عندما يتقدم العمر بأحدنا، يشعر وهو يقترب من الرحيل، بواجب ان يقدم الاقصى مما لديه.
ومنذ ان أُصبت بالجلطات الدماغية، فلم تصب الذاكرة، بتُ اشعر اكثر بضرورة الاسراع في تدوين كل ما أعرف، وفي انهاء المئات من النبذات التي كنت باشرت بإعدادها، مدركاً أهمية ان يكون للرفقاء المناضلين، ولمحطات كثيرة من تاريخنا(1)، حضورهم في ذاكرة الحزب وتاريخه.
لذلك رحتُ منذ مدة انصرف اكثر واكثر الى ترتيب ما في حوزتي من ملفات ومواضيع مختلفة، والى تدوين الكثير، آملاً من جميع الرفقاء الذين تولوا المسؤوليات، مركزياً و او محلياً، او نشطوا وكان لهم حضورهم في المعارك والاحداث وفي مختلف نواحي النضال القومي الاجتماعي، ان يكتبوا، فلا تضيع معلوماتهم، كما ضاع الكثير منها برحيل امناء ورفقاء لم يتمكنوا من كتابة مذكراتهم، او سيرهم، او يدوّنها لهم احد من الرفقاء.
ما انشره على حلقات متباعدة تبعاً لما أتمكن من مراجعته او كتابته، ليست مذكرات، ولا هي سيرة ومسيرة متكاملتين، بقدر ما هي مرويات ومعلومات تؤسس، ان تمكنتُ لاحقاً، وعسى افعل، لاصدار سيرة موثقة، تصلح في كثير من محطاتها، مراجع تفيد تاريخ حزبنا اذ يتنكب رفقاء، في الايام الآتية، الى كتابته. عسى يفعلون.
من الطابق الثاني في منزلنا القرميدي الكائن في منطقة المصيطبة، وقفتُ مع والدتي(2)، عمتيّ أدما وروز، شقيقي الأكبر نجيب، نشاهد ذلك الحشد الذي لم يسبق له مثيل، فقد غطى الآلاف رمال "بئر حسن" على وسعها، فلم يعد بمقدورنا أن نرى أي بقعة من تلك الكثبان الرملية التي كانت على مدى النظر ولا شيء، غير رؤوس وسيارات وباصات وحشد.
- الله ينصركم
سمعتها من والدتي، انما لم أفهم كلامها إلا بعد حين. إذ لم أكن أفهم سنتئذ الرابط بين جريدة "النهار" التي كان والدي مشتركاً بها، وغسان تويني، وبين الحزب. ولم أكن أفهم لماذا رغبت الوالدة أن تُـطلق عليّ، حين وُلدت اسم غسان، لا لبيب، الذي كان خيار جدتي لسببين: الأول أن لبيب "على وزن" نجيب، شقيقي الأكبر(3)، ثم أن قريبنا وصديق العائلة الياس نخلة بطرس(4) كان أطلق اسم لبيب على ابنه البكر، فلماذا لا يكون هناك لبيب آخر في العائلة؟ وكان أن انتصر لبيب على غسان.
ولم أكن أفهم بعد فترة لماذا قدم والدي شقة في بناية نملكها في المصيطبة، كمكتب انتخابي لمرشح الحزب في بيروت الأمين أديب قدورة، دون مقابل. ثم لماذا راح أبناء الحي يتحدثون على أن "بيت اسبر ناصيف" قوميين، ويتساءلون، ترى هل أن ماري– ابنة عمي التي ربيت طفلة في منزلنا بعد وفاة والديها – قد أخذت بتعاليم النهضة، هي الطالبة الجامعية المتخرجة من جامعة السوربون في باريس؟
كنت أستمع إلى همسات وأقاويل فلا أفهم سوى ترداد لكلمة "قومي" وما شابه.
ومضت سنوات، فإذا بي أنتقل إلى مدرسة مار الياس بطينا فأتعرّف إلى شاب مثالي، بأخلاقه ورصانته وطيبته، فأبدأ معه أولى خطوات تعرّفي إلى الحزب، هو ريمون حريق(5) من "ضهور الشوير".
ومضت سنوات أخرى لينضم إلى العائلة صهري، زوج ابنة عمي التي كنا في البيت نعتبرها كأخت لنا، فهي مقيمة معنا منذ ما قبل ولادتي(6)، وهي معنا في كل لحظة وفي كل حين. كنت بدأت أفهم ماذا يعني الحزب، فإذا بصهري، الرفيق ميشال صباغة(7)، يقودني أكثر إلى درب العقيدة.
وعبره رحتُ أتعرّف إلى رفقاء من أصدقائه: جورج بشور(8)، شقيقه فكتور، الياس بشعلاني(9) (الأمين، مدير مديرية المكسيك)، فريد خزعل(10)، وأستمع إلى حكايات البطولة والايثار والتضحية، وأفهم منه لماذا تأسس الحزب، ومعنى الأمة، وتطرق أذنيّ ووجداني كلمات رائعة لسعاده، وأفهم معاني النضال، الاستشهاد، نهضة الأمة، ووحدة سورية.
- حاج تقلّي يا زعيم، ما في زعيم إلا الزعيم.
ابتسمتُ لفريد خزعل الذي كنت أتوجّه إليه ممازحاً: كيفك يا زعيم، وابتسمَ بدوره وأجاب على سؤالي. فهمتُ أكثر.
- شو رأيك نروح عالمكتب؟
ورحت. كان مكتب منفذية بيروت في منطقة الباشورة(11)، ثم ترددت إليه، التقيت أكثر، واستمعت أكثر، وعرفت أكثر.
ورحت اتردد ايضاً الى سوق الطويلة. فصهري الرفيق ميشال كان مديراً لمحلات "صايغ" قبل ان يؤسس محلاً له باسم Modes & travaux ويضمن كاراجات بناية ستاركو، بدءاً من الموقف ومحطة المحروقات الى الطوابق السفلى حيث يتأمن للسيارة كل ما تحتاج اليه.
