عرفت عكار الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ ثلاثينات القرن الماضي.
فيها برز العديد من الأمناء والرفقاء القوميين الاجتماعيين في الوطن وفي الكثير من المهاجر. عن عدد من هؤلاء كنت كتبت نبذات تضئ بما توفر لدي من معلومات، عن سيرهم الشخصية ومسيراتهم الحزبية. منهم على سبيل المثال، ابراهيم حبيب طنوس،وليم بحليس، ابراهيم حنا خوري، ساسين حنا ساسين، نقولا داود(1).
عن غيرهم من رفقاء المهجر، وفي عكار، يصح أن نكتب تباعاً، فعكار غنية جداً بالمناضلين القوميين الاجتماعيين الذين تميزوا بحضورهم الحزبي، فمن الوفاء ان نعرّف الرفقاء حديثي الإنتماء عنهم، وأن نبقيهم في ذاكرة حزبهم. وإذا كنت تأخرت في الكتابة عن أحدهم، أو عن البعض منهم، فلأن الضغوطات تتراكم وتتضاعف، فليعذرني كل معني بأي نبذة، إذا ما تأخرت، آملاً ان أتمكن في ما بقي لي من سنوات العطاء، أن أفي أكثر عدد من المناضلين حقهم على حزبهم، فيكون لهم حضورهم في ذاكرته وفي تاريخه.
وهنا أود أن أوضح أني لا اؤرخ لسيرة ومسيرة الرفقاء المناضلين، إنما أقدم إضاءة تعريفية عنهم، فإذا رغب أي فرع حزبي أو أي رفيق أن يكتب السيرة الكاملة للرفيق الراحل، أو مسيرته الحزبية الغنية بالنضال والمواقف المشرفة، فيصدر ذلك في كتيّب، أو في كتاب، فهذا متروك لأي منهم.
***
عرفته منذ أولى سنوات إتنمائه الى الحزب عام 1969، ورافقت مسيرته مديراً، ناظراً للإذاعة، ناظراً للتدريب، منفذاً عاماً، فمندوباً سياسياً، عميداً للدفاع، عضواً في المجلس الأعلى، عضواً فرئيساً للمكتب السياسي، نائباً عن عكار عام 1992، ثم وزيراً للتعليم المهني والتقني.
والتقيت به كثيراً في آخر هيئة للمجلس الأعلى، كنت ناموساً للمجلس، وكان الأمين حسن يحضر الجلسات كلما ساعدته عافيته.
أسأله بلهفة، كيفك؟ لم أسمع منه أنّة أو شكوى. يبتسم. "منيح": "إلا انه لم يكن منيحاً". فالداء كان يقتات من عافيته، إلا انه لم يصل الى جبروته وعنفوانه.
*
وفاته
صباح يوم الأحد 22 آيار 2005، ترجل الأمين حسن عز الدين عن صهوة النضال وقد غلبه الداء الخبيث بعد صراع مرير واجهه ببطولة وجرأة هما من مزاياه. فنعى الحزب أحد قيادييه البارزين، عضو المجلس الأعلى، الوزير والنائب السابق الأمين المناضل حسن عز الدين.
جاء في النعي الذي نشرته " صوت النهضة" في عددها أول تموز 2005:
" ينعي الحزب السوري القومي الاجتماعي الى السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود والى الأمة بكل مناضليها وأحرارها، أحد قيادييه البارزين عضو المجلس الأعلى والوزير والنائب السابق الأمين المناضل حسن علي عز الدين الذي وافته المنية صباح يوم الأحد 22/5/2005.
" بوفاة الأمين حسن عز الدين، عشية الاحتفال بعيد المقاومة والتحرير وعشية استحقاق الانتخابات النيابية التي كان مرشحاً فيها عن دائرة عكار، يخسر الحزب السوري القومي الاجتماعي قيادياً بارزاً، ويخسر أهالي منطقة الشمال عموماً وعكار خصوصاً قائداً صادقاً صدوقاً ورجلاً مقداماً، صاحب سمعة طيبة، منح حزبه كل حياته، ومنح محبيه وأصدقاءه كل عطاء، ففاز بثقتهم الغالية ومحبتهم المخلصة.
"عرف الأمين حسن بقدوته النضالية وبمناقبيته وأخلاقه، وجسّد في حياته قيم التضحية والعطاء، متخذاً من مبادئ النهضة السورية القومية الاجتماعية التي آمن بها شعاراً له ولعائلته.
" كان صلباً في مواقفه، شفافاً في عمله الحزبي والسياسي والتشريعي، قريباً من قضايا الناس وهمومهم، أدى قسطه للعلا في خدمة حزبه وقضيته وأبناء شعبه ويشهد له عارفوه وأبناء منطقة عكار والشمال اهتمامه بالشأن العام لا سيما في مجال الخدمات الإنمائية العامة الأمر الذي ميّزه عن الكثيرين.
