كنا بتاريخ 02/10/2014 تحدثنا عن العمل الإذاعي في ستينات القرن الماضي وعممنا نص المحاضرة التي كان ألقاها الأمين محمد بعلبكي في الجامعة اليسوعية بتاريخ كانون الثاني 1961، وكنا طبعناها في كرّاس، وزعنا منه آلاف النسخ على الطلبة الجامعيين والثانويين في بيروت والمناطق(1).
ثم بتاريخ 14/08/2015 عممنا نص الرسالة الموجهة من الأمين الدكتور عبدالله سعادة الى الطلبة القوميين الاجتماعيين والتي كانت بدورها طُبعت في كرّاس ووزع منه آلاف النسخ.
أشرنا في تقديم النبذة بتاريخ 14/08/2015 أن كرّاساً ثالثاً كان أعد ووزع بعنوان "في ذكرى النكبتين بين 15 أيار 1948 و 5 حزيران 1967، باسم "قيس الجردي"" وهو الاسم المستعار الذي كان يعتمده الأمين انعام رعد في نشر مقالاته في صحيفة "النهار"(2).
تعميماً للفائدة، ننشر النص الكامل للدراسة التي قدمها الأمين انعام رعد الاسير في سجن "القلعة" بطلب من مكتب الطلبة في حينه.
*
صوت من التاريخ
" تقولون يا سيدي، ان الأعمال التي انجزتها الصهيونية الى الآن كافية للدلالة على أن الأرض التي كانت تفيض لبناً وعسلاً لم تكن حديث خرافة وتنسون أن اللبن والعسل كانا يفيضان من تلك الأرض بفضل سواعد الأمة التي كانت فيها قبل مجيئ اليهود اليها هاربين من مصر، والتي لا تزال فيها الآن.
" تقولون، "لليهود دعوى خاصة بحقهم في أرض كنعان" ولكنها دعوى نحن نعرف والعالم كله يعرف مبلغها من الصحة. انكم تحاولون اثبات هذه الدعوى بالقول، ان اليهود لم يجدوا وطناً لهم في مصر وبابل. فهل وجد اليهود وطناً لهم في فلسطين؟ اذا كنتم تعجزون عن اعطاء جواب يتفق والحقيقة فان "سني السبي" وتسعماية سنة نفي تعطي الجواب الصحيح.
"... إن أموراً عظيمة- أموراً عظيمة جداً – ستترتب على هذه المحاولة ا؟ الأثيمة التي لم يعرف التاريخ محاولة اخرى تضاهيها في الاثم، واني اطمئنكم بأن نتائجها لا تقتصر على فلسطين بل ستتناول العالم أجمع وأن عظتها البالغة لن تكون لبني اسرائيل فقط بل لجميع بني الانسان! ومن يعش ير".
"من الرد على خطاب لويد جورج 1931"
" اننا نعلن عدم الرضى عن مشروع التقسيم وندعو العصبة الأممية والأمم المتحدة والصديقة الى رفضه وإعطاء أمتنا حقها وتأييد سيادتها القومية". إن تعيين حدود "الوطن القومي اليهودي" يتطلب الاعتراف بهذا "الوطن" وتنازلنا عن حق سيادتنا على وطننا.
" ان التعويض لسوريي الجنوب عن خسارة أراضيهم بإعانة مالية من الخزينة البريطانية ومن "الدولة اليهودية" حين تبادل السكان هو استملاك إكراهي لهذه الأراضي. إن التقسيم المقترح يكسب الوطن اليهودي صبغة "دولة" ستكون نواة الدولة اليهودية "التي ستستعبد الشعب السوري وتفرض الجزية على الأمم الغريبة" حسب نصوص التلمود.
ان ادعاءات اليهود في جنوب سورية ليست قائمة على أساس حقوقي. فلا يبقى سوى إدعائهم وعد الله اياهم بجعل أرض كنعان ميراثاً لهم "وهو عودة الى النظرة الخصوصية في الدين".
(من المذكرة المرفوعة الى عصبة الأمم 14 تموز 1937)
" ولا يتحصر خطر اليهود في فلسطين، بل هو يتناول لبنان والشام، انه خطر على الشعب السوري كله، لأن اليهود لن يكتفوا بالإستيلاء على فلسطين، ففلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود الذين أثاروا عليهم الأمم النازلين في أوطانهم بقدر ما عملوا لقضية قومية خاصة بهم. وهم منذ اليوم يقولون "الحمد لله أننا أصبحنا قادرين على أن نمارس الرياضة الشتوية في أرض إسرائيل" يعني التزحلق على الثلج في لبنان!". (من خطاب أول آذار 1938)
" ولما بات أمر التقسيم مقرراً وصارت المسألة مسألة كيفيات وحيثيات قامت السياسة عينها المسؤولة عن وصول المسألة الى هذا الحد تنادي وتدعو الى "الجهاد" وتستفز وتحرض لتعيد تمثيل محاولة جديدة من تلك المحاولات الاعتباطية!.
