لنتذكر
*
عن عدد مجلة "صباح الخير" 459 تاريخ 02/12/1984
مديرية عائشة بكار تحتفل في ذكرى التأسيس
وتكرّم الأمين جبران جريج
بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أقامت مديرية عائشة بكار احتفالاً في قاعة منفذية بيروت، جرى خلاله تكريم الأمين جبران جريج بمناسبة منحه من قِبَل المجلس الأعلى في الحزب وسام سعاده بمناسبة مرور خمسين عاماً على انتمائه للحزب.
حضر الاحتفال رئيس المجلس الأعلى الأمين الدكتور مروان فارس، وعضو المجلس الأمين جوزيف سبعلي وعميد العمل والأمناء الدكتور عبدالله سعاده، جبران جريج، محمد جبلاوي، بديع خوري ومحمود غزالة، إضافة إلى أعضاء هيئة منفذية بيروت وحشد من الرفقاء والمواطنين.
افتتح الاحتفال الرفيق خليل بعجور، مدير عائشة بكار، تكلّم بعده الدكتور عبدالله سعاده، ثم قطع الأمين جبران جريج قالباً من الحلوى. بعد ذلك تحدث رئيس المجلس الأعلى الدكتور مروان فارس، وزّعت بعدها المديرية على المواطنين والرفقاء كتيّب تضمّن محاكمة الزعيم الأولى أمام المحكمة الانتدابية الفرنسية عام 1936، تناول بعدها الحضور الحلوى والمرطبات وسط أجواء من الفرح والبهجة والأناشيد الحزبية.
كلمة الأمين الدكتور سعادة
سسألت نفسي مراراً على ما راهن عليه أنطون سعاده عام 1932 بإنشاء هذا الحزب الثوري، وما هي المعطيات التي شجّعته على الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة الجبارة. كل ما كان قائماً في الأمة لم يكن يشجع على هذه الخطوة. لم تكن للأمة كلها مؤسسة قومية واحدة. كل المؤسسات كانت إقطاعية عشائرية إقليمية رجعية أو طائفية. سايكس بيكو قطع أوصال الأمة، الاستعمار يربض عليها بأشرسه البريطاني والفرنسي واليهود بوعد بلفور يتسللون إلى فلسطين، الطائفية في أوج اشتعالها، المسلمون المحمديون لا يوافقون على الانتماء إلى لبنان في ظل دولة الانتداب والمسيحيون يرون بفرنسا الأم الحنون.
ماذا شجّعه؟ علامَ راهن هذا الرجل؟ أية ثقة بالنفس غير عادية وأية شجاعة غير عادية وأي تحليل علمي موضوعي عقلاني سهّل لهذا الرجل أن يُنشئ الحزب السوري القومي الاجتماعي بهذه الأدغال من التناقضات والعداوات. الذي شجّعه هو إيمانه بالحقيقتَين، الاجتماعية والقومية، ثقافته العلمية ووعيه العلمي وإدراكه المستشرق بالتطورات الطبيعية التي تنشأ في متحد كمتحدنا في لبنان أو مجتمعنا في الأمة السورية. هذا الوعي العلمي الشامل لحقيقة وضعية الأمة وتخلّفها الاجتماعي وتجزئتها القومي صاحبه وعي إلى حقيقة وحدتها الطبيعية التاريخية الثقافية الاقتصادية النفسية، شرايين الحياة في الأنهار التي تهب الحياة، والأرض تشكّل قوساً في قمة تجري في الصحراء. تتجمّع على هذه الشرايين في شط العرب إلى وادي الرافدين إلى العاصي إلى سواقي لبنان إلى الأردن.
في هذه المنطقة نشأت أقوام ومتحدات تخاصمت، تقاتلت، تفاعلت وتوحّدت في نهجها الإنساني، في وعيها الثقافي في رسالتها التاريخية في مهمتها الأساسية.
