إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المحبة التي إنتصرت على الموت

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2018-06-07

إقرأ ايضاً


قرأت للرفيق السابق "المفصول لأجل غير مسمى، غسان تويني" هذه الكلمة في العدد الخاص الذي أصدرته نظارة إذاعة منفذية المتن الشمالي في الأول من آذار عام 1957. مضمونها حري بأن يُقرأ.

ل.ن.

" الرجل الذي نحتفل بعيد مولده لم يأت ليكره ولا ليعلمنا الكره، ولم نمش وراءه حياً وميتاً لأنه كره، وعلمنا أن نكره: إنما ناموسه المحبة، وبالمحبة إنتصر علينا وإنتصر على الموت، وبمحبته سننتصر نحن.

فلو لم يحب سعاده أمته، كل إنسان في أمته، لكان أول آذار ككل يوم من أيام السنة، يوم يولد فيه الرجال. فلا يشعر واحدهم أن سواه قد ولد. ومحبة سعاده لأمته جعلته يحمل إليها الرسالة التي حمل، وجعلته يتحمل من أجلها السجن والتشريد والإضطهاد، ثم الموت.. ومحبتنا له ولهذه الأمة وحدها تجعلنا نبقى على رسالته ونستمر، لا فرق عند واحدنا بين الحرية والسجن من أجل الحرية، بين البحبوحة والحرمان، بين التكريم والإضطهاد ومحبتنا لأمتنا تجعلنا نتوجه إلى الخصم قبل الصديق وإلى الكافر برسالتنا قبل المؤمن بها .

وأخصام اليوم لن يصبحوا غداً من المؤمنين إلا إذا فتحت المحبة عقولهم. إذا التقت محبتهم لبلادهم وحق بلادهم بمحبتنا نحن لهم، محبة المواطن لمواطنه، والأخ لأخيه، محبتنا لما أودعته فيهم الأمة من طاقة العمل الخير.. وإذا أحب هؤلاء، كما نحن نحب، فنصرنا عليهم سيكون نصراً معهم، لأن الضال ليس عدواَ يجب كسره، بل ضائعاً يجب هديه.

وبعد، فالتاريخ كان معنا أمس، التاريخ الذي سجلت فيه هذه الأمة أمجادها، ثم نامت تحت ثقل تلك الأمجاد.

كان معنا التاريخ لأننا كنا نحتفل بعيد الرجل الذي أراد أن تنتصر هذه الأمة على التاريخ الذي قتلها...

كان معنا التاريخ لأننا قهرنا الموت، فأدركت هذه الأمة أن بوسعها أن تكون سيدة، لا تفرض الأحداث نفسها عليها، ولا يغلبها التاريخ على أمرها، بل هي التي تحدث الأحداث وتصنع التاريخ، تجوهر هذا التاريخ بالإيمان الذي به نؤمن " .



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024