" إن الاستفزاز والتحريض كان يجب أن يبدل بهما التنادي الى التعاون القومي المنظم. وإن الحركة الحربية كان يجب أن تهيأ من قبل لا أن ترتجل كقصيدة صغيرة في عرس!.
" إنني ادعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين الى مؤتمر مستعجل تقرر فيه الأمة السورية إرادتها وخطتها العملية في صدد فلسطين وتجاه الأخطار الخارجية جميعها.
" إنني أدعوهم الى نبذ الحزبيات الدينية والتآويل الطائفية البغيضة، تلك الحزبيات والتآويل التي أولت الدين تأويلاً فاسداً وقالت غير ما قال الله... لقد قالت المسيحية بالتآخي ومحبة حتى المبغضين وبرفع الفوارق والحزبيات الدينية، وقالت المحمدية بمثل ذلك، وأهل الحكمة الموحدون مذهبهم الأخاء والمحبة. أيها السوريون ليس من سوري إلا وهو مسلم لرب العالمين فاتقوا الله واتركوا تآويل الحزبيات الدينية العمياء. فقد جمعنا الاسلام: منا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالحكمة". "من رسالة الى الأمة في تشرين الثاني 1947"
*
معركة الحق القومي في فلسطين أبعد من إزالة آثار العدوان الأخيرة
أيها المواطنون،
بهذه النداءات التاريخية توجهت حركتنا قبل ثلاثين سنة وما أصدق أقوالها بالأمس البعيد وما أكثر انطباقها على حال أمتنا وعالمها العربي اليوم.
فها نحن خلال العشرين سنة الأخيرة نواجه نكبتين مصيريتين، تقام في اولاهما للعدوان دولة ـــــــــ راس جسر لعدوان متكرر جديد كانت هزيمة حزيران الماضية احدى حلقاته.
ولقد كانت النكبتان الى حد كبير وليدتي قصر النظر في استشراف الأخطار من جهة والعجز عن وضع التخطيط المنبثق من شمول الرؤية من جهة ثانية.
وكم نرى في هذه الأقوال أعلاه من وضوح في الرؤية ومن استشراف للمستقبل ومن اشارة صريحة الى كيفية النهج لتحقيق الإنقاذ. ففي رفض حركتنا للتقسيم باكراً منذ مشاريعه الأولى عام 1937 قالت : "إن التقسيم المقترح يكسب الوطن اليهودي صيغة "دولة" ستكون نواة الدولة اليهودية" ولا ينحصر خطر اليهود في فلسطين ...لأن اليهود لن يكتفوا بالإستيلاء على فلسطين، ففلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود..." وبعد مرور عشر سنوات على هذا القول حلّت النكبة الأولى عام 1948 فقامت دولة العدوان على قسم من فلسطين التي رفعت شعار إسكان ملايين اليهود في الأرض المحتلة وأخذت تتحفز كما أكدت السنوات العشرون الأخيرة لعدوان أخر فجّرته في الخامس من حزيران 1967 ملتهمة الأقسام الباقية من فلسطين ومؤكدة بمد عدوانها الى أراض جديدة ان ليس لمطامعها حدود، وإن حلم اليهود التاريخي الذي ذكره التلمود باستعباد شعبنا"، "وفرض الجزية على الأمم الغريبة" هو الذي تجسده في هذا العصر الحركة الصهيونية في مطامعها العدوانية.
إن حركة الحق القومي قد أعلنت منذ نشوئها وأكدت ذلك في كل مناسبة أن لا مساومة ولا مهادنة ولا تفريط بالحق القومي. وإن كل مقررات دولية تُتخذ مخالفة لحقنا في تقرير مصيرنا هي مقررات باطلة. تلك هي صيحة الحق الذي لا يخبو، نجدد إطلاقها في وجه التسويات على حساب الحق القومي.
فمنذ وقعت النكبة الأولى عام 1948 وسياسة الإصرار على تنفيذ مقررات الأمم المتحدة بشأن فلسطين، وهي المقررات التي تدعو الى التقسيم، تكاد تصبح خلال العشرين سنة المنقضية السياسة السائدة في العالم العربي.
وها اليوم وبعد ثلاثين عاماً على رفضنا فكرة التقسيم ترتفع من هنا وهنالك دعوات تنادي بإنهاء حالة الحرب مع العدوان بتضييق حجم الإغتصاب أو بالإكتفاء بإزالة آثار العدوان الأخير وتجاهل العدوان الأساسي. إن المعركة ليست ولا يجوز أن تكون محصورة في نطاق إزالة آثار العدوان الأخير، إنها أبعد من ذلك. إنها معركة الحق القومي في فلسطين وما إزالة آثار العدوان الأخير إلا مرحلة من مراحلها بإتجاه الهدف الأخير.
