من رفقائنا البارزين في عكا، نذكر بتقدير منفذها العام الرفيق محمد جميل يونس، الذي كان له حضوره النضالي عام 1948، في مواجهة القوات الصهيونية الى ان إضطر لمغادرتها الى لبنان.
ومنهم أيضاً الرفيق المناضل نقولا حلاق، الذي نأمل أن نكتب عنه قريباً، وهو كان عرف النضال الحزبي بدءاً من عكا، والمسؤوليات في حمص، الغرب، وفي الشرق الأميركي عندما غادر الى بوسطن، متولياً مسؤولية ناموس المنفذية، وفيها وافته المنية، ووري الثرى.
إلا أن قلة من القوميين يعلمون ان الصحافي والأديب خازن عبود، من سخنين، قضاء عكا، هو قومي إجتماعي.
من الأمين نواف حردان كنت اعرف عنه، صحافياً وأديباً وقومياً إجتماعياً، إذ كانت تشدهما صداقة متينة تعود الى فترة تواجدهما في مدرسة الفنون الأميركية في صيدا، ولاحقاً في النشاط الحزبي .
يفيد الرفيق عبد اللطيف كنفاني عن الرفيق خازن عبود انه تخرج من مدرسة الفنون الأميركية في صيدا عام 1943، وقد عرفه رفيقاً في تلك الفترة مع الرفقاء:
الدكتور رمزي الشاب: والد النائب باسم الشاب .
فؤاد إسحق سدراسي: من الشوير وكان مديراً لمكتب شركة طيران الشرق الوسط MEA في لندن، وهو خال الرفيقة نجوى حريق.
لبيب حكمت زويا: من صيدا، نشط في آواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان الى جانب سعاده متولياً مسؤوليات مركزية .
والرفيق محمد علي عبد الغني شماع، أحد الوجوه البارزة في صيدا، والقومي الإجتماعي الذي لم يعرف يوماً تراجعاً في إيمانه وبقي ملتزماً ونابضاً بحياة الحزب حتى آخر يوم من حياته.
كذلك يفيد الرفيق الياس عوض، وقد عرف الرفيق خازن عندما كانا يقطنان سابقاً في المزرعة – بيروت، ان الرفيق خازن عبود كان صحافياً معروفاً وهو من مؤسسي مجلة مونداي مورنينغ MONDAY MORNING.
*
ولد الرفيق خازن نمر عبود في قرية سخنين (قضاء عكا – شمالي فلسطين)، وتوفي في قرية بلونة (كسروان –لبنان).
قضى حياته في فلسطين ولبنان.
عمل في الصحافة منذ عام 1952، فشغل وظيفة سكرتير تحرير مجلة "الأحد" لمدة 17 سنة، كما عمل رئيس تحرير جريدة "النهضة" عامين، كذلك عمل مدير تحرير مجلة "كل شئ" الأسبوعية، وعمل محرراً في وكالة Associated press”" لمدة 35 عاماً منها 22 عاماً في بيروت و13 عاماً في قبرص، كذلك عمل مراسلاً لمجلة "المستقبل" الصادرة في لندن لمدة سبع أعوام، كما عمل مراسلاً لصحيفة "التلغراف" في استراليا، وعمل مديراً مسؤولاً لمجلة Monday Morning . كان عضواً في جمعية المؤلفين والملحنين في لبنان، وعضواً منتسباً إليها في باريس، كما كان عضواً في نقابة الصحافة في بيروت منذ عام 1952.
حائز على وسام الإستحقاق اللبناني من رتبة فارس.
• يورد الأمين محمود غزالي في كتابه " من حواشي العمر" ان جريدة "الزوابع" تميزت بمجموعة من الكتاب المتطوعين، ويذكر من بينهم نسيم نصر، إنعام رعد، منير شبلي، منير الشعار، خازن عبود وسعيد صعب.
إنتاجـه:
له سبعة دواوين مطبوعة صادرة عن "المكتب التجاري" وعن "دار الآفاق الجديدة" منها:
"حبي له أكثر"، "غربة"، "ضياع"، عدد من قصائده أنشدها المطرب وديع الصافي، والمطربات نجاة الصغيرة، سعاد محمد، سعاد هاشم، نجاح سلام، وفايزة كامل، وله أيضاً عدة مؤلفات مطبوعة منها:
- الوفاء والغدر عند النساء والرجال.
- الخلفاء والملوك والأمراء والعشاق، عن دار "الكتب الحديثة".
- "نساء شاعرات"
- " شعراء قتلتهم أشعارهم وحبهم" عن "دار الآفاق الجديدة".
- "المصلوبون في العصور العربية" ،
- "الموسيقى والغناء عند العرب" عن "دار الحرف العربي".
