تحت هذا العنوان نورد معلومات كانت نشرت في إعداد سابقة لمجلتيّ "البناء" و "صباح الخير" من اجل التذكير، كما وضع تلك المعلومات بتصرف فروع الحزب المعنية و او الرفقاء المهتمين بموضوع تاريخ الحزب، حتى اذا وردتنا معلومات إضافية، نشرناها لاحقاً لمزيد من فائدة إغناء تلك النبذات .
الأمين لبيب ناصيف
*
عن عدد "البناء" رقم 1058 تاريخ 15/10/2003 هذه المجموعة من الأخبار:
رحيل الرفيق الدكتور أحمد سليمان
غيّب الموت الرفيق الدكتور أحمد سليمان من مديرية بدنايل، وهو واحد من المناضلين الذين قدّموا في سبيل الحزب تضحيات جسام، كيف لا وهو ابن الأمين الراحل مصطفى سليمان، أحد أصحاب السجلات النضالية الحافلة.
كل من عرف الدكتور أحمد سليمان، لم يرق له رحيله المبكر، فكل من عرفه حزن عليه، كما أن الحزب فقد واحداً من الذين ملأوا ساحات النضال حركة وحيوية.
رفقاؤه في كل مكان، وأبناء بدنيال كما بعلبك والبقاع، كانوا في وداعه، وشاركوا في الاحتفال الذي أُقيم بمناسبة مرور أسبوع على رحيله، في حسينية بلدته "بدنايل"، بحضور رفقاء الدرب يتقدّمهم وفد مركزي برئاسة رئيس المجلس الأعلى الأمين يحيى جابر، وعضوية الأمين النائب د. مروان فارس، عميد التربية والشباب الرفيق صبحي ياغي، إضافة إلى الرئيس حسين الحسيني، الوزير أسعد دياب، الوزير السابق فايز شكر، رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في البقاع اللواء علي صافي، وقيادات عسكرية شامية ولبنانية ومخاتير ورؤساء بلديات وفعاليات اجتماعية وسياسية وقيادات حزبية.
بدأ الاحتفال بآيٍ من الذكر الحكيم، ثم ألقى الرفيق خليل حيدر كلمة رحّب فيها بالحضور ومشيداً بمزايا وصفات ومناقبية الراحل.
أما كلمة الأصدقاء، فقد ألقاها الحاج راغب الزهر، وفيها أشار إلى الفراغ الذي أحدثه رحيل الرفيق د. أحمد، مشيداً بسلوكه ومناقبيته، وعمله الدؤوب في سبيل الخير العام بعيداً عن كل اشكال العصبية والغرائزية.
بعد ذلك ألقى الشاعر حسين حيدر قصيدة بالمناسبة، وألقى الشيخ أديب حيدر كلمة الختام وفيها شكر المعزّين.
أما كلمة مركز الحزب، فقد ألقاها رئيس المجلس الأعلى الأمين يحيى جابر، فتحدث بإسهاب عن سيرة الرفيق الدكتور أحمد سليمان ومسيرته النضالية، وتحدث في شؤون قومية وفي شؤون الساعة، ومما جاء فيها: "أودّ بادئ ذي بدء أن أنقل إليكم، فرداً فرداً، تعازي قيادة الحزب بوفاة الرفيق الدكتور أحمد مصطفى سليمان. وأودّ أن أؤكد لكم أن رحيله المفاجئ قد أصابنا، كما اصابكم، بالأسى والفجيعة والحسرة، على رفيق ما عرفناه إلا ممتلئاً بحيوية وعطاء غير محدود، وإيماناً "بأنّ ما فينا هو من الأمة، وبأنّ ما فينا هو للأمة، حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها".
لذلك، نعرف عن يقين عظمة هذا البيت الذي أسّس له الأمين الراحل مصطفى سليمان، وسها على بنائه فكان الحبة المباركة والشجرة الطيبة..
إننا حين نتحدث في الرفيق الدكتور أحمد سليمان، فإننا دائماً معرّضون لنسيان الكثير من خصاله وشمائله التي نجد لها عذراً وعزاءً في عيون معارفه ووجع قلوب أحبائه ورفقائه وأهله وأبناء بلدته، فعذراً على كلّ سقوط في وهدة النسيان.
