعرب نوجه السؤال : هل كان الشاه سنيا يدافع عنكم مذهبيا أم لأنه كان عميلا أمريكيا مرتبطا مثلكم ببرنامج موضوع للمنطقة لا يجب الخروج عليه ..؟.

الكثير مما يحصل ليس وليد ساعته أبدا ، فالإدارات الأمريكية المحكومة منذ أمد بعيد تسير في سياساتها الخارجية وفق مخطط استراتيجي قد يتوقف أحيانا أو يتم تعديل مساره لكنه أبدا يحافظ على الاتجاه والهدف والغاية وهو ينسجم حركيا مع الأدبيات الصهيونية بشكل عام ، وإذا كنا قد تعرضنا في الماضي لحوادث متفرقة فإنها لم تكن بهذه الكثافة والجدية والفعل والتأثير كما هي الآن ، حرائق في أغلب الكيانات العربية تحت مسمى " الربيع العربي " أو تعميم الديمقراطية ، أو تحصيل حقوق الانسان وهي شعارات فارغة من المضمون ، وحدها هيلين توماس - عميدة المراسلين في البيت الأبيض أعطت التوصيف الدقيق للإدارة قبل وفاتها وأطلقت شهادة الحق .

الكارتل الأمريكي المتشعب أوجد قيادة تناسب المرحلة التي يريد ، شعارها الاهتزاز السياسي وعدم الاستقرار ، واختلاق العدد الأكبر من الاشكاليات كانت بدايتها الانسحاب من كثير من الاتفاقات الدولية وأهمها الاتفاق النووي مع ايران ، أما التدخلات في المنطقة والانتشار العسكري فقد تم ايجاد المبرر له باعترافهم ( داعش ) ، ولا تخفى غاية الادارة الأمريكية في هذا المجال – الشأن السوري - * إطالة أمد الأزمة حتى الدرجة القصوى ، والحاق الأذى والضرر ببنية الدولة السورية وتأليب الشرائح الاجتماعية على نظام الحكم رغم شرعيته عن طريق الحصار ، وهنا وجد الأمريكي الشريحة الأكثر تعاونا ممثلة بجزء من الطيف الكردي الذي لا يفكر أبعد من اللحظة الآنية وبمصالح المجموعة فقط وليس بالمستقبل والعلاقة مع بيئته وباقي الشرائح الاجتماعية ، ما تفعله الإدارة الأمريكية هو زراعة التناقض الجذري من منطلق الخريطة التي تم نشرها أواخر التسعينات والتي تدغدغ الأحلام الكردية ، لكنها في الحقيقة تخدم المشروع الصهيوني على قاعدة إلغاء ما هو ثابت ومعروف عبر الزمن وما قبل الزمن الجلي – سورية الطبيعية – المشروع الذي يفصل الشرق السوري ما بعد الفرات عن جسد الوطن ، إضافة إلى لعبة المنطقة الآمنة التي تطالب بها تركيا والتي قد تصل مساحتها إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع على طول الحدود الشمالية والشرقية ، تركيا لم تتخل أبدا عن مطامعها في الأرض السورية .

أزمة حكم في العراق ، توتر عسكري على طول الخليج الفارسي وفي المضائق ، ضغوط على الداخل السوري في الشمال والشمال الغربي من حدود اللاذقية حتى حدود حماه ، معسكرات اعتقال في منطقتي التنف والهول في الجزيرة ، قصف لمعسكرات الحشد الشعبي العراقي ، اعتداءات صهيونية على مناطق في الشام ، خربطات أمنية وخضات سياسية على الساحة اللبنانية ، واستمرار النزف في اليمن المسكين رغم المعارضات الغربية للحرب ورغم الضربات القاصمة لتحالف السعودية وبوادر انسحاب سوداني جزئي وتخفيض لقوى الامارات .. استمرار الحريق الليبي ، وغيرهم ، الأهم ما بدأ يطفو على السطح من سلوك كان مغيبا حتى الآن ... القرصنة .!.

