ننوّه بإسراع الرفيق سمير حاماتي (وكيل عميد الاذاعة في الكيان الشامي) الى تزويد لجنة تاريخ الحزب بتقريره عن "الحزب السوري القومي الاجتماعي في تنورين"، الذي ننشره كما وردنا مع ابداء الاشارات التالية:
أ. يجب التفريق دائماً بين بلدة "تنورين" في قضاء "البترون" في لبنان، التي شهدت انتماء عدد كبير من القوميين الاجتماعيين، وقد عرفت منهم: الامين غسان مطر، شقيقه الرفيق الراحل بطرس، الرفيق الراحل يوسف الشاعر، شقيقه رامح وشقيقته غريتا، الرفقاء صباح مطر، جيمس حرب، كميل حرب، فوزي حرب، بهاء حرب.
ب. عرفتُ في مدينة "كوريتيبا" (ولاية بارانا) عندما توليت العمل الحزبي في البرازيل، الرفيق نايف حاماتي، وكان يتولى مسؤولية ناموس مديرية "كوريتيبا". كان عقائديا، نشيطاً، الى جانب مدير المديرية في حينه الرفيق زكي زريق، واذكر ان للرفيق نايف شقيقاً قومياً انما سقط اسمه عن ذاكرتي. الاثنان من الكيان الشامي، انما لا اجزم اسم بلدتهما: تنورين او غيرها ؟
ل. ن.
*
أولاً: البدايات:
كيف انتشر الحزب السوري القومي الاجتماعي في قرية تنورين:
لا أحد يعلم بشكل دقيق كيف دخل الحزب إلى تنورين؟ ومتى؟ ومن هو أول سوري قومي اجتماعي في القرية؟
لكن البحث والاستقصاء الذي أجريته في السنوات الماضية أوصلتني إلى معلومات، لا أدعي أنها الحقيقة المطلقة لكنها الأقرب إلى الواقع.
دخل الحزب إلى قرية تنورين في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي أي سنة 1938 أو 1939 عن طريق الرفيق المرحوم جبران ملوحي. وكان الحزب لا يزال فتياً وفي أوائل تشكيله. فكان السؤال الهام الذي تبادر إلى ذهني: كيف تعرف الرفيق جبران على الحزب وأين؟
وكان الجواب من ابنته ندى التي أخبرتني بأن والدها هاجر إلى أمريكا الجنوبية سنة 1930 وعاد في نهاية ذلك العقد, وأكدت حتمية وجوده في تنورين سنة 1940, وسبب التأكيد هو أنه تزوج للمرة الثانية من والدتها (أم حليم) بعد وفاة زوجته الأولى.
والجدير بالذكر – بالنسبة لهذه المرحلة المبكرة - أن الأمين خليل الشيخ(1) (وهو من آل جرمانوس المعروفة بالقرية) هاجر إلى أميركا الجنوبية أيام سفر برلك, وتعرّف على الحزب وانتمى ونال رتبة الأمانة فيما بعد, وأعتقد أنه توفي في نهاية الثمانينيات.
من أسماء القوميين في الأربعينيات, وهم طليعة القوميين في تنورين, نذكر: المرحوم بديع الجمل (وكان مديراً لمديرية تنورين), المرحوم محرز الجمل، المرحوم يوسف حاماتي، المرحوم حنا باصيل (المعروف بحنا الليوس، جد الرفيق الدكتور فادي باصيل)، المرحوم جبرائيل كنعان، المرحوم سليم نادر (جد الرفيق سليم نادر)، المرحوم ديب ديب (والد الرفيق جورج ديب)، نديم عزيز حاماتي، وغيرهم.
أما القوميون الذين التحقوا بالحركة في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات (أي حتى نكبة الحزب 1955). نذكر منهم: المرحوم إبراهيم السلمان، نادر نادر (أبو طارق، الله يطول بعمره)، المرحوم إبراهيم يعقوب (والد الرفيقين ماهر وحافظ)، نديم ملوحي، المرحوم إبراهيم عرب حاماتي (عمي).
أما المؤيدون أو الموالون للحزب فكانوا كثر، وأستطيع أن أجزم أن القرية كلها كانت مؤيدة للحزب.
فقد ذكرت لي الوالدة كيف كانوا يتفرجون على نشاطات القوميين وتدريباتهم وهم بمنتهى الفرح, وغنت لي نشيد: يا زوبعة الله معك ..... عالموت نحنا منتبعك، الذي حفظته من تلك الأيام.
ثانياً: مقتل المالكي وتعرّض الحزب للاضطهاد:
كما قلت، فقد انتشر الحزب في القرية بشكل كبير في مختلف العائلات والطوائف، وشكل قوة كبيرة من ناحية تنظيمه ومحبة الناس له، وأصبحت كلمتهم بالقرية هي المسموعة، فاستفادوا من ذلك في ضبط القرية من المخالفات والتجاوزات والخلافات وحتى من السرقات (وقد أخبرني الرفيق سليمان حاماتي أن قبو المرحوم حنا باصيل الذي أصبح معصرة زيتون فيما بعد، استعملوه كسجن لأولئك المخالفين).
