مهداة الى شقيقه الرفيق بلال صادق خيرالدين الذي خسر مؤخراً عقيلته المناضلة وفاء يوسف الحلو، فيما تعاني ابنته الصبية نيبال، جرحاً نريده ان يندمل.
*
إذا رغبنا أن نذكر أسماء الذين نشطوا وتفانوا في العمل مع الأشبال، لجهة تنظيم المخيمات والدورات والمتابعة المضنية، لذكرنا بتقدير كبير من رافقتُ منهم على مدى مسؤولياتي المركزية:
الأمينة صفية ناصيف ايوب، وقد كنت نشرت عن المرحلة التي نشطت فيها مع عدد من الرفقاء والرفيقات في أوائل السبعينات من القرن السابق.
الأمينة اليسار الزين، وكان معها بشكل أساسي الرفيق الشهيد عباس أمهز(1)
الرفيق مفيد خطار عبد الخالق(2)
الأمين محمد صادق خيرالدين،
وآسف إن سقطت من ذاكرتي أسماء رفقاء كانوا تولوا المسؤوليات وأعطوا حقل الأشبال ما يستحقه من تفانٍ واهتمام. في حال تسلمتُ اضافات ومعلومات تضيء على أسماء رفقاء آخرين فسأنشرها فوراً.
*
لعل أكثر الرفقاء الذين أمضوا فترة طويلة من العمل مع الأشبال وكنت التقيه على مدى سنوات عمله الحزبي، وصولاً إلى توليه مسؤولية وكيل عميد التربية، فحائزاً على رتبة الأمانة، هو الأمين محمد صادق، الذي كنت على تواصل محب معه طيلة تواجده في المركز، إلى أن خسرناه بعد صراع مرير مع المرض الذي كان راح يقتات من عافيته، حتى الرمق الأخير.
وفاءً وتقديراً للجهد المميّز الذي كان يقوم به في مسؤولياته الحزبية، أقدم هذه النبذة التي لا يمكن أن تفيه حقه أو تغطي كامل مسيرته الغنية بالنضال والتفاني، راغباً الى شقيقته الرفيقة اعتدال، والى رفقاء تعاونوا معه في المسؤوليات الحزبية ان يكتبوا مزيداً عنه.
*
النعي الحزبي
بتاريخ 26/10/2008 نعى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان مدير الدائرة الكشفية في عمدة التربية والشباب في الحزب الأمين محمد صادق خير الدين الذي وافته المنية مساء السبت في 25 تشرين الأول الجاري بعد مغالبة بطولية للمرض العضال الذي أصابه.
وأشاد رئيس الحزب بسيرة الأمين محمد صادق خير الدين النضالية المميزة وبإنجازاته الكبيرة في كل المسؤوليات المركزية والشبابية والكشفية التي أوكلت إليه، منوّهاً بمثابرته على أداء واجباته الحزبية وعلى تولي المسؤوليات الحزبية طيلة مدة انتمائه منذ العام 1957 وحتى اللحظات الأخيرة من حياته، مثنياً على المناقب والأخلاق العالية التي اتصف بها وبكفاءته العالية المقرونة بشدة الإيمان بالعقيدة وبصلابة الإرادة ومضاء العزيمة حتى غدا قدوة لرفقائه ولمواطنيه.
*
التشييع الحاشد
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين محمد صادق خير الدين في مأتم شعبي وحزبي شاركت فيه مجموعات كشفية ورفقاء واصدقاء الفقيد، في روضة الشهيدين.
تقدم الحضور رئيس الحزب الأمين أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الأمين محمود عبد الخالق وعدد كبير من أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العمد والمكتب السياسي بينهم (الوزير) الأمين علي قانصو، و(النائب) الأمين د. مروان فارس، إضافة إلى عدد من المسؤولين المركزيين والمنفذين العامين في لبنان.
كما حضر التشييع عدد من الشخصيات السياسية والحزبية وممثلي القوى الشبابية والطلابية، ومن بين الحضور، مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، رئيس بلدية الغبيري ابو سعيد الخنسا، رئيس اتحاد كشافة لبنان مصطفى عبد الرسول، نائب القائد العام لكشافة المهدي الشيخ نزيه فياض، مفوض عام الكشاف التقدمي يوسف خداج، مفوض عام كشاف المستقبل أحمد حبلي، نائب رئيس كشافة الرسالة الإسلامية حسن حمدان، قائد كشافة التربية الوطنية فايز داغر، وفد من موظفي وزارة الشباب والرياضة تتقدمه رئيسة الدائرة الشبابية في الوزارة فاديا حلال، إضافة إلى وفود كشفية.