***
بلدية سخنين تكرمّ الأديب والشاعر الرفيق خازن عبود
أوردت وسائل الإعلام المحلية في الجنوب السوري ما يلي:
بادرت بلدية سخنين عن طريق المركز الثقافي البلدي بالإتفاق مع مؤسسة الأسوار بتنظيم أمسية لتكريم وإحياء ذكرى الشاعر والأديب خازن نمر عبود ابن مدينة سخنين، والذي توفي في الخارج، وذلك عرفاناً من سخنين والوسط العربي لدور هذا الإنسان الكبير، بحضور حاشد من أبناء المدينة وعدد من المدعوين من خارجها. وحضر المهرجان افراد عائلة المحتفى خازن عبود ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء البلدية السابقين الحاج جمال طربيه، والحاج محمد حسن غنايم، ومصطفى ابو ريا، ومحمد بشير، ومدراء المدارس والمراكز الثقافية والتربوية وشخصيات المجتمع المدني ورجال دين وبمشاركة الشاعر الكبير سميح القاسم ضيف الشرف، ووفد كبير من مؤسسة الأسوار ضم حنان حجازي مديرة مؤسسة الأسوار للتنمية الثقافية والإجتماعية، يعقوب حجازي من مؤسسة الأسوار وعدد من الكتاب والأدباء والشعراء.
وأكد مازن غنايم رئيس البلدية إن إدارة البلدية ستجتمع قريباً من أجل الإتفاق على إطلاق إسم الفقيد خازن عبود على إحدى المؤسسات الثقافية في المدينة عرفاناً منها لهذا الشخص المحب لبلده سخنين، وأن خازن عبود له صفحات بيضاء، ورفع إسم بلده سخنين وشعبه الفلسطيني وهو احد أفراد الوطن الذين قدموا التضحيات، ونحن نفتخر به ويهمنا أن نخلد ذكراه العطرة. شعبنا شعب التضحيات الذي بقي يحن لأرضه وواجب علينا أن نكرمه ونخلد ذكراه وشعبنا فيه النماذج العديدة التي تستحق التكريم، ولذلك فإن البلدية قد بادرت الى إقامة هذا التكريم ولن يكون الأخير.
وعبرت حنان حجازي في مداخلتها عن فخرها وإعتزازها بالشاعر عبود فيما قدم المربي موفق خلايلة مداخلة صغيرة تحدث فيها عن الإهتمام الذي أبدته البلدية مع مؤسسة الأسوار للخروج بهذا التكريم كون الفقيد يستحق أكثر بكثير من ذلك، أما المربي حسيب عبود شقيق الشاعر المحتفى بتكريمه فقد تحدث بموجز عن حياة شقيقه والحياة التي عاشها بين كنف العائلة ومرارة الغربة، وأعطى نبذة عنه.
هذا وقدم الشاعر سميح القاسم مداخلته معبراً عن إعتزازه بحضور جميع رؤساء البلدية السابقين وهو امر لا نكاد نراه في دول العالم العربي، وهو أمر فريد من نوعه وإنما ينبثق عن روح هذه القلعة الوطنية الصامدة سخنين ولا عجب ان تنجب هذه المدينة أبناء كخازن عبود ، مستذكراً العلاقة التي ربطته بالفقيد عبود، وتحدث عن مراسلاته مختتماً مداخلته بتقديمه النسخة الأصلية لإحدى رسائل المحتفى به، والتي كان قد أبرقها له، وفيها قصيدة شعرية يتحدث فيها عبود عن بلدة سخنين وحنينه لبلده وأشجارها، وعين الماء فيها ووادي الصفا.
أما سامي مهنا رئيس إتحاد الأدباء العرب فقدم مداخلة مقتضبة عبرّ فيها عن أن خازن عبود قد حمل همّ بلده وشعبه الفلسطيني على كفيه، وأن روايته، كفلسطيني طاف البلاد بقضيته العادلة، هي رواية الشعب الفلسطيني ككل، فيما قدّم الحاج جمال طربيه مداخلة عن معرفته بالعائلة ولقاءه بالمحتفى به خازن عبود خارج البلاد، وأنه لعب دوراً كبيراً في إذكاء روح الإنتماء لسخنين، وكان لأبياته الشعرية صدى طيب ، حيث تغنى بها المسلم والمسيحي في سخنين، والذين ما زالوا يأكلون في صحن واحد " كما يحلو للبعض أن يقول" فالمحبة والمأخاة بين أهل المدينة، والتي يضرب بها المثل في كل مكان هي حق وحقيقة.
