المُطّلعُ على رسائلِ سعادة، وعلى مُذكّراتِ الأمينة الأولى، يُدركُ جيدًا مُعاناة سعادة ومدى تكبدهُ للمشقّات في الوطنِ والمهجر. كُنا أوردنا نتفاً، وسوفَ نوردُ غيرها، لمزيدٍ من الإضاءةِ على جُهدٍ غيرَ طبيعي لا يَقدرُ عليهِ سوى من حَمَلَ رسالةٍ عظيمةٍ، وتفانى في سبيلها وصولاً الى وقفة العز.
في المُذكّرة أدناه، توجيهٌ يَجِبُ أن يُجسدهُ كلُّ مسؤول مركزي أو محلي، فاصحابُ كُل قضية في مستوى قضيةُ الحزب يجب أن يكونوا على مستوى خُطورتِها، وأولى الخطواتِ هي التفاني في العملِ الحزبي.
المُذكّرةُ صدرت عن مكتب الزعيمْ في 24 تموز 1948 ووجهت الى حضرة العمد ووكلاء العمد والنواميس المركزيين.
ل. ن.
*
حضرات المسؤولين المحترمين،
من مُدّةٍ طويلة لاحظتُ، باستغرابٍ شديد، أنَّ بعضَ المسؤولين المركزيين يتصرفون، اثناءَ قيامِهم بوظائفهم، تصرفًا يفقُدهم كل هيبة شخصية ويخرق هيبةُ المسؤولية وحرّمةُ النظام، ومن مزايا هذا التصرف:
- المُزاح والاسترسال في النُّكتِ والحوادثِ الطريفةِ في المكتبِ المركزي (وحتى في جلساتِ مجلسِ العُمدِ، من قِبَلِ بعضِ العُمدِ، ولَم يُحترم في هذهِ الحالات، حتى وجود الزعيمِ بنفسه).
- التّسرعُ والحدّةُ والاستشاطةُ في مُعالجةِ بعضِ القضايا وتصريفِ بعضِ الأمورِ، وفي الحديثِ مع المُراجعين.
- في خرقِ الدوامِ وفي السّماحِ، في المكتبِ، لِرُفقاءٍ واصدقاءٍ بالمُزاحِ وتلاوةِ الاحاديثِ المُسلّيةِ في اوقاتِ الدوام.
وقد سبقَ لي ان وجّهتُ مُلاحظاتٍ لبعضِ العُمدِ في اكثرِ من جلسةٍ من جلساتِ مجلسِ العُمدِ وفي مواقفَ اُخرى فى صَدَدِ التّصرّفُ الغريب، الشّاذِ المُشارِ اليه. ويؤسفنى ان اقولَ أنَّ العُمدَ وغيرهم من المسؤولين الذين ابديتُ لهم مُلاحظاتي ودَعوتُهم الى السُّلوكيهِ النظامية لم يأخدوها على عينِ الاعتبارِ إلّا مؤقتًا في الدقيقةِ التي قيلت فيها فعادوا فيما بعد الى الاستهتارِ والتهدّل.
انّي مُضطرٌ بالنظرِ لِما تولّدهُ السّلوكيةُ السّيئةُ المذكورةُ من اضرارٍ نفسيةٍ ونظاميةٍ في صفوفِ القوميين الاجتماعيين، الى ارسالِ هذهِ المُذكّرةُ- الانذارَ إليهم، مُتمنيًا أن تَعطي النتيجةُ المطلوبة.
ولتحيَ سورية
توقيع الزعيم
|