إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

رحيل الرفيق زاهي وهبة بقلم الامين كمال نادر

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2021-04-10

إقرأ ايضاً


رحيل الرفيق زاهي وهبة

الأمين كمال نادر


نشر الأمين كمال نادر على صفحته الفايسبوك هذه الكلمة الصادقة والغنية بالمعلومات عن الرفيق زاهي وهبة. ندعو من يرغب للدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info للاطلاع على ما كنت نشرت عن كل من الرفيقين حسين الشيخ ونسيب ذهبية.

كنت عرفت الرفيق زاهي ورافقته في كثير من مسؤولياته، كما كنت سمعت كثيراً عما كان تميّز به خلال مسيرته الحزبية الطويلة من تفانٍ وتضحيات ووقفات عز.

هو ينظم الى شهداء الحزب ومناضليه ليبقى خالداً في نفوس رفقائه وفي ذاكرة الحزب وتاريخه.


ل. ن.

*

ودعنا اليوم الرفيق الأمين زاهي وهبه الذي فارق هذه الدنيا عن عمر ناهز الثانية والتسعين قضى معظم سنيه في العمل النضالي لأجل عز بلاده وتقدمها وارتقائها .

هو من مواليد العام 1929 في قريتنا الكورانية " قلحات" واسمها مشتق من اللغة السريانية ويعني القلاع والحصون.

انتمى زاهي وهبه الى الحزب القومي سنة 1949 وشهد اولاً ما تعرض له الحزب وزعيمه انطون سعاده من ملاحقات واضطهاد ثم تلك المحاكمة الشكلية الخاطئة وقرار الاعدام في 8 تموز 49. لم يتزعزع ايمان زاهي واختيه اليس وسعاد وهبه بل استمروا في منفذية بيروت، وتميزوا بالثقافة والاخلاق الراقية والشجاعة والمستوى العقائدي والاجتماعي .

في سنة 1953 كان زاهي مسؤولا تدريبيا في بيروت عندما جرت عملية اطلاق النار على المدعي العام يوسف شربل الذي لعب دورا متطرفاً في محاكمة الزعيم واعدامه ومن ثم في التسبب باعدام سبعة من الرفقاء القوميين الاجتماعيين في 21 تموز من ذلك العام .

معلوم ان من اطلق الرصاصات التي الهبت التاريخ وقتها، هو الرفيق حسين الشيخ الذي كان منتميا الى مديرية جبل النار في بيروت. وقد تولى الرفيق المؤتمن زاهي اخفاء حسين عدة ايام في منطقة النورماندي الى ان تمكن الحزب من تأمين طريق لإخراجه الى البقاع وقد تولى زاهي المهمة ثم صعد واياه مشياً في الجبال الشرقية حتى وصلوا الى منطقة الزبداني حيث بقي حسين عند الرفقاء واهتم به الرفيق نسيب ذهبية الى ان توفرت له فرصة السفر الى "غانا" في افريقيا حيث بقي اكثر من 50 سنة هناك عاد بعدها الى لبنان .

في احداث 1958 قام زاهي بواجبه في الدفاع عن مناطق الحزب خاصة في الكورة وشملان. ثم عين ناظرا للتدريب في منفذية الكورة التي كان يرأسها المنفذ العام الدكتور هاني ديب من اميون. ولسوء الحظ فقد فشل الانقلاب الذي قام به الحزب في مطلع سنة 1962 وتحمل زاهي مسؤولية كبيرة فيه فاعتقل وخضع للتعذيب الفظيع مثله مثل الالوف من القوميين وظل في السجن حوالى اربع سنوات ونصف خرج بعدها وقد تعطلت اجزاءٌ من جسمه، وكانت خطيبته وفاء حريكي من بلدة بترومين تنتظره وتزوره في السجن دائماً ولم تتخلَّ عن وفائها له وبالفعل فقد تزوجا بعدما استعاد نشاطه وافتتح محلاً لبيع الادوات المنزلية الكهربائية في شارع السنترال في مدينة طرابلس.

لم يرزقا باولاد وقد يكون السجن والتعذيب وسوء المعاملة هي الاسباب التي حرمته من الاولاد، لكنه لم يتذمر او يتأفف او يكفر بعقيدته وظل باسما هادئاً يقوم بواجباته الحزبية والاجتماعية على اكمل وجه .

هو معروف في طرابلس والكورة والشمال بصدق معاملته المالية والتجارية. كريم يداري احوال الناس المادية عندما يشترون منه وياما خسر في التعامل بالدَين وراحت عليه سندات كثيرة لكنه لم يقم دعوى على احد. وفي سنة 1976 عندما اجتاحت قوات الجبهة اللبنانية الكورة جرى نهب وسرقة كميات كبيرة من البرادات والغسالات وافران الغاز وغيرها من الادوات المنزلية والسجاد التي كان يحفظها في مستودعات تحت منزله. كما استولى جماعة من "جيران" الكورة على محفظة السندات العائدة له ما سبب له خسائر اضافية. برغم ذلك ظل ثابتاً على ايمانه وكان يردد ان المال يذهب وان من يصنع المال مرة يستطيع ان يعيد صناعته مرة ثانية .

لم يهجر وطنه واستمر يقوم بنشاطه الحزبي في مديرية قلحات وفي فترة لاحقة خلال الحرب الطويلة التي خربت لبنان انشأ مع رفيقه سمير سليمان وعدد من رجال القرية وسيداتها "صندوق التعاضد الاجتماعي الخيري" وكانوا يجمعون الاشتراكات والتبرعات ويساعدون العائلات المحدودة الدخل ويقدمون منحاً تعليمية للطلاب الذين يتعذر على اهلهم دفع متوجبات تعليمهم .

كما قدم بيتاً حجرياً ذات عقود ومن طابقين ليكون مقرا لمديرية فيع وعندما اراد القوميون شراء المبنى تنازل عن جزء كبير من الثمن كهدية الى الحزب .

سيرته غنية وحافلة بالتضحيات واكراما له منحه الحزب وسام الواجب ثم وسام الثبات كما كان مرشحا لنيل رتبة الامانة عن جدارة واستحقاق لكن الروتين والطريقة التي كانت توزع فيها هذه الرتب اخرت حصوله عليها ...

في 29 اذار سنة 2019 اقمنا له حفلاً تكريمياً وقدمنا اليه درعا جميل التصميم وكانت حفلة قومية اجتماعية بديعة.

في هذه الصورة يبدو الرفيق زاهي محمولا على اكتاف رفقائه وملفوفاً بعلم الزوبعة التي احبها، وقد صلى عليه الاباء جبران اللاطي وسمعان حيدر وعبدالله الخوري والقى الاب جبران كلمة وجدانية قيمة جداً عدد فيها مزاياه وصفاته وعزى الاهل والرفقاء وقارن بين الوان العلم الحزبي ومعاني اللون الاسود والابيض والاحمر في فلسفة الكنيسة والبنود الاربعة التي ترمز في الكنيسة الى الصلب والفداء ونور القيامة والخلاص .

وداعاً ايها الرفيق الصادق الخلوق، لمثلك تليق الامانة والتكريم وانت تبقى قدوة لنا ولمن يأتي بعدنا على هذا الطريق .

البقاء للأمة والخلود لسعاده وللشهداء وللمناضلين .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024