والرفيق الصديق فريد خزعل كان بدوره موظفاً متقدماً في محلات "زهار" قبل ان يؤسس محلاً خاصاً به في الاشرفية. إليهما انضم شقيقي الاكبر نجيب، موظفاً في محل "شفيق مطر"، ثم مؤسساً مع زميله وصديقه بيار مراد محلاً في سوق الطويلة باسم La Frange كان له فرع ثان في سوق الجميل، المجاور.
في سوق الطويلة، تعرفتُ جيداً على سنديانة قومية اجتماعية، الرفيق ادمون حايك(12). كنتَ اذا دخلتُ محله في الزاروب الفاصل بين سوقيّ الطويلة وايّاس، اخال نفسي داخلاً الى مكتب حزبي. في كل زاوية من زوايا المحل صوراً لسعاده وأقوالاً مأثورة خالدة. فاذا دخلت امرأة تسأله عن أي غرض في المحل لتشتريه، كان يحدثها أكثر عن الحزب ويشرح لها عما يعنيه سعاده من احد اقواله الموزعة في ارجاء المحل، او يستأذن منها فتنتظر ريثما ينهي حديثه الحزبي مع احد الرفقاء، الذين كثيراً ما كانوا يترددون إليه.
الى جوار محل الرفيق ادمون حايك كنت التقي باستمرار الصديق نبيل عبد النور، الذي بدأ موظفاً في محل لاحد أخواله، لصناعة وبيع كنزات الصوف، ثم راح يرتفع ويحلّق ليؤسس محلات في أكثر من مكان، فيضحى اسم "نبيل" مرادفاً لمن يهتم بحياكة وتجارة كل ما له علاقة بالصوف. ثم ينضم اليه اشقاؤه، ويمتلك عقارات في أمكنة مختلفة، قبل ان يرحل باكراً بنوبة قلبية قضت على أمال كثيرة كانت تضج في اعماقه.
وكان طبيعياً أيضاً ان التقي كثيراً بالامين الياس سمعان(13)، الذي كان يملك محلاً للخياطة الرجالية في "سوق اياس"، المجاور لسوق الطويلة، وكالرفيق ادمون، كان سنديانة من ايمان وفضائل واخلاص للقضية.
وفي "سوق اياس" ايضاً كنت اتردد الى محل الرفيق متري تبشراني(14)، الرائع في استمراره على التزامه بالحزب رغم كل الظروف التي عصفت، واضطرته الى فتح محل لألبسة الاطفال في الاشرفية حيث بقي على ايمانه ونشره الدعوة القومية الاجتماعية في محيطه. ولا يسعني ان انسى الرفقاء الكثر في سوق الطويلة، ومتفرعاته: راغب حداد، متري العقاد، نقولا بارودي، مهيب سمارة ... وفارس فرح(15) صاحب محل للاقمشة الرجالية في "سوق الجوخ"، وسامي الصايغ (من مشغرة) الموظف في فرع لبنك الريف، في آخر سوق الطويلة، فكنت قبل ان اصل إليه، ازور المواطن الصديق، الادمي، ميشال بارودي، والموظف في محله الصديق فؤاد حبيب، شقيق الرفيق رفيق حبيب الذي كان تولى ادارة صحيفة "لسان الحال" قبل ان تتوقف بفعل الحرب المجنونة، وابن الاستاذ نقولا، المعروف في المصيطبة كمدير مدرسة ابتدائية على مدى عشرات السنوات(16).
وراحت الدائرة تكبر، في المعهد الزراعي حيث حاولتُ أن أجرّب حظي بدراسة الزراعة ففشلت، تعرّفت إلى رفقاء، وانخرطت معهم في العمل الذي لم أكن أفهم منه سوى القشور: حسن فضل الله(17)، محمد شمس الدين(18)، سعد صبحية(19)، حسن شاهين(20)، نقولا فيعاني(21). وعلى مواطنَين صديقَين حفرا كثيراً في اعماقي: منير الشويري(21) من قب الياس، الذي التقيت به بعد غياب ثلاثين سنة، واميل خوري(22) الذي لم اعد اعرف اي شيء عنه، انما استمرّ في ذاكرتي واعماقي.
وصعدتُ السلّم أكثر، لم يعد الحزب "بعبع" يخيف بطلاسمه. بدأت أتعايش معه بحب، واهتمام. رحتُ اتردد الى "بيت الطلبة" في منطقة رأس بيروت(23). هناك تعقد حلقات إذاعية ومحاضرات وحفلات اجتماعية، نجمتها الفرقة المسرحية للأمين رضا كبريت أطال الله بعمره، ومن أعضائها الرفيق المرحوم سليم جمال الدين(24) واسماء اخرى. ما زلت أذكر كيف وقف أستاذ الفلسفة الدكتور كمال يوسف الحاج يتحدث عن سعادة في محاضرتين: "سعادة ذلك الفيلسوف"، و"سعادة ذلك المجهول"(25)، وكيف كانت الدار الفسيحة والطريق المجاور تكتظان بالعدد الكبير جداً من طلاب، وطالبات، جامعيين وثانويين.
وأقسمتُ، لا أذكر من كان شاهداً، ربما الرفيق حسن فضل الله، إنما أذكر أن المسؤول الذي رفعت أمامه اليد اليمنى، ورددت كلمات القسم، كان الرفيق محمد خالد قطمة(26)، وأذكر أني عندما خرجتُ من الغرفة، شاهدت الرفيق حسن زهري(27) جالساً عند طاولة صغيرة يقرأ في كتاب "المحاضرات العشر"، ويقوم بمهمته كمناوب في تلك الساعة.
وراحت الدائرة تتسع أكثر، المديرية التابعة لمنفذية الطلبة الثانويين بإدارة الرفيق حسن فضل الله، فيها الرفقاء باسم مسلم(28)، سامر غصن(29)، هيكل حداد(30)، ليلى شقير(31)، أمال عجاج المهتار(32)، وغيرهم وغيرهن.
