بمناسبة زيارة قداسة البابا الى العراق، نعيد تعميم النبذة المنشورة سابقاً عن ابن الكيان العراقي، الرفيق، الباحث والمناضل، لوقا زودو.
نشير الى ان للحزب حضور نامٍ في العراق ونعيد التذكير بالرفيق عباس الخرسان الذي كان له نشاطه الحزبي الجيد في لندن، ونقترح الاطلاع على النبذة المعممة عنه على موقع شبكة العلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
*
الرفيق نقولا زودو مع الرفيق روبير بركة في احدى المقابلات الرفقاء الذين تواجدوا في بيروت، في فترة الحصار فالاجتياح "الإسرائيلي"، عام 1982، يذكرون ذلك الرفيق القصير القامة، الحاد النظرات، الحامل بين أنامله حيناً وشفتيه أحياناً، الغليون، يرافقه كما الكتاب والصحيفة، ينتقل من مكان إلى مكان يساهم مع رفقائه في الاتصالات مع الصحافيين ورجال الإعلام الأجانب شارحاً الوضع، موضحاً، مدافعاً عن موقف الحزب، ومفنّداً مزاعم الصهاينة وأراجيفهم .
قبلهم، يذكر الرفقاء في كسروان، ناظر الإذاعة، فالمنفذ العام، الرفيق لوقا زودو.
قبلهم أيضاً، يذكر الرفقاء الذين عملوا في مكتب الأمن "الأنباء"(1) الرجل المحنّك أمنياً، الذي لم تكن تخفى عليه شاردة أو واردة، يذكرنا بالمكتب المختص (م.أ.م.) الذي كان أنشأه سعاده في الثلاثينات ثم اعاد تفعيله بعد عودته من المغترب عام 1947، وكان يقوم بمهام ناجحة أشار إليها الأمين جبران جريج في مجلده "من الجعبة" حيث يورد في الجزء الرابع – صفحة 260 – ما كان كتبه سعاده في "سورية الجديدة" بتاريخ 11 آذار 1939.
عن المكتب الاعلى المختص الذي عرف باسم "مام" (م. أ. م.) تحدث ايضاً الامين ابراهيم يموت في كتابه "الحصاد المر" وفيه شرح لمهماته وما كان يقوم به في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي.
في كتابه "أيام في الذاكرة" يقول الرفيق أنور فهد في الصفحة 94 ما يلي: "بعد ذلك كلفت بالعمل في مكتب "الأنباء" الذي كان يديره الأمين كميل جدع، لقد كان هذا المكتب مثل خلية النحل إذ إن جميع عناصره تعمل بجد ونشاط، وتنفيذ ما يعهد إليهم، وإنني لا أنسى ديناميكية الرفيق لوقا زودو" .
أما غيرهم، خارج الحزب، في العراق، في الشام، في لبنان، في المغتربات، فالأوساط المهتمة بتاريخ سورية تعرف جيداً الرفيق لوقا زودو الباحث في تاريخ الآشوريين والأكراد والنزعات العنصرية، الذي ألّف كتباً في هذا الصدد وألقى محاضرات، وكان في آخر سني حياته مديراً لبرنامج تلفزيوني باللغة الآشورية في ولاية كاليفورنيا بعد أن اضطرّته ظروف الحرب للمغادرة إلى الولايات المتحدة، إلى أن وافاه الأجل ودفن في مدينة فرسنو- كاليفورنيا، في 22/6/1990 .
فمن هو الرفيق لوقا زودو ؟
• في مقابلة له أجراها أحد الرفقاء في الولايات المتحدة يقول الرفيق لوقا:
"ولدت عام 1918 في عقرا - الموصل، تعرّفت إلى الحزب عندما كنت طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت حيث تعرّفت إلى سعاده، وبتّ متأثراً بشخصيته الفذة. أبدى الزعيم اهتماماً بي نظراً لجرأتي وأسئلتي المتواصلة فكلّف الرفيق فكتور حنا (معروف أيضاً بفكتور أسعد) بمتابعتي وكان ناموساً للزعيم .
"انتميت إلى الحزب عام 1937 . بعد تخرجي من الجامعة بدأت التدريس في الشويفات، ثم تركت التدريس عام 1939 لألتحق بالصحافة، ثم عيّنت مذيعاً لمديرية رأس بيروت حيث درّبني الرفيق فيكتور حنا على الأمور الإدارية نظراً لحداثة انتمائي. بعدها عيّنت مديراً لمديرية رأس بيروت الأولى في فترة رئاسة نعمة ثابت" .
وجواباً على سؤال عن البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه الرفيق لوقا باللغة الآشورية لمدة نصف ساعة أسبوعياً، يقول الرفيق لوقا: "البرنامج منوع ويذاع باللغة الآشورية نظراً لوسع وكبر الجالية الآشورية التي أنا موجود فيها، يتناول البرنامج أخبار المواطنين الآشوريين في الوطن، بالإضافة إلى أخبار الوطن السوري، كما أني أركز على مواضيع ثقافية وتاريخية. فأتحدث عن أصالة الآشوريين في الأمة السورية وتاريخهم المليء بالبطولات وغيرها، كما أتحدث عن مساهمة الآشوريين في بناء الحضارة السورية العريقة" .
