عرفت الرفيق يوسف سالم من بين اذكى واصفى من عرفت من القوميين الاجتماعيين، كان له حضوره اللافت في فترة العمل السري حين توليت مسؤولية الطلبة، كان يدي اليمنى في الكثير من الأنشطة الحزبية، لا سيما في كلية العلوم وفي الجامعة اللبنانية عموماً.
تميّـز بذكائه بثقافته الحزبية بنشاطه اللافت كنا نشبهه بالأمين الياس جرجي: لسعة ثقافته وسرعة البديهة لديه.
بفضله امكن للحزب ان يقوم بحضور لافت في الجامعة اللبنانية ولا سيما في كل من دار المعلمين، وكليتي الاداب، والعلوم وفي معهد العلوم الاجتماعية.
عنه هذه الكلمة التي كنتُ اعددتها ونشرتها مجلة "البناء" في العدد 991 تاريخ 02/10/1999:
معظم الرفقاء الذين عملوا في الفترة 1967 حتى أوائل السبعينات يعرفون الرفيق يوسف ميشال سالم، ولا شك أنهم ما زالوا يذكرونه بكثير من الحب، واللوعة.
باكراً رحـل، وخسرت النهضة رفيقاً مملوءاً بالمناقب، فواراً بالذكاء، دفـاقـاً بالحيوية ورائع الحضـور.
من نابية، البلدة المتنية، طلع، ليسطع في الحزب، ليس فقط في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية، وقد كان من ابرز الرفقاء فيها، ومن اوائل الذين كان لهم اليد الطولى في تنظيم العمل الحزبي الطالبي في مرحلة الملاحقات قبل العفو عام 1969، انما في المجالات حيث تسنى له تولّي المسؤولية الحزبية فيها، فكان مديراً، وناظراً للاذاعة، ومنفذاً عاماً في منفذية الطلبة كما في منفذية المتن الشمالي، ومفتشاً في عمدة الداخلية.
كان ادارياً، ومذيعاً باهرا، ومحدثاً لبقاً، تمتع بذاكرة مذهلة، حيث تعددت مواهبه ومزاياه، فبرع في إنجاز مهماته، وأعطي المسؤولية التي تولاها عقله وقلبه ووجدانه وحيويته، فنجح ونجحت أعماله.
محب، ضحوك، مناقبي، اطمئن إليه من صادقه واستمر في محبته كل من تجادل معه في رأي او قناعة.
لم يكن يخاصم ولو قسا. وما حقد حتى لو أخطأت في حقه. وما وقف عند نقيصة في أحد بل عالج وصحح، وأمسك باليد سائراً مع رفيقه وصديقه نحو الاعلى.
لو استمر حياً، لكان ذا شأن عظيم، ولكانت "نابية" تحضنه بنهضة الايمان القومي الاجتماعي، كما كانت يوم انتمى والده الرفيق ميشال الخوري سالم، ولكان المتن الشمالي فرحاً بأبن يندر ان نجد مثله في كل حين.
نذكره اليوم، وقد فارقت والدته مؤخراً. تلك التي مشت مع زوجها أيام الحزب الأولى، ومعه ربت عائلة قومية اجتماعية، أبناء وأحفاد.
الرفيق يوسف سالم: تبقى في الذاكرة، كأحلى ما يكون القومي الاجتماعي، نذكرك والحزن كبير، لأننا خسرنا برحيلك رفيقاً من النوعية التي تفرح، وتشع، وتسمو فوق كل صغيرة.
*
سيرة ذاتية
• ولد في نابية 1/01/1947.
• والده الرفيق ميشال خوري سالم
• دخل الى الجامعة اللبنانية – كلية العلوم في العام الدراسي 1966-1967.
• شارك في المؤتمر القومي الاجتماعي العام 1970.
• تولى المسؤوليات الحزبية التالية:
- مدير مديرية في الجامعة اللبنانية.
- منفذ عام الطلبة الثانويين.
- منفذ عام الطلبة الجامعيين.
- مفتش في عمدة الداخلية.
• كان له الأثر الفعال في انضمام العديد من المواطنين الطلبة الجامعيين الى الحزب.
• توفي في 5/02/1973 اثر مرض، واقيم له مأتم حزبي حاشد في بلدته "نابية".
|