وعى هذا الرجل هذه الحقيقة الثقافية التاريخية وهذا الوضع الطبيعي الجغرافي الأرضي Geopolitique أي الجغرافية السياسية، فأكد كما أكّد قبله علماء الاجتماع أن هذه البيئة تشكّل وحدة طبيعية، أضاف إليها أنّ هذه البيئة تشكّل وحدة ثقافية إنسانية اجتماعية. لم تقف شجاعته عند هذا الحد، عند اكتشاف الحقيقة. كما قلنا، تصدّى لكلّ عوامل التفتيت والتأخير والتقسيم، ولم يكتفِ ببيان أو خطاب أو مقالة أو كتاب أُسس الحزب السوري القومي الاجتماعي. ويلفتني ويلفتكم أنّ الحزب السوري القومي كان اسمه أولاً، والاجتماعي وردت في صلب مبادئه ثمّ أكدها بالاسم السوري القومي الاجتماعي الذي جعل القضية القومية مهمّته الأساسية. لم يضع في مثل الشعارات الأساسية لعلمه أية إشارة للقضية القومية. اكتفى بالمُثُل العليا: الحرية، الواجب، النظام والقوة. لم يُشر في مثله الأساسية إلى القضية القومية، هل لأنها ثانوية؟ كلا، لأنه أراد بناء نهضة للأمة عندما تسود الحرية وينشأ الإنسان الحرّ في أمتنا، وعندما يقوم هذا الحر بواجبه بنظام تتشكّل قوة تلفظ حقيقة الأمة السورية ووحدتها على التاريخ.
وأكّد هذه القيم، ولطالما سمعته شخصياً يردّد ويشدّد على هذه القيم، الحرية الواجب النظام القوة، بعضنا من كثرة تكرارها بدأ يملّ من تردادها أو يعتبرها بديهيات عادية، ولكنها هي في أساس وصول الحزب إليكم أيها الشباب. لولا هذه القيم وهذه المثل الجامعة للقوميين الاجتماعيين تشدّهم وحدة متماسكة لهذه القيم، لما كان الحزب السوري القومي الاجتماعي وصل إلى الصبايا والشباب الآن، كان بقي كتاباً يعتليه الغبار في مكتبة من مكاتب بيروت، وقام فحاربوه، ونحن اليوم لا نزال في حرب.. من هم المحاربون آنذاك؟ من الذي حارب أنطون سعاده؟ حاربه الاستعمار الفرنسي – البريطاني والوريث الأسوأ الأميركي بإمبرياليّته، حاربه الرجعيون من سوريين وعرب، ومن يحارب قضية سعاده اليوم الرجعيون من سوريين وعرب، حاربه الطائفيون فثارت ثائرة المسيحيين عليه أنه يريد أن يرميهم في أحضان المسلمين ليقتلوهم، وثارت ثائرة المحمديين عليه لأنه يريد أن يتدخل في الشريعة ويحكم العقل كأساس شرعي أعلى بدل الشرع المطلق المنزل من السماء. حاربه الطائفيون من الجهتين، ومن يحارب قضية الأمة اليوم؟ الطائفيون من الجهتين. حاربه الإقطاعيون لأنه ببرنامجه الاجتماعي طلب إلغاء الإقطاع، والإقطاعيون يحاربون قضيته اليوم. حاربه الرأسماليون الاستغلاليون، وهؤلاء أداة تنفيذ الرجعية العربية والسورية ضدّ كل تغيير إلى الأمام، وهؤلاء يحاربون قضيته اليوم، وحاربه وتآمر على قتله أذكى أعدائه وأعدائكم الصهيونية. فهموا خطورة هذا الحزب وكرّروا إدراكهم لخطورة الحزب أكثر من مرّة، ومؤخراً وردت على ألسنتهم بمناسبات عديدة، فتآمروا مع حلفائهم الاستعماريين لقتل أنطون سعاده، فيتآمرون اليوم لقتل قضية الأمة التي من أجلها كان واستشهد سعاده.