" إن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي آلمه هذا الرحيل المبكر، يعاهد الأمين الحبيب وكل الشهداء والمقاومين أنه سيبقى على العهد والوعد، حاملاً مشعل الحرية، متابعاً مسيرة النضال، من أجل تحقيق غايته في الوحدة والحرية والاستقلال، ومن اجل استعادة الحق السليب في فلسطين والجولان ولبنان وكل شبر من أرضنا المغتصبة.. كما سيظل حزبنا يعمل بكل عزيمة صادقة من أجل قيامة لبنان المقاومة والتحرير والانتصار، لبنان المنتمي الى بيئته الطبيعية ومحيطه القومي، والمقاوم لكل المشاريع المعادية.
والأمين الراحل من مواليد ذوق الحصنية- عكار 1946.
• انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1969.
• تحمل العديد من المسؤوليات الحزبية المحلية والمركزية: مدير مديرية، ناظر إذاعة، ناظر تدريب، منفذ عام لمنفذية عكار، منفذ عام لمنفذية طرابلس، مندوب سياسي لمنطقة الشمال حيث لعب دوراً مميّزاً في دفع العمل الحزبي والجبهوي من خلال تأسيس حركة الأحزاب والقوى والهيئات، وكان له دور فاعل في التصدي لكل محاولات المس بوحدة أبناء منطقة الشمال.
• إختير عضواً في لجنة النقد الذاتي عام 1973، وعين معتمداً مركزياً للسعودية من العام 1981 حتى العام 1985.
• عين عميداً دون مصلحة وعميداً للدفاع أكثر من مرة، وشغل مسؤولية رئاسة المكتب السياسي المركزي عام 1993حتى العام 1994 وبقي في عضوية المكتب السياسي المركزي حتى تاريخ وفاته.
• انتخب عضواً في المجلس الأعلى لثلاث دورات حتى وفاته.
• تحمل مسؤوليات قيادية في جبهة المقاومة الوطنية.
• حائز على رتبة الأمانة في العام 1981، وعلى تنويهات رئاسة الحزب في العام 1972 والعام 1987.
• أنشأ عائلة سورية قومية اجتماعية قوامها المرحوم ثائر، الرفيقة اليسار زوجة الرفيق د. عبد الحكيم ضاهر، والرفيق أسامه.
• جعل من بلدته الحصنية قلعة قومية اجتماعية.
• مارس مهنة التدريس مطلع شبابه... حائز على إجازة جامعية في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية.
• إثر انتخابات 1972، أحيل الى المجلس التأديبي العام بسبب نشاطه الحزبي فترك الوظيفة وسافر الى السعودية، ليعود بعدها الى الوطن مطلع العام 1975 ويشارك في مسؤوليات حزبية ونضالية.
• انتخب نائباً عن منطقة عكار ضمن محافظة الشمال في دورة العام 1992.
• عين وزير دولة لشؤون التعليم المهني والتقني في العام 1992، حيث أشرف على تأسيس هذه الوزارة التي باتت في غضون أشهر من الوزارات الحيوية، وقد دلت تجربته الرائدة هذه على قدوته ونزاهته في العمل العام.
• ترشح للإنتخابات النيابية في العام 1996 منفرداً عن دائرة محافظة الشمال، ونال رقماً تجاوز 38 ألف صوت، ثم ترشح في العام 2000 عن دائرة عكار ونال 19 الف صوت. مثبتاً بذلك قاعدة شعبية للحزب السوري القومي الاجتماعي في هذه المنطقة.
*
التشييع
قالت نشرة "صوت النهضة" في عددها الصادر في اول تموز 2005 وتحت عنوان "حشود قومية وشعبية في وداع الأمين حسن عز الدين"، التالي:
" رحل الأمين حسن، ومعه حمل حب الكثيرين من رفقائه وأحبائه وأصدقائه، خسره حزبه وناسه وأقرب الناس إليه. وفي يوم تشييعه كان " المشهد يشهد" فقد إمتلأت عكار بأبنائها والوافدين إليها من كل قرية ودسكرة في لبنان والشام ليجتمعوا في وداع هذا الفارس القومي الذي ملأ الحزب بحضوره الدائم في كل المناسبات والملمات.
" على الأكفّ حملوا النعش الى مثواه الأخير في بلدته الحصنية، وسط خفق رايات الزوبعة، وصورته حاضرة في النفوس، حيث أن رجالات النهضة وأبناءها لا يموتون بل يبقون فيها أحياء.
" الألوف حضرت في يوم الوداع، وتقدم الحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، محافظ الشمال ناصيف قالوش، وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب عبد الرحمن عبد الرحمن، وممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور عمر حلبلب، والعميد وليم مجلّي ممثلاً نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، الشيخ خلدون عريمط ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، العميد جرجس يوسف ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان. النواب: مخايل الضاهر، وجيه البعريني، محمد يحيى، جهاد الصمد، صالح الخير، جبران طوق، كريم الراسي، جمال اسماعيل، غسان الأشقر، اسعد حردان، والوزراء والنواب السابقون اسطفان الدويهي، علي قانصو، خالد الضاهر، غسان مطر، انطون خليل، وعلي حمد جعفر ممثلاً بنجله ياسين.