أول مأتم، بل أول حشد شاركتُ فيه، كان مأتم عميد الدفاع المقدم الشهيد غسان جديد. كنت في صفوف أرتال الرفقاء، أربعة أربعة، وسرنا، إلا أننا لم نصل حيث وصل قبلنا بكيلومتر أو أكثر رئيس الحزب آنذاك الأمين أسد الأشقر ومعه المسؤولون والأمناء. لم تشاهد بيروت بحراً من البشر كما شاهدتْ في مأتم الشهيد غسان جديد، بعد ذلك البحر الذي كان تجمّع في بئر حسن عند عودة الزعيم في 2 آذار 1947. توقفنا عند السراي الحكومي. لم نستمع إلى خطاب رئيس الحزب. فقط رفعنا الأيدي زاوية قائمة عندما راحت الأيدي ترتفع أمامنا بحراً تلو بحر.
كان ذلك في 19 شباط 1957، قبل ذلك كانت همهمات بدأت تسري في الصفوف. لعل قرار الفصل الإداري الذي تعرّض له الرفيق محمد خليفة(33)، والذي كان له حضوره الفاعل في أوساط الطلبة، كان أحد بواكير الأزمة الحزبية بالنسبة لي. كنت حدثاً لا افقه عن الحزب الكثير، أسمع ولا أعي: حسن الطويل، جورج عبد المسيح، اسكندر الشاوي، المالكي، عملاء، أميركان، قبضوا، باعوا.
إذن أي موقف أقف، وإلى أين أتجه؟
تعاميم من هنا وأسماء: محمد يوسف حمود، يوسف قائدبيه، إبراهيم يموت، منير الحسيني، جورج جورج، خليل الشيخ، إبراهيم دانيال. بعضهم كان له طنين في الجسم الحزبي، وحضور. ومن هناك تعاميم واسماء: أسد الأشقر، الياس جرجي، عبد الله محسن، علاء الدين حريب، إنعام رعد، عجاج المهتار، جبران جريج.
أين الحقيقة؟
الطلبة في تجاذب وصراع، حاول عدد من الرفقاء رأب الصدع والقيام باتصالات لعلّها تعيد وتلحم وتمنع حصول الانشقاق، أذكر منهم الأمين إبراهيم غندور(34) والرفيق الدكتور رامز صباغ(35).
انضممت إليهم رغم حداثة انتمائي. التقينا، زرنا، على مستوى مسؤولي الطلبة أولاً. كنت اكثر ميلاً إلى "الانتفاضة" الحزبية عام 1957، التي أدّت الى ايجاد تنظيم حزبي عُرف بتنظيم "عبد المسيح"، متأثراً بالرفيق سهيل مسابكي(36) الذي كان ساحراً ويتمتع بثقافة عميقة ووعي متقدم.
استمعت ذات يوم إلى حوار له بمواجهة الرفقاء خالد قطمة، جبرائيل قنيزح(37) وجورج جحا(38). حاولوا اقناعه، وهم مثله يتمتعون بسوية عالية من الوعي، ومن الكفاءة الحزبية. كان ممتلكاً للحجة، وواضحاً ومقنعاً. فقدناه باكراً، كان محامياً، وعقائدياً فذاً وصادقاً في التزامه.
حيث يكون عبد المسيح، أكون. لذلك عندما قرأتُ في جريدة "الناس" للرفيق جبران حايك(39) خبر طرد جورج عبد المسيح واسكندر شاوي، شعرت تلقائياً أني في الانتفاضة، إنما لأشهر، فالكتيّب الذي أصدره الأمين الياس جرجي قنيزح عن معنى النظام والمؤسسة – وكنت أشعر نحوه دون أن أعرفه بالكثير من التقدير والحب – بدأ يؤثر، كلمات الأمين إميل رفول في زاويته الأسبوعية في جريدة "الزوابع" تؤثر أيضاً، أسد الأشقر، إنعام رعد، حركة الحزب.
مع ذلك لم أحسم الاختيار، ترددت اكثر من مرة إلى مكتب مجلة "البيدر" في شارع بشارة الخوري التي كان يصدرها الرفيق الشاعر وليم صعب(40) والذي كان مكتبها قد تحول إلى ما يشبه المركز للانتفاضة. التقيتُ، واستمعت. كلام الرفيق نديم نعمة(41) كان مقنعاً. وترددتُ أيضاً إلى "مكتب الأمن" في شارع السادات حيث، على مقربة منه، كان سقط الرفيق المقدم غسان جديد شهيداً، وكنت تعرّفتُ الى الرفيقين زهير طوقة(42) وتوفيق الجمل(43). الرفقاء فيه انقسموا أيضاً وكان التجاذب والحوار والمناقشات بين "انتفاضة" و"مكتب كرم"(44).
اللقاء مع الرفيق جبرائيل قنيزح، وكان تولى مسؤولية منفذ عام الطلبة، كان حاسماً بالنسبة لي، ليس فقط لأني كنت أشعر نحوه بمودة وتقدير لما تميّز به من مناقب وثقافة قومية اجتماعية، إنما لأن شرحه عن المؤسسة وكيف هي الضامن الوحيد لاستمرار الحزب، وللاستفادة من التجارب والأخطاء والكبوات، أقنعني، فأنهيت كل اتصال بالانتفاضة وتابعت عملي في منفذية الطلبة بارتياح نفسي وقد أنهيت ذلك التردد، والازدواجية في العاطفة والشعور والقناعة.
التأثير الآخر الذي لم يكن اقل من تأثير الرفيق جبرائيل، مصدره الامين هنري حاماتي(45) الذي كنت عرفته مع مطلع انتمائي إلى الحزب وكنت أرى فيه نموذجاً للقومي الاجتماعي المثقف، النشيط، المشبع بتعاليم الحزب والمشع بها في محيطه.
