منذ ان عرفته ناظراً للإذاعة في منفذية عكار فمنفذاً عاماً وعميداً وعضواً في المجلس الاعلى، فنائباً لرئيس الحزب، واواصر المودة والاحترام والثقة عنواناً لكل تعاطيّ معه.
كم كان صادقاً، صريحاً، واضحاً. كم كان قومياً اجتماعياً واعياً، وثقافة واداء وتجسيداً لمفاهيم النهضة.
خسرَته عكار وخسِرَه حزبه بعد ان كان خسر على التوالي تلك الكوكبة الرائعة من رفقائنا في عكار الذين سطروا في تاريخ حزبنا صفحات لا تنسى من النضال والتفاني. وقد كتبت عن البعض منهم(1)، آملاً أن اتمكن من الكتابة عن الآخرين، بعد أن كنت كتبت عن معظم الأمناء المهاجرين من أبناء عكار(2) .
ما قاله ناموس المجلس الاعلى الامين جورج ديب في تشييع الامين احمد هاشم، اقوله فيه واردد معه، "انه كان ملحمة عطاء، وان الحزب قد خسر برحيله، مناضلاً من خيرة مناضليه، وقيادياً من بين افضل القادة فيه".
عن الامين احمد هاشم هذا اليسير. آملاً ممن عرفه في عكار والشمال، وفي مركز الحزب، ان يكتب بما عرف عنه، لمزيد من فائدة الاضاءة على المسيرة الحزبية لمن رهن للحزب وجوده وكان في كل تعاطيه الحزبي وفياً للقسم.
- ولد الأمين أحمد عبدالقادر هاشم في بلدة "عين يعقوب" بتاريخ 27 أيلول 1944
- الأم: امينة خضر
- حائز على اجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية عام 1967
- انتمى الى الحزب في منفذية طرابلس بتاريخ 16/11/1969.
- تولى مسؤوليات: مدير، ناظر اذاعة ومنفذ عام اكثر من مرة، مندوب مركزي للحزب في الشمال، عميد للداخلية، ناموساً لمجلس العمد، نائباً لرئيس الحزب _ رئيساً لمجلس العمد، انتخب لعضوية المجلس الاعلى، وللمحكمة الحزبية العليا .
- منح رتبة الامانة في 04/04/1996.
- اقترن الأمين أحمد من السيدة بارعة هاشم ورزق منها: ربى، ديالا، مجد، جنى، سنا ووجد.
*
وفاته
وافت المنية الأمين أحمد هاشم بعد صراع مرير مع الداء العضال، وبتاريخ 05/03/2011 شيّعه حزبه وأهالي عكار في مأتم حاشد، شارك فيه وفد مركزي برئاسة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، وعضوية نائب الرئيس الأمين توفيق مهنا، العمد الأمناء لبيب ناصيف، عصام بيطار وسبع منصور، وأعضاء المجلس الأعلى الأمناء جبران عريجي، يحي جابر، ربيع الدبس، انطون اسبر، رياض نسيم، ميشال معطي، يوسف كفروني، وكيل عميد الخارجية الرفيق عبود جريج (الأمين لاحقاً) والمنفذون العامون لعكار وطرابلس والكورة، الأمينان محمود الحسن وعبد الناصر رعد والرفيق باخوس وهبة (الأمين لاحقاً) وعدد كبير من الأمناء والمسؤولين المحليين.
كما شارك في التشييع نقيب المحامين في طرابلس والشمال بسام الدايه ووفد من التيار الوطني الحر برئاسة جيمي جبور، ورؤساء بلديات ومخاتير ومحامون وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وحشد من القوميين وأبناء عين يعقوب وعكار.
انطلق موكب التشييع من دارة الأمين الراحل في عين يعقوب وجاب شوارع البلدة. تقدم الموكب حملة أعلام الزوبعة وأكاليل باسم رئاسة الحزب والمجلس الأعلى ومنفذية عكار وصولاً الى مسجد البلدة حيث صلي على جثمانه الطاهر.
