يمكن القول إن اعتقال مسؤول المجلس العسكري في «الجيش الحر» في جبال القلمون ضربة معلم قامت بها مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله ومجموعة من المخبرين من داخل بلدة عرسال.
وبحسب المعطيات المتوافرة فإنّ الأهمية العسكرية لعبد الله الرفاعي تنحصر في الحصول على أخبار ومعلومات عن جنود الجيش اللبناني المختطفين لدى الجماعات المسلحة في جبال القلمون.
والمعطيات المتوافرة ميدانياً تقول أيضاً إن الرفاعي ليس في موقع القوي المقرّر في جبال القلمون في ظل وجود «جبهة النصرة» وأيضاً بسبب سيطرة جماعة القصير وريفها على المشهد الميداني للمسلحين في القلمون وهو لا ينحدر من المناطق المذكورة.
وتعتقد جهات معنية أن عبدالله الرفاعي كان يغادر القلمون بصورة نهائية إلى الشمال اللبناني على غرار ما يفعله الكثير من مسلحي القلمون مع بدء موسم البرد في الجبال.
وتشير المعلومات إلى أنّ الرفاعي كان يتنقل دورياً بين القلمون والداخل اللبناني، وذلك عبر تسهيلات شبكات التهريب الناشطة هذه الأيام في البقاع الشمالي وجبال القلمون، وكان يستعمل في كلّ مرة هوية لبنانية مزوّرة تؤمّنها له الشبكات نفسها عبر خبراء في تزوير الأوراق الثبوتية غالبيتهم من القصير السورية.
ويعتبر الرفاعي كنز معلومات بالنسبة إلى مخابرات الجيش اللبناني للتعرّف إلى خريطة أسماء خاطفي الجنود اللبنانيين، وعلى حركة نقل الجنود المختطفين بين المواقع في الجبال. وتشير المعطيات أيضاً إلى أنّ الرجل يعرف هويات اللبنانيين الذين يشاركون في شكل مباشر في خطف جنود الجيش اللبناني، أو في شكل غير مباشر، عبر تسهيل عملية انتقال العشرات من مسلحي القلمون إلى لبنان وعبر تزويدهم بالوثائق اللازمة لمرورهم أو عبر تأمين مستلزمات تسوية أوضاعهم وتأمين السكن لهم.
يبقى القول إن الرفاعي لا يمثل قيمة رمزية جدية للمسلحين، وبالتالي فإنّ إمكانية مقايضته بالجنود اللبنانيين غير مطروحة على الطاولة.
|