هذه الرسالة التي وصلتني من الرفيق جوزف مسلم لا تلقي الضوء على مسيرة الرفيق حليم مسلم، بقدر ما تقدم لنا شرحاً عن كيف كان الحزب ينتشر في المناطق ويؤسس له حضوراً أوسع.
والمعلومات المقدمة من الرفيق جوزف أتت جواباً على رسالة كان وجهها إليه رئيس لجنة تاريخ الحزب، وفيها ايضاً معلومات تفيد السيرة النضالية للرفيق جوزف الذي عرفته منذ أوائل سبعينات القرن الماضي وما زال يحتل لدي الكثير من أواصر المحبة .
ل. ن.
*
" بالنسبة للرفيق الراحل حليم مسلّم، ليس باستطاعتي أن أكتب عنه الكثير، لأني تركت بلدة القرعون وأنا بالثامنة من عمري بعد وفاة والدتي وكان عمرها 32 ووالدي 38 سنة، وبمساعدة الرفيق الراحل حليم مسلّم وضعوني في مدرسة داخلية في بلدة رأس المتن، بقيت فيها حتى تخرجت منها، وبعد أن حصلت على منحة مادية انتقلت إلى "الجامعة الوطنية" في عاليه، وهناك تعرفت على مديرية الطلبة التي كان يرأسها الرفيق الراحل هلال حلاوي، مدير مديرية الطلبة في الجامعة الوطنية، اما الذي عرّفني على الحزب فهو الرفيق روبير غزال من بلدة مشغرة في البقاع الغربي، وعلى يد الرفيق هلال حلاوي من مدينة صور والرفيق سعيد عفيفي من عمان الأردن، أصبحت قومياً اجتماعياً بامتياز.
اذكر من الرفقاء: حضرة الأمين الراحل إنعام رعد وكان أستاذاً للغة الإنكليزية، وشقيقه الرفيق رضا رعد أستاذاً لمادة الكيمياء وغيرهم.
بالنسبة للرفيق حليم مسلّم، فقد انجب في البرازيل ثلاثة شباب وفتاة واحدة:
- الدكتور مخول مسلّم: اختصاصي في الراس، وهو الوحيد في منطقة Campos، توفي بوباء الكورونا منذ اشهر قليلة، عمره 75 سنة.
- الدكتور بسام حليم مسلم: اختصاصي أطفال، ما زال حياً يُرزق.
- المحامي اللامع والقدير عامر حليم مسلّم: مات بسبب سكتة قلبية وهو ابن 32 سنة.
- نوال حليم مسلّم: تسكن في فكتوريا(1)، متزوجة من المواطن بشارة مسلّم.
ويضيف الرفيق جوزف مسلم: سنة الألفين، عندما زرت الوطن، زرت الدكتور جورج حجار في القرعون، أخ الأمين حبيب حجار المقيم في أوتاوا، وهو دكتور في علم السياسة وصاحب مؤلفات عديدة، أعطاني مجلة يصدرها هو بِاسم السلطة الخامسة، تاريخه صيف 1993 وفي هذه المجلة وجدت في صفحة 25 رسالة الزعيم الى الأمين عساف أبو مراد مؤرخة في 1937، وهذه الصفحة التي أرسلتها إليكم منذ عدة سنوات، لم أرسل معها أسماء رفقاء مديرية القرعون. سوف أرسل إليكم النسخة ذاتها مع هذا البريد لكي تشاهدوا الأسماء. (مدير المديرية في القرعون) اسمه جوزف أبو فارس، وهو المدير الحالي.
بعد أن تخرجت من الجامعة الوطنية طلبني حضرة الأمين كامل أبو كامل في منطقة خان الشيخ لأخدم مع الحرس المتواجد عنده في البيت فذهبت بكل وجداني وكنت في الثامنة عشر من العمر. بقينا هناك مدة قصيرة ثم انتقلنا إلى منطقة شملان وبدأنا بالتدريب العسكري على يد ضابط من الجيش الشامي اسمه معين عرنوق(2)، وابتدأت المعركة، بعدها بيومين استشهد أمامي الرفيق جميل السوقي(3) من الشويفات، والرفيق الشهيد داوود خفاجة(4) من منطقة راشيا. وفي سياق الحديث أخبركم بأني التقيت مع الأمين أحمد حمود(5) في بيت الأمين أبو كامل يومين قبل استشهاده، وبعد أن انتهت أحداث شملان أردت أن أدخل الجامعة الأميركية في بيروت، غير أنّ الأوضاع المادية منعتني. قرّرت السفر إلى كندا فلم توافق القيادة العسكرية ولا الأمن العام، لكوني تدربت عسكرياً مع الجيش (الاحتياطي) فتدخلت مدرسة رأس المتن فوجئت بنعيم المغبغب ساعدني للحصول على فيزا السفر، وكان هذا شهرين قبل استشهاده.
وصلت إلى تورنتو ومعي ورقة تعريف من عمدة عبر الحدود كتبها الأمين صلاح دبا بخط يده إلى الرفيق يومها سيف حكيم، وبعدها خلال ستة أشهر أسسنا مديرية تورنتو المستقلة.
ثم بدأت أفتش على بعض الجامعات العلمية والمهنية، فدخلت المدرسة إلى أن تخرجت برتبة مهندس في الصناعة الإلكترونية والمواصلات، وبدأت أعمل في مهنتي حتى عام 1973 حيث وجدت عملاً جيداً في مدينة كالغري – ألبرتا.
وفي سنة 1976، أسسنا مفوضية كالغري المركزية، ومنها اتصلنا بمديرية أدمنتن المركزية حيث بدأنا باحتفالات تجمع الوحدتين الحزبيتين.
تقاعدت عن العمل عندما بلغت 80 سنة من العمر وأصبحت الآن في الـ82 سنة. في سنة 1992 أسست شركة تحت اسم JM. Communications وبقيت أعمل فيها لغاية سنة 2018، وكنت الخبير الوحيد في منطقة غربي كندا لتصليح الأدوات الإلكترونية الزراعية التي تُستعمل لفحص درجة الرطوبة في جميع الحبوب.. القمح وغيرها.
نسيت أن أذكر لك بأني التقيت بالأمين الراحل فيليب مسلّم في مدينة الريو دي جانيرو سنة 1969
لكم مني حضرة الأمين كل محبة وتقدير لكل ما تقومون به من أعمال جبارة. كان الله معكم وحفظكم لنا وللأمة ذخراً وعوناً.
توفي منذ اشهر قليلة كستون أبو مراد، شقيق الأمين الراحل عساف أبو مراد، بسبب داء الكورونا، وهو كان يعرف الكثير عن حياة الرفيق الراحل حليم مسلّم عندما كان في القرعون كل ما أعرفه عنه أنه كان من الرفقاء العاملين في القرعون، كان مديراً أم لا لست أدري.
هوامش:
(1) ولاية فكتوريا: مراجعة النبذة عنها وعن الرفيق عبده جرماني على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) معين عرنوق: كما آنفاً.
(3) جميل السوقي: من شهداء الحزب في معارك شملان عام 1958.
(4) داوود خفاجة: من شهداء الحزب في معارك شملان عام 1958.
(5) احمد حمود: الأمين والمحامي، والشهيد عام 1958. من بلدة "مجدل بلهيص". مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
|