نتلاقى مع الثوريين المخلصين في رفض التسويات
إننا في موقفنا المبدئي الثوري الرافض كل هذه التسويات على حساب الحق القومي نعبر عن روح الثورة ونتلاقى مع الثوريين المخلصين في أمتنا، خاصة مع أبطال العمل الفدائي الذين أعلنوا بالبطولة المحققة رفضهم للتسويات وانصاف الحلول.
إن الخطر اليهودي كما أعلنت حركتنا قبل ثلاثين عاماً وكما أكدت التجارب والنكبات الأخيرة هو خطر على أرضنا القومية كلها وليس على فلسطين فحسب.
إن حرب التحرير يجب أن يشترك فيها اللبنانيون والشاميون والعراقيون والأردنيون وينسقوا قواتهم وخططهم من أجلها. إننا نجدد الدعوة التي أطلقها باعث نهضتنا قبل عشرين عاماً الى اللبنانيين والشاميين والعراقيين والاردنيين والفلسطينيين لوضع الخطة الكاملة لإسترداد فلسطين تدعمهم في ذلك الدول العربية الشقيقة لا سيما المتاخمة لدولة العدوان والمشتركة معنا في موقف مصيري ضد العدو المتوسع. إن معركة فلسطين هي معركة شعبنا كله، ومعركة الجبهة العربية المساندة لحق شعبنا المقدس في أرضه مصيره.
إن العمل الفدائي البطولي إذا لم يدعمه خزان بشري متدفق من شعبنا وإذا لم يستند الى منطلقات في أرضنا القومية كلها وإذا لم ينتظم في حركة ثورية واحدة فإنه قد يصل الى طريق مسدود. إن الشعلة التي أضاءها الفدائيون الفلسطينيون يجب أن تبقى متوهجة حتى يسطع فجر الحق. ولقد كان نداء حركتنا منذ نشوء المسألة الفلسطينية وبروز الخطر اليهودي على فلسطين في اعقاب الحرب العالمية الأولى انه ما لم تقم حركة قومية منظمة تفوق حركة العدو الصهيونية في اجراءاتها وتدابيرها فان الكارثة واقعة. ولقد واجهت أمتنا العدو في النكبة الأولى بعقلية متخلفة عن العصر.
" ان كارثة فلسطين مسؤولة عنها سياسة الخصوصيات والحزبيات الدينية والعشائرية!" (1947) وبعد عشرين عاماً ورغم تململات ثورية عديدة لإقامة أوضاع جديدة في أمتنا والعالم العربي تكون في مستوى التحدي فقد جاءت الهزيمة الأخيرة، هزيمة حزيران، تؤكد أن الثورية غير المكتملة التي تشوبها العاطفية والرومانسية وتحافظ على جمود المجتمع التقليدي ومفاهيمه الراكدة وتفتقر الى القاعدة الشعبية الثورية المعبأة بالوعي العقدي، إن هذه الثورية الناقصة لا تستطيع أن تربح المعركة. ولقد سقطت تلك الثورية الناقصة وبرزت تناقضاتها في الهزيمة المرة. وهي ليست أبداً تناقضات محض طبقية كما يحاول أن يفسر الأمر المبهورون بالعقائد المستوردة، بل هي تناقضات بين الثورة والجمود، بين العقل والرومانسية، بين التغيير وجزئيته، بين تغيير الأوضاع وعدم تغيير الانسان لأن تلك هي المشكلة.
ما لم تقم حركة قومية منظمة...
إن المعركة يجب أن تصبح معركة أمتنا معبأة في حركة قومية موحدة لتستطيع أن تنتزع من العدو الغلبة لحقها القومي المدعوم بوحدة قوتنا. أما إذا بقيت المعركة بين العدو ومجتمعنا المحتضن التناقضات الاجتماعية التخلفية القبلية والطائفية والطبقية فإن العاقبة ستكون وخيمة. لقد أكدت النكبتان المتلاحقتان خلال عشرين سنة صوابية التحذير الذي أطلقه باعث النهضة في شباط 1925:
" رغماً عن كل ما تقدم ومن أن الحركة الصهيونية غير دائرة على محور طبيعي، تقدمت هذه الحركة تقدماً لا يستهان به فاجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة، اذا لم تقم في وجهها حركة نظامية اخرى معاكسة لها، كان نصيبها النجاح ولا يكون ذلك غريباً بقدر ما يكون تخاذل السوريين كذلك اذا تركوا الصهيونيين ينفذون مآربهم ويملكون فلسطين.
" حتى الآن لم تقم حركة سورية منظمة تنظر في شؤون سورية الوطنية ومصير الأمة السورية، لذلك نرى أننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتب عليه احدى نتيجتين اساسيتين: هما الحياة أو الموت وأي نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها.