بدأت مراسم التشييع بآيٍ من الذكر الحكيم، ثم ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية المتن الجنوبي الرفيق حسن ابراهيم كلمة، وقدم عميد التربية والشباب الأمين صبحي ياغي الذي ألقى كلمة مركز الحزب، وجاء فيها:
حين يهوي النسر من علاه تنحني القمم لوداعه وتفتح الأرض قلبها لاستقباله، فالنسور لا تعشق إلا القمم ووقفات العز وأنت نسر من نسور حزبنا تشتاق الأرض لأمثاله.
مع هيئة إدارة مخيم "عين زحلتا" ويبدو من اليسار الى اليمين: الامين سايد النكت (استراليا حالياً)، الامين محمد صادق خيرالدين (وكان آمراً للمخيم) والامينة اليسار زين
رفيق محمد...
في يوم الرحيل حملتَ المدى في عينيك وأحلت نبض الأرض وعداً.... حملت الوطن فرحاً ينهمر وأطبقت جفنيك تحلم بالوطن المحرر...تذهب في التراب عند هذا المغيب.. لقد تعلمنا أن وجودنا لا يروق إلا في التضحيات الكبيرة. هذا هو قدرنا، ان دمنا حدود الأرض وتاريخ الزمن.
نأتي اليوم لنودعك إلا أن ابناء الحياة لا ينتهون بمأتم، نحن لا نعد الأيام التي عشناها بل الأفعال التي قمنا بها، فحياتك مليئة بالإنجازات والأعمال ونحن قوم ما تعودنا البكاء بل الاعتزاز بتاريخنا وتاريخ كل واحد منا...، وبيننا والموت حكاية طويلة فكم عانقناه متى كان طريقاً للحياة. نودعك مناضلاً مصارعاً، ورجل موقف أمضى عمره على درب النهضة السورية الاجتماعية، درب المقاومين الصابرين.
في صمتك أقرأ تاريخاً طويلاً وأحزن حتى ينتهي الحزن، قطفك الموت باكراً وأنت زهرة كل الفصول فبعدك كل الصباحات حزينة.
حضرة الأمين،
كنت مخلصاً في عملك الحزبي، لم تنقطع يوماً، لم تتغيب، بل بقيت متابعاً حتى اللحظة الأخيرة، كما كنت مخلصاً في وظيفتك في وزارة الشباب والرياضة وفي كشافة التربية وكنتَ المفوض العام لكشافة النهضة التي أسستها وسهرت على عملها.
في صمتك نقرأ 33 عاماً من الجهاد والصراع.. لم تلن لك عزيمة، خلالها كنت المؤمن بقضية أمتك ووطنك، لم تهادن ولم تساوم.. تنقلت في مواقع المسؤولية الحزبية، اقترن اسمك بعمل الأشبال في الحزب، تعلمنا منك الكثير واستفدنا من خبرتك الطويلة فخرّجت عشرات الآلاف من الأشبال والطلبة حتى الصيف ورغم مرضك أصرّيت على المشاركة في البرنامج الصيفي فكان لك ما تريد، لقد أحسسنا بأنك تودع آخر صيف لك فخضعنا لرغبتك..
أبا صادق،
اطمئن ان حزبك سيبقى قوياً على الصعاب والشدائد وسيقوى أكثر بأمثالك من الرفقاء، اطمئن ان حزبك سيبقى حزب الوحدة والمقاومة وحزب الناس.
اقول لك لن ننساك سنتذكرك دائماً ستبقى معنا حاضراً في كل مواقع عملنا الحزبي سنكمل الدرب مع زوجتك وأبنائك مع لإخوتك مع جميع الرفقاء.
في الختام أقيمت مراسم كشفية للفقيد، حيث عزفت لحن الموت، ثم ووري الفقيد الراحل الثرى في جبانة روضة الشهيدين في بيروت.
*
ذكرى الأسبوع
أقام الحزب وجمعية كشافة النهضة، ذكرى اسبوع للمسؤول القومي والقائد الكشفي الأمين محمد صادق خير الدين، وذلك في حسينية البرجاوي في بيروت.