القراصنة وسلوك ملغوم ، أهدافه وغايته .!.

قد تكون وقعت حوادث قرصنة عبر عقود مضت لكنها لم تكن لتوصف بالقرصنة السياسية كما حصل في مضيق جبل طارق ، هنا دولة استعمارية عريقة تمارسها بناء على طلب أمريكي ، ويبدو أن الغاية استدراج رد فعل ايراني متعجل لتوريط ايران في مواجهة غير محسوبة ، العقل الايراني كان أكبر من الانجرار ورد الفعل جاء متأنيا ، مدروسا وضمن القانون ، ولكن ، هل كانت الغاية هي خلق المواجهة العسكرية بهذا المبرر أم أن في الأمر هدفا آخر .؟.

في ذات الفترة ، وعن تخطيط مسبق واصرار وربما حكم اتجه العدو الصهيوني لتنفيذ أوسع عملية هدم في محيط القدس لاستكمال تهويد المنطقة ، وأعتقد أن الغطاء تمثل في مجموعة من التحركات أهمها اجتماعات البحرين ، والاتصالات الجانبية الأعرابية – الصهيونية ، والزيارات السرية والعلنية من كلا الطرفين ، والأهم في التغطية كان عمليات القرصنة ورفع حرارة احتمال الصدام العسكري وسيطرة وتركيز الميديا على هذا الحدث والتغطية على ما حصل في أكبر عملية قرصنة مارسها العدو برا على أرض فلسطين ، وهنا أعود لتأكيد أولوية الحرائق في المحيط التي وردت في بداية المقال ، وأجرؤ على نفي الرغبة في الصدام العسكري مستندا على مبادرة رئيس وزراء الكيان الصهيوني ونصيحته لرئيس الادارة الأمريكية بعدم توجيه أية ضربة للقوات الايرانية بعد أن أدت عمليات التوتير دورها المرسوم ، غاية القرصنة البحرية هي التغطية على القرصنة البرية الأعنف ، من هنا جاء الدفع الغربي للنظام الاوكراني لاحتجاز ناقلة نفط روسية رافدا اضافيا ، مزيدا من توجيه الأنظار بعيدا عن الحقائق لتنشغل في ملهاة لها وظيفتها ، هذا الأمر يفهمه الروس والاوكرانيين ، والأخيرون يدركون أنهم عاجزين عن الاحتفاظ بالناقلة الروسية لأكثر من وقت قليل ، الأهم .. الميديا .

السلوك الأمريكي والغربي عموما لا يكون عشوائيا ، ولا يمكن توصيفه برد الفعل ، إنه الفعل الناجم عن سابق تصور وتصميم ، الأذية التي تريدها الصهيو – أمريكية الحالية تجاه سوريا لا تتمثل في وضع قسد يدها على الثروة النفطية أو غيرها ، بل تحقيق الأكثر ايلاما وهو وضعها في خدمة العدو الصهيوني ، كما حصل مؤخرا في توكيل صهيوني لبيع هذه الثروة ، وإذ يمكن للدولة السورية والشعب السوري أن يغفرا لقسد بيع النفط للتركي ، وحتى القمح ، فإن مغفرة البيع والتعاون مع العدو الصهيوني يبقى مستحيل القبول أو المغفرة ، هذا ما لا تدركه قسد ولا تحسب حسابه بينما تدرك ذلك الادارة الصهيو – امريكية ويشكل ذلك مبعث فخر لعناصر الادارة وعلى رأسهم ترامب ومستشاريه الصهاينة .

قد تفرض الظروف الدولية ، ولعبة المساومات بين القوى العظمى المزيد من معاناتنا ، والمزيد من الأثمان وبضمنها الدماء وهي أهم ثرواتنا ، لكن أملنا بتحقيق النصر والحفاظ على وحدة ترابنا ومجتمعنا تظل دليل عملنا الذي لا نحيد عنه وإن هي إلا وقفات عزنا المعهودة .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024