عقد مؤتمر باريس الدولي لدعم العراق لمدة ساعات معدودة أمس في العاصمة الفرنسية باريس.
هذا المؤتمر أراده الرئيس الفرنسي مطية سياسية تخرجه من حرجه الكبير في استطلاعات الرأي التي تعطيه سبعة في المئة فقط من التأييد الشعبي فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بفرنسا والتي تفاقمت في عهده، والفضائح التي تلاحقه بعد الكتاب الذي صدر عن زوجته السابقة تروي فيها حياتهما في القصر الرئاسي.
تعهد الحاضرون بدعم العراق والأكراد في مواجهة «داعش»، وتعهدوا بتقديم السلاح للجيش العراقي، وتقديم الدعم الجوي ضد «داعش» في العراق ولمحوا إلى سورية أيضاً، لكن تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المطالب بضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن لشن أية حرب ضد الإرهاب أظهر عدم وجود توافق الحد الأدنى بين الروسي والأميركي حول الوضع في سورية على وجه الخصوص.
مصادر داخل المؤتمر نقلت عن تحفظات روسية كبيرة على مجمل خطة الدول الغربية لشن الحرب ضد «داعش»، وقد طالب الروس بوضع خطة واضحة تعرض أمام مجلس الأمن الدولي لشن حرب عالمية على الإرهاب، ولمح الروسي إلى رفضه أي تدخل أو قصف في سورية من دون الحصول على قبول الدولة السورية.
ولمحت بعض المصادر العربية، خصوصا في الوفد السعودي إلى مؤتمر باريس الذي سبق الحملة الجوية الغربية على ليبيا، محاولة تشبيه هذا المؤتمر بمؤتمر أصدقاء الشعب الليبي الذي عقد في باريس، ونقل عن وزير الخارجية السعودي رفضه أية مشاركة لإيران وسورية في الحرب على الإرهاب.
ولا يعرف كيف ستتمكن الدول العربية من حرب «داعش» على الأرض من دون التحالف مع الجيش السوري أو تعاونه، خصوصاً بعد الضربة التي أصابت أحرار الشام الفصيل القوي الوحيد القادر على خوض مواجهة مع «داعش»، في وقت تبدو المساعي الأميركية السعودية لإيجاد معارضة سورية مسلحة معتدلة، لا يعرف من أين سوف يأتون بها خصوصاً أن الرئيس الأميركي اعترف بلسانه قبل أسبوعين من الآن أنه لا توجد معارضة سورية معتدلة يمكن التعاون معها في سورية.
في السياق نفسه نقلت مصادر في العاصمة الفرنسية باريس أن إيران اشترطت على الولايات المتحدة الأميركية الحصول على ضمانات بعدم استهداف مواقع الجيش السوري حتى توافق على المشاركة في الحرب ضد «داعش».
|