نائب رئيس الحزب الامين يحي جابر في الوسط، والى يساره العميدان الامين لبيب ناصيف، والرفيق جورج خليل
حضر الذكرى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين يحيى جابر، وعدد من أعضاء قيادة الحزب، الوزير السابق محمد يوسف بيضون، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي وممثلون عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية، والجمعيات والمؤسسات الكشفية، وجمع من الفعاليات إضافة إلى حشد من القوميين وأصدقاء الفقيد.
تحدث في المناسبة، الإعلامي سالم زهران معرّفاً، ثم القى رئيس اتحاد كشاف لبنان مصطفى عبد الرسول كلمة تحدث فيها عن معرفته بالراحل، وألقى مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي كلمة عدد فيها مآثر الفقيد.
وتحدث باسم العائلة، شقيق الأمين الراحل، الرفيق بلال صادق خير الدين، وكانت كلمة مؤثرة ابرز فيها الدور الذي لعبه الراحل تجاه العائلة بعد وفاة الوالد.
اما كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، فقد ألقاها نائب رئيس الحزب يحيى جابر الذي قال:
يعزّ علي أن أقف اليوم في حضرة محمد لأقول كلمة فيه، وصدقوني القول إن القلم لم يطاوعني. فكلما تذكرت محمد تذكرت مأثرة من مآثره، ووقفة من مواقفه، وحكمة من حكمته، وندّة من ندته، وصرخات من صرخات ألمه. تذكرت هذا الرجل الذي أبى وهو يعرف أن ساعاته الأخيرة قد تنل منه، أبى ان يستسلم، فبقي في آخر لحظات حياته واقفاً على قدميه يتمم واجباته وهو يعرف أن الطريق طويل وشاق لا يقف عليها ولا يثبت عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة. فيا محمد اعذرني أيها الرفيق إن لم تطاوعني كلماتي أن اقول ما يجب أن أقول فيك، حسبك أنك انتميت إلى هذه النهضة الكبيرة، لا لتنصر إقطاعياً على إقطاعي، ولا رأسمالياً على رأسمالي، ولا "زعيماً" على "زعيم"، ولا طائفة على طائفة، ولا مذهباً على مذهب، ولا منطقة تشد أزرها نكاية بمنطقة أخرى، ولكنك انتميت غلى حزب النهضة حيث تجمعنا وحدة الحياة ووحدة المصير ووحدة الهدف ووحدة الإرادة ووحدة الأعداء، حيث اليوم، ومع الأسف الكبير الكبير، أضاع الكثير من أبناء شعبنا البوصلة، فصار الصديق بمقام عدوّ، وصار العدوّ صديقاً، ولكن تحت مسميات الجار أو ما اشبه من ذلك.
من سألتم يوماً عن محمد إلا وقالوا فيه الشيء الكثير، ويسعدني اليوم أنني سمعت من الأخ زيد، ومن الأخ مصطفى، حقيقة ما لم يكن في الحسبان أن أحسبه، لم يكن محمد في حياته عابر سبيل، بل كان ذا فعل مؤثر في الحياة. سنفتقدك يا محمد سيفتقدك أشبالنا، ستفتقدك زهراتنا، سيفقدك كل من عرفك وأحبك، لكنك ستبقى في القلب والوجدان والذاكرة، واحداً من قديسي هذا الحزب العظيم.
يا رفيقي، أعرف أنك رحلت وفي قلبك غصة، وفي عينك دمعة، وما أطهرها وما أسخاها وما أحرّها أن ترى أمتك وهي تعاني ما تعاني، وتكابد ما تكابد، وكنت أحرص الناس على نقطة دم تذهب في غير موقعها.
يا رفيقي يا محمد،
نم في عليائك قرير العين واعذرنا إن أخطأنا في بعض مواقفنا. نعاهدك، نعاهد عائلتك الصغيرة والكبيرة، نعاهد رفقاءك وكل محبيك، نعاهد هذا الوطن، نعاهد كل حبة تراب من هذا الوطن، بأن نبقى على العهد كما أقسمنا. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً، ولن نبدل تبديلاً.
*
من كلمة رئيس اتحاد كشاف النهضة، المحامي مصطفى عبد الرسول
" أحببته من أعماق فؤادي واحترمته لأمانته ولصدقه ولوفائه،
هكذا القائد محمد صادق، ستبقى ذكراه في قلوب محبيه ومعارفه بتلك السجايا الحميدة والخصال القومية التي كان يتمتع بها.