لا نريد أن ننكر العمل الذي قام به سوريو فلسطين ولكننا نقول أن ذلك العمل لا يكفي لأنه لا يشمل سورية كلها وينقصه التضامن الضروري لحياة الأمم فما دامت أعمالنا مترتبة على فئات قليلة لا يمكننا أن نقف في وجه التيارات الغريبة التي تريد جرفنا من بلادنا".
وبعد أربعين عاماً على هذا القول لما تزل الحالة السائدة في بلادنا بأكثرها هي نفسها. إن إقامة النظام الجديد، نظام الفكر والنهج، ثم نظام الاشكال الذي يحققه هي الخطوة الضرورية الأساسية لدك دولة العدوان ومحو أثار الإغتصاب في الجنوب.
إن "اسرائيل" قد أقامتها حركة صهيونية منظمة مدعومة بقوى دولية كبرى ولا يمكن اقتلاعها إلا عندما تصبح أمتنا معبأة في حركة قومية منظمة لأن النظام لا يغلب بالفوضى بل يغلب بنظام أقوى وأفضل.
إننا ندرك أن معركة دك معالم العدوان وإزالة خطره ليست بالمعركة الهينة بل هي معركة ذات أبعاد خطيرة، إنها معركة الشعب الثائر ضد مغتصبي أرضه والمعتدين على حياته ومنتهكي حقه في السيادة الكاملة على وطنه. وهي اذن لا بد أن تكون معركة الشعب كله، كل فرد منه، كل طاقة وإمكانية وقد عبأها وعي عقائدي قادر على وضع الامة في موضع الاستنفار النفسي وفي مستوى القوة الضرورية لكل انتصار.
الصهيونية تجد جذورها في اليهودية
إن وعينا لمعركتنا في أبعادها الحضارية والانسانية والقومية هو طريقنا الى ربح المعركة الفعلية لأن الوعي أساس النضال وسلاح الثوار الأمضى في معارك المصير.
إن أخطر ما يهدد جبهتنا الداخلية هو شيوع مفاهيم منحرفة تحدث ثغرات في مناعة صفنا. من هذه، التسويات المضيعة لحقنا، القابلة بالتعايش مع “اسرائيل” في حجمها المصغر. ومنها المفهوم الخاطئ الذي يفرق بين الصهيونية واليهودية متجاهلاً أن الصهيونية تجد جذورها في تربة التراث اليهودي العنصري ــــــ التيوقراطي، وانها نسخة حديثة لتراث يهودي قديم حفل في التلمود والتوراة بالحقد على الشعوب ومطامع الاستيلاء على أرضنا.
وانه ليصعب جداً فهم الظاهرة اليهودية المعاصرة التي تمثلها الصهيونية العدوانية دون الرجوع الى التراث اليهودي المؤكد في فكرة "الشعب المختار"، وفي الدعوة الى إبادة الأمم وإفناء الشعوب، كعنصرية دينية مذهبية خطرة.
إن رفض هذه العنصرية، جذوراً تاريخية وواقعاً معاصراً على حد سواء، هو رفض لكل عنصرية مذهبية متحجرة، لا دفاعاً عن حقنا القومي فحسب، وهذا واجب مقدس، بل تجاوباً كذلك مع ايماننا بقومية تبنى على إنسانية منفتحة على سائر الشعوب والأمم.
إن أمتنا كانت في كل حضارتها ورسالاتها الروحية منفتحة على العالم وهي ترفض الدعوات الشوفينية والعنصرية. وما نهضتنا القومية الاجتماعية إلا التعبير الأصيل عن نفسية هذه الأمة.
إن حربنا ضد اليهودية العالمية هي حرب المصير القومي ضد العدوان والاغتصاب كما انها من وجهة حضارية تمثل أعمق صراع بين مفهوم القومية الاجتماعية العلمانية المؤمنة بتمدن إنساني يقوم على أساس أن العالم أسرة شعوب ومجتمعات ترتكز عصبيتها الاجتماعية على وحدة الحياة والمزيج البشري والأرض ضد العنصرية ــــــــ التيوقراطية اليهودية ونظرتها المتقوقعة الحاقدة على الشعوب التي صنّفت العالم منذ "العهد القديم" حتى اليوم على أساس "الشعب المختار" من جهة "والأمم" من جهة أخرى.