إننا حين نتحدث عنه وفيه، فإنما نتحدث عن جملة المبادئ والقيم والمثل العليا التي آمن بها وتعلّمها ومارسها بصحبة والده الأمين مصطفى، فجعلها إيماناً له وشعاراً له ولعائلته، فجاهر بهذا الإيمان وعمل لمبادئه طوال حياته، في الحزب، في العائلة، في المتحد وفي المجتمع. ومع الجميع كان شخصاً لا ازدواجية فيه، واضحاً، محباً، منفتحاً، محاوراً، رجلاً بكل ما تحمله الرجولة من معاني. باختصار، كان سورياً قومياً اجتماعياً بامتياز.
على ذلك، شعرنا بعمق الفجيعة لأننا خسرنا فيه الرجل الذي يمكن الاتكال عليه، الجدير بحمل المسؤوليات، وبقدر ما كنّا نحب فيه قلبه الكبير، ها نحن نجد أنفسنا في موقف العتب على القلب الذي خذله ساعة الجد، في عز العطاء.
فيا دكتور أحمد، أيها الرفيق
حسبك أنّك مضيت وأنت في صلب الصراع.
وحسبك أنك قضيتَ واقفاً، لم تحن هامتك ذلاً لأحد.
وحسبك أنّك رحلتَ وسيرتك الطيبة على كل شفة ولسان.
وحسبك أنك تركتنا ومعنا قدوتك وعهدك، ولأنك لأمتك، لقضيتك، لمبادئك التي بها آمنت ولأجلها عملت ونذرت نفسك... ثم ماذا يكون القومي الاجتماعي إن لم يكن كل ذلك، إن لم يكن على صورة زعيمه ومثاله!
وعلى صورة ومثال الشهداء والأبرار والصالحين الذين عمّدوا بالدم مسيرة الحزب والنهوض بالأمة من كبوتها إلى رحاب الوحدة والقوة والنظام الجديد، ممّا يضمن سلامتها وعزّها وخيرها وجمالها ومناعتها..
فهنيئاً لك إيمانك الذي تركته بيننا يحثّنا ويشدّ على أيادينا...
هنيئاً للأرض التي احتضنتك بعد طول اشتياق.. وأنت ما أنت إلّا عاشق لها متيّم.
وإن فاتك يا رفيقي أن ترى نور النهضة القومية يعمّ أرجاء الوطن والأمة، فعهداً أننا على الدرب ماضون، لا يحرفنا عن ذلك خاطر أو خطب مهما كان جللاً..
*
منذ خمس سنوات، ربما أكثر، وأنا أتابع مع معنيين للحصول على معلومات تفيد سيرة ومسيرة الأمين مصطفى سليمان حيدر، ولتاريخه لم أحصل على ما يجعلني أنشر النبذة التي تضيء على سيرة ومسيرة أحد بُناة العمل الحزبي في بدنايل، والذي تميّز بالتزامه، ومناقبيّته وحضوره اللافت في بدنايل ومنطقة بعلبك: الأمين مصطفى سليمان حيدر.
*
-2-
الرفيق غالب مكارم
وافت المنية في الرابع من تشرين الأول الرفيق غالب مكارم، أحد الرفقاء الأوائل في رأس المتن، الذين عُرفوا بحضورهم في المتن الأعلى كما في البلدان التي غادر إليها في أفريقيا.
انتمى الرفيق غالب في أواسط العام 1942، وفي صيف العام 1943 تولّى مسؤولية ناظر إذاعة في منفذية المتن التي كانت تضم المتنَين الشمالي والأعلى، وكان يتولى مسؤوليتها سنتئذ الأمين مسعد حجل، فيما تولى الرفيق الدكتور يوسف الحايك مسؤولية الناموس.
بعد فترة تولّى الرفيق غالب مسؤولية ناموس المنفذية، فمنفذ عام بالوكالة.
