غاب وزير المالية السعودي إبراهيم العساف عن لقاء القمة الذي جمع الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي في باريس، وبرر الجانب السعودي غياب العساف، بوعكة صحية أصابته قبيل لقاء هولاند سلمان.
وكان الفرنسيون حتى مساء الأمس يمنون أنفسهم بتوقيع السعوديين على عقود صفقة السلاح اللبنانية التي تبلغ قيمتها الإجمالية وفق حسابات القلم والدفتر السعوديين 3 مليارات دولار أميركي، غير أن حاتم الطائي ليس سعودياً هذه الأيام في كل ما يتعلق بلبنان، ويمكن القول إن التعاطي السعودي مع بلاد الأرز، يأخذ أسلوبه من كتاب الجاحظ، وعود بلا مردود.
وفي تفاصيل الهبة السعودية الموعودة ونتائج المحادثات الفرنسية – السعودية التي أجريت حولها خلال زيارة ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى فرنسا، تفيد المعلومات أن خلافات على عمولة تبلغ 3 في المئة من قيمة المبلغ ما يعادل 90 مليون دولار، شكلت عقبة كبيرة في وجه الاتفاق على إتمام الصفقة وعدم قيام السعوديين بتوقيعها. وبحسب المعلومات هنا في باريس اقترح السعوديون تأجيل البحث في هذه الصفقة ريثما ينجلي الوضع العسكري والأمني في المنطقة في مواجهة تنظيم دولة الاسم «داعش». وتقول المعلومات أيضاً أن العمولة التي تناقش كثيراً ليست سوى حجة سعودية لتأجيل التوقيع الذي ينتظره الفرنسيون.
ونقل عن مصادر فرنسية قريبة من الملف عن عقبات تقنية تواجه التوقيع، من دون ذكر ماهية هذه العقبات، ولكن يعتقد أن السعوديين يريدون العمل مع الفرنسيين على الملفات السورية والعراقية والنووي الإيراني قبل أي شيء آخر، ولا يبدو أن زيارة سلمان نجحت في إقناع الفرنسي باستثناء إيران من الدعوات التي سوف توجه لعقد المؤتمر العالمي لمحاربة الإرهاب، في وقت أعاد الفرنسي القول إن الحرب على الإرهاب لا تعني إعادة التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد وهذا الموقف حظي برضا السعودي.
وتبدي مصادر فرنسية عدم رضاها عن شح عقود الشراء السعودية للسلع الفرنسية حيث لم تسفر الزيارة عن أية عقود كبيرة، وكان الهاجس الأمني والعسكري والخوف من القادم هاجس السعودي الثابت الذي طبع الزيارة وحدد معلمها ونتائجها، مع بقاء كميات كبيرة من الوعود بالصفقات الاقتصادية على طاولة البحث حتى قيام الساعة.
جميعنا يعرف قصة المنصور الدوانيقي.
|