خسر الحزب مؤخراً، بعد صراع مرير وعنيد مع داء السرطان، الرفيق المميّز بأدائه ومناقبه وثبات إيمانه، غيث غسان جديد.
عرفت الرفيق غيث في فترة دراسته التكميلية في ستينات القرن الماضي، وكثيراً ما التقيت به، وبمجموعة من رفقاء ورفيقات في مقهى لادونا(1) في منطقة "سد البوشرية"، ثمّ تابعت مسيرته الحزبية، بما فيها تولّيه لمسؤولية منفذ عام المتن الشمالي.
تحلّى الرفيق غيث بصفات الملتزم في النهضة، وعُرف عنه سويّته المناقبية ودماثة أخلاقه.
عندما علمت بما ألمّ به، اتصلت فوراً بشقيقه الرفيق فداء وسعيت إلى أن أزوره إلا أن وضعه الصحي كان تدهور بسرعة ففارق الحياة.
إذ أستعيد بذاكرتي تلك العلاقة الجيدة الوطيدة مع الرفيق غيث منذ الستينات، كما مع شقيقه الرفيق د. فداء الذي عرفته طالباً مميزاً في الجامعة الأميركية، والرفيقة رجاء التي كانت ناشطة حزبياً ثمّ غادرت إلى إيطاليا، والرفيقة وفاء التي اقترنت من الرفيق الإعلامي ميشال مرقص(2)، لن أنسى يوم رأيته يقطع الطريق الرئيسي وسط ضهور الشوير فاتحاً ذراعيه هاتفاً: أمين لبيب. وكان عناق استمر لدقائق وأنا أشدّه إليّ بكلّ المودة التي كنت أشعر بها نحوه.
هوامش:
(1) مقهى وباتيسري لادونا: أذكر منهم الأمين إيلي عون، الرفيق الراحل غانم خنيصر، الرفيقتين راغدة سعاده، نهلا نبيه نعمة، والرفقاء جوزف قربان، جورج بدور، سعيد عطايا، وغيرهم ممن أوردت أسماءهم في النبذة التي كنت نشرتها ويمكن الإطلاع عليها على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
(2) ميشال مرقص: نشط حزبياً في ستينات القرن الماضي، وكان يغطي الكثير من الحلقات في موضوع الصهيونية والمسألة الفلسطينية. كان صحافياً اقتصادياً معروفاً في عالم الصحافة الاقتصادية عبر تولّيه قسم المال والاقتصاد في جريدة "النهار".
|