اثناء توليّ مسؤولية رئيس مكتب، فعميد شؤون عبر الحدود لفتني في فرعنا الحزبي في بلجيكا كلا من الرفقاء:
• الدكتور اسماعيل سفر: من بلدة "تل درة" (السلمية)، للاطلاع على النبذة المعممة عنه مؤخراً، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
• ناجي زويني: من بلدة "نيحا" (الشوف). عرفته مديراً لفرع الحزب في كنشاسا، وبقيتُ على تواصل معه، معترفاً بما في اعماقه من التزام صادق بالحزب.
• الشهيد الدكتور منير سكاف: الذي كان مفوضاً لمفوضية الحزب في بلجيكا، يتابع دراسته للحصول على شهادة في طب الأسنان. كان مجلّياً، بنظاميته، بوعيه، بأخلاقه وبتفانيه.
في تلك الفترة من بداية السبعينات كان الرفيق منير ينظم حلقات إذاعية للطلبة الجامعيين في جامعة بروكسل. اليها توجه أكثر من مرة الرفيق وسيم زين الدين (الشهيد لاحقاً) وكان يتولى مسؤولية مفوض الحزب في فرنسا.
عندما عاد الرفيق سكاف الى بلدته الكرك، استمر تواصلي معه، ودائماً كان يحتل مساحة شاسعة في أعماقي. مثيله في ذلك مسؤول الحزب في اسبانيا الرفيق الرائع الامين لاحقاً، الراحل د. جان قازان، وبقينا الى أن تمّ اغتياله ليرتفع شهيداً ويستقرّ الى جانب سعادة والشهداء الأبطال، والمناضلين الأوفياء. سأكتب عنه لاحقاً.
• احمد فتفت: النائب لاحقاً. اذكره جيداً من بين الرفقاء الذين غادروا للدراسة، فانتظموا في المفوضية. بعد تخرجه، وكنت أتولى مسؤولية عميد عبر الحدود زار مكتب العمدة في مركز الحزب في شارع "جان دارك" وصارحني أنه يرغب بخوض غمار الانتخابات، مقتدياً بالنائب الراحل محمد فتفت، مقترحاً أن يتوقف عن انتظامه الحزبي.
نقلت ذلك الى عميد الداخلية واقترحت عليه تكليف الأمين يوسف الشامي الذي أعرفه مناضلاً منذ الستينات، بالتواصل مع "الرفيق احمد فتفت". بعد أن انتقلتُ الى مسؤوليات حزبية أخرى، لم اعد اعرف اي شيء عن الموضوع. وتحقق حلم "الرفيق" احمد فتفت فأضحى نائباً، والبقية معروفة، فالنائب فتفت بات في المقلب السياسي الاخر، الا انه كان حاضراً على طاولة الامين يوسف في حفل عرس ابنه الرائد نجيب، وشارك في المأتم الحاشد عند رحيل الامين يوسف، لقد بقي وفياً لاواصر الصداقة التي ربطتهما.
اما الخامس، وليس الاخير، اذ ان الحديث عن كل رفقائنا في بلجيكا يأخذ الكثير من الصفحات، فهو الرفيق اسعد حسن زين (جوزف بولس).
عرفته منذ اواخر خمسينات القرن الماضي مدرّساً في "بيت شباب" ناشطاً حزبياً في تلك المرحلة الصعبة، ثم انتقل الى بنك طراد(1)، واذكر انه تعرّض للملاحقات، والاسر، واذكر من الرفقاء الذين نشطوا حزبياً قبل ان يتولى الرفيق جوزف رزق الله مفوضية لبنان(2) كلا من الامين غسان عزالدين والرفيقين ملحم غاوي(3)، وجورج حنكش(4).
اضطر الرفيق اسعد لمغادرة لبنان كي لا يقع في ايدي الشعبة الثانية، الى الاردن ومنها الى بلجيكا، باسم جوزف بولس مقيماً فيها، ناشطاً حزبياً ومتولياً المسؤولية الحزبية.
تمتع الرفيق اسعد بالوعي العقائدي وبالسلوكية القومية الاجتماعية. كانت علاقتي به جيدة في فترة نشاطه الحزبي في "بيت شباب" حتى اذا غادر استمرت علاقتي بشقيقه الرفيق مصطفى زين(5) الذي نشط جيداً مسؤولاً عن العمل الطلابي في منطقة بعلبك، حيث كان يدرّس في مدينتها(6).
استقر الرفيق اسعد في بلجيكا الى ان وافته المنية، فأوردت عنه النشرة الاذاعية لشهر تموز 2004 الخبر التالي:
" غيّب الموت المفوض المركزي لمفوضية بلجيكا المركزية، الرفيق اسعد زين المعروف باسم "جوزف بولس".
نبذة عن الرفيق اسعد حسن زين:
• من مواليد شمسطار 1938،
• انتمى الى صفوف الحزب عام 1954،
• عمل مدرّساً في بعض المدارس الخاصة في المتن الشمالي عام 1958 – 1959، كان موظفاً في بنك ج. طراد كريدي ليونيه 1961.
• شارك في الثورة الانقلابية عام 1961.
• سجن بعدها عدة اشهر، كما سجن اثناء الحكم الشهابي لمدة شهر بسبب نشاطه الحزبي.
• اضطر لمغادرة لبنان والالتحاق بالقيادة المؤقتة للحزب في الاردن عام 1962.
