تزامناً مع أحداث العراق تحركت جبهة جبال ووديان القلمون، عبر سلسلة هجمات شنّتها المجاميع المسلحة الهاربة من بلدات وقرى القلمون بعد معارك الأشهر الماضية التي خسرت فيها الكتائب المسلحة كامل البلدات والقرى الموجودة في القلمون السوري.
وتفيد المعلومات من المنطقة أنّ الجماعات المسلحة تتمركز في سهل رنكوس الواقع بين بلدة رنكوس وتلال عدة تقع على جهة السلسلة الشرقية للبنان من الناحية السورية، وتقول المعلومات إنّ مجاميع المسلحين تتحرك في هذه المنطقة، عبر شبكة أنفاق وتحتمي في سفح التلال المذكورة حيث حفرت في سفوح التلال للاحتماء والتثبيت في هذه المنطقة الوعرة.
وتشير المعلومات أيضاً إلى حالة صعبة تمرّ بها المجاميع المسلحة في تلك المنطقة بسبب انقطاع طرق إمدادها، فضلاً عن نقصان الذخيرة لديها وبداية أزمة تموين تمرّ بها.
ويعود سبب النقص في المعدات والأسلحة إلى أنّ المجاميع المسلحة تركت أسلحتها في المستودعات وهربت من يبرود ورنكوس وباقي بلدات القلمون، وكان انسحاب المسلحين من بلدات القلمون سريعاً وفوضوياً ما سمح بالكشف عن البنية التحتية لهذه التنظيمات، وكشف نقاط ضعفها ما سمح بملاحقة قادتها وقتلهم في أكثر من مكان، كما حصل مثلاً مع الأربعة المسؤولين عن التفجيرات في لبنان والذين قتلوا في عملية نوعية دمّرت الفيلا التي كانوا يختبئون داخلها. وقد بدأت مجاميع باسم داعش تظهر في صفوف هذه الجماعات، وقد رفعت أعلام داعش أثناء الهجوم الذي شنّته هذه المجاميع على مواقع في سهل رنكوس، لكنها تقدمت صباحاً بعض الشيء قبل أن تجبر على الفرار بعدما خسرت مجموعة كبيرة من أفرادها.
ويبدو ملفتاً تحريك الجماعات المسلحة في وديان وجبال القلمون تزامناً مع الحرب في العراق، وأشارت مصادر في البقاع الشمالي إلى معلومات حصلت عليها الجهات الأمنية تفيد بأنّ الهجوم في منطقة الجبة في رنكوس كان يهدف إلى إنشاء إمارة، في تلك المنطقة.
وفي الوقت نفسه جرى تشديد الإجراءات الأمنية حول مستشفيات الضاحية الثلاثة الرسول، بهمن، الساحل ما يدل إلى أنّ حزب الله يأخذ على محمل الجدّ التهديدات التي أطلقت في الآونة الأخيرة…
|