في 2 آذار 1958 شهدت بيروت بحراً آخر للقوميين الاجتماعيين. كان عليّ أن أقف مع رفقاء، بقيادة الرفيق رامز صباغ، أمام صيدلية الرفيق أنطون دكاش(46) في الحدث. الشارات سوداء عند الساعد، والتعليمات التي وصلت إلى المنفذيات في المناطق تحدد أماكن تواجد الرفقاء – الأدلاء، كذلك لون الشارات التي يضعها الرفقاء على سواعدهم اليسرى. فكان يصعد الى كل مجموعة من باصات وسيارات، أحد الرفقاء ليقودها إلى مكان الحشد.
صعدتُ إلى إحدى باصات المجموعة الآتية من الجنوب، وكنتُ دليلها إلى ساقية الجنزير، حيث طرقات أربع تحيط بقطعة أرض منخفضة، كبيرة. البحر راح يصطف، منفذية منفذية. اليافطات ترتفع ومعها الرايات. في مواجهة الحشد الهائل(47) وقف رئيس الحزب الأمين أسد الأشقر، ومعه مسؤولون، أمناء، ورفقاء.
أذكر منهم إنعام رعد، عبدالله محسن، معين عرنوق(48)، ديانا المير(49) ومعها بنات الزعيم صفية، اليسار وراغدة، ماجد ناطور(50)، علاء الدين حريب(51)، فيليب مسلم(52)، ورضا كبريت (الامين لاحقاً) .
يومئذ ارتجل الأمين أسد الأشقر خطاباً سياسياً شاملاً. كان يخطب والبحر يموج، وأعلام الزوبعة ترتفع ومعها الهتافات لسورية ولسعاده.
تُـرى هل كانت قيادة الحزب ترى العاصفة آتية؟ ربما، إذ تناول الأمين أسد في خطابه الوضع القومي برمته، وتحدث عن كل المسائل محدداً موقف الحزب بوضوح تام:
- حلف بغداد ومنهاج ايزنهاور والارتباطات مع السوفيات لا تحقق سيادة الأمة.
- الثورة المصرية خرجت عن محورها السليم.
- النهضة القومية الاجتماعية قادت معارك التحرير الكبرى وتحدت حراب الاستعمار خلال ربع قرن.
- الاستعمار لا يحارب بالصخب والضجيج ولا باستعمار آخر بل بالنهوض القومي العقائدي البنّـاء.
- القوميون الاجتماعيون هم القوة الوحيدة الثورية التي ستقرر المصير.
وبدأت أحداث العام 1958 ليبدأ معها التعدي المباشر على مواقع الحزب، وعلى القوميين الاجتماعيين، فقد راحت القوى الناصرية – الشيوعية تهاجم القوميين الاجتماعيين حيث تسنى لها، في الكثير من المناطق، ومنها القلعتين القوميتين الاجتماعيتين: "عدبل" و"النبي عثمان"، وراح الرفقاء يدافعون عن أنفسهم، وعن حزبهم، ويخوضون المعارك ويستبسلون.
لست هنا في معرض تقييم أي حدث حزبي، فتلك مسؤولية لجان متخصصة يعهد إليها دراسة الحدث استناداً إلى معطيات ووثائق ومستندات، وإلى مرويات المسؤولين الذين كانوا في المراكز القيادية، لتخلص عبر التقييم والنقد الموضوعي إلى استنتاج يفيد الحزب في تقييم ماضيه، وفي رسم مستقبله. اني، فقط اسرد وقائع جرت معي.
ولبيتُ نداء الواجب فصعدت إلى مخيم "ضهور الشوير"، كما المئات من الرفقاء. الوالدة لم تمانع في التحاقي، تلك التي تخاف على أولادها من نسمة الهواء، شجعتني وباركت وصلّت. الذين عرفوها من الرفقاء، والعديد منهم باتوا أمناء، يشاركونني القناعة، على انها كانت "قديسة" وفاضلة وإمرأة مميزة.
في المخيم التقيتُ رفقاء عديدين، وخضعتُ للتدريب. مثلهم زحفت على الشوك، ورحت أفك رشاش "الهوتشكيز" مُغمض العينين فيما لو كنت في عتمة كاملة. فوق تلك الربوة عند العرزال كان الرفقاء بشير عبيد (العميد. الامين الشهيد)، عبد الوهاب تركماني(53)، جورج ديراني(54) بطل لبنان في المصارعة، عبد الرزاق منديل(55)، سمير أبو جودة(56)، وغيرهم وغيرهم.
نزلتُ من المخيم لأشارك في حراسات "بيت الطلبة" في رأس بيروت، وفي بيع "البناء" التي كانت تصدر يومية، وكنت مع رفقاء آخرين نتردد إلى المطبعة في سوق سيور (باب ادريس) حيث كانت تطبع جريدة الحزب. حتى اليوم ما زالت صورة الرفيق من آل أرناؤوط مرتسمة في ذهني.
ذلك الشاب الأسمر الرياضي حاملاً رشاش "الستن" وجالساً على كرسي أمام الرصيف عند باب المطبعة. اسمه مصطفى؟ لست أذكر تماماً.
انتهت الحوادث، المطلوب الآن تنظيم الرفقاء في مناطق غربي بيروت. الاجتماع الأول ضم عدداً لا يتجاوز أصابع اليدين. أذكر منهم الأمين ماجد الناطور، عبد الرحمن النويري(57)، والدكتور عادل داعوق(58) الذي كان كلف بإعادة التنظيم. نشطنا، وبدأت الروح تعود الى العمل الحزبي. في بيت الطلبة الكائن في رأس بيروت حركة ناشطة، أسماء وأسماء ما زالت راسخة في ذاكرتي: بترو بخعازي(59)، ميشال حرب(60)، منح سماره(61)، إيلي ربيز(62)، لور حريق(63) وشقيقها، نجيب حريق، جوزف خوري(64)، زهير جلول(65)، وهيب بدوي(66)، الياس عوض(67)، إيلي حلاق(68)، محمود شبارو(69)، وليد عكاوي(70)، الياس جدع(71)، الياس جمال(72)، دياب حمدان(73).
في المصيطبة انتظمت المديرية مجدداً، كما مديريات مجاورة، في الوطى، في برج أبو حيدر، في المزرعة.
