من بين الرفقاء الذين يعرفهم معظم القوميين الاجتماعيين في المتن الشمالي الذين كانوا خضعوا لدورات تدريب في المخيمات، او شاركوا فيها، مسؤولين ومدربين وطهاة، رفيق لا يمكن ان انساه، ومثلي، كما أرجّح، باقي الرفقاء ـــــ هو الرفيق رئيف سماحة.
لم يكن يملك مواهب استثنائية، ولم يعرف عنه انه تولى مسؤوليات حزبية.
انما كان "بسيطاً" اذا ما قورن بالشطار، وتميّز بالطيبة والنقاء والصدق والتفاني.
فلم يكن يعرف الدهاء، ولا يسعى وراء غنيمة، او يجهد كي يصل الى مسؤولية، او الى منصب، او يعتبر النشاط الحزبي ممراً مكن ان يوصله الى منافع او مكاسب.
كان عملاقاً بجسده، يحكى انه اذا امسك بشجرة صغيرة اقتلعها وسار بها الى اي مكان يحدده له الآمر.
يحترم مسؤوليه ورفقاءه، ويطيع حضرة الآمر، وينفذ.
والى هذا كانت ذاكرته مذهلة. لا ينسى اياً من الرفقاء والاشبال. فان رأى واحداً منهم هرع باشّاً إليه، وان استمع الى صوت احدهم، التفت إليه وقد عرفه.
كنت أسأل عنه كلما زرت اياً من مخيمات الحزب في المتن الشمالي. او شاركتُ بحضور احدى دورات التخرج، اتحدث إليه بحب، وارتاح الى ما في أعماقه من تجسيد لفضائل هي زوادة كل عمل نهضوي.
هذا الرفيق الرائع بما تميّز به من صفات الطيبة، والمروءة والتفاني، رحل منذ زمن دون أن اعرف او أطلع على نعيه، او خبرٍ عنه في "البناء".
لم أقرأ ان الرفقاء والاشبال الكثر الذين عرفوه ساروا وراء نعشه او ان كلمات القيت، ولم اعرف برحيله الا بعد سؤال رفقاء على معرفة به.
أكتب هذه الكلمة، وفاءً لمن تفانى ولم يعرف سوى الحزب حياة له .
ادعو من عرف الرفيق رئيف سماحة ان يكتب لنا مرويات عنه،
او ان يزوّدنا برسمه او بصور له مع رفقاء
|