في مرحلة العمل السري ومع بدايات العام 1963، اذكر أني كنت رافقت الرفيق توفيق حايك(1) في جولة إلى منازل عدد من الرفقاء الأسرى، لتسليم ذويَّهُم ما يعودُ إليهم من مساعدات مالية.
أوقفَ الرفيق توفيق السيارة بالقرب من مخفر الأشرفية، طلبَ إليَّ أن انتظره وتوجّه صاعدًا الدرج الطويل إلى حيثُ مساكن متواضعة، هي أقربُ إلى أكواخ.
في ذلك اليوم سمعت لأوّلَ مرّة باسم الرفيق مزيد نهار، فقد كانت زوجتهُ تُقيم هُناك.
بعد العفو عام 1969، كانَ الرفيق مزيد أحد حرّاس مركز الحزب، وتولّى لاحقًا مرافقة الأمين مسعد حجل، عندما تولّى رئاسة مجلس العمد بصلاحيات رئيس الحزب(2).
طيلة تلك السنوات كنت على تواصل مع الرفيق مزيد، كان يُلفتني بنظاميته وتعاطيه الأخلاقي.
وعاد الرفيق مزيد نهار إلى الشام وانقطعت أخباره عني، إلّا أنّي ما زلتُ اذكرهُ بكثير من المحبة والحنين.
إليكَ يا رفيق مزيد نهار حيثُ انت، الكثير من محبتي واعترافي كم أنتَ قومي اجتماعي في الإيمان والمُمارسة.
*
في الجزء الأوّل من مذكراته، يروي الأمين مسعد حجل كيف سعى مع مدير الأمن العام اللبناني، للحصول على قرار باستثناء الرفيق مزيد نهار من المُغادرة إلى الخارج أُسوةً بالرفقاء الشاميّين والفلسطينيّين، الذينَ كانوا أسرى، وبإبقائهِ مُرافقًا معه،
ما لم يقلهُ الأمين مسعد، روتهُ لي الأمينة نادية حَجل وهي أنّها كانت طيلة فترة مرافقة الرفيق مزيد للأمين مسعد حجل، تعتقد أنّهُ من المَذهب الدرزي، لأنّهُ، أولًا من منطقة "جبل الدروز"(3)، وثانيًا أنّهُ يلفظ حرف القاف بوضوح لافت، مع شدّة مميّزة.
ذات يوم، دعا الرفيق مزيد، الأمينين مسعد وناديا حجل لحضور مراسم زواجه في إحدى الكنائس.
وفوجئت الأمينة ناديا عندما عرفت ان الرفيق مزيد يُدين بالمسيحية.
هوامش:
(1) توفيق حايك: من الرفقاء الذين تميّزوا في العمل الحزبي في اوائل سنوات الستينات، وقد ذكرته في عديد من النبذات، ومنها في حلقات سيرتي ومسيرتي.
(2) ما زلت اذكر احاطة الرفيق مزيد، والرفقاء فكتور معلوف، بول خولي وجوزف جزراوي بالامين مسعد حجل متوجهاً الى دار سعاده في ضهور الشوير (مراجعة ما نشر عن مهرجان 02/07/1972 في ضهور الشوير على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(3) نأمل من فروع الحزب في الكيان الشامي، او من اي رفيق على معرفة بالواقع الحالي للرفيق مزيد نهار، ان يفيدنا عنه.
|