الحديث عن دور المرأة في الحزب لا ينتهي.
امكنني ان اكتب قليلاً، وارجو ان يمدّ الله من عمري كي اكتب اكثر، وآملاً ان يكتب غيري. ذلك ان المرأة القومية الاجتماعية تميّزت منذ الايام الاولى على تأسيس الحزب، واستمرت. بتاريخ سابق كتبتُ عن دور المرأة في الحزب، وعن امينات ورفيقات مناضلات ، اقترح لمن يرغب الاطلاع، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
*
في الستينات امكنني ان اتردد كثيراً الى "ديك المحدي"(1) فأعرف المميزات: الفاضلة "ام يوسف" والدة الامين يوسف الاشقر، الامينة المطلة بهاء وذكاء نضال الاشقر، والرفيقات رؤوفة الاشقر، الآسرة بشخصيتها وحضورهها، امل الاشقر الهبر، وميشلين الاشقر، اللواتي يصح ان يكتب عنهن الكثير
في تلك المرحلة، تعرّفت الى الرفيقة هند كردية، وعشرات من الرفقاء والرفيقات في "مدرسة فينيقيا" التي شهدت حضوراً حزبياً جيداً، بفضل صاحبها الرفيق منير تبشراني، واساتذة وطلاب، جعلوا منها واحة قومية اجتماعية في سنوات صعبة. عنها كتبتُ(2) وآمل ان يكتب غيري.
منذ ذلك الحين تحتلّ الرفيقة هند مساحة واسعة لدي، فهي كانت مميّزة بذكائها، بطلّتها الحلوة، بنشاطها، والاهم، بتجسيدها الرائع لمفاهيم حزبنا وقد اخذت الكثير عن والدها العملاق الامين ديب كردية(3)
كثيراً ما كنت التقي الرفيقة هند، ودائماً هي محط مودة وتقدير وثقة وارتياح لما امتلكت من نفسية قومية اجتماعية.
ومضت سنوات. ابتعدتُ فيها عن مسؤوليتي عن الطلبة، وانصرفتُ الى مسؤوليات حزبية اخرى، وابتعدتْ الرفيقة هند بحكم زواجها وانصرافها الى بناء عائلتها، مع استمرارها في زخمها الوجداني والعملي في سبيل قضية الحزب.
كنت اطمئن عنها كلما التقيت شقيقيها الرفيقين حسين، والراحل علي، او التقي احدى شقيقاتها، او عقيلة الرفيق علي، الرفيقة سعاد كردية ودائماً تستقبل سلامي، واستقبل مثيله منها.
ذات يوم، منذ نيّف وسنة او اكثر، حضرت الرفيقة هند الى مكتب لجنة تاريخ الحزب. كان معها شقيقها الرفيق حسين، الذي كنت التقيه مراراً، عبر مسؤوليته الحزبية في المملكة المتحدة، وفي مناسبات حزبية كثيرة. فهو، والرفيق الراحل علي، وكل عائلة الامين الرائع ديب كردية تحتل لدي حضوراً شاسعاً ومستمراً.
كان لقائي الرفيقة هند حالة فرح، شهدا عليها الرفيق حسين، والرفيقة اروى بو عزالدين التي كانت حاضرة اللقاء.
تحدثت الرفيقة هند عن الكثير من مرحلة الستينات في "ديك المحدي" والنشاط الطلابي في "ثانوية فنيقيا" والمتن الشمالي، وتحدثتُ:
- اكتبي يا رفيقة هند عن الدرر الكثيرة التي تملكين.
هكذا توجهتُ اليها، كما انوجه الى المئات من الرفقاء والرفيقات اذ التقي بهم او اوجه إليهم الرسائل.
مع ذلك، يرحل المميّزون والمميّزات من رفقاء ورفيقات، فلا هم دوّنوا، ولا احد يدوّن لهم، وابقى احاول وأحاول، وفي اعماقي حزن لا يعرف مداه الا المهتمون.
اذ ترحل الرفيقة هند، اشعر بحزن مضاعف: على رحيلها وكانت تحتل حضوراً مميّزاً ومستمراً في نفسي، وعلى رحيل الكثير مما تعرف عن مرحلة الستينات.
رفيقة هند،
ايتها المميّزة بين رائعات حزبنا، وداعاً. كنتِ حاضرة دائماً في الفترات الصعبة. كنتِ مميزة ذكاء وحماسة واندفاعاً وتفانياً.
انتِ باقية.
هوامش:
(1) ديك المحدي: لا يسعني كلما تذكرتها الا واتذكر الرفيقين شحادة رزق الله (زبوغا) ويعقوب عكر (كفرحزير)، وقد اقاما في "ديك المحدي" وتوليا مسؤولية مدير المديرية
(2) ثانوية فنيقيا: للاطلاع على النبذة المعممة عنها. الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(3) ديب كردية: كما آنفاً.
|