عرَفَت المصيطبة الحزب منذ أوائل سنوات التأسيس. في العام 1934 انتمى في الجامعة الأميركية الرفيق الأول في المصيطبة جميل بتلوني، والده الدكتور نجيب، طبيب معروف ومحترم. بعد فترة قصيرة انتمى شقيقه سليم وكان بدوره طالباً في الجامعة الأميركية. عرف الحزب نخبة من شباب عائلات المصيطبة في قسميها المسيحي والمحمدي: سمير وسعاد وسهيل الريس، رفيق حبيب، رجا متني، إميل أبو رزق، إبراهيم صندقلي(74)، زكريا حنينه وشقيقه عبد الحفيظ، عبد الرحمن بشناتي(75)، محمود الخالدي(76)، مصطفى درويش(77).
مديرية المصيطبة كان يتولاها الرفيق عبد المسيح بهنام – عُرف حزبياً باسم سيمون بهنا، وكان شارك في الثورة القومية الاجتماعية الأولى وسجن. رفيق عقائدي، مؤمن في الصميم، مناقبي. فرح بي رفيقاً من عائلة لم تعرف الحزب سابقاً، وهي من عائلات أساسية في الحي، امتدادها في عائلة بطرس عبر جدتيّ، لوالدي ولوالدتي. والعائلتان تعودان، مع عائلات اخرى في المصيطبة الى آل جنحو.
شدد الرفيق سيمون بهنا على أن ألتحق بالمصيطبة لا بمنفذية الطلبة، واختارني ناموساً، وأحياناً لمسؤولية مذيع. في العام 1961 تقدم باستقالته واقترحني مديراً. الأمين جبران جريج الذي كان منفذاً عاماً لبيروت أدرك الغاية من الاقتراح، كان زارنا في المنزل، كما زار خالي أندره جحا، الشخصية المرموقة في الحي، وفي الطائفة الأرثوذكسية، والمتمتع بحضور مميز. رغب المنفذ الأمين جبران أن يكون المدير من عائلات المصيطبة رغم كل ما كان يتمتع به الرفيق سيمون بهنا من ثقافة حزبية ومن تمرس نضالي. تلك كانت بداية علاقتي بعائلة الأمين جبران جريج، التي لم تنقطع حتى في أوج الانقسامات الحزبية، وبقيتُ أحفظ لها الكثير من الود.
بدأتُ أنشط كمدير، وبدأت انتماءات. من الذين انتموا أذكر الرفقاء: كابي وسامي برباري ابنا الأب إيليا، الكاهن الذي عرّف سعاده ورافقه في لحظاته الأخيرة. اسكندر جنحو(78)، سهيل الديك، ، باسيل عيسى(79)، ديب آحو(80)، فريد قومي(81)، وكاد آخرون أن ينتموا لو لم يقع الانقلاب.
الاحتفالات التي أقيمت، ومعظمها في منزل الرفيق رامز سري الدين(82)، حشدت العديد من أبناء المنطقة، واتصالاتنا شملت معظم الواعين المثقفين، بحيث قلّما كنا نجد شباباً خارج دائرة الاتصال القومي الاجتماعي. الاحتفال في ذكرى مولد سعاده وقد اقيم في منزل الرفيق رامز سري الدين وشقيقه المواطن يوسف، شهد حضوراً كبيراً من ابناء المصيطبة، الخطيب المركزي عميد الاذاعة انذاك الامين انعام رعد، وتكلم كل من الامين مصطفى عزالدين، الامين عجاج المهتار والرفقاء رامز سري الدين، سيمون بهنا وعادل جمال.
يحضرني، وأنا أتكلم عن المصيطبة مشهدي، وكنت في أول العمر، أعطي الأوامر للمدرب الرفيق جورج ديراني الذي كان، اذا عطس، رماني عشرات الأمتار، فيطيع ويلبي. جورج ديراني بطل المصارعة، ذو القلب الحديدي إلى جانب عضلات حديدية أكثر، هو في الحزب رفيق نظامي، يعطي الإيعاز، يرفع اليد بالتحية، ينفذ الأوامر. لم أذكر يوماً، وأنا مديره، أنه عصى أو تعاطى خطأ أو تصرّف خارج الأصول النظامية.
أذكر من رفقاء المديرية أيضاً إدوار بقاعي(83)، سليمان الياس(84)، ملكي جتي(85)، عادل جمال(86)، جميل سعاده(87) .
ومن رفقاء الوطى، أنيس جمال (الأمين لاحقاً)، خليل شمس الدين(88)، سالم نعيم(89)، محمد كمال الدين(90)، مسلط أبو فخر(91)، وجميعهم رفقاء مناضلون عرفوا الحزب تضحية وعطاء، وعرفتهم السجون، وبعضهم شارك أو استشهد في الثورة الانقلابية.
اللافت في مرحلة العامين 1960 – 1961 هي مهرجانات الحزب الحاشدة التي حصلت في العديد من المناطق اللبنانية. كانت منفذية بيروت تشارك فيها بعدة باصات وسيارات، وكنت في معظم الأحيان مشاركاً. أذكر منها مهرجان قوسايا عندما تمّ نقل رفات شهدائها الذين سقطوا في شملان عام 1958 إلى ضريح جديد، ومهرجان بيت شباب، ومهرجان الخنشارة، ومهرجان الضبية حيث سمعت لأول مرة الرفيقة أدال نصر(92) تصدح بصوتها الرائع نشيد "موطني يا توأم التاريخ"، ومهرجان التحدي في ضهور الشوير(93) الذي كانت الدولة منعت انعقاده بقرار، إنما تحقق وحضر الآلاف من القوميين الاجتماعيين بقرار آخر، حزبهم. يومئذ ألقى رئيس الحزب آنذاك الأمين عبدالله سعاده خطاباً نارياً هاجم فيه الدولة. "لو كنا قطيعاً من العبيد لفتحت لنا السبل" وأبى إلا أن يزور، ومرافقوه(94)، عرزال الزعيم حيث وقف فوق السلم الخشبي يؤدي التحية ويجدد العهد.
