فيما نحن نودّع بأسى الأمين فرحان، الفياض بحضوره الحزبي، نستذكر بتقدير كبير تاريخ الحزب في الشويفات الغني بالأحداث، والشهداء والمناضلين الأفذاذ، ونقف بإجلال أمام أرواح الأمناء نجيب طعان صعب، محمد القاضي، محمد أمين أبو حسن، فؤاد صعب وكمال أبو غانم، وصولاً إلى توأم الأمين فرحان في الصداقة والنضال الطويل المشترك، الأمين خالد أبو حسن.
ومعهم نقول بصوت عالٍ: تستحق الشويفات أن يُكتَب تاريخها الحزبي، وإذا كنتُ تمكّنت من نشر العديد من النبذات عن أمناء، وعن رفقاء مناضلين(1)، إنما أدعو إلى تحقيق واجب الوفاء نحو جميع الشهداء والرفقاء الذين تميّزوا في تاريخ النضال والتفاني والعطاء الحزبي، فيكون لهم حضورهم الجميل في ذاكرة حزبهم وفي تاريخ العمل الحزبي في مدينة الشويفات.
*
عرفت الأمين فرحان في ستينات القرن الماضي في الوقت الذي عرفت فيه الأمين المشعّ إيماناً والتزاماً قومياً اجتماعياً، خالد أبو حسن. ثم عرفت الرفيق الراحل منير أبو غانم مسؤولاً عن العمل الطلابي، فالرفقاء رجا أبو فخر، زياد حيدر، رياض صعب، منير حيدر وعبدالله حيدر فالرفيق شهاب صعب، لأعرف في السبعينات الأمين القدوة فؤاد صعب، الرائع بسلوكه والتزامه.
وأتوقّف هنا، إذ يصعب عليّ تعداد أسماء عشرات العشرات من أمناء ورفقاء مدينة الشويفات، لأقول إنه من المؤسف أن تاريخ الحضور الحزبي الغني في الشويفات لم يدوَّن، فلا أحد من الرفقاء ممّن تولّوا المسؤوليات، مركزية و/أو محلية، دوّن مذكراته، ولا أحد من الرفقاء دوّن لهم، سيرةً ومسيرة ، فيتعرّف عليها الرفقاء وتبقى في ذاكرة حزبهم.
مجدّداً، نأمل من مديرية الشويفات أن تهتم، فتاريخ العمل الحزبي فيها يعنيها أولاً، فلا يجوز أن تضيع. عساها أذ تفعل تقدّم إنجازها إلى أرواح جميع الأمناء والرفقاء الذين ناضلوا وتفانوا، كان آخرهم الرفيق المميّز بحضوره اللافت ونضاله الطويل، الأمين فرحان حيدر.
أودّ أن أُشير إلى أني منذ عرفت الأمين فرحان حيدر، عرفت فيه أصالة الانتماء وعمق إيمانه بالقضية السورية القومية الاجتماعية، عاملاً ، بإرادته وعقله ووجدانه، من أجل انتصارها.
كان عنيداً في قناعاته، مواجهاً صريحاً وصادقاً. هو نموذج رائع لما يجب أن يكون القومي الاجتماعي في سلوكه، وفي تجسيده لفضائل الالتزام القومي الاجتماعي.
لم يكن "اثنان أو ثلاثة"، بل كان واحداً في كلّ تصرفاته ومع جميع رفقائه. ما همّه إن غضب واحد منهم أو أكثر، ما دام يعمل ضمن وجدانه ويتصرّف ضمن قناعاته، مستوحياً ما يراه لمصلحة الحزب. فإذا كان أحدنا يختلف معه في الرأي أو الموقف، إنما كان دائماً يحترم قناعاته، ويجد في عناده وصلابته، حالة صحية لما يجب أن يكون عليه القومي الاجتماعي.
وينضمّ الأمين فرحان إلى الأمناء والرفقاء الشهداء والمناضلين من أبناء الشويفات، ليقولوا لنا كم كان لحزبهم تراثه النضالي اللافت وبريقه الناصع وسط متحد كبير عرف الحزب منذ ثلاثينات القرن الماضي.
إلى روحك يا حضرة الأمين الغالي نرفع التحية وعبرك نقول لجميع أمنائنا ورفقائنا الراحلين: أنتم باقون في وجداننا وفي ذاكرة الحزب، ولا تبرحون.
*
هوامش:
(1) للإطلاع على النبذات المعممة عن عدد من أمناء ورفقاء مدينة الشويفات الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.
|