تصادم روحنا الحضاري المنفتح مع الروح اليهودي المتقنفذ
وإن هذا الصراع هو استمرار لتصادم روحنا الحضاري المنفتح على العالم، والروح اليهودي المتقنفذ روح العنصرية الحقود. إن بلادنا وبخاصة فلسطين كانت للعالم محجة روحية في كل العصور، إلا لليهود الذين أرادوا أن يقيموا فيها دولة يهودية على حساب شعبنا وحقنا القومي متآمرين على حضارة إنسانية هي الحضارة الأم للعالم المتمدن. إن الرسالات الروحية التي انطلقت من أرضنا تخطت حدود المعنى الديني الى المضمون الحضاري المعبر عن جوهر نفسيتنا المنفتحة على العالم تفاعلاً، لحمته الأخذ والعطاء، وسداه، الاسهام الحضاري الذي قدمته أمتنا في عملية بناء صرح التمدن الانساني. بينما كانت اليهودية تناقض روحنا المسكوني والانساني المنفتح فتقنفذت الدين عنصرياً، متوسلة اياه لتحقيق أغراضها الزمنية العدوانية منذ محاولة اليهود إقامة ملك لهم بحد السيف في أرض كنعان، لم يلبث أن تصدع تحت ضغط شعبنا، الى تصريح بلفور وإقامة دولة العدوان في القرن العشرين.
إن دفع الهجرة اليهودية عن أرضنا ومحاربة الخطر اليهودي هو خط تاريخي لا يمكن أن تتنازل عنه أمتنا، لا سيما بعد تجاربها المرة الأخيرة في فلسطين، وبعد أن تكررت تجارب اليهود في الأمم والشعوب المتمدنة التي حاولوا دائماً أن يبقوا فيها متحداً منفصلاً عن حياتها ومصيرها منغلقاً على نفسه متطلعاً الى الرابطة العنصرية اليهودية وحدها في العالم يمحضها ولاءه الكامل.
إن القومية الاجتماعية قد قامت على أساس رفض الأصل الدموي أو الرابطة الأتنيه أو الدينية أساساً للقومية، فاعتبرت كل مواطن يرتبط بأرض الوطن ويشترك في وحدة حياتها ويمحض بلادنا ولاءه الكامل أياً كانت أصوله الدموية، مواطناً ينتمي الى شعبنا وبلادنا بولائه القومي واشتراكه ولذلك فهي ترى في الظاهرة اليهودية المتقوقعة على نفسها في كل المجتمعات والطامعة بإغتصاب فلسطين شذوذاً عن طبيعة الاجتماع البشري ونواميسه ترفضه، كما ترى فيها خطراً مصيرياً على حقنا القومي وحياتنا لا بد من استئصاله. إنها في موقفها هذا الرافض للخطر اليهودي تعبّر عن حق تقرير المصير القومي الذي كان أساس ثورات العصر كما تعبّر عن فهم عميق للمسألة اليهودية.
المسألة اليهودية: ظاهرة شذوذ عنصرية تيوقراطية عصيت على كل المجتمعات
إننا نواجه مسألتين حاول العدو أن يدمجهما في مسألة واحدة: المسألة اليهودية والمسألة الفلسطينية. أما المسألة الفلسطينية فليس لها من حل سوى إزالة معالم الإغتصاب والعدوان، وممارسة شعبنا لحق تقرير المصير كاملاً وفق مبادئ السيادة القومية على أرضه.
أما المسألة اليهودية التي يحاول اليهود منذ كانوا أن يحلوها بشذوذهم العنصري ـــــــ التيوقراطي على حساب حق شعبنا في أرضنا القومية، فإننا نعتبرها ظاهرة شذوذ عنصري تيوقراطي متحجر مسؤولة الأسرة البشرية المتمدنة عن معالجته بما يكفل الخير لمجموع مجتمعاتها دون أي ظلم أو امتهان لحياة الانسان أو كرامته، وفي ضوء تجارب التاريخ وطبيعة هذه المسألة وهو ما سنعرض له في آخر هذا البحث.
إن المسألة اليهودية ليست محصورة في نشأة الحركة الصهيونية المعاصرة بل إن هذه الحركة قد وجدت أساسها وجذورها في المسألة اليهودية وفي التراث اليهودي الديني العنصري وفي النظرة اليهودية الى العالم.
إن المسألة اليهودية مسألة يجب أن تشترك كل الأمم المتمدنة ـــــــ وشعبنا في الطليعة ـــــــ في إيجاد حل انساني عادل لها، انما ليس على حساب الشعوب الحرة وحقها الكامل في السيادة على أرضها. فالمسألة اليهودية لا تحل بارتكاب ظلم جديد على شعب آمن بإغتصاب جزء من أرضه القومية وتشريده عن موطنه. إن اليهود لم يتنازلوا عن وجهة النظر العدوانية هذه في تطلعهم المستمر الى فلسطين. ولا نستطيع أن نتخذ من شذوذ الأفراد ما ينقض القاعدة والأساس. ذلك انه ليس من جالية يهودية في العالم لا تتجاوب مع الحركة الصهيونية وتؤيدها وتسير في ركابها أما التذرع بأفراد قلائل هنا وهناك لإحداث هذا التمييز فيكون كمن يريد أن يجعل من شذوذ الأفراد قاعدة تطمس القاعدة.
إن المسألة تحل في رأينا بإعادة نظر اساسية في مسببات هذه المسألة التاريخية والأتنية والاجتماعية.