لا نزال في نفس المناخ من الصراع، الفرق واحد. سعاده كان فتى يحتضن مؤسسة وحزباً، أصبح سعاده حزباً يحتضن قضية وأمة. هذا الانتقال من الفكر، من القيادة إلى الشعب، إلى الشباب، إلى الصبايا، إلى الطالب، إلى العامل، إلى الفلاح، إلى المثقف، إلى الحر، إلى المتدين الذي يفهم الدين رسالة إيمان ومحبة لا رسالة كراهية وطائفية. هذا الزخم الجديد الطالع بين أشواك الطائفية والإقطاعية والرجعية والإمبريالية والكتائبية والانعزالية والصهيونية. نؤمن أنّ أصالتكم التي كرّسها سعاده بالكلمة والحياة والاستشهاد، والتي كرّسها الحزب بالثبات والاستمرار والولاء والانضباط، لا بدّ أن تخنق الشوك فتنتصر العين على المخرز، والوردة على الشوك. وثقوا أنّ المستقبل لكم، ولن يكون لسواكم. نحن في نضالنا نؤمن بالنضال الجبهوي، إنّ كل من يصاحبنا خطوة على طريق صراع التنين هو حليفنا في هذه الخطوة، من مشى معنا شهراً كان حليفنا شهراً، ومن مشى معنا سنة كان حليفنا سنة، ومن مشى سنوات كان حليفنا سنوات، ومن مشى معنا على طول كان قومياً اجتماعياً.
لا أتواضع ولا أغتر، أنتم القيمة الوحيدة الباقية في هذه الأمة، كل قيمة سواكم تطمح أن تصل إلى مستواكم، وتعجز، ولا أستثني قيمة.
أذكر فيما أذكر رجلين من ذكرياتي التاريخية؛ الأول هو يوسف السودا، والثاني هو إسكندر الرياشي صاحب "الصحافي التائه" الذي أعلن ويعلن "قبضت وأقبض وسأقبض، والذي قال كنت المسؤول الأول في المكتب الثاني الفرنسي"، ماتت زوجته فذهبت عام 1969 لأعزّيه، وكان معي الأمينَين عيسى سلامة وجورج صليبا كان معتكفاً في غرفة النوم، ولداه استقبلاني وأخبرا والدهم. دخلنا إليه، أولاً رجاني أن أبرئ ذمته من الوشاية بأنطون سعاده زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، قال لي: كنتُ وإيّاه نأكل في مطعم واحد يومياً، وكان أثناء الطعام يتحدث بلغة غريبة لا أفهمها، قاموسه غير قاموسي، قيم مثل مبادئ، أمة، متحد، قومية، مصير، لغة جديدة عليّ. بعد عدة جلسات مع هذا الرجل وصلت إلى قناعة من قناعتَين؛ إما أنه عبقري فوق محدودية عقلي، أو أنه مجنون. ففضّلت أن أعتقد أنّه مجنون، وإذ بي أفاجَأ أنّه مؤسس حزب سري ضدّ فرنسا، وأنا أهم واحد بالمكتب الثاني الفرنسي، ظننت أنّ الأمن العام الفرنسي سيلاحقني، لأنني لم أفشِ به، فهربت اختفيت أسبوعين لم يطالبني أحد، وبعد أسبوعين ذهبت إلى المكتب، قالوا لي: "عرفت شو صار بغيابك؟ قام أنطون سعاده بإنشاء حزب سرّي خطير دوخ الدنيا، ضدّ فرنسا". "فأنا لم أشِ به ليس من طيب عنصري، بل من جهلي به، فأرجوكم طهروا سمعتي بأنني وشيت بالزعيم. أما اليوم، فإنني أقول لكم ليس في لبنان قيمة إلا أنتم، حافظوا على هذه القيمة بنقائها، بقيمها، بصدقها، باتزانها، بشجاعتها، بصراحتها، إذا فقدها لبنان فقد مبرر وجوده". أنتم تحملون أمانة تاريخية، أمثال جبران جريج وأمثالي اؤتمنّا على الرسالة وقمنا ما باستطاعتنا وحقّنا أن نتّكل عليكم، حقنا أن تُنقَل البندقية من كتفنا إلى كتفكم، الكلمة من مخزوننا، العرق من جبيننا إلى جبينكم، السجن من حصتنا إلى حصتكم، الموت في سبيل الحياة من شرفنا إلى شرفكم.
