شهدت الأيام القليلة الماضية أعنف هجمة عسكرية تشنها المجموعات المسلحة في جرود القلمون منذ تحرير البلدات والقرى في هذه السلسلة الواقعة بين لبنان وسورية.
وتبدو الجماعات المسلحة في هجماتها هذه كمن يرمي بكامل ثقله المتبقي لديه قبل أن تصبح شروط بقائها مستحيلة مع حلول فصل الشتاء القارص في تلك المنطقة.
مصادر أهلية وأمنية في البقاع الشمالي تتحدث عن سعي مسؤول جبهة النصرة في القلمون المدعو «أبو مالك التلي» إلى الخروج من القلمون باتجاه الشمال السوري مع تسعة أشخاص من المقربين منه، وتقول المصادر إن التلي أبلغ جهات لبنانية في عرسال نيته المغادرة، ولم يوضح سبب قراره هذا لكن يعتقد أن خلافات كبيرة تسود أوساط أهالي القصير والمجموعات المسلحة الآتية من القصير وريفها حول الاستمرار بالحرب أو فتح خطوط تواصل ومصالحة مع الدولة السورية ومع حزب الله لتسهيل عودة آلاف الأشخاص إلى القصير بدل خوض معركة قاسية في القلمون نهايتها معروفة.
وقد شهدت ليلة الأربعاء الخميس معركة قاسية لمدة زادت على الساعتين بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة حاولت إدخال حوالى 30 جريحاً إلى لبنان عن طريق حجز المصيدة وحاجز عقبة المبيضة وحاجز المصيدة في جرود عرسال، ويحاول المسلحون إخراج العشرات من جرحاهم إلى مستشفيات لبنانية. بعدما خسر المسلحون أكثر من 40 مسلحاً خلال قصف استهدف المستشفى الميداني في مرطبيا الواقعة بين جرد قارة وجرد البريج، وتفيد مصادر ميدانية أن الطيران المروحي السوري دمر المستشفى الميداني بالكامل.
في السياق نفسه تفيد مصادر ميدانية في المنطقة أن عملية الاتصال التي أجراها المسلحون مع أهل الأسير رامي عياد والذي طلبوا من خلاله مجيء الموفد القطري خلال أربع وعشرين ساعة لا يعني موضوع العسكريين المخطوفين بقدر ما يعني بحث مطلب المسلحين بتأمين ممر آمن إلى الجنوب السوري.
|