*
• في كتابه "اتفاق الجزائر" الصادر في بيروت عام 1975 يقول عنه الأديب سعيد علي معرّفاً كما يلي:
"... فما بلغ السنة الرابعة من عمره حتى يمّم لبنان فدرس في كل من مدرستي السريان الأرثوذكس والطليان، ثم في الجامعة الأميركية. ثم توفر على دراسة التاريخ والجغرافيا فوسمته جامعة لندن شهادة
الدكتوراه الفخرية في ما تفرغ له من هذا العلم".
• في مقدمة كتاب الرفيق لوقا زودو "المسألة الكردية والقوميات العنصرية في العراق" الصادر عام 1969 يقول الرفيق فكتور أسعد حنا:
" لا نعرف رجلاً عاش تاريخ تلك المنطقة (يقصد شمال العراق) اللاهبة يوماً يوماً وعرفها شبراً شبراً مثل
الرفيق لوقا زودو وهو الكاتب الآشوري المعروف. فهو من أبناء "باروار" معقل البرازي المنيع في أعالي
جبال الهيكاري، وهو فضلاً عن ذلك يتتبع منذ خمس وعشرين سنة كل حدث سياسي أو عسكري ذي
علاقة ببلده، فيشاهد الأحداث من لبنان بغير العين التي يشاهدها بها المقيمون في المنطقة، ويسمع ويقرأ
ما لا يسمعون ويقرأون، فيستطيع أن يفهم بإدراك بارد هادئ ما لم يكن يتاح له فهمه لو كان مقيماً في
ساحة المعركة " .
• من جهته يقول الدكتور فرد (Fred) نجار آدم مقدماً الرفيق لوقا قبل إلقاء محاضرة له في جامعة تورلوك – كاليفورنيا بتاريخ 4 شباط 1989 أمام جمهور آشوري تابع لجمعية تطلق على نفسها اسم "حاملي الشهادات العليا" :
"إن الدكتور لوقا زودو غني عن التعريف، فإلى جانب تحصيله العلمي من شهادات البكالوريوس
والماجستير والدكتوراه في حقل التاريخ والعلوم السياسية والقوميات الأثنية له عشرات المؤلفات باللغات
العربية، الفرنسية والآشورية، كما له ثلاثة مؤلفات جاهزة للطبع:
- "المسيحية الأممية والنصرانية اليهودية" .
- "ثلاث عشرة سنة في الولايات المتحدة الأميركانية – إسرائيل الكبرى" (باللغة الإنكليزية) .
كما لديه كتاب آخر جاهز للطبع تحت عنوان "هذه فلسفتي" .
"أما مؤلفاته المطبوعة، فثمانية منها باللغة الفرنسية، وثمانية باللغة العربية، وتسعة باللغة الآشورية. ولقد
عرفه قراء العربية منذ الستينات في كتابه الشهير "المسألة الكردية والقوميات العنصرية في العراق" الذي
كان الوقت نفسه أطروحته التي نالت إعجاب الأساتذة في جامعتي لندن وشيكاغو. كما لي الشرف أن
أبلغكم بانضمام الدكتور لوقا زودو إلى الأكاديمية الآشورية وهو عضو بارز في مجلس الإدارة
"Assyrian Accademy Board of director " .
يفيد الرفيق سامي سعد(2) في حديث معه بتاريخ 09/10/2005 ان الرفيق لوقا اصدر ملحقاً عن "البناء" باللغة الارامية السريانية في الفترة 1957 – 1958، وكان يوزعها في مناطق تواجد السريان من ابناء امتنا.
كان الملحق يطبع في مطبعة "دار الفن" لصاحبيها الامين انيس فاخوري والرفيق الشاعر ميشال ابو شديد. كان الرفيق سامي يعمل في المصيطبة.
يضيف ان قسماً من الملحق كان يطبع اما القسم الآخر فبخط اليد.
يوضح الرفيق سامي ان الرفيق لوقا ترجم كتيب التعاليم السورية القومية الاجتماعية الى اللغة السريانية.
من معلوماته عن الرفيق لوقا انه كان محامياً. 1976 غادر الى قبرص وبعد ان امضى فيها شهرين توجه الى العراق حيث اصدر في بغداد صحيفة باللغة الفرنسية باسم Iraq Aujourrd’hui . وفيها حصل على لجوء سياسي الى الولايات المتحدة .
زار الرفيق لوقا مدينة بوسطن مرتين وفي كلتيهما كان يستقر في منزل الرفيق سامي سعد وكان له الفضل في توضيح العقيدة لولديه الرفيقين غسان وداني.
أحد الأمثلة، الرفيق لوقا زودو، الآشوري، الباحث، الكاتب والمؤرخ، نحكي عنه .
