حققت الوساطة القطرية خرقاً ملحوظاً في عملية التفاوض لإطلاق سراح جنود الجيش اللبناني المختطفين لدى الجماعات التكفيرية في جبال القلمون.
وقالت مصادر مقربة من ملف المفاوضات إن هناك تقدماً كبيراً حصل على هذا الخط تمثل بالتوافق على أرضية مشتركة للتبادل، تتمثل بإطلاق سراح عشرات المقاتلين من المعارضة السورية الذين اعتقلوا أثناء معركة عرسال وبعدها، ومن المحتمل أن يكون عماد جمعة مسؤول داعش في القلمون في عداد الذين سوف تشملهم الصفقة.
وتشير المصادر إلى أن هذه الخطة طرحها النائب وليد جنبلاط على الوسيط القطري وربما أيضاً على جهات في المعارضة السورية تتواصل معه ولها خطوط اتصال بالخاطفين.
في هذا المجال تبدو نقاط عدة عالقة في ملف التفاوض أهمها أين سوف تكون وجهة المقاتلين الذين سوف يتم إطلاق سراحهم في حال تمت الصفقة بنجاح، فبينما يريد المسلحون أن يعود هؤلاء إليهم في جبال القلمون، هناك رأي لبناني يقول بإرسالهم إلى سورية، وليس من الوارد بقاؤهم في لبنان على أية حال.
وتقول المصادر إن الجماعات المسلحة في القلمون تريد ضمانات أن لا يتم الهجوم عليها في الجبال بعد نجاح عملية التفاوض، وتحتج بوجود حشود غير مسبوقة في المنطقة للجيش اللبناني ولحزب الله وأيضاً للجيش السوري، وهذا ما لا يمكن للمفاوض اللبناني ضمانته خصوصاً من الناحية السورية.
وتقول مصادر ميدانية من البقاع الشمالي إن أوامر صدرت من قيادات المسلحين الموجودة في تركيا طلبت من أبي مالك التلي مسؤول النصرة في القلمون ومن الفصائل الأخرى الانسحاب إلى الجنوب السوري، قبل حلول موسم الثلوج في القلمون التي يصل ارتفاع الثلج في بعض مناطقها إلى ستة أمتار، وهذا الانسحاب كانت قيادات المسلحين طلبته في وقت سابق غير أن الجيش السوري رفض هذا الأمر في شكل حاسم كون طريق الانسحاب هذا سوف يمر قرب ريف دمشق، كما أن حجم القوات المنسحبة سيشكل قوة كبيرة لتأمين المنطقة العازلة في منطقة القنيطرة السورية، بينما يرفض حزب الله توجههم إلى لبنان، وبالتالي هم محكومون بخوض معركة في جبال القلمون يبدو أن عملية اختطاف الجنود اللبنانيين تمت في محاولة من جانب المسلحين لتجنبها ولإيجاد مخرج لهم من هذه المنطقة إلى الجنوب السوري.
|