وبعد مراسم الدفن ألقى ناموس المجلس الأعلى في الحزب الأمين جورج ديب كلمة مركز الحزب وقال فيها:
" من المقلع الأساس قدّ معدنه الأصيل، من عكار النضال الجدي الرسولي وفي مصهر النهضة المباركة انصقل ذلك المعدن بتعاليم جديدة ومفاهيم جديدة.
الأمين أحمد هاشم لم يلتزم مبادئ العطاء التي يمثلها حزب تمرس بمعمودية الشهادة بل كان هو نفسه ملحمة عطاء منذ كان شاباً اختار بعقله ووجدانه وقلبه أن ينخرط في خط القضية، لا انخراط الهواة الموسميين القصيري النفس، بل انخراط المجاهدين الجادين الذين لم يفكروا يوماً ان يتخلوا عن عقيدتهم واخلاقهم ومبادئهم في سبيل انقاذ جسد بال لا قيمة له.
" كان حريصاً على كل أبناء شعبه. الخصم والحليف كانا بالنسبة إليه واحداً من حيث المحبة والحرص والخدمة، لكنه كان يعمل على أن يشرح للضال طريق الهدى. وبهذا المعنى كان أحمد هاشم أصولياً لا يساوم على القيم الوطنية والمسلمات القومية. وكان يؤلمه أن يرى المستعمر المستكبر ينقضّ على أمتنا منذ عشرات السنين ليفترس أجيالها فوجاً فوجا وقافلةً قافلة. كان شعبنا بالنسبة للأعداء أشبه بالفريسة التي لا يجوز أن تقوم لها قائمة، سواء بالقوة المادية أو الروحية. لكن شعبنا يتصدى لهذه المعادلة التآمرية منذ وجدت. وقد هزمها في عدة مفاصل كما هزمته في بعض المراحل إلا انه مصمم على إلحاق الهزيمة الفاصلة بها مرة واحدة والى الأبد.
وأضاف الأمين ديب: " في وداعك أيها الأمين المناضل نودع المؤمن الملتزم والممارس حتى آخر نقطة دم ونفس من أنفاسه، كيف لا وهو طريح فراش المرض والمعالجة، نتصل.. نسأل.. نطمئن عن صحة كبير من كبارنا فيأتي الجواب " كيف هو الحزب.. رسالتي لكم حافظوا على هذا الحزب العظيم، حافظوا على الرسالة القومية الاجتماعية طريق نهضة الأمة وتقدمها وفلاحها ".
" فأبا مجد الذي نودع، آمن منذ شبابه بالعقيدة القومية الاجتماعية واتخذ مبادئ الحزب شعاراً له ولبيته وها هو يقف الآن رافعاً يمينه زاوية قائمة هاتفاً: يا زعيمي "انني بررت بقسمي".
وتابع الأمين ديب: " ان رحيل الأمين أحمد هاشم خسارة كبيرة للحزب وللمجتمع فبرحيله فقد الحزب مناضلاً من خيرة مناضليه وقيادياً من أفضل القادة فيه. وهو الذي تولى المهام والمسؤوليات العديدة من مسؤولية المفوض الى مسؤولية ناظر الإذاعة الى مسؤولية منفذ عام فمسؤولية عميد للداخلية ثم ممثل للحق العام إضافة الى انتخابه عضواً في المجلس الأعلى لأكثر من دورة واحدة.
" ساهم مع رفقائه في كافة المهام والمحطات النضالية وترك بصمة في كل وقفة ومنارة. وبرحيله فقد المجتمع رجلاً من خيرة الرجال الذين نذروا جهدهم وطاقتهم لتثبيت حقيقة الوحدة الاجتماعية فيه، وأن الأفراد في الوطن مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون وأن الممرات الطائفية الالزامية فيه مصطنعة من قبل النظام الطائفي القائم القابض على الحياة العامة والنظم السياسية والادارية ما يقارب الثمانية والستين عاماً.