*
توفي الرفيق لوقا زودو بعد مرض عضال أصاب الكريات البيضاء. ووري الثرى في مدينة فرسنو (كاليفورنيا) في 20/6/1990، وكان يعد للطبع كتاباً له بالعربية حول الديانات السورية، كذلك كان باشر ترجمة "كتيب التعاليم السورية القومية الاجتماعية" إلى اللغة الآشورية .
***
كتبه ومؤلفاته
بالإضافة إلى ما ورد آنفاً، تفيد الرفيقة كارمن كيروز أن والدها الرفيق لوقا أصدر الكتابين التاليين :
- "تاريخ الآشوريين" باللغة الآشورية .
- "إقامتي في بلاد ما بين النهرين" باللغة الفرنسية .
وإلى كتبه "المسألة الكردية"، "اتفاق الجزائر"، "من هو قورش"، فللرفيق لوقا الكتب والدراسات التالية:
- L ̉Aigle Assyrien (Assyro-Chaldeen-1935 Imp. Catholique-Beyrouth) .
- Le patriote Assyro-Chaldeen (Pome Assyro-Chaldeen 1936 Imp. Assyrien National Guard, Chicago) .
- En l’Honneur de Nos Martyrs (Assyro-Chaldeen 1938 Imp. Athra Beyrouth) .
- L’Exemple de Nos Ancétres (Assyro-Chaldeen 1940 Imp. Athra Beyrouth) .
- Crimes et Atrocites (Français 1942 Imp. Le jour Beyrouth) .
- Droit des Assyriens sur L’Assistance Allie (Français 1943 Imp. Jeanne d’Arc Beyrouth) .
- Le Monde Apres l’Ecrasement Germano-Faciste (Français 1944 Imp. Le jour Beyrouth) .
باللغة العربية :
- "ملحق النهار": "الأكراد والمسألة الكردية" .
- جريدة "الصفاء" البيروتية دراسة وتحقيق .
- الأقليات في العراق .
- اليزيدية، الصابئة.
- نشاط المرأة الآشورية في لبنان .
الكتب المعدة للطبع :
- كلنا مسلمون ...
- الوطن ملك للجميع وكلنا مسؤولون عن حمايته والدفاع عنه .
للطبع باللغة الآشورية – الكلدانية :
- "جلجامش" .
- خفايا وملابسات المسألة الكردية .
باللغة الفرنسية: Mon Sejour Aux Etats – Unis d’Amerique 1968 .
***
بطاقة هوية
• والده : فاسيل (بالآشورية خوشابا) .
• والدته : آنا .
• اقترن من السيدة خانم مالك خليل جوارو، (عقيلته متحدرة من ملوك الآشوريين، ولهذا كانت عبارة مالك قبل الاسم خليل جوارو ) .
• أشقاؤه : جان – اسكندر – وادغار .
• شقيقتاه : سوزانا وتمارا .
• رزق بثلاث بنات وصبي: الرفيقة كارمن التي اقترنت من الامين الشهيد حبيب كيروز، سويتا، مرسال عقيلة أنطون قزيلي، سرجون.
• سجن في العراق بسبب نشاطه الحزبي مرتين: الأولى عندما كان عازباً، وبقي ست سنوات وستة أشهر، والثانية عام 1956 بعد زواجه، كما سجن في بيروت العام 1962 إثر الثورة الانقلابية.
• عيّن ناظراً للإذاعة ثم منفذاً عاماً لمنفذية كسروان العام 1973-1974 .
• غادر إلى الولايات المتحدة عام 1975 ثم عاد منها في أوائل الثمانينات، ليعود ويغادر إليها مجدداً ويبقى فيها إلى حين وافاه الأجل في 20/6/1990 .
• أشياؤه الحزبية وكتاباته في الولايات المتحدة بقيت في حوزة سكرتيرته الرفيقة ليندا سرجون .
تقول منفذية الولايات المتحدة في تقرير لها بتاريخ 12/12/1990 " أن حضرة المنفذ العام (كان يتولى المنفذية الرفيق الدكتور صفا رفقة) زار الرفيق لوقا زودو قبل وفاته بثلاثة أيام، وتضيف: " توفي الرفيق لوقا وبيده كتيب "التعاليم السورية القومية الاجتماعية" .
لقد آثر وهو على فراش الموت أن تكون آخر نظراته منصبة على كتاب التعاليم وأن يكون فكره، وهو يغادر الدنيا، مشدوداً إلى القضية التي آمن بها بشكل مطلق ".
هوامش
(1) نشط في خمسينات القرن الماضي، في فترة تولي المقدم الشهيد الرفيق غسان جديد عمدة الدفاع، اذكر من ابرز
اعضائه الرفيق توفيق الجمل من دير ميماس والرفيق زهير طوقة من الجنوب السوري.
(2) من الاشرفية، غادر الى بوسطن وما زال مقيماً فيها. عمل في مجال الطباعة الى جانب الامين انيس فاخوري.
|