شارك في استقبال سعاده عند عودته من مغتربه القسري في آذار عام 1947، وعندما انتقل زعيم الحزب إلى ضهور الشوير قصده الرفيق غالب سيراً على الأقدام من رأس المتن، فانضمّ إلى العديد من الرفقاء الذين تجمّعوا في ضهور الشوير، ومنهم الرفيق المناضل توفيق نور الدين(*) الذي كان يرأس حرس الزعيم.
كلّفه سعاده ببرمجة وتنظيم مواعيد زيارات الرفقاء والمواطنين، ورافق سعاده عند انتقاله إلى بزبدين ورأس المتن، وإلى بلدات وقرى أخرى من المتنَين الشمالي والأعلى.
في 17 أيار 1947 غادر الرفيق غالب مكارم الوطن إلى أفريقيا، معتذراً عن تولّي مسؤولية وكيل عميد الثقافة. وبعد أن تواجد في كلّ من غينيا وأبيدجان استقرّ في نيجيريا.
شُيّع الرفيق غالب إلى مثواه الأخير في بلدته رأس المتن، وتقبل آله وعائلته التعازي في البلدة ثم في دار الطائفة الدرزية في بيروت، حيث توافد حشد من المواطنين والرفقاء، وكلّهم عرفوا في الرفيق الفقيد الخصال الحميدة وفضائل النهضة.
*
عرفت من عائلة مكارم، كلاً من الراحلين الأمين حسن مكارم، الرفيق إميل سامي مكارم، والباقين المستمرين على إيمانهم ووعيهم القومي الاجتماعي: الأمين الدكتور إميل حمود مكارم، الأمينة أسمى مكارم (كنعان) والأمين جميل مكارم.
(*) توفيق نور الدين: المناضل القومي الاجتماعي. مراجعة ما نشرت عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
*
-3-
الرفيق الطيار حسن الجزائري
يوم الأربعاء 17 أيلول الفائت، وافت المنية في لندن العميد الطيار المتقاعد في الجيش الشامي الرفيق حسن الجزائري إثر نوبة قلبية حادة، وكان الرفيق الراحل قد فقد ابنة له في دمشق منذ نيّف وأربعة أشهر.
وهذه نبذة عنه كما وردت إلى "صوت النهضة" من الأمين غسان زكريا:
انتمى الرفيق حسن الجزائري إلى الحزب سنة 1951.
دخل الكلية العسكرية في حمص سنة 1952، وتخرّج منها برتبة ملازم سنة 1954.
التحق بكلية الطيران ليصبح طياراً.
كان أحد أعضاء البعثة إلى "الاتحاد السوفياتي" لتلقّي دورة تدريب وتأهيل مع آخرين، كان بينهم الرئيس الراحل حافظ الأسد، (والرئيس حسني مبارك من بعثة الطيران المصري).
بعد بعثة سيبيرية (الاتحاد السوفياتي)، عاد إلى دمشق، ومنها إلى بريطانية في بعثة أخرى.
سنة 1967 قاد النقيب حسن الجزائري سرباً من مقاتلات "ميغ 17" ضدّ الطيران الحربي الإسرائيلي، فأبلى بلاءً حسناً في أعمال الكرّ والفرّ فوق الجولان.
كذلك، كان الطيار، الذي قصف مصفاة حيفا في بداية معركة الأيام الستة، لكنّه سُرِّح فيما بعد في جملة من سُرِّح من ضباط سلاح الجو... إلى أن جرت "الحركة التصحيحية" سنة 1970، التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد، فأعاد إلى صفوف الجيش عدداً كبيراً من الضباط، كان بينهم الرائد حسن الجزائري، الذي اختير لقيادة سرب طائرات "ميغ 19" و"سوخوي".
في حرب 1973، شارك بطلعاته ضدّ المقاتلات الصهيونية وتمكّن من قصف مصفاة حيفا مرة ثانية ملحقاً بها أضراراً جسيمة.
