المعلومات ادناه وردت في رسالة للرفيق يوسف الجبري، بتاريخ 28/12/1989 ننقلها كما وردت آملين من مديرية تورنتو ان تضيف ما يفيد من معلومات لجهة سيرة الرفيق يوسف الجبري، وصورة له، او أكثر، مع رفقاء له في تورنتو.
*
انتميت للحزب سنة 1950 في مدينة إربد بالأردن، على يد كلٍّ من الشهيد محمد أديب الصّلاحي(1)، الأمين فريد عطايا(2) والرفيق ظافر حشيشو.
ومنذ انتمائي للحزب كنت، ولا أزال، مؤمناً إيماناً قويّاً بالقضية، وعاملاً باندفاع غير محدود نحو تحقيق أهداف الحزب، ومدافعاً عنه وعن أفكاره، وناشراً لمبادئه متخطياً كل العراقيل والصِّعاب والسجون التي كانت تعترض طريقي من أجل تحقيق تلك الأهداف. مثلاً، من تلك العراقيل والصعاب، دخولي السجن عدّة مرّات؛ أوّلها بسبب حادث مقتل رياض الصلح، حيث أُلقي القبض على عدد من القوميين الاجتماعيين برهن التحقيق وكنت واحداً من هؤلاء، وصادف أن قُتل الملك عبدالله بعد ذلك بفترة، فبقينا بالسجن ولم يُفرَج عنّا إلّا بعد أن انتهى التحقيق بالحادثين.
ودخلت السجن مرّات أخرى، بسبب معارك الحزب مع الشيوعيّين وأحزاب أخرى، ودخلت السجن أيضاً بسبب معهاركنا نحن القوميّين مع بعضنا البعض، غلى إثر الانشقاق الذي أحدثه جورج عبد المسيح عام 1957.
كما دخلت السجن على إثر مداهمات كانت تجريها الشرطة الأردنية على أمكنة اجتماعاتنا، بحجّة أنّنا نعقد اجتماعات لحزب غير مرخَّص.
ومِن الصِّعاب التي كانت تعترض طريقي، من دون أن تثنيني عن عزمي في فترة ما بد منتصف الخمسينات، محاربة الحركات الحزبيّة لي، التي كانت تعمل في المدينة آنذاك، من بعثيّين وشيوعيّين وأخوان مسلمين وحزب تحرير إسلامي، حيث كانوا يحاربوني في لقمة العيش ويدعون لمقاطعتي حيث كنتُ أملك متجراً لبيع الأقمشة ومحلّين للخياطة الرجالية والنسائية.
وعلى إثر تحسّن الأوضاع السياسية لفترة قصيرة بين الشام والأردن، أخذت المخابرات الأردنيّة والشاميّة تداهم بيوت القوميّين ليلاً، بحثاً عن جورج عبد المسيح على إثر إخباريّات كاذبة، وكان بيتنا يُطوَّق ويُداهَم عند الصباح الباكر باستمرار، وعلى فترات متقطّعة لمدّة شهرَين.
وقد لبَّيت نداءً كان قد وجّهه المركز للوحدات الحزبيّة في الأردن للالتحاق بدورة تدريبيّة عُقدت في بيت مري في لبنان، وتركت عملي في الأردن والتحقت بتلك الدورة وأنهيت فترة التدريب تلك.
وعلى أثر تحسّن العلاقة بين معتمديّة الحزب في الأردن والحكم الأردني، تقرّر في المعتمديّة، بعد التشاور مع المركز، أن تتقدّم المعتمديّة بطلب ترخيص للحزب للعمل علني، إذ تقرّر أن يُقدَّم طلب الترخيص بِاسم عضوَين من كلّ منطقة من مناطق الأردن، وكان اسمي واحداً من اسمَين قُدِّما عن منطقة لواء عجلون. واستمرّينا بالعمل، إلى أن حدث الانشقاق الذي سبّبه عبد المسيح بسبب ذيول حادث عدنان المالكي؛ فقد تراجع العمل الحزبي بشكل ملحوظ في الأردن بشكلٍ عام، وفي مدينة إربد بشكل خاصّ، شلّه كلّياً أو كاد، وذلك بسبب أزمة الثقة التي ارتجّت عند الأعضاء؛ فمنهم من قعد، ومنهم من ابتعد، ومنهم من وقف بين بين، الأمر الذي أحدث ردّات فعل مؤلمة عند الكثير منهم.