يومئذ توقفت الباصات عند طريق زغرين - شرين وصعدنا التلال سيراً على الأقدام وصولاً إلى دار الزعامة، ثم بعد انتهاء المهرجان سارت الآلاف وفي المقدمة رئيس الحزب وعقيلته الدكتورة مي، وعمد، باتجاه ساحة ضهور الشوير بتحد واضح لأجهزة الدولة التي اضطرت إلى الإذعان.
هوامش:
(1) نقترح لمن يرغب الاطلاع على مئات من النبذات المعممة ان يدخل الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) والدتي ايلان جحا، من والدها جورج جحا (أساساً من بشمزين) ووالدتها ..... اسعد بطرس
(3) شقيقي الاكبر نجيب، سميّ على اسم عمه ناجيب ناصيف الذي فارق الحياة شاباً.
(4) الياس نخلة بطرس: من انسباء الوالد، ومن الذين كان لهم حضورهم في عالم الرياضة، وفي الطائفة الارثوذكسية. والد الدكتور في الرياضة لبيب، والمحامي عادل، وسمير.
(5) ريمون حريق: من اكثر الاصدقاء الذين عرفتهم في سنوات الدراسة وأحببتهم. عرفت شقيقه سميح الذي خسرناه شاباً. انتقل ريمون وعائلته الى "ضهور الشوير". اقترنت ابنته زينة من الرفيق روجيه حتي وأقاما في مونريـال (كندا).
(6) توفيت والدتها، ماري شحادة، وهي في شهرها الاول، ووالدها وهي لم تنه الخامسة من عمرها، فنقلها والدي مع مربيتها، مريم المر، الى منزلنا.
(7) ميشال صباغة: من رفقاء الاشرفية. شقيق المرحوم نقولا (تاجر) وكابي (أمين صندوق مدرسة البشارة الارثوذكسية، فشريك شقيقه ميشال في كاراجات بناية "ستاركو").
(8) جورج بشور: من بلدة "صليما" وكان تولى مسؤولية الناموس مع سعادة بعيد عودته الى الوطن في آذار 1947 . للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(9) الياس بشعلاني: من بلدة "صليما". وابن اخت الرفيق جورج بشور. غادر الى المكسيك مؤسساً اعمالاً ناجحة. منح رتبة الامانة. ويتولى مسؤولية مدير مديرية المكسيك المستقلة.
(10) فريد خزعل: من اصدق الرفقاء الذين عرفتهم في بدايات سنوات عملي الحزبي. للاطلاع على ما عممته عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(11) ما زالت البناية، لآل منيمنة، قائمة لتاريخه، تقع مقابل مدافن الباشورة. اورد عنها الرفيق اياد موصللي في كتابه "انطون سعاده، ماذا فعلت؟"
(12) ادمون حايك: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(13) الامين الياس سمعان: من بلدة "المنصف". للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(14) متري تبشراني: من الرفقاء المناضلين في الاشرفية. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(15) فارس فرح: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(16) نقولا حبيب: عرف بإسم الاستاذ نقولا لادارته مدرسة ابتدائية تابعة لوقف كنيسة مار الياس، المصيطبة، وكان ايضاً رئيس الجوقة في الكنيسة المذكورة. ابنه رفيق. كان انتمى الى الحزب، وابنه الآخر فؤاد كان من اصدقاء الحزب، وصديق شخصي لدي. عمل مراسلاً رياضياً في اكثر من صحيفة لبنانية.
(17) حسن فضل الله: من بلدة كفركلا. تعيّن مديراً للتعاونيات في لبنان.
(18) محمد شمس الدين: عرفته مدرباً في اول مديرية انتظمت فيها، في منفذية الطلبة الثانويين، وبقيت على تواصل معه، وله أكنّ الكثير من المحبة. والد الرفيقين الشهيدين علي ونجيب شمس الدين.
(19) سعد صبحية: من بلدة "بلاط" (مرجعيون) استقر بعد زواجه في بلدة "رياق"، وكان مسؤولاً في وزارة الزراعة. كان يقول لي ان والده كان رفيقاً عاملاً.
(20) حسن شاهين: كان يتمتع بكفاءة عالية وبالكثير من المناقب. تولى مسؤولية المشروع الاخضر في الجنوب. تعرفت لاحقاً على شقيقيه الرفيق محمد، والرفيق د. ربيع، الناشط في ايطاليا.
(21) نقولا فيعاني: الصديق ، والمماثل للرفيق حسن، كفاءة ومناقب. عرفت شقيقتيه الرفيقتين رينيه ومادونا، وكانتا تدرّسان في "مدرسة البشارة الارثوذكسية" .
(22) اميل خوري: اذكر انه كان يقول لي انه من بلدة "ايعات". كان يقطن في بعبدا ويملك الكثير من فضائل الحزب ولو لم ينتم، بل استمر صديقاً وكان يتردد كثيراً الى منزلنا في المصيطبة. كان موظفاً متقدماً في وزارة الزراعة. لم اعد اعرف عنه شيئاً.
(23) بيت الطلبة: تحدثت عنه في وقت سابق. لمن يرغب في الاطلاع الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(24) سليم جمال الدين: نشط حزبياً وكان من ابطال المسرحيات التي كان يقودها الامين رضا كبريت، شقيق زوجته. غادر الى كندا، وفيها وافته المنية. اشرت إليه في اكثر من مناسبة، ومنها عندما تحدثت عن الفرقة التمثيلية .
(25) كنت اوردت عن محاضرتي الدكتور كمال يوسف الحاج. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(26) محمد خالد قطمة: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(27) حسن زهري: من الرفقاء الصادقين الاوفياء. مقيم في مدينة النبطية وقد تقدم به العمر. اطمئن عنه دائما عبر قريبه الامين محمد غملوش.