سنة 1932 كان واحداً من الطيارين الذين قاتلوا الصهاينة في سماء لبنان، وأُصيبت طائرته خلال إحدى المعارك الجويّة فوق صيدا، لكنه، بمهارة فائقة وبسالة نادرة، تمكّن من إعادتها إلى قاعدتها شبه سالمة. ولم يُكتَب له شرف الشهادة، بل أُصيب في قدميه وجسمه برصاصات عدّة أثّرت على قدراته القتالية، فتقاعد وغادر دمشق مع عائلته إلى بريطانية، فسكن منطقة Worthing الساحلية، بين ذكرياته ومكتبة زاخرة بالمؤلفات التاريخية والعسكرية والعقائدية...
خضع العميد الطيار حسن الجزائري إلى عمليات جراحية في قلبه المتعب المعتلّ، لكنه لم ينقطع يوماً عن التفكير بالعقيدة التي آمن بها، وبأمته التي خدمها جندياً استبسل في الدفاع عنها ضد الهجمة الصهيونية البربرية.
لكنّ الهموم القوية تكاثرت عليه؛ فيوماً كانت شاميّة، ويوماً لبنانية، ومرة فلسطينية، فيما جرح العراق استنزفه وأضعف مقاومة قلبه، فكان غيابه في ذلك الفجر المشؤوم، وكان رمسه في الأرض البريطانية بديلاً عن دمشق التي كان يشتاقها دائماً.
"صوت النهضة" وقد آلمها غياب الرفيق المناضل العميد الطيار حسن الجزائري، تتقدم من الفاضلة عقيلته ليلى الخرسا، ومن ابنه هيثم ومن ابنتَيه، كما من آله ورفقائه في لندن والشام بأحرّ وأصدق التعازي والبقاء للأمة.
*
-4-
الرفيق دخل الله العدس
غيّب الموت الرفيق دخل الله العدس، وقد اُقيم له مأتم حافل في بلدته راشيا الفخار، بحضور جمع كبير من الرفقاء والمواطنين، وكانت كلمة للرفيق ناظم العدس(*) قال فيها:
" برحيل الرفيق دخل الله العدس افتقدنا رفيقاً عُرف بخصاله المميزة وإيمانه بالقضية القومية، وبإخلاصه ومحبته لرفقائه وجميع من عرفهم".
أضاف: "عند ريعان شبابه ترك بلدته وعمل في بيروت مدة قصيرة، وهناك تعرّف إلى صديق وفيّ عرّفه بمبادئ سعاده فأقسم اليمين، ثم هاجر إلى البرازيل حيث كان المرحوم والده. وهناك عاش القسم الأكبر من عمره يتنقّل من عمل إلى آخر، حتى توصّل إلى الأمين المرحوم نواف حردان فرافقه وعمل معه بإخلاص ومحبة كرفيق وصديق".
وختم بالقول: " شاء القدر أن تفقد راشيا الفخار ثلاثة رفقاء خلال أسبوعين، هم: خليل حردان، إبراهيم العدس ودخل الله العدس، لكن ذكراهم ستبقى خالدة في نفوسنا مدى الدهر، لأننا دائماً سنذكر ونتذكر وفاء وإخلاص كل من سار على دروب الحياة لعزة الأمة ومجدها وخلودها ".
*
عرفت الرفيق دخل الله في فترة إقامتي في البرازيل، وتولى، إلى جانب المسؤولية الحزبية الأولى، إدارة تحرير جريدة "الأنباء" للأمين نواف حردان، التي كان عمل فيها الرفيق دخل الله.
(*) ناظم العدس: من أوائل رفقائنا في "راشيا الفخار". مراجعة ما نشرت عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية
الاجتماعية www.ssnp.info
*
-5-
الرفيق أنطون بدر
خسرت قب إلياس، كما منفذية زحلة، أحد الرفقاء الاصفياء المناضلين، ممن عرفت حياتهم الحزبية نضالاً مستمراً، هو الرفيق أنطون بدر.
تولى الرفيق أنطون مسؤوليات محلية عديدة في المديرية، وفي المنفذية، وكان دائم الحضور ملبّياً في كل الظروف العادية كما الصعبة، فما عرفت حياته الحزبية تقاعساً ولا تراجعاً ولا إهمالاً لواجب.