وفي سنة 1968، وبعد مرور سنة على حرب الأيام الستّة التي تركت في نفسي ما تركت من مرارة وحسرة على الخسائر الكثيرة، وفقدان جزء كبير من الوطن واستشهاد العدد الكبير من المواطنين، ومنهم أخي الذي كان طبيباً عسكرياً بالجيش الأردني، هاجرت إلى كندا ومعي زوجتي وولديّ صبيّ وبنت، نزلنا مدينة تورنتو حيث حيث اتّصلت بالمسؤول الحزبي آنذاك الرفيق سيف حكيم، والتحقت بالوحدة الحزبية وبدأت أمارس نشاطي الحزبي، وتسلّمت مختلف المسؤوليات الحزبية، مثل: مدير، مفوّض، ناموس، محصّل، مذيع ومدرّب. ومنذ قدومي وحتى الآن وأنا أحمل إحدى المسؤوليات بدون انقطاع. وقد أظهرت نشاطاً ملحوظاً وتقدّماً بالعمل القومي الاجتماعي بين أفراد الجالية والجمعيّات والمؤسسات، الأمر الذي أتاح لي أن أنال ثقتهم وأصبح من المسؤولين في جمعيّاتهم لفترة طويلة، كما أظهرت نشاطاً كبيراً ضمن نطاق عملي المهني المهنيّ والتجاريّ، نلت على أثره ثقة من كنتُ أعمل معهم، وقد حقّقت ضمن عملي المهني والتجاري نجاحاً ماديّاً لا بأس به.
*
في العمل الحزبي
لقد داومت على القيام بعملي الحزبيّ دون انقطاع منذ قدومي إلى كندا سنة 1968 وحتى الآن، حيث كنتُ أقوم بكلّ ما يُطلَب منّي القيام به، فقد كنتُ أقوم بكل النشاطات المقرّرة، وقد كنتُ قدوة بدفع وقيمة الاشتراكات والتبرّعات، وكمسؤول، سواء كنتُ مديراً أو عضواً أو في أيّ مسؤولية أخرى، كنتُ المعبّر عن فكر الحزب وأهدافه وأخلاقه ومناقبه، وقد أرسل لي مرّة الأمين سيف حكيم وكان مسؤولاً تلك الفترة رسالة تنويه وتقدير بهذا الصدد.
أودّ هنا أن أذكر حادثة حدثت في الآونة الأخيرة، تدلّ على مدى ثقة ورأي الرفقاء بي، فبعد إعلان حالة الطوارئ وحدوث "الانشقاق"، انقسم رفقاء تورنتو إلى عدة فئات؛ منهم من لا يريد أن يعمل، ومنهم من يريد أن ينتظر حتى تنجلي الأمور، ومنهم من يعتبر أنّ الجهتَين مخطئين ولا يريد أن يتعاون وعضويه عملاً مع المجلس الأعلى المنشق.
وبعد محاولات كثيرة، من زيارات ولقاءات واجتماعات، كنتُ ورفقاء آخرين نجريها مع الرفقاء كي نشرح الحالة ونشرح أسباب وظروف إعلان حالة الطوارئ، من دون الوصول إلى النتيجة الحاسمة المطلوبة.
في تلك الأثناء، أعلن الرؤساء مبادرتهم، فجمعنا الرفقاء مجدداً لنتابع معهم ضرورة اتخاذ موقف والانتظام بالعمل الحزبي، إلّا أنّهم أعلنوا جميعهم أنهم يريدون تأييد مبادرة الرؤساء، ويريدون انتخابي لأكون مسؤولاً عنهم لتلك الغاية المحدّدة، والانتظار لما سيحدث عن مبادرة الرؤساء. وفعلاً تمّ انتخابي بالإجماع، وقد سجّل تلك الجلسة آنذاك الرفيق ريمون الجمل، مديرنا الحالي، بخطّ يده. وأرسلت رسالة بهذا الصدد للعلم للأمين لبيب ناصيف موقّعة من كل الرفقاء، كلّ بجانب اسمه. أردت أن أورد هذه الحادثة لأُظهر مدى هذه الثقة التي أعتزّ بها أشدّ الاعتزاز.