فإذا كان الغرب في أقبح موجاته العنصرية المهووسة قد أنزل ظلماً باليهود يستحق الشجب والاستنكار فإننا لا نستطيع أن نتجاوز كذلك ظاهرة التقنفذ اليهودي العنصري ــــــــ التيوقراطي الذي جعل اليهود غير مندمجين في الشعوب التي نزلوا بين ظهرانيها خلال التاريخ، حتى أنهم في أكثر المجتمعات الليبرالية بقوا متقوقعين على عصبيتهم العنصرية. فهم رغم الحريات الواسعة التي يتمتعون بها في المجتمعات الغربية ورغم سيطرة اخطبوطهم المالي والسياسي بصورة خاصة في أميركا، لم يندمجوا في المجتمع الاميركي ولا في غيره من المجتمعات ولا تنازلوا عن عصبيتهم العنصرية ــــــ الدينية الرهيبة بل اتخذوا من نيويورك مثلاً قاعدة حركتهم الصهيونية ليوجهوا منها العدوان على فلسطين وعلى أرضنا القومية كلها.
إن في هذا تأكيداً على أن المسألة اليهودية تتخطى مسألة الظلم الذي وقع على اليهود في بعض المجتمعات الأوروبية الى طبيعة نظرتهم وثقافتهم العنصرية ـــــــ التيوقراطية التي جعلتهم عنصريين متعصبين خطرين في المجتمعات التي احتضنتهم وحدبت عليهم وفي المجتمعات التي اضطهدتهم سواء بسواء.
وإننا عندما نؤكد على خطورة التراث اليهودي في دعم القضية الصهيونية العدوانية فلأنه لا يمكن فهم ما تمتع به اليهود من عطف في الغرب ومن حدب على مشاريعهم العدوانية في اسرائيل بمجرد حصر الموضوع بنفوذهم المالي ـــــــ الاقتصادي ــــــ السياسي في الغرب وهو جانب خطير من المسألة ولكنه ليس كل المسألة. ففضلاً عن ربط اليهود بين اضطهاد النازية لهم وبين مطمحهم في فلسطين ربطاً ستر الجريمة الأخيرة وأهوالها بهول الجريمة الأولى، فإنهم قد ربطوا بين قضيتهم العدوانية في فلسطين وبين تراث التوراة الذي يتحدث عن "أرض الميعاد" التي كانت تفيض لبناً وعسلاً فتوسلوا بذلك عطف العالم المسيحي في الغرب ومكانة التوراة في تلك الأوساط ليؤلبوا الرأي العام الغربي معهم. يقول الجنرال ديغول: " وكان مصدر هذا الاهتمام والعطف ذكرى الكتاب المقدس العظيمة " ــــــــ في تصريح له في 27 تشرين الثاني 1967.
ولقد ظهر أن اليهود كجماعة عنصرية تيوقراطية متقنفذة ـــــــ خلافاً لكل تفسير محض اقتصادي ـــــــ قد بقوا متقوقعين في عصبيتهم بمناعة سلبية لا تخرقها شيوعية الشرق ولا ليبرالية الغرب على حد سواء. لقد قال ماركس بأن المسألة اليهودية تحل بزوال الرأسمالية ولكن المسألة اليهودية بقيت في الشرق الشيوعي، كما بقيت وسيطرت في الغرب الرأسمالي. وفي هذا دحض لأفكار الذين يحاولون الربط بين الحرب الطبقية ومحاربة الصهيونية دون إدراك منهم لأهمية العوامل المعتقدية الايديولوجية في قولبة فكر الجماعة. فلقد بقي تراث التلمود والتوراة في اذهان اليهود يولد العصبية العنصرية ــــــ التيوقراطية ويكون منهم خاصة دينية عنصرية لم يصهرها أي نظام إلا نظام عصبيتها الخاصة.
وعدا أن كثرة من سكان "اسرائيل" قد هاجروا إليها من الدول الشرقية، فإن الأحداث الأخيرة في اوروبا جاءت تؤكد عصيان التقنفذ اليهودي على تأثيرات الشرق الايديولوجية والغرب الاقتصادية ـــــــ الليبرالية على حد سواء. فلقد عمد اليهود في عدد من المجتمعات الشرقية والغربية، الى ممارسة ضغط كبير ضد تلك المجتمعات ودولها إثر مواقف تلك الدول في حزيران الماضي، والتي اعتبرتها الصهيونية معادية لأطماعها. فقد حاول اليهود في عدة مجتمعات الإفادة من ظاهرة الثورة الطلابية الأخيرة في العالم ليوجهوها حيث أمكن، وفق مخططاتهم الخصوصية المتضاربة مع المعاني الجميلة لتلك الظاهرة ـــــــ الانتفاضة في العالم. ذلك كان شأنهم دوماً مع حركات التاريخ محاولة استغلالها لمآربهم الخاصة. فلقد أكدت حكومة غومولكا الشيوعية في بولونيا أن الاضطرابات الأخيرة حركتها عناصر صهيونية رداً على موقف بولونيا المؤيد لوجهة النظر العربية من احداث حزيران الأخيرة. ولقد حاولت الدعاية الصهيونية أن تطلق في وجه الحكم الشيوعي البولوني اتهامات "العنصرية والفاشية" لأنه وقف في وجه المؤامرة اليهودية على بولونيا ونظامها.