بنى وعقيلته الرفيقة جورجيت راشد عائلة قومية اجتماعية، واستمر على إيمانه والتزامه وانشداده المطلق إلى الحزب حتى آخر لحظة من حياته.
فور شيوع خبر وفاته يوم السبت 6 أيلول، أمّت منزل الرفيق الفقيد في قب إلياس وفود القوميين الاجتماعيين والمواطنين من قب إلياس، وعين دارة وقرى منطقتَي زحلة والبقاع الغربي. ووسط حشد من الرفقاء والمواطنين، شُيّع الرفيق الراحل يوم الأحد 7 أيلول إلى مثواه الأخير، بحضور رئيس المجلس الأعلى الأمين يحيى جابر، نائب رئيس الحزب الأمين محمود عبد الخالق، عميد الداخلية الأمين أنطون خليل، وكيل عميد الإذاعة والإعلام الرفيق كمال نادر (الأمين لاحقاً) الذي ألقى كلمة مركز الحزب، منفذي منفذيّتَي زحلة والبقاع الغربي الرفيقَين محمد عبد الغني وعبدالله وهاب (الامينان لاحقاً)، والأمناء: شكيب بعدراني، ربيع الدبس ومفيد القنطار. وقام بواجب التعزية رئيس المكتب السياسي عصام المحايري، يرافقه ناموس المكتب نائب دمشق العميد الرفيق جوزف سويد، منفذ عام دمشق الرفيق زهير قتلان وعدد من المسؤولين.
وُلد الرفيق أنطون بدر في قب إلياس عام 1937، اقترن من الرفيقة جورجيت راشد – شقيقة الأمين الراحل شفيق راشد(*) والرفيق سالم – وأنجب منها الرفيقَين طارق ووسيم والمواطنة الصديقة منى.
"صوت النهضة" تتقدّم من عائلة الرفيق الفقيد، ومن شقيقه الأمين شبلي بدر، كما من رفقاء مديرية قب إلياس ومنفذية زحلة بأصدق التعازي والبقاء للأمة.
(*) شفيق راشد: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية
www.ssnp.info
*
-6-
الرفيق محمود ذبيان
تسلّمنا مؤخراً نبأ وفاة الرفيق محمود ذبيان من نيحا(1)، وقد وافته المنية في 30 حزيران الفائت وجرى له مأتم حافل في بلدته نيحا بالنظر لما تميّز به الرفيق الراحل من حضور لافت ومن تقدير جميع أهالي البلدة.
وُلِد الرفيق محمود ذبيان في نيحا – الشوف عام 1926، في العام 1945 انتمى إلى الحزب، ومنذ ذلك التاريخ استمر مؤمناً بالعقيدة التي باتت له منهج حياة، وكانت مثلها قاعدة له للتعاطي مع أبناء بلدته، معارفه، ومواطنيه في أيّ مكان تواجد فيه.
غادر إلى البرازيل عام 1948 واستقرّ في مدينة بلو اوريزونتي (معناها الأفق الجميل، عاصمة ولاية ميناس جيرايس) حيث كان إلى جانب الرفيق نجيب العسراوي(2)، وعدد من الرفقاء أمثال أديب سريّ الدين(3)، حركة دائمة لا تعرف الهدوء.
إلى جانب عمله في التجارة، اهتم الرفيق ذبيان بتحرير مقالات في صحف اغترابية، منها جريدة "الحقيقة" التي كانت تصدر في "الريو دي جانيرو" مهاجماً فيها الطغمة الحاكمة في لبنان التي تآمرت على زعيم الحزب واغتالته في محاكمة صورية لم يعرف العالم لها مثيلاً.
عاد الرفيق محمود إلى الوطن عام 1977 وسكن مدينة عالية شتاءً، أما فصل الصيف فكان يمضيه في بلدته نيحا، حيث عرف فيها بصدقه وجرأته في إبداء الرأي مصحوباً بحجة قوية، كما برفعة مناقبه.
"صوت النهضة"، التي تعتذر عن التأخير غير المقصود في نشر خبر وفاة الرفيق محمود ذبيان تتقدم من الفاضلة عقيلته، وولديه وليد ونبيل، ومن شقيقيه المقدم يوسف، والرفيق عارف، كما من ابن شقيقه المرحوم خليل، الرفيق حسين ذبيان، ومن عموم آل ذبيان وأبناء بلدة نيحا بأصدق التعازي والبقاء للأمة.