• سافر الى اوروبا ليستقر في بلجيكا التي حصل على جنسيتها، وهو معروف هناك باسم جوزف بولس.
• توفي صباح الجمعة 16/07/2004، بعد معاناة طويلة مع المرض (سرطان الرئة).
• اشقاؤه: الرفيق الصحافي مصطفى زين (مقيم في لندن)، والرفيقان علي ومحمد (في لبنان)
في عددها، ايلول 2004، اوردت النشرة الاذاعية التغطية التي وردتها عن الاحتفال التأبيني الذي أقيم في "شمسطار" للرفيق الراحل اسعد زين، قالت:
" أقامت مديرية شمسطار في الحزب احتفالاً تأبينياً للراحل اسعد حسن زين مفوض بلجيكا المركزي في الحزب، وذلك في حسينية البلدة بحضور عميد الخارجية النائب د. مروان فارس ومنفذ عام بعلبك علي الحاج حسن وفعاليات اجتماعية وثقافية ووفود من القرى المجاورة وأهالي البلدة.
بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم تلاها السيد علي اسعد الحاج حسن، فكلمة عن الفقيد ونضاله ألقاها مدير مديرية شمسطار علي الطفيلي، ثم كلمة العائلة القاها الامين ابراهيم الزين الذي تطرق فيها الى مآسي الهجرة... وفساد النظام اللبناني..
وقال: لقد خبر الراحل كل الاوجاع والمرارات، فتحملها بكبرياء المؤمن بقضية وطنه، كافح وناضل وعاش مستور الحال، وكان المسؤول الاداري الاول لفرع الحزب في بلجيكا، وكانت أمنيته ان يدفن جسده في لبنان، الا ان هذه الامنية لم تتحقق بسبب ظروف نضاله، فمات "غريباً" كما يموت الوف اللبنانيين، بعيداً عن ارض الوطن الغالي، إنها مأساة الغربة التي ما فتئت تستنزف بلادنا يومياً بهجرة انسانها منها، اما هرباً من الفقر والبطالة، او من الاضطهاد الذي تتقن ممارسته انظمة الفساد.
ثم القى، عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي د. مروان فارس كلمة اشار فيها الى التزام الراحل اسعد زين بالقضية التي انتمى اليها، خاصة وانه سجن مرات عدة في لبنان، دفاعاً عن هذه القضية، وذهب في حركة الصراع من اجل الحياة الى بلجيكا، حيث عمل على توثيق العلاقات السياسية بين الحزب السوري القومي الاجتماعي والاحزاب السياسية العاملة في تلك البلاد، مؤكداً على ارتباطه الوثيق بقضية الوطن وبشكل خاص بالمسألة الفلسطينية التي تعاني اليوم في داخلها، وبشكل خاص في غزة، من صراعات الاجنحة، الامر الذي من شأنه ان ينعكس سلباً على الانتفاضة التي تشكل إطاراً جامعاً لكل الشعب الفلسطيني المقاوم.
وأشار الامين فارس الى اهمية العلاقات القومية بين لبنان والشام، معتبراً ان سوريا تحترم ارادة اللبنانيين في خياراتهم السياسية الداخلية، لافتاً الى ان الاستحقاق الرئاسي في لبنان يجب ان يتم التعاطي معه وفق مصلحة بلدهم، وهم ليسوا بحاجةالى نصح عضو مجلس الشيوخ الاميركي راي لحود، فتصريحاته ممنوعة من الصرف، خصوصاً انه معروف بمواقفه التي تتعارض مع مصلحة لبنان، ومنها تصويته على "قانون محاسبة سوريا" في الكونغرس الاميركي.
وأكد، ان المقاومة هي النهج الوحيد الذي أدى الى هزيمة الاحتلال الصهيوني في لبنان، وان الانتفاضة في فلسطين سوف تؤدي الى نفس النتيجة، كما المقاومة في العراق ضد الاحتلال الاميركي والتي حكماً ستؤدي الى استعادة السيادة، كاملة وغير منقوصة.
هوامش:
(1) بنك طراد: كان الرفيق نقولا طراد احد اصحابه، ومديراً له. للاطلاع على النبذة المعممة عن الرفيق نقولا طراد الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) جوزف رزق الله: تحدثت عنه في عديد من النبذات كما نشرت نبذة عنه، كأحد شهداء الحزب. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(3) ملحم غاوي: نشط مسؤولاً عن العمل الطلابي في بداية العام 1962 وتميّز بوعيه وثقافته والتزامه الحزبي. عرفته جيداً ثم عرفت شقيقيه الرفيقين جوزف وروجيه وشقيقته الرفيقة مرسال. للاطلاع على ما نشرت عن الرفيق روجيه، الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(4) جورج حنكش: من بلدة رومية التي كان للحزب فيها حضوره الجيد. نشط جيداً في الفترة التي اعقبت الثورة الانقلابية. لمن يملك معلومات عنه، او عن الرفقاء الكثيرين من "آل زينون" في رومية، ان يكتبوا الى لجنة تاريخ الحزب.
(5) مصطفى زين: غادر الى لندن عاملاً في جريدة "الحياة" وغيرها محققاً نجاحاً لافتاً. اقترن من الرفيقة الصحافية عفاف ايراني التي خسرناها باكراً.
(6) كان وراء انتماء عدد جيد من الطلبة منهم على ما اذكر الرفيق علوان عطار (شعت) والرفيق علي زين (شمسطار).
|