لا أعلم إذا كانت بلدة عاريا قد شهدت حضوراً حزبياً متقدماً مماثلاً لما عليه بلدتا العبادية وشويت في منطقة المتن الأوسط.
في فترة تولّي مسؤولية وكيل عميد الداخلية في سبعينات القرن الماضي، لفتني أنّ الفرعين الحزبيين في العبادية وشويت كانا يتبعان منفذية الغرب، حيناً، أو منفذية المتن الأعلى حيناً أخرى. بعد الدرس تقرّر إنشاء مندوبية إدارية لمنطقة المتن الأوسط، اخترت لها الرفيق شفيق صدقة عبد الخالق(1).
لم أطّلع في حينه على أي وجود للحزب في بلدة عاريا، إنما كنت على علاقة صداقة مع أحد أبنائها، وكان زميلاً لي في "بنكو دي روما" الصديق أنطوان عيراني.
*
عن عدد "صدى النهضة" رقم 169 تاريخ الجمعة 25 تشرين أول 1946 الخبر التالي:
" جاءتنا رسالة من الرفيق إميل عيراني العائد إلى الوطن وناموس مديرية أكرا السابق للحزب القومي هناك، يشرح فيها واقع الحالة العامة في البلاد وما خلفته من سيئ الأثر ممّا يتضارب تماماً مع الآمال التي علّل بها نفسه قبل المجيء. ويتناول بالتبسط الفوضى الاقتصادية وحالة البطالة الخطرة وغلاء الأسعار وكساد المنتوج الزراعي وعدم تحسينه، منتقلاً إلى ضرورة الإصلاح وإمكانياته بالرغم ممّا خلف الاستعمار التركي والانتداب الافرنسي في البلاد طيلة هذه المدة، لا سيما في هذا العهد الانتقالي المبارك".
وينهي الكاتب رسالته بوصف الرغبة الملحة عند المهاجرين للعودة، وبالتالي الخوف المستحوذ عليهم والتردد لما يسمعونه عن الفوضى في البلاد ".
هوامش:
(1) شفيق صدقة عبد الخالق: عرفته موظفاً في مصلحة الليطاني، وكان مميّزاً بمناقبه، بتجسيده فضائل الالتزام القومي الاجتماعي. كانت علاقتي به مميّزة. كنت وراء انتماء ابنه وليد عندما كان طالباً في "مدرسة التنشئة الوطنية" في منطقة الشياح، لصاحبها ومديرها الرفيق اياد موصللي.
|