" هذا النظام الطائفي الذي كرّس الحالة الطائفية والمذهبية وحوّل البلاد من وطن ومواطنين الى أفراد وأعداد في قطعان مذهبية، ونقل الدولة الى وضع الشركة والشراكة الطائفية والمذهبية تتقاسم الحصص والمنافع وموارد الدولة وتهمش الشعب كل الشعب، وتجعل البلاد عرضة للإنقسامات والصراعات، فكل سبع أو ثمان سنوات تعصف رياح الإنقسام والتشرذم وتتهدد وحدتنا الوطنية وتلغى حالة الإستقرار في الوطن.
وقال الأمين ديب: " أتخيلك يا أبا مجد واقفاً بين جمهرة من الناس كعادتك مخاطباً اياهم "عليكم أن تختاروا بين النظام الطائفي الذي ينتج عدم الإستقرار والإنقسام والتشرذم عند اختلاف أمراء الطوائف على الحصص والمنافع، أو الدولة اللاطائفية التي تقوم على مفهوم أن الفرد مواطن في وطن والمواطنون متساوون في الحقوق والواجبات. هذه مسؤوليتكم وعلى خياركم يتعيّن مستقبلكم ومستقبل بلادكم.
" برحيلك يا أبا مجد نودع علماً من أعلام القانون والمحاماة ونودع ابناً باراً من أبناء عين يعقوب وعكار. ويكفي عين يعقوب فخراً أنك فرد من أبنائها العظام شأنك شأن الكثيرين ممن أعطوا لعكار ولبنان المثل والمثال في الإستقامة والمناقب الأخلاقية والمحبة اللامتناهية للآخر.
في الطريق الى المسجد
وختم: " باسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي نعاهد روحك الطاهرة ونعاهد الأمة بأننا المناضلون الأوفياء والملتزمون أبداً بمبادئ النهضة القومية الاجتماعية القائمة على وحدة الأمة أرضاً وشعباً وبناء الدولة اللاطائفية.
" وباسم قيادة الحزب رئاسةً ومجلساً أعلى وباسم رفقائه في عكار وفي كل الفروع الحزبية نتقدم بالتعازي الحارة من عائلة الراحل الكبير ومن متحده وأصدقائه ورفقائه ومن أبناء الأمة ومن نقابة المحامين في طرابلس وسيظل الأمين أحمد حيّاً بيننا في لفتتاته الحنونة، في اهتمامه اللامتناهي، في روحيته الرفاقية، في أبوته النموذجية، في رأسه المرفوع، في البصمات التي ستبقى راسخة في سجلنا النضالي الذي لا يمحوه هرم ولا مرض ولا غياب جسدي".
نقيب المحامين
بدوره، قال نقيب محامي طرابلس بسام الدايه: اتقدم باسم نقابة المحامين في طرابلس الى الزملاء في النقابة باحر التعازي بوفاة المرحوم المحامي احمد هاشم الذي كان يعمل دائما برفد النقابة بالعمل النزيه المنسجم مع رسالة المهنة التي انطلق منها من اجل احقاق الحق والعدالة.
كما اتقدم من ذويه ومن محبيه وخاصة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي اليه الراحل باحر التعازي والى كل فرد من افراد الحزب والى رئيسه الوزير اسعد حردان بالذات.
وأكد الداية أن الراحل عمل باستمرار من أجل وحدة اللبنانيين وانصهارهم الوطني.
بعد ذلك تقبلت قيادة الحزب وعائلة الامين الراحل ونجلاه مجد ووجد التعازي..
هوامش
(1) مراجعة قسم تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info، ففيه أسماء الأمناء والرفقاء من منطقة عكار في المهاجر، الذين سبق وكتبت عنهم.
****************************************************************
عرفت في البرازيل كلا من الرفقاء مصطفى هاشم، محمد مصطفى وأحمد علي الذي كان صديقاً وتولى مسؤولية مدير مديرية سان باولو. وهم انسباء للامين احمد هاشم وقد حدثوني عنه كثيراً بما يُفرح.
*****************************************************
من وحي سعاده
زوجتك او ابناؤك عندما يصبحون رفقاء، هم رفقاء لك، لا زوجة او ابناء.
هكذا نخرج من عصبية العائلة والعشيرة والطائفة الى مفهوم العضوية القومية الاجتماعية .
|