*
في النشاط مع الجالية
لقد كنتُ، ولا أزال، نشيطاً وفعّالاً بين أفراد الجالية وجمعيّاتهم ومؤسساتهم، وكنتُ أقوم بهذه النشاطات بناءً على خطة وتعليمات من الوحدة الحزبية، على على أثرها ثقتهم واحترامهم، فقد انتُخبت ثلاث مرّات عضواً إدارياً في مركز الجالية العربيّة في تورنتو، وانتُخبت مرّة أميناً للصندوق، وانتُخبت لثلاث مرّات ممتالية لأن أكون عضواً في هيئة "الكرفان" العليا، الكرفان نشاط يقوم به المركز العربي كل سنة بالاشتراك مع الجمعيات السوريّة والعربيّة، يحتوي على عرض ثقافي وفنّي وتاريخي عن الوطن، يزوره عدد كبير من أفراد الجالية والمواطنون الكنديّون.
وكنتُ أمثّل الحزب في الحركة الوطنيّة اللبنانيّة على مدى الفترة التي كانت تعمل فيها في تورنتو، وأذكر مرة أنّ إنعام رعد في إحدى زياراته لمدينة تورنتو، وكان حاضراً لاجتماع للحركة الوطنية اللبنانيّة، فطلب منّي أن أغادر الاجتماع مع أني كنتُ أمثّل الحزب، بحجة أنني غير لبنانيّ، ولا يجوز حسب رأيه أن يكون غير لبناني مسؤولاً فيها.
وكنتُ ولا أزال أمثّل الحزب وألقي كلمته في المناسبات التي تقيمها الجمعيات والحركات والمؤسسات العاملة في تورنتو.
ومرّة اختارني القضاء الكندي لأجلس كمحكّم مع لجنة محكّمين للنظر والحكم في جريمة قتل.
*
في النشاط في مجال عملي التجاري والمهني
لم أوفّق في عملي كخيّاط في تورنتو لكثرة معامل الملابس الجاهزة، فاضطررت أن أشتري تاكسي أجرة وأعمل عليها، فوفّقت بهذا العمل واشتريت ثلاث تاكسيات أخرى، أعمل على تأجيرهم، ويدخلني منهم دخلاً لا بأس به، واشتغلت أيضاً بتجارة العقار فوفّقت جداً بهذا المجال، حيث اشتريت عدّة شقق وبيوت وقطع أراضي تاجرت بها، ولا زلت أملك بعضاً منها ويدخلني منها دخلاً لا بأس به.
وفي مجال عملي كصاحب لعدد من تاكسيات مطار تورنتو، فقد انتُخبت لعدّة مرّات لمجلس إدارة جمعية أصحاب تكسيات المطار، وانتُخبت مرة رئيساً لتلك الجمعية مفرّغاً براتب أسبوعي محترم.
هذه الجمعية تضمّ ثلاثمئة عضو، كل واحد منهم يعمل برأس مال قيمته 150000 مئة وخمسون ألف دولار "ثمن نمرة التاكسي والسيارة"، عدا عن أهميّة دخله اليومي الذي كان من واجبي أن أهتمّ به، ومن المعروف أنّ أصحاب التاكسي وسائقيها لا يعطون ثقتهم بالسهولة، حيث أنّ رأس مالهم ودخلهم اليوميّ له أهميّة وعلاقة بانتخابهم لرئيس جمعيّتهم. استلمت الجمعيّة وكانت مديونة بحوالى 25000 دولار، وتركتها بعد سنة وكان رصيدها 15000 دولار، وأصبحت موضع ثقة من إدارة المطار يأخذون رأيي بكثير من الأمور التي تتعلّق بموضوع مواصلات الركّاب بواسطة التاكسي ووضع تسعيرة لتلك المواصلات.
تورنتو – بتاريخ 28/12/1989.
*
هوامش
(1) اديب الصلاحي: للاطلاع على النبذة المعممة عنه مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) فريد عطايا: كما آنفاً.
|