هذا وتخلل الأمسية قراءات شعرية للشاعر محمد ابو صالح مرثية لخازن عبود، والطالب سليمان خلايلة من مدرسة البيان والطالبة إسراء ساطي خلايلة من مدرسة الحكمة، والطالبة هالة زياد دغيم من مدرسة البيان، والطالب المتألق براء دوخي غنامة من مدرسة النجاح، حيث قدم قراءات من أشعار خازن عبود بأداء رائع وجميل لاقى إستحسان الجمهور . هذا وإختتمت الأمسية بمقاطع زجلية للفنان الزجلي شحاده الخوري "ابو مروان"، وأغنية للفنان سعيد طربيه، والعازف وهاب بدرانة من كلمات المحتفى به، فيما عرّف الأمسية بجدارة قدس الأب عارف يمين قريب الفقيد المحتفى به.
**
"الشعراء العرب وفن الهجاء" لـ خازن عبود
نشر الأديب نجيب البعيني في جريدة "الأنوار" بتاريخ 26/02/2013، دراسة عن الكتاب الجديد الصادر للأديب الرفيق خازن، بعد رحيله، نورد المقاطع التالية منها:
" من الكتب النفيسة التي صدرت حديثاً كتاب "الشعراء العرب وفن الهجاء" للأديب والكاتب والشاعر خازن عبود بعد وفاته.
كاتب، عمل طويلاً في عالم الصحافة، وله الكثير من الكتب والدواوين، كان يتحفنا بها من مقر إقامته في بلدة بلونة، التي إتخذها مركزاً لتحبير المقالات وطبع الكتب والإطلالة من الباب الواسع على جديد الطباعة في عالم النشر في لبنان والبلدان العربية.
وهذا الكتاب وطأ له وضبط نصوصه الدكتور رحاب عكاوي، بعد وفاة صاحبه، فنهض بما عُهد اليه من القيام بالواجب نحو كاتب بليغ العبارة كانت له مواقف مشهودة في عالم الكتابة والشعر.
وحسناً فعلت "دار الحرف العربي" لصاحبها إسماعيل الأمين ، الذي قام بنشر هذا الكتاب مشكوراً على إهتمامه بطبع ما كتبه الأدباء والكتّاب قبل أن يطويهم الردى.
قدماء ومحدثون
نحن في هذا الكتاب امام شعراء قدماء ومحدثين كان لهم وزنهم وثقلهم الشعري، درج النقّاد على دراسة اشعارهم من طريق النوادر والأخبار التي وصلت إليهم في كتب التراجم والإعلام، منصرفين الى تسجيل وتحليل ما كتبوا من أشعار وقصائد في واقع حياتهم ومحيطهم وعصرهم. إلا ان هؤلاء المؤرخين لم يعتنوا عناية دقيقة بما نظم هؤلاء الأدباء والشعراء الذين أرّخوا لتلك الفترة، وإهتموا بسرد الروايات والأخبار والأشعار التي تبرز غرابة أطوارهم وإضطراب حياتهم، من غير ان ينصرفوا الى إستقراء تلك الأخبار والإستدلال بها على الأسباب الرئيسية التي كانت تؤثر في تصرفاتهم وشؤون حياتهم، وما نظموا في مختلف فنون الشعر ولا سيما فن الهجاء الذي أتقنوه إتقاناً تاماً، وكانت لهم فيه براعة النظم.
والشعراء المحدثون الذين كتب عنهم خازن عبود هم على التوالي:
ابراهيم طوقان، ابو القاسم الشابي، احمد شوقي، أسمى طوبى، الياس ابو شبكة، الياس فرحات، أمين تقي الدين، إيليا ابو ماضي، محمود سامي باشا البارودي، بدر شاكر السياب، بدوي الجبل، بشارة الخوري، بولس سلامه، جورج صيدح، حافظ ابراهيم، خليل مطران، رشيد سليم الخوري، سعيد عقل، شبلي الملاط، أحمد الصافي النجفي، صالح جودت، عباس محمود العقاد، عمر ابو ريشة، فؤاد الخشن، فوزي المعلوف، كمال ناصر، مارون عبود، معروف الرصافي، موسى الزين شرارة، ميشال ابو شهلا، نجيب الحداد، نزار قباني، ونسيب عريضة.
وينتهي الى القول:
وهكذا ينقلنا خازن عبود من شاعر الى شاعر في العصر الجاهلي وصدر الإسلام الى الأمويين والعباسيين والأندلسيين، وصولاً الى العصر الحديث متنقلاً في شعرهم الهجائي مروراً بما نظموا من غزل رقيق وطرائف ونوادر حتى يضفي على الكتاب متعة رائعة واسلوب جميل. الكتاب في مجمله موسوعة شعراء أدّوا ما عليهم. فمن يتصفحه يجد فيه ما يرغبه وما يعجبه وما يتمناه.
|