هوامش:
(1) لا يمكن ان اذكر نيحا الا واذكر معها الأمين المميّز بنضاله وبمناقبه الأمين سعيد ورد. مراجعة النبذة المعممة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) نجيب العسراوي: اول منفذ عام للحزب في البرازيل. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
(3) أديب سري الدين: من "المشرفة" . عرفته رفيقاً جيداً بنشاطه وبحضوره اللافت في مدينة "بلو اوريزونتي". مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
*
-7-
الرفيق شوقي ميشال غانم
وافت المنية في بسكنتا إثر مرض عضال الرفيق شوقي ميشال غانم، وهو من مواليد بسكنتا عام 1942، انتمى للحزب في العام 1961، وتولى مسؤولية مدير مديرية بسكنتا قبل أن يضطر للسفر إلى السعودية وكندا.
بقي على تواصل مع الحزب، مؤمناً به، وقد عرف عنه نشاطه، وسخاؤه وأخلاقياته، كما عصاميته في العمل والحياة.
اقترن الرفيق شوقي من السيدة جيزيل بويومجيان ورزق منها: ريما، عماد، زينة وزياد.
في أوائل شهر حزيران الفائت داهم الداء العضال الرفيق شوقي ولم يرحمه أكثر من شهرين، فوافته المنية في المستشفى في شهر تموز، وفي 31 تموز شيّعه أبناء بسكنتا ورفقائه إلى مثواه الأخير.
"صوت النهضة" تتقدم من عائلة الرفيق الفقيد، ومن قريبَيه الرفيقين لبيب (الأمين لاحقاً) ونديم غانم، كما من رفقاء بسكنتا، بأحر التعازي، والبقاء للأمة.
*
-8-
الرفيق جرجس شحود
أن يُقال عن الرفيق الذي توافيه المنية إنّ الموت قد غيّبه "متمماً لواجباته الحزبية" بالضبط، كما جاء في صادرة منفذية حماة، ففي هذا دليل على ما كان عليه الرفيق الفقيد من التزام وطيد، ومن ولاء مطلق للحزب الذي اتخذه حين أدائه القسم إيماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته.
هكذا كان الرفيق جرجس إلياس شحود الذي خسرته محردة ومرمريتا رفيقاً عاملاً نشيطاً تولّى المسؤوليات الحزبية وأسس عائلة سورية قومية اجتماعية، مما أهّله لنَيل وسام الواجب الذي منحته إياه رئاسة الحزب الموقرة بموجب المرسوم رقم 107/68 بتاريخ 7/9/2000.
وُلد الرفيق جرجس في محردة عام 1935. اقترن من السيدة كريمة مسكين ورُزق منها كلاً من الرفيق إلياس والمواطنين الأصدقاء: أيوب، سلمى وإيناس.
انتمى الرفيق شحود في العام 1951، تولى عدة مسؤوليات حزبية في كلّ من مصياف ومحردة، تعرّض للسجن وللاضطهاد إثر حادثة المالكي وسجّل مواقف بطولية ومآثر عدة.
بتاريخ 26 آب الفائت وافت المنية الرفيق شحود، فأُقيم له مأتم حافل في مرمريتا وووري الثرى في مدفن العائلة في قرية الزويتينة.
حضر إلى جانب الأهل والأقرباء والمواطنين، عدد كبير من رفقاء منفذيّتي حماة والحصن الذين أدوا التحية الرسمية لرفيقهم الفقيد وقد لُفّ جثمانه بعلم الحزب.
تقدّم الجنازة منفّذا منفذيّتي حماة والحصن، الرفيقَيان د. ياسر الحكيم (الأمين، الذي تعرّض للخطف في بداية الاحداث الأمنية في الشام) ود. قيس جرجس، وكانا إلى جانب أهل الرفيق الفقيد في تقبّل التعازي.