كما أن قائد حركات الطلاب في باريس هو الطالب حاييم كوهين بنديت الذي رفع شعار تحطيم نظام ديغول وأنزل العلم الفرنسي ليرفع العلم الأحمر ومعروف أن نقمة اليهود كانت كبيرة على ديغول بسبب موقفه المؤيد للجبهة العربية وذلك رغم كل ما يتمتع به اليهود في فرنسا من حريات واسعة وبحبوحة ورخاء عيش.
ولقد لجأت اليهودية العالمية الى شعار اللاسامية والعنصرية ترفعه في وجه كل خصم لها حتى في وجه العرب أنفسهم الذين هم حسب التصنيف اللغوي الاتني الشائع ساميون، كما انهم لم يضطهدوا اليهود في التاريخ اطلاقاً بل صوّر الصهاينة دفاع العرب عن أوطانهم ضد الخطر الصهيوني باللاسامية والعنصرية!
إن فضح العنصرية اليهودية والدعوى الى محاربتها بمختلف أشكالها هو واجب قومي، وهو موقف ثوري تقدمي كما انه موقف علمي موضوعي يحدد طبيعة العدو وحقيقته كما يحدد طبيعة المعركة وحقيقتها. ولا بد أن تهتاج العنصرية اليهودية لدن فضحها فتكيل التهم جزافاً كما فعلت عندما اتهمت غومولكا الشيوعي "بالفاشية والعنصرية".
الحل الانساني العادل للمسألة اليهودية الشاذة في العالم
يتبين من كل ما تقدم أن المسألة اليهودية هي ظاهرة شذوذ عنصري ــــــــ تيوقراطي مارسه اليهود في المجتمعات كلها على اختلاف أنظمتها وقومياتها وعقائدها. ان الحل الانساني العادل الذي نقترحه لهذه الظاهرة الشاذة والمنسجم مع خير الاسرة البشرية ودون أي اضطهاد أو ظلم يكون بتخيير اليهود في كل المجتمعات بين الإنصهار الكامل في تلك المجتمعات على أساس المواطنة غير المجزأة الولاء والتخلي كلياً عن فكرة "الوطن القومي اليهودي" في فلسطين ـــــــ وهذا يستدعي إعادة نظر كلية في تراثهم ومفاهيمهم وهو أمر مستبعد في ضوء تجارب تاريخهم ــــــ أو في حالة الاصرار على ازدواجية الولاء ياستمرارهم في ولائهم لتراثهم التاريخي العنصري التيوقراطي وبالتالي للصهيونية العالمية التي تعبر عن هذا التراث في العصر الحديث، وهو حال الاكثرية الساحقة ــــــ ان لم نقل ـــــــ كل يهود العالم، فلا بد عندها من إيجاد مكان في العالم غير فلسطين لا يصار اغتصابه وتشريد سكانه كما جرى في أرضنا بل تقدمه احدى الدول الواسعة المساحات الغنية الموارد، المتقدمة، والعطوفة على اليهود، بملء رضاها، مثل كندا والولايات المتحدة أو غيرهما، حيث يجتمع اليهود ويقيمون متحداً خاصاً بهم، فيريحون المجتمعات الأخرى من أخطبوط مؤامراتهم ويتخلون عن دعواهم في فلسطين ويعيشون بسلام.
حل المسألة الفلسطينية هو في دفع الهجرة اليهودية وتحرير فلسطين
هذا هو حلنا للمسألة اليهودية وهو حل انساني عادل مستوحى من خبرات التاريخ وطبيعة المسألة اليهودية. أما المسألة الفلسطينية فحلها الأوحد هو في دفع الهجرة اليهودية وتحرير فلسطين. وهذا يستدعي أول ما يستدعي مجابهة العنصرية اليهودية ومطامعها وأخطارها بوعي عقدي في شعبنا ينطلق من تعيين معالم شخصيتنا القومية والحضارية بوضوح ليستقطب الولاء ويمحوره عليها كما انه يعين بوضوح طبيعة العدو وأفكاره وايديولوجيته وأهدافه ومطامعه تعييناً موضوعياً مسؤولاً ليعرف كيف يدرأ الخطر وكيف يخوض الحرب.
