" انا الموقع ادناه، يوسف الخوري الباني صاحب ثانوية النهضة الوطنية في بانياس، اشهد بأن السيد عبد القادر تحوف من بانياس قد علّم في معهدنا العلمي الرياضيات والفيزياء في الصفوف الثانوية مدة اربع سنوات، من عام 1951 حتى عام 1955 وكان طيلة وجوده عندنا قدوة حسنة باخلاصه واجتهاده، ومقدرته، ونجاح طلبته في العلوم والرياضيات التي كان يدرّسها. وبناء على طلبه، اعطيناه هذه الشهادة ".
تلك الشهادة تؤسس للاضاءة على ما كان عليه الامين عبد القادر تحوف في حياته، من حضور متقدم.
وهذا ما يتكلم عنه الامين غسان زكريا(1) الذي عرف جيداً الامين عبد القادر اثناء اقامته في لندن. يقول في رسالة له بتاريخ 11/12/1978:
" معرفتي بالامين تحوف تعود الى سنة 1980 عندما وصل الى لندن تاركا مغتربه غانا، جاءني زائراً معرّفاً بنفسه في مكتبي في مجلة "الحوادث" التي كان ناشرها ورئيس تحريرها سليم اللوزي.
" لم يستعِد الامين عبد القادر تحوف رتبة الامانة بعدما ألغيت لفترة، فبقيَ "رفيقاً". عمل معي في مجلة "الدستور"، وتولى قسم الارشيف والمعلومات وكانت الرفيقة سيرين عبد الوهاب فتال تعاونه في القسم، الى ان تم نقلها الى قسم التوزيع والاشتراكات، فاصبح الرفيق تحوف يتولى تدبير القسم بمفرده، وقد اظهر دأباً منتجاً وصبراً على تحمل ضغوط العمل.
" لما تركتُ العمل في "الدستور" بقي الرفيق تحوف عدة اشهر الى ان ترك العمل بدوره.
" وما اعرفه عن مسيرته الحزبية انه كان عميداً للاقتصاد في فترة رئاسة الامين الراحل اسد الاشقر، كما اعرف انه قام بطبع كتاب "غبار البحيرة " للرفيق الاديب الراحل سعيد تقي الدين على نفقته الخاصة، وان دوراً بارزاً اسند إليه خلال تنفيذ الثورة القومية الاجتماعية الثانية.
" كذلك، اعرف انه تولى اعمال مديرية المملكة المتحدة في اوائل العام 1983 ثم عدت وتسلمت منه الوحدة الحزبية.
" كان الامين تحوف واحداً ممن نجحوا في الوصول الى دمشق بعد فشل الثورة الانقلابية سنة 1961 – 1962 ومنها غادر الى الكويت، فالى غانا حيث اقام فيها وعمل.
" ذكر لي الرفيق الدكتور تيسير كوى ان الامين عبد القادر تحوف عمل فترة مع الرفيق نظام الاشقر، لمّا كان يملك حصة كبيرة في فندق "كينغر روود" في قلب لندن، وقد عمل مديراً ادارياً لذلك الفندق ".
*
وفي العام 1995 بعد فترة من وفاة الامين عبد القادر، كتب الامين غسان زكريا في العدد 616، تاريخ 19 حزيران 1995 من مجلة "سوراقيا"، وتحت عنوان "غاب عبد القادر تحوف" كلمة وجدانية نقتطع منها التالي:
" مات عبد القادر تحوف الامين العميد المندوب والرفيق، بل مات الرجل الذي عاش من اجل "القضية العظمى" في سدرة العقل ليوفر للأجيال التي لم تولد بعد، حقوقها في الحرية والواجب والنظام والقوة.
واحد من زملاء الدرب الطويل قال لي: لقد خسر الحزب احد حرسه القديم، فأجبته ان الحزب لم يخسر وآل تحوف لم يفجعوا ولكن "النهضة" هي التي نُكبت، فعبد القادر تحوف ما كان رجل "الحزب" واخره وحده، ولكنه كان رجل النهضة والحركة، الذي لا يعوض، وفخرهما الذي تباهينا به، وبأمثاله من القدامى على غيرهما من النهضات والحركات!