*
-9-
الرفيق الدكتور رامز صباغ
غيّب الموت عضو المجلس الأعلى الأسبق الرفيق الدكتور رامز عبد الكريم صباغ، وقد أقيم له مأتم حافل، كما أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلته احتفالاً بمناسبة أسبوع على وفاته في حسينية النبطية، وحضر الاحتفال عميد الإذاعة الأمين توفيق مهنا وعضو المجلس الأعلى الأمين علي قانصو، والنوّاب عبد اللطيف الزين، وياسين جابر، ومحمد رعد، والنائبَين السابقَين حبيب صادق ورفيق شاهين، وحشد من الأطباء والفاعليات.
بعد تقديم من الرفيق حسن حاوي (الأمين لاحقاً)، ألقى عميد الإذاعة والإعلام الأمين توفيق مهنا كلمة جاء فيها:
" يرحلون باكراً ويبقون أحياء في الذاكرة والوجدان سيرة وجهاداً... هكذا كان رفيقنا الدكتور رامز صباغ واحداً من أبناء النهضة الذين لم يروا من الحياة إلا حرية وعزة وكرامة، والذين لم يروا في الحياة إلا جهاداً ومقاومة... ونهضة وقضية، بذلوا دماءهم في سبيلها، فكانت الدماء رخيصة في سبيل هذه النهضة عملاً بقول زعيمهم "إن الدماء التي تجري في عروقنا هي ملك الأمة، هي وديعتها في كل لحظة ".
هو ابن النبطية، هو ابن جرح الجنوب، الذي حاصره الحرمان والإقطاع ووعى باكراً خطر الحركة الصهيونية ومشروعها الخطير، لا على فلسطين فحسب، بل على كلّ الأمة من لبنان والشام والأردن والعراق، ووعى أنّ المشروع التوراتي من الفرات إلى النيل، لا يُردّ عليه ولا يقاوَم ولا يُهزَم إلا بمشروع قومي رائد يوحد الأمة كل الأمة في معركة المصير القومي.
الدكتور رامز صباغ آمن بقيم، وبنى على أساس هذه القيم كل حياته حتى الرمق الأخير... آمن بأننا نحن عائلة اجتماعية واحدة، ولم يفرّق بين ابن منطقة ومنطقة أخرى، أو بين طائفة وطائفة أخرى، جسّد بإيمانه وحدة شعبه ومجتمعه، وآمن بالعائلة القومية الواحدة ولم يقرّ بخرائط الاستعمار وتجزئة الاستعمار لكوننا أمة واحدة، فكان إيمانه القومي ردّاً حازماً على خرائط الاستعمار، وآمن كذلك بأننا كلنا عيال الله وكلنا مسلمون لرب العالمين الذي أيّد أننا كلنا أمة واحدة ذات كتاب واحد ورسالة واحدة هي رسالة الإنجيل والقرآن والحكمة، ولا فرق في الإيمان بين كتاب وآخر، والتي إن تعدّدت فهي ذاتها في الرسالة والجوهر والغاية... لذلك فكنا مؤمنون برب العالمين، فمنّا من أسلم بالله بالإنجيل، ومنّا من أسلم بالله بالقرآن، ومنّا من آمن بالله بالحكمة، فلا عدو لنا إلا اليهود.
إنّ الدكتور آمن بالأمة الواحدة التي تريد أن توحّد المجتمع "أمة واحدة مجتمعاً واحداً"، وتبني لنا نظام حياة جديدة يقوم على الحرية والمساواة والديمقراطية، وعلى تكافؤ الفرص، وعلى العدالة التي من دونها لا يستقيم بنيان النظام.
وقال: "لقد جرى الحديث عن أزمة لبنان على أنها أزمة حكم، ولكن الأزمة التي يتخبط فيها لبنان هي في الجوهر أزمة نظام، وهي في الواقع أزمة هذا النظام التمييزي، الطائفي، المحاصصاتي، لذلك كانت النهضة وعداً لبناء لبنان جديد، لبنان الحرية والديمقراطية والمساواة، لبنان المتحرر من كل أشكال التمييز الطائفي والطبقي.. لبنان الذي ينهض بإنسانه، بمواطنه، الذي يليق به أن يكون دولة راقية في هذا العالم الذي يحتاج إلى فكر وحضارة.