(28) باسم مسلّم: والده الرفيق فؤاد مسلم (شقيق الامين فيليب) كان اقترن من الدكتورة صفية سعاده وتابعا دراستهما الجامعية في الولايات المتحدة. حاز على شهادة دكتوراة في التاريخ، علم الآثار.
(29) سامر غصن: مراجعة ما اوردنا عنه ضمن النبذة عن الحزب في "كوسبا".
(30) هيكل حداد: اديب وشاعر وصحافي في جريدة "الانوار".
(31) ليلى شقير: من بلدة ارصون. شقيقة الصحفي الراحل حسن شقير. نشطت في الفرقة التمثيلية التي رأسها الامين رضا كبريت، مراجعة الموقع المذكور أعلاه.
(32) أمال عجاج المهتار: مراجعة ما كان اورده عنها الامين مسعد حجل في مذكراته، وقد نشرت ذلك. انظر الموقع المذكور اعلاه.
(33) محمد خليفة: من بلدة الغازية. نشط حزبياً وكان معروفاً لجهة خبرته الطويلة في عالم الطباعة. والد المحامي الرفيق مازن. والمحامي الرفيق راجي الذي توفي في عز شبابه.
(34) ابراهيم غندور: من النبطية الفوقا. تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، منها عمدة الاقتصاد. انتخب عضواً في المحكمة الحزبية، بعد ان كان منح رتبة الامانة .
(35) رامز صباغ: من مدينة النبطية، كان طبيباً معروفاً. نشط حزبياً، وتولى مسؤوليات محلية وفي مركز الحزب. يصح ان نكتب عنه.
(36) سهيل مسابكي: من الكيان الشامي. محام. تعيّن قاضياً ووافته المنية وهو في مقتبل العمر. تحدث عنه كثيراً الرفيق اياد موصللي في مؤلفه "انطون سعاده، ماذا فعلت؟"
(37) جبرائيل قنيزح: من طرطوس. ابن اخت الامين الياس جرجي قنيزح. كان صيدلانياً، وصاحب شركة لصنع الادوية. نشرت عنه كلمة ويصح ان نكتب عنه نبذة غنية تغطي سيرته ومسيرته. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(38) جورج استيفانوس جحا: من بشمزين (الكورة). شاعر واستاذ جامعي. عمل في وكالة "رويترز"، كان يقطن في "ساقية الجنزير". يصح ان نكتب عنه.
(39) جبران حايك: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(40) وليم صعب: شاعر معروف. صاحب مجلة "البيدر". للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(41) نديم نعمة: لا اعلم عنه كثيراً سوى انه كان في الجيش الشامي، غادر الى الاردن، وبقي الى ان وافته المنية. من المرجّح انه التحق بالتنظيم الحزبي الذي عُرف بالانتفاضة. نأمل ممن عرفه ان يكتب لنا عنه.
(42) زهير طوقة: من الجنوب السوري ونشط جيداً في "وكالة الصحافة اللبنانية" التي كانت ستاراً لمكتب الامن المركزي. اعلم ان الرفيق نبيل ابراهيم ناصر اقترن من ابنته. سنسعى الى ان ننظم نبذة تعريفية عنه.
(43) توفيق الجمل: من بلدة "دير ميماس". ومن الرفقاء الذين كانت لهم سطوتهم. شقيق الرفيقين جبور والمهندس ريمون (تورنتو – كندا) وسيمون. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(44) مكتب كرم. التسمية التي اطلقها الرفقاء في تنظيم الانتفاضة على مركز الحزب في حينه. مراجعة ما كتبت عنه على الموقع المذكور آنفاً.
(45) هنري حاماتي: عرفته مع مطلع شبابي، مدرّساً في مدرسة مار الياس بطينا، ويقطن في جوارها، في بناية لآل الشدراوي، حيث استقرّ لاحقاً الرفيق علي حمزة ورفقاء عديدون كانوا نزحوا من النبعة، برج حمود بعد سقوطها في ايدي القوى الانعزالية.
(46) انطوان دكاش: شقيق النائب والرفيق السابق بيار دكاش، كان صاحب صيدلية عند مفترق بلدة "الحدث". بقي ملتزماً بالحزب الى ان وافته المنية.
(47) الحشد في 2 آذار 1958: مراجعة ما نشرت عنه على الموقع المذكور آنفاً.
(48) معين عرنوق: كان في الجيش الشامي برتبة ضابط. بعد احداث المالكي انتقل الى لبنان، شارك في قيادة معركة شملان، ثم غادر الى فنزويلا، فمستقراً في جزيرة "الغوادلوب"، متولياً المسؤوليات الحزبية فيها، وعلى صعيد جزر البحر الكاريبي. عاد نهائياً الى الوطن مستقراً في بلدته "متن عرنوق" منذ سنوات وانا اتابعه واتابع المعنيين من اجل ان يدوّن (او يدونوا له) مسيرته الغنية بالنضال.
(49) ديانا المير: للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(50) ماجد الناطور: كما آنفاً.
(51) علاء الدين حريب: كما آنفاً.
(52) فيليب مسلم: كما آنفاً.
(53) عبد الوهاب تركماني: كما آنفاً.
(54) جورج ديراني: كما آنفاً.
(55) عبد الرزاق منديل: كما آنفاً.
(56) سمير ابو جودة: محام. والده كان شاعراً ومديراً لمديرية "جل الديب".
(57) عبد الرحمن النويري: من رفقاء المصيطبة. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(58) الدكتور عادل داعوق: شقيق الامين عاصم الداعوق. كان طبيباً معروفاً في مستشفى البربير. يقطن حالياً شارع مار الياس للاطلاع على النبذة المعممة عن التنظيم المشار إليه، الدخول الى الموقع المذكور آنفاً..
(59) بترو بخعازي: من رفقاء رأس بيروت الذين كان لهم نشاطهم الجيد، وكان منزله، مركزاً للعمل القومي الاجتماعي في حوادث 1958. اسس معملاً في منطقة اوتيل ديو، واستقرّ فيها الى ان وافته المنية.