تدرج في الحركة الكشفية في مختلف الرتب الكشفية، من كشاف وعريف وقائد في جمعية الكشاف العاملي، إلى مراقب كشفي ومفوض في كشاف التربية الوطنية، ثم مفوض عام لجمعية كشافة النهضة ورئيس قسم الكشفية في وزارة الشباب والرياضة في آن معاً.
فكان التوحد الرائع والاندماج الإيجابي بين مثلث العقيدة والهواية والوظيفة.
قائد محمد: آثارك الطيّبة ومآثرك المميزة ستبقى خالدة فينا نحن معشر الكشافة في ذاكرة التاريخ، في ذاكرتنا وفي ذاكرة الأجيال القادمة.
قائد محمد: عشت قائداً ورحلت قائداً وستبقى قائداً في سجل تاريخنا الكشفي.
إن رحيلك المبكر خسارة فادحة ومن الصعوبة بمكان تعويضها، لا لعائلتك الصغيرة المكونة من رفيقة دربك السيدة الفاضلة سلوى زعيتر، ولا لأنجالك الأعزاء على قلوبنا، ولا لعائلتك الكبرى آل خير الدين الأفاضل ولا لجمعية كشافة النهضة المحترمة التي من أجلها ضحّـيتَ بالغالي والنفيس ولا للحركة الكشفية التي، بمبادئها واهدافها آمنت، ولا لوزارة الشباب والرياضة التي فيها خدمت الجمعيات الكشفية والشبابية وتفانيت."
*
كلمة الإعلامي سالم زهران
للكشفية وأبي صادق حكايا لا تنتهي، فقد أمضى سنين من عمره يشد رحاله من مخيم إلى مخيم ومن نشاط إلى نشاط ومن سهرة نار إلى سهرة نار، من شبل إلى الكشاف العاملي، إلى مفوض عام في كشافة التربية الوطنية، فمؤسس ومفوض عام لكشافة النهضة وصولاً إلى آخر مزاح بيننا حين قال لي أنا الآن المرشد لكشافة النهضة وهذا لقب سيضاف للقاموس الكشفي.
33 عاماً أمضاها الأمين محمد صادق في صفوف النهضة مناضلاً مصارعاً. 33 عاماً لم يلن، لم يساوم، لم يهاون، بقي عاملاً لم ينقطع يوماً واحداً عن العمل الحزبي، حتى أضحى اسمه ملازماً لعمل الأشبال، يتنقل بين المخيمات يخرّج عشرات الآلاف من الأشبال والزهرات. كان مثابراً ومتابعاً حتى اللحظة الأخيرة في حياته، وقف في كل الظروف وقفة العز، وقفة الرجال الرجال، كان يدرك من اللحظة الأولى أن جسده قد يسقط أما نفسه القومية الاجتماعية فباقية في حزبه، حزب أبناء الحياة.
سلوى _ رمزا _ صادق _ بلال _ رنا _ اعتدال _ وهيب _ علي _ عمر _ بلال، أسماء في فلك الأب والأخ الرفيق الأمين الحبيب أبي صادق، أسماء لن تنساك ولن ينشغل بالك عليها وهي في كنف من ربّيت ورافقت وناضلت معهم.
لأنك في إحدى هذه الزوايا تتابع كل التفاصيل التي سكنتك لأنك تصغي للأثير الآتي مع الصوت، فكيف لي أن أعرفك؟! كيف لي البوح، وقائدي وحبيبي حتماً يسمعني؟
أفي هذه الدنيا مَن صرخ في وجه الريح مروّضاً مثلك؟
أفي هذه الدنيا مَن مات وقوفاً مثلك؟
وسأعود إليك لأن بحر الأسئلة في حضرة غيابك لا ينتهي، وسأعود إليك مخاطباً دون ذكر ألقابك، فمثلك لا قيمة للألقاب على عتبة اسمه.
أبا صادق..
هبني فروسيتك
ليصهل خيلي
فتصل صهوتي
لآخر المكان
هبني ملامح وجهك
ليرى الناس وجه نسر
على شاكلة إنسان
هبني نبرتك
ليطبق الصمت
على كل ثرثار
أخفق في الغناء
هبني ذاكرتي المعلّقة
بينك وبين قلقي
كي أكون وجهاً في سماء
|