" فما استطاعت كهوف "المزة" عام 1955 وسراديب "القلعة" عام 1958 وصقيع لبنان الدافق عام 1961 ان تحمله ساعة واحدة على ان يسمى الحق القومي بغير اسمه او ان يقبل هوادة في مطالب وطنه وامته، بل ما استطاع جميع ما نزل به من تغريب وسجن وفراق وطن واهل (في افريقية الاستوائية او لندن الباردة) ان يلين من تلك القناة الصلبة او يضعف من هاتيك العزيمة القومية، لكن شيئا واحدا استطاع ان يظفر على عبد القادر تحوف وعلى عزيمته وقوته وايمانه: هو الموت الذي اخذه منا جميعاً!
فسلام عليه يوم كان وسلام عليه يوم يبعث حيا ".
*
الزعيم في بانياس
في اواخر شهر تشرين الثاني من العام 1948 قام سعاده بجولة حزبية في عدد من مناطق الشام، سنأتي على ذكرها في وقت لاحق.
بعد انتهائه من زيارة مدينة اللاذقية(2) التي وصلها في 26 تشرين الثاني، توجه سعاده نحو بانياس، فاستقبله القوميون الاجتماعيون والمواطنون عند مدخل المدينة رغم العواصف والطقس الماطر.
تروي مجموعة شباط 1949 من النشرة الرسمية، التالي:
" مساء عقد اجتماع عام للمنفذية، تكلم فيه المنفذ العام الرفيق عبد القادر تحوف قائلاً:
" يا زعيمي،
ما نحن الا صدى الصرخة الداوية التي ألهبتَ بها ضمير الامة. وما نحن الا ثورة زوبعتك المقدسة، لن نستقر الا على قواعد الحرية والواجب والنظام والقوة. واننا نهِمون الى الصراع لانك علّمتنا ان الحق صراع وان الحرية صراع.
اننا نهِمون الى الصراع في سبيل الحياة التي علّمتنا انها عز وشرف"،
ثم القى الرفيق احمد خير بك من الطلبة القوميين الاجتماعيين قصيدة تعبّر عن روحية حزبية طيبة ".
بعد ذلك دعا المنفذ العام الى حفلة شاي تكريماً للزعيم جمعت عدداً مختاراً ونخبوياً من الرفقاء.
تضيف النشرة الرسمية ان: " القابلة اولغا الياس دعت حضرة الزعيم الى تناول طعام العشاء ثم الى سهرة حضرها عدد كبير معظمه من الرفيقات القوميات الاجتماعيات في بانياس، القت فيه الرفيقة غادة تحوف كلمة نشرتها النشرة الرسمية، بكاملها.
والقى حضرة الزعيم خطاباً، ذكرت النشرة انها "ترجىء نشره الى عدد لاحق ريثما تتجمع الخُطب التي القاها سعاده في جولته ".
*
ومن الامين الياس عشي(3)، ابن عم الرفيقة كلير عقيلة الامين عبد القادر هذه المعلومات:
• ولد الامين عبد القادر سنة 1927 في مدينة بانياس.(الساحل السوري)
• كان منفذا عاما لمدينة بانياس.
• تسلم عمدة الاقتصاد اكثر من مرة.
• درّس في مدرسة راهبات العائلة المقدسة في بانياس، في الكلية الوطنية الارثوذكسية في اللاذقية، وفي مدرسة الحزب المُنشأة في صافيتا.
• كان واحدا ممن نجحوا في الوصول الى دمشق بعد فشل الثورة الانقلابية، ومنها غادر الى الكويت ثم الى غانا التي اقام فيها وعمل الى حين مغادرته الى لندن واستقراره فيها
• حكم عليه بالاعدام غيابيا لمشاركته في الثورة الانقلابية.
• شمله العفو كما شمل الكثيرين من القوميين عام 1969.
• اقترن اولا من عزيزة الهواش ورزق منها فادي وهالة، ثم من الرفيقة كلير عشي التي انجبت له زينة وهاني.
هوامش:
(1) غسان زكريا: من دمشق. اصدر مجلة "سوراقيا" في "لندن"، وتولى فيها اكثر من مرة مسؤولية الفرع الحزبي. منح رتبة الامانة. له اكثر من مؤلف. توفي عام 2021.
(2) تقول "النشرة الرسمية" ان ما ينوف على 90 سيارة كبيرة (باص) وعشرين سيارة صغيرة كانوا بانتظار سعاده عند مدخل اللاذقية، وقد وصلها بعد ان تناول طعام الغداء على مائدة الرفيق د. جورج عبود في "جسر الشغور".
(3) الياس عشي: انتخب اكثر من مرة عضواً في هيئة منح رتبة الامانة.
*
نأمل ممَن عرف الامين عبد القادر تحوف في الوطن، والمهجر،
ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب،
مضيفاً ما يغـني سيرته ومسيرته.
|