لن يستطيع مجابهة العنصرية اليهودية الذين يعانون هم أنفسهم من العقدة العنصرية لأن مفهومهم للقومية أسقط الملايين من شعبنا من حق المواطنة بسبب أصولهم الدموية المختلفة وحصر المواطنة بالرابطة الأتنية ـــــــ اللغوية فاعتبر "اليهودي السامي" أقرب الى العربي من الكردي الآري، متجاهلاً روابط الحياة والأرض والمصير، التي تصهر الذين هم من أصل عربي أو أصل كردي، أو أصل أشوري في أمتنا الواحدة، على أرضنا الخصيب، وإن رفضنا للهجرة اليهودية عدا مطامعها العدوانية الواضحة يرتكز كذلك على تحجر التراث العنصري اليهودي التيوقراطي وخبرات التاريخ.
ولن يستطيع كذلك مجابهة العنصرية اليهودية الذين استوردوا العقائد الأجنبية مضموناً لفكرهم، معترفين في ذلك بأن عقائدهم الرومنسية لم تكن في مستوى العصر، فارغة من كل مضمون عقدي وفكري، ولذلك اضطروا الى استعارة العقائد الأجنبية فادعوا الأممية والطبقية، محاولين ارساء فكرهم عليهما، في وقت يعيد أصحاب هذه العقائد الأجنبية النظر في عقائدهم تحت ضغط الواقع الاجتماعي والقومي في العالم وتطورات العصر.
ان معركة تحرير فلسطين لم تربح في الماضي تحت راية الرومنسية أو العنصرية أو الحرب الدينية، كما انها لا يمكن أن تربح تحت العقائد المستوردة، بل تحت راية العقيدة القومية الموحدة شعبنا في مفاهيمه النفسية والاجتماعية والقومية والملتصقة بولائها وجذورها بتراب الوطن، المستلهمة قدسيته في كفاحها القومي، والمؤكدة أهمية الارض في نشوء الحياة القومية، والمعلمة أجيال أمتنا أن كل شبر من أرضنا يفتدى بشرايين دمانا.
معركتنا ضد اسرائيل معركة قومية مصيرية لا معركة طبقية
وفي هذه المعركة لا بد كذلك من تعيين طبيعة العدو. ان لإسرائيل طبيعة مزدوجة، كل تغاض عنها هو تفريط لا مبرر له. ان "اسرائيل" قاعدة للمصالح الاستعمارية والامبريالية ولكن بقدر ما تتحول الدول الاستعمارية نفسها كقاعدة للمصالح الصهيونية. كل اجتزاء لهذه الحقيقة هو فهم ناقص مشوه لطبيعة العدو وبالتالي لطبيعة المعركة.
ان اعتبار "اسرائيل" مجرد قاعدة للمصالح الامبريالية دون ادراك الجانب الآخر منها الذي هو سيطرة المصالح الصهيونية في الدول الاستعمارية الكبرى تدعمها المعتقدية اليهودية الدينية العنصرية، هو اعتبار يفضي بسبب جزئية نظرته الى اعتماد تعليلات طبقية اممية مستوردة متجاهلة لهذه الجوانب تفسر الوجود الصهيوني المعتدي على اساس الاقتصاد على الربط بين الامبريالية والحرب الطبقية والتخلي عن المحور القومي والدوران في فلك الاجتهادات المضيعة للجهد القومي العام.
ان معركتنا ضد اسرائيل وضد اليهودية العالمية الكامنة وراءها هي معركة قومية مصيرية وليست معركة من معارك الحرب الطبقية. اذ لا يمكن أن نقبل وفق المفهوم الطبقي المناداة "بأخوة العمال العرب واليهود" في حربهم الطبقية ضد "الرأسمالية العربية واليهودية". ان العمال اليهود الذين حلوا بالإغتصاب محل شعبنا النازح المشرد في الجنوب يمثلون اقبح أنواع السطو والعدوان والاستغلال ولا يمكن للرابطة الطبقية الأممية أن تكون شفيع اخاء بينهم وبين ابناء شعبنا المشردين عن ديارهم وموطنهم.
ان معركة فلسطين هي معركة الوعي القومي الذي يحرك السلاح. ان السلاح الذي تكدس ساحات المعركة اكد أن العبرة ليست للسلاح بل للانسان الذي يحركه.
اننا نبني الانسان الجديد القادر على تحرير فلسطين وتحقيق السيادة القومية على كل أرضنا وانشاء المجتمع الجديد.
هوامش:
(1) لم يكن سهلاً في تلك الفترة العصيبة أن نتمكن من ايجاد مطبعة تتجرأ على طباعة كتيب حزبي، فتسلُم الاف النسخ، توضيبها وتوزيعها. الى روح الرفيق الرائع يوسف سالم والى غيره من رفقاء تلك المرحلة، ارفع التحية اجلالاً واعتزازاً.
(2) اعتمد الأمين عبدالله سعادة اسم عبدالله فرح، والامين اسد الاشقر اسم سبع بولس حميدان.
|