*
آمل أن أتمكن من نشر النبذة المفيدة عن كلّ من الرفيق د. رامز صباغ، وعن عقيلته الراحلة الرفيقة فيفيان.
*
-10-
ندوة تكريمية للفنان الرفيق موسى مرعب
أقامت الرابطة الأهلية واتحاد الجمعيات والروابط والهيئات المدنية في الطريق الجديدة ندوة تكريمية للفنان الرفيق موسى مرعب، لمناسبة صدور كتابه "بالقلم الرصاص". وقد تكلّم في الندوة د. سلوى الأمين، والأب إبراهيم سروجي، والشاعر الأمين نعيم تلحوق وكيل عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي. أدار الندوة الزميل خالد اللحام، حضر الحفل عدد من الفاعليات الثقافية والأدبية والفكرية. وقد وُزّعت في ختام الندوة دورة تكريمية للفنان مرعب والأدباء المنتدين.
وهنا كلمة وكيل عميد الثقافة والفنون الجميلة الشاعر نعيم تلحوق:
" بقلم الرصاص كتب موسى عنك وإليك، وبالقلم المرمر النبيل أكتب فيك وعن أبيك.. وأحاول ما استطعت أن أخفف عنك عبء الحكومات التعيسة، والأنظمة الموبوءة، فلا أدخل إلى جوارحك إلا بصرخة تقيك شرّ المزابل والفضائح وروائح المحن المكربة..
وإذا أردت أن تهاجم، فهاجم الفساد، لأنه وكر ومغارة لهيرودوس، تعشعش في كل منزل وجامع وكنيسة وخلوة، وشارع ودسكرة وحزب، وتعلّم أن تجتمع بنفسك حين يكثر الفساد كي لا يغلبك البيدر عند الحصاد.
هاجم الحرية، لأنها مزارع عشائرية وطائفية وحزبية دينية وإمبريالية وصهيونية وليبرالية، وديمقراطية، ولأن الحرية مشبوهة، عد إلى الآخر واستفد من معنى أن تكون أنت حراً، نبيلاً من داخلك وإلى داخلك...
وهاجم الموت إذا ما فجّك حجر على رأسك، أو بلغ سيف بين ضلوعك... قم للفتك بالعاهرة وفجّ قلبها بأبجدية المجد، وخذ من حمورابي سيفه ودرعه وترسه، وافقأ أعين المراهنين على نحرك بِاسم الموت...
قل يا بن موسى، الحياة لنا... وإنّ حياتنا موت تكون بعزّ وقف كما يقف أبوك لحظة يمتطي صحراء التأمل ليسأل "من نحن"؟ دون أن يستقيل من وجع الحياة..
فأنت تعيش في وطن القوالين، والبرطعة، والجبنة، وكافور، والديموكراسي.. و.. و... لكن لا تعلن يأسك كما فعل أبوك.. تعلّق بآمالك وأحلامك وتعلّم، فالعلم نور والله معرفة، والعقل زينة الرجال.. ولا تتوقّع أن تُسقط صليبك عن ظهرك، أو أن تعتقد كما يعتقد أبوك أنك ممنوع من الصرف، في ظل "خيال الوطن"، لأنه بمقدورك أنت أن تُقيم وزناً لوطنك إذا شئت، وأن تُعلن أحفاد هيرودوس متى أردت.. فقم يا وحيد موسى وبارك أباك بحب..
موسى مرعب، اليوم نضيء لك شمعة من مجد الله، الذي تعالى عن كل الأشياء.. ونطفئ معك شمعة القهر التي تذيب فرح الأسماء، لأقل لك يا صديقي ورفيقي أننا والجمع متساوون في العلّة، فمن ينهض ليقول معنا، الحياة لا تستقيم إلّا برجال ناهضين من أجل عزة الأمة وخيرها التليد، فهو شرف العظماء الخالدين...
*
نأمل ممّن عرف الرفيق المذكور أن يزوّدنا بما يؤسس لإعداد نبذة تعريفية مناسبة.
|