(60) ميشال حرب: من رفقاء بسكنتا اشرت إليه عند الحديث عن "مكتب كرم". مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(61) منح سمارة: من رفقاء "جديدة مرجعيون". وكان ناشطاً جداً.
(62) ايلي ربيز: من رفقاء "رأس بيروت". اسس مكتبة ومطبعة، وما زال عند التزامه العقائدي. يصطاف في "ضهور الشوير".
(63) لور حريق: من "ضهور الشوير". تولّت مسؤولية نظارة المالية واذكر ان منزلها يقع مقابل "بيت الطلبة" في رأس بيروت. اقترنت من الدكتور في الاقتصاد فؤاد ابو صالح.
(64) جوزف خوري: عرفته، نشيطاً وكان موظفاً في مصلحة الليطاني. اقترنت شقيقته الرفيقة نوال من الرفيق والنائب السابق ميشال معلولي.
(65) زهير جلول: من منطقة رأس النبع. كان نشط جيداً في منفذية بيروت. غادر الى "سلوفاكيا" محققاً نجاحاً في تجارة زجاج الكريستال.
(66) وهيب بدوي: من رفقاء رأس النبع. ما زلت اذكره متمتعاً بجسد رياضي، اسمر، وناشط في المجال العسكري في بيروت. لم أعد اعرف عنه شيئاً.
(67) الياس عوض: من الجنوب السوري. كان يقطن المزرعة، ملتحقاً بمديرية المصيطبة. عرف الحزب عبر خاله الرفيق المميّز نقولا حلاق. كان موظفاً معروفاً في شركة طيران الشرق الاوسط، متولياً مسؤولية مكاتب الشركة في كثير من البلدان العربية والاوروبية .
(68) ايلي حلاق: من الجنوب السوري. كان موظفاً متقدماً في بنك "شيز مانهاتن بنك" (احد البنوك الاميركية المعروفة). انتقل الى لندن مدير لاحد المصارف. وافته المنية منذ 5-6 سنوات.
(69) محمود شبارو: من الطريق الجديدة. كان بطل لبنان في القفز الى الماء. لمراجعة ما كتبت عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(70) وليد عكاوي: من الجنوب السوري. شقيق الرفيقة مادلين عقيلة الرفيق المميز نقولا حلاق. كان موظفاً متقدماً في البنك البريطاني، تولى في منفذية بيروت مسؤوليات في نظارة المالية.
(71) الياس جدع: والده الامين كميل جدع ووالد الرفيق كميل. للاطلاع على النبذة المعممة عن الامين كميل جدع الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(72) الياس جمال: من الجنوب السوري. غادر الى الكويت موظفاً في شركة نفط الكويت. عاد نهائياً الى لبنان.
(73) دياب حمدان: نشط في السنوات الاخيرة في مديرية المزرعة – رأس النبع. مذيع جيد وعقائدي. كان مديراً لفرع شركة "باتا" في منطقة البسطة – المزرعة.
(74) ابراهيم صندقلي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(75) عبد الرحمن بشناتي: كما آنفاً.
(76) محمود الخالدي: كما آنفاً.
(77) مصطفى درويش: كما آنفاً.
(78) اسكندر جنحو: كان غادر الى المانيا مستقراً فيها الى ان وافته المنية.
(79) سهيل الديك وباسيل عيسى: عندما بلغنا ان الحزب قام بالثورة الانقلابية اوعزت الى جميع الرفقاء ان يكتفوا، حين اعتقالهم، بذكر اسماء الرفقاء المعروفين، فنجا من الاعتقال الرفيقان سهيل وباسيل.
(80) ديب آحو: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(81) فريد قومي: لم يمكث طويلاً في الحزب بعد انتمائه اذ كان غادر عبر الحدود واذ عاد انتظم لسنوات قليلة ثم وافته المنية.
(82) رامز سري الدين: من بلدة "عترين" – الشوف. عرفته منذ انتمائي. ملتزماً بالكثير من فضائل الحزب، وما زال كما عهدته، "سنديانة" من ايمان، ووفياً لقسمه.
(83) ادوار بقاعي: من بلدة "كفرنبرخ" (الشوف). عُرف ايضاً بإسم ادوار رزق. انتقل في آخر سنواته الى بلدته، حيث فيها وافته المنية.
(84) سليمان الياس: من بلدة الخيام، استمر على التزامه، وحضوره الحزبي في محيطه الى ان غادر الى "مونريـال" حيث ما زال مقيماً.
(85) ملكي جتي: شارك في الثورة الانقلابية واسر وحكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات على ما ارّجح. كان يقطن في جوار منزل الامين د. ايلي معلوف.
(86) عادل جمال: شقيق الامين انيس والرفيقين بديع وعفيف.
(87) جميل سعاده: من بلدة "ابل السقي" لم اعد اعرف عنه شيئاً.
(88) خليل شمس الدين: من بلدة بعقلين. من الرفقاء النشيطين، وقد تولى مسؤوليات محلية في مديرية وطى المصيطبة. قضى غرقاً في بركة للمياه في بعقلين فيما كان يحاول نجدة احد الصبية.
(89) سالم نعيم: كان نشيطاً وتولى اكثر من مرة مسؤولية محلية. توظف في آخر سنوات حياته في بنك مجدلاني. بنى عائلة قومية اجتماعية.
(90) محمد كمال الدين: من بلدة "بتلون" (الشوف). عرفته مدرباً للمديرية وكان رفيقاً جيداً بتفانيه وصلابة ايمانه.
(91) مسلط ابو فخر: الشهيد البطل الذي تمّ اغتياله مع رفقاء آخرين من عائلة ابو فخر، اثر الثورة الانقلابية.
(92) الرفيقة ادال نصر: للاطلاع على النبذة المعممة عنها الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
(93) مهرجان ضهور الشوير: كما آنفاً.
(94) ما زلت اذكر وقوف الامين سليمان الصايغ، وكان مرافقاً لرئيس الحزب في حينه، على احدى درجات السلم عند عرزال سعاده.
|