أما باقي الأحزاب فلم يكن لها أي نصيب تقريبا من الانتشار في القرية (الحزب الشيوعي السوري، حزب البعث العربي الاشتراكي).
اغتيل العقيد عدنان المالكي في 22 نيسان 1955، واتهم الحزب بالتخطيط والمشاركة بهذا الاغتيال، وتقرر اغتيال الحزب، وفي بضعة أيام كان جميع القوميين تقريبا في السجون يعانون أسوأ أنواع الظلم والاضطهاد والتنكيل.
ولم ينجُ قوميو القرية من هذه الحملة الشنيعة، فقد سجن البعض وعذب بشكل فظيع، وهرب البعض وناموا أياماً في البراري، وللأسف فقد تحوّل بعض أهالي القرية إلى مخبرين مجانيين لقوى الأمن، وكانوا يجندون أنفسهم كأدلاء لأماكن اختباء القوميين.
فسجن كل من إبراهيم السلمان وإبراهيم يعقوب ونادر نادر وبشارة صليبا حاماتي وبشارة عزيز حاماتي (بالرغم من أن الأخيرين لم يكونا قد انتميا للحزب بعد, لكنهما من المؤيدين له),.....إلخ.
وهرب الكثيرون واختبأوا وناموا في البراري لأيام وأيام، وحتى من لم يكن منتمياً للحزب (مثل والدي الياس عرب حاماتي الذي هرب إلى لبنان حوالي الأسبوعين)، وطُرد الكثيرون من وظائفهم.... حتى أهالي القوميين لم ينجوا من هذا الاضطهاد (وأذكر والدة المرحوم إبراهيم يعقوب التي تعرّضت للضرب وبشدة من قبل رجال الأمن).
كل هذا أدى إلى توقف النشاط الحزبي في القرية وفي الشام كلها، ولم تعد بوادر العمل الحزبي إلى الشام حتى منتصف الستينات.
ثالثاً: عودة الحزب وبقوة إلى القرية:
بعد حوالي عشر سنوات, أي منذ منتصف ستينيات القرن الماضي عاد العمل الحزبي إلى الشام لكن بشكل سري, وقد نشطت جامعة دمشق بقوة وكان من بين المنتمين إلى الحزب في تلك الفترة الأمين المرحوم سهيل رستم والأمين نورس ميرزا وقبلهم الأمين ايليا المعري.... وغيرهم, وكانوا هم قادة العمل الحزبي في الشام(2).
انتمى في تلك المرحلة من قرية تنورين كل من الرفقاء الأمين سيمون حاجوج والرفيق سليمان حاماتي (ابن عمي) والرفيق جورج ديب والرفيق ماهر يعقوب وبسام حاجوج.
أما في الثمانينيات فقد نشط الحزب جيداً وانتمى من القرية عدد كبير من القوميين، أذكر منهم: حنا حاماتي، غسان حاجوج، منى حاجوج، جورج حاجوج، عيسى حاماتي، حافظ يعقوب، سمير حاماتي (كاتب هذه السطور)، فادي باصيل، نجوى الراسي، إحسان الجمل.... وغيرهم.
في التسعينيات وفي القرن الحالي: استمر انتشار الحزب في القرية وانتمت أعداد جيدة ودخل الحزب لبيوت وعائلات جديدة: سليم نادر، فراس ديب، سناء برشين، مارك حاماتي، علاء سليمان، روني حداد، جوسلين حداد....
ولا زالت النهضة تفعل فعلها في هذه القرية الصغيرة.
أعتذر إن نسيت اسماً.
*
نحن اذ ننشر ما يصلنا عن اي موضوع حزبي، ندعو اي رفيق يملك ما يضيفه،
فيُـغني النبذة، ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب
هوامش:
(1) الامين خليل الشيخ: ذكرته في عديد من النبذات وعممت نبذة عنه تعرّف على حضوره الحزبي المميّز في الارجنتين. لمن يرغب بالاطلاع على النبذة الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
(2) الامناء سهيل رستم، نورس ميرزا وايليا المعري، هم من بين مسؤولي العمل الحزبي في الستينات في الشام. نحن ندعو الامناء: خليل خضري، ايليا المعري، عبد الكريم عبد الرحمن، نزار سلوم، والرفقاء د. طلال خوري، معزى الاشهب، انطون سيمون، وغيرهم الى تدوين معلوماتهم عن مرحلة العمل الحزبي بدءاً من ستينات القرن الماضي. ونأمل ان يكون الامين سهيل رستم قد ترك كتابات له عن تلك المرحلة.
|