دون غرور، وأنا أعتزّ بكم، أتحداكم هل أنتم قادرون على حمل هذه الرسالة؟ تجيبون بلى، ولكن الجواب التاريخي كيف تجسّدون هذه البلى، كيف تحافظون على نصاعة وجه قضيّتكم على قيمها، على مثلها، على ثقافتها، على نهضويّتها، على تقديس الحرية لها ولكل مواطن للقيام بواجبكم على التقيّد بنظامكم، على التمتّع بالقوة التي هي القول الفصل في إقرار الحق القومي أو إنكاره. هذا التحدي يواجهكم، نحن أوصلنا الرسالة بهداية المعلم من عشرات تعد إلى مئات وآلاف نعد بهم الشهداء، إذا أوصلتم أنتم الرسالة بمثل ما قمنا، يصحّ قول المعلم لو شئنا أن نهرب من درب النجاح والنصر، لما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
كونوا لبقين ولا تعتريكم عنجهية الجاهلية أو عزّة بالشتم، اجمعوا القوة مع التواضع، والحكمة مع البساطة، والعزم مع المحبة، والردع للعدو بأفتك ما يمكن وردع المواطنين بأعنف ما يمكن من المحبة المبنية على القوة الفاعلة. نحن نحب وطننا لأننا أبناء الأرض، لأننا من هذه الأرض. قال أحد رجال الكهنة بطريرك العرب المرحوم إلياس معوّض، قال في اجتماع: أنا ما آمنت بالله إلا عن طريق الأرض، الأرض هي الطريق إلى الله، إذا تنكّرتم للأرض تنكر لكم الله. الله لا يريد أذلاء في الدنيا أعزّاء بالإثم، الله يريد أعزّاء بالأرض لمجد الأرض ومتحد الأرض وأمة الأرض وشعب الأرض لكي تكون حقيقة الله فاعلة بين الناس.
الطائفيون أبغض الناس على الدين، لا تصدقوا طائفياً أنه تاجر بمقدسات الدين ولا تركنوا لطائفي يحالفكم اليوم لأنه يحتاجكم، وإذا ما استقوى سيستقوي عليكم، سيروا معه وحاولوا أن تربّوه على الثقة واحترام التحالف، كونوا حذرين، كونوا واعين، حليفكم الجرح والدم والسجن ولتحي سورية.
الأمين جبران جريج
ثمّ تكلم الأمين جبران جريج عن الرسالة التي حملها، والتي سيحملها أجيال لم تولد بعد، فقال:
جميل جداً أن نذكر شهداءنا، وبصورة خاصة شهداء هذه المديرية، ولكن بالوقت نفسه أذكر الرفيق محمد طرابلسي الذي توفاه الله وهو قومي اجتماعي وكان مدير هذه المديرية.
ورفيق آخر، الذي مات وهو قومي اجتماعي سليم جمال الدين، الذي لم يترك لحظة من لحظات حياته إلا وعمل في سبيل الحزب. وتجمعنا به ومع كثير من أعضاء هذه المديرية والقدماء تاريخياً، والذين لا يزالون شباباً بالعزم والقوة كثير من الذكريات.
أعتزّ وأنا أمدّ يدي وأقطع هذه الحلوى بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين من تاريخ الحزب، وبهذه المناسبة أقول إنني أول عضو في هذا الحزب قضى خمسين عاماً في جهاده ونضاله. بِاسم سورية وسعاده تهانيّ لكم، وعسى أن تمضوا في حياتكم حياة مديدة حتى تروا أنتم أيضاً أجيالاً لم تولد بعد.
*
جبل العرب يشيّع الرفيق الأمير يحيى حسن الأطرش
بعد صراع طويل مع المرض، فارق الرفيق يحيى حسن الأطرش الحياة في الثاني من تشرين الثاني 1984، فشُيّع جثمانه في موكب مهيب اشترك فيه أبناء الجبل والجوار والغوطة ووفود عن الهيئات الرسمية والمنظمات.
الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك بوفد رسميّ حمل إكليل الزهر بِاسم رئيس الحزب عصام المحايري. وقد ضمّ الوفد عميد الإذاعة والإعلام في الحزب الأمين حافظ الصايغ والأمين جميل العريان.
أمام الحشود التي حضرت المأتم، ألقى عميد الإذاعة كلمة أشاد فيها بتاريخ الفقيد وعائلته النضالي، كما أكّد على وحدة المصير القومي المتمثّل بالصمود السوري وبالمقاومة الوطنية اللبنانية التي تخوض حرب الشعب القومية بوجه العدو، وأشار إلى تقدير القوى الوطنية على الساحة اللبنانية لأبناء شعبنا في سوريا، وللقيادة الحكيمة التي تدعم صمود لبنان ونهوضه.
الفقيد في سطور
في جو يخنقه دخان البارود ويعكّر صفوه أزيز الرصاص، وعلى أرض أحرقتها قنابل الطائرات والمدافع، وفي نزوح مستمر وتنقّل متواصل هرباً من قصف الطائرات وضرب المدافع وفي الثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش (القائد العام للثورة السورية) والتي كان والد الفقيد الأمير حسن الأطرش أول المنضمين إليها والمنخرطين في صفوفها مع أبناء الجيل الأشاوس، أبصر الفقيد النور في عام 1926 واستنشق عبير النضال والجهاد مع أول دفعة هواء تدخل رئتيه. ورافق أهله وذويه التشرد والنزوح في الجبل والأزرق داخل حدود الكيان الأردني إلى أن عاد مع العائدين إلى ديارهم في العام 1927.
بدأ تعليمه الابتدائي في مدارس الجبل، ثم انتقل إلى مدارس دمشق ولبنان حيث أتمّ تحصيله الإعدادي، فانقطع عن الدراسة وعاد إلى قريته عرى يشارك والده الأعمال الزراعية ليس في الإشراف فقط، بل كان يعمل بنفسه يقود الآلات الزراعية ويعمل على صيانتها والمشاركة في إصلاحها، حيث كان له إلمام في الأعمال الميكانيكية.
نشأة الفقيد في أحضان الثورة دفعت به لأن يكون ثائراً، فبحث عن تنظيم يحقق له طموحاته فوجد ضالته في الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتمى إليه في أوائل الخمسينات، ومارس عمله الحزبي بنشاط. وفي شهر أيار من عام 1955 اعتقلته الشرطة العسكرية بعد أن ضبطت عنده بعض المنشورات والمطبوعات الحزبية وساقوه إلى سجن المزة العسكري، حيث بقي فيه حتى أواخر العام نفسه حيث أُخلي سبيله بكفالة. ثم نزح إلى لبنان مع والده لأسباب سياسية، ومن هناك هاجر إلى ليبيريا ثم انتقل منها إلى فنزويلا وعاد بعدها إلى الجبل لممارسة أعماله الزراعية إلى أن توفي والده الأمير حسن الأطرش في أوائل أيلول 1977 وولّاه أبناء الجبل ثقتهم في يوم مشهود.
كان الفقيد الكبير يتمتع بكثير من الصفات الطيبة، ويتحلى بالكثير من المزايا الحميدة التي جعلته قريباً من الجميع وحبيب إلى قلوب الجميع، ولذلك لخسارة به فادحة والخطب جسيم.
*
من يوسف السودا الى الأمين د. عبد الله سعادة
يوسف السودا، المحامي الكبير وقد دافع عنّا في الثورة الانقلابية، فزرته في مستشفى الجامعة وهو على فراش الموت، وهو أبو المدرسة اللبنانية قبل الكتائب. دعاني إلى قربه، قرب سريره، وقال لي يا عزيزي الدكتور عبدالله ليس في هذا البلد قيمة تستحق الاحترام إلا أنتم. أنا حاربتكم من موقع مبدئي، شكراً لثورتكم الانقلابية، كشفت أخطائي، أقول لكم احرصوا على هذا الحزب، إذا ضاع هذا الحزب لن يبقى شيء ذو قيمة في لبنان.
|