أذكر أني عندما التحقت بمنفذية الطلبة الثانويين بعد ان انتميتُ الى الحزب أواخر العام 1956، كانت الرفيقة أمل عجاج المهتار في عداد أعضاء المديرية. كانت مميّزة بوعيها وذكائها واطلالتها.
في مذكراته، يورد الأمين مسعد حجل المقطع التالي، حين يتحدث عن الزيارة التي قام بها الى ايران:
زيارة معالم إيران:
قبل ذهابي الى إيران، علمتُ من الأمين الشاعر عجاج المهتار، رفيقي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أن كريمته، الرفيقة أمل، موجودة في طهران وتشغل وظيفة مرموقة مع زوجها المهندس الإيراني المتخصّص في العلوم الجيولوجية وبناء السدود وكان مديراً لإدارة سبعة سدود مائية. وعندما أخبرته عن زيارتي لتلك البلاد، حمّلني رسالة توصية الى الرفيقة أمل.
وعند انتهاء المؤتمر، طلبتُ سيارة من إدارة الفندق حيث نقيم وأطلعتُ السائق على العنوان الموجود على غلاف الرسالة، فنظرَ إلي نظرة تطفل واعجاب.
وبعد وصولي الى المكان المقصود وترجّلي من السيارة، أومأتُ إليه أن ينتظرني.
دخلت البناء فاستقبلني موظف الاستقبال وسألني عما أريد، بلُغته التي أجهل. ولما احترم عدم فهمي لها أردف سؤاله بالانكليزية التي أتدرّج في تعلمها، فما كان مني إلّا أن اطلعته على الرسالة التي أحمل، المدوّن عليها الاسم والعنوان، فأسرع الى فتح باب المصعد وقادني بكل حماس الى الطابق الثالث حيث يوجد مكتب الرفيقة أمل.
وأي مكتب تشغله رفيقتي؟ عبرتُ القاعة الأولى والقاعة الثانية وقدّمني دليلي الى السكرتيرة الخاصة بالرفيقة أمل، فاستمهلتني هذه وحملت الرسالة الى صاحبتها، وما هي إلا لحظة حتى خرجت الرفيقة أمل فاتحة ذراعيها تستقبلني، فغمرتها وقبّلتها ثلاثاً، وأدخلتني بعد ذاك الى مكتبها الملوكي؟! ألسنا في بلاط شاهنشاه إيران؟!.
كانت الرفيقة أمل تملك طلّة بهية مماثلة لطلّة وجمال والدتها الرفيقة سوريا كرم(1) وكانت طيلة معرفتي بها تتمتع بالوعي الحقيقي للحزب، عقيدةً ونظاماً.
هوامش:
(1) سوريا كرم: شقيقة الشهيد الصدر عساف كرم، وقد تحدثتُ عنها في أكثر من مناسبة ومنها عن معتقل "المية ومية" التي كانت تتوجه إليه على دراجة هوائية، لإيصال الحاجات الى الأمين المعتقل عجاج المهتار. أمر مماثل كانت تقوم به الرفيقة رؤوفة خوري الأشقر التي يصح أن يُـكتب الكثير عن مزاياها، وعن مسيرتها الحزبية الغنية بالأحداث والمواقف الباهرة.
|