كما حضر التشييع شخصيات رسمية وحزبية ونقابية وفعاليات اقتصادية وتربوية واجتماعية وعدد من رجال الدين ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات حزبية وتربوية ونقابية وفاعليات وحشود شعبية من مختلف المناطق مع حشد كبير من القوميين الاجتماعيين.
كما تقدم الحضور الأمناء والرفقاء المسؤولين المركزيين، رئيس الحزب الأمين جبران عريجي.
*
كلمات تأبينية
القيت خلال التشييع كلمات تأبينية استهلت بكلمة ناظر الإذاعة والاعلام في منفذية عكار الأمين حبيب سكاف الذي عدّد فيها مزايا الراحل متطرقاً الى سيرته النضالية.
بعد ان القى رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان سمير شركس كلمة أصدقاء الراحل، القى منفذ عام عكار رياض نسيم (الأمين، عضو المجلس الأعلى) كلمة المنفذية، قال فيها: " حسن عز الدين لم ينطلق من ارث عائلي وسياسي، ولا من ثروة أو من جاه، وإنما انطلق من قواعد الشعب... من مواقع الفقراء والفلاحين والمزارعين الكادحين الذين يجبلون عرقهم بتربة الأرض.. من حزب نضالي علّمه ان الحياة وقفة عز فبقي حتى الرمق الأخير ملتصقاً بأبناء شعبه مدافعاً عن قضاياهم.. وقال: قسماً، يا حضرة الأمين الحاضر بيننا أبداً. لن نغلق كتاب النضال، فسنبقى كما عهدتنا قوة واقفة في وجه الأعاصير ولا تتغير بتغير الظروف والأحوال.
بعد نجله أسامه، والشاعر جبران نادر، القى عميد الإذاعة والاعلام الأمين حافظ الصايغ كلمة مركز الحزب، جاء فيها:
" من نفتقد اليوم هو رجل ولا كل الرجال، رجل نشأ في بيئة عرق جبينها ندى الأرض خصباً فاستغلها الإقطاع.
مَن نودّع اليوم، إنسان نشأ في بيئة كانت غريبة وهي في وطنها، لأن حاجز الإقطاع والعائلية والطائفية كان يمنعها من أن تنتمي الى وطن.
" ومن نفتقد اليوم، إنسان عاش في بيئة هي امتداد لسلطات تعاقبت، فزرعت الإحباط والإستسلام في هذا الشعب وحافظت على كيان تقاسمته حصصاً وما تزال، دون أن تنشئ وتبني وطناً للإنسان.
".. عرفتك منذ أكثر من ثلاثين عاماً وكنّا سوياً في مسيرة النضال في هذا الحزب العظيم... وإيّاك أبصرنا النور حين تفتحت أذهاننا وعيوننا على عقيدة.. على حزب كان وما زال في مسيرة هذه الأمة علامة فارقة بمواجهة كل الأمراض التي أتت إليها من جحافل "العثملية" و" الانتداب" الى الاستقلال المغشوش.
" ومع هذه النهضة، كتبنا "يا حسن"، ... كتبنا قدرنا، لأننا ما حدنا وما تخوّفنا من المصاعب،.. لم يبق سجن من سجون هذه الأمة إلا وعرف القوميين الاجتماعيين، لم يبق درب صعب إلا وتسلقناه وحفرنا الصخور بأظافرنا كي نمهّد الطريق ونكون جسر عبور للأجيال المقبلة.
" ونحن اليوم على أبواب يوم التحرير، نؤكد أنه شرف لهذه المنطقة وشرف لحزب "حسن" وشرف لكل المناضلين والقوى الوطنية في هذه المنطقة أن يكون لها المساهمة الفعالة في عملية التحرير... أن يكون من هذه المنطقة ومن جيرانك ومن رفقاء دربك "يا حسن" أن يكون علي غازي طالب "الاستشهادي" بحزبك، وأن يكون "يحيى سكاف – الأسير"... وأن يكون الكثير من الذين كانوا على خطوط التماس من أجل أن يسقطوا تماس الانقسامات والانفصال، في سبيل وحدة هذا الوطن ووحدة أبنائه.
" فيا أميننا الكبير.. لن نخاف المغامرات، ولن يكون يوماً رهاننا على الوصايات الخارجية.. لقد تظاهرنا ورفعنا أعلامنا في وجه الانتداب، رفعناها ودفعنا ثمنها دماً وسجناً وتشرداً ولم نرفعها للفلكور تحت شعار "السيادة والحرية والاستقلال" فأية سيادة تحت التبشير بالوصايات الأجنبية، وأية حرية هي، والتعليمات تأتي من غرفة عمليات أعداء هذه الأمة الأميركيين و"الإسرائيليين".
" نعم.. ان الحرية هي تحرر الإنسان من الولاء للطائفيين والعصبيات الطائفية، وعينا الحرية، ومارسناها بأنها رفض للإقطاع، ومارسنا الديمقراطية على انها الإعتراف بالآخر وليست إلغاء للآخر، لأن هذه النهضة أتت لتنتصر بالناس لا لتنتصر على الناس.
" ان هذا الحزب لن يكون إلا في موقعه النضالي مع الشرفاء من أبناء هذا الشعب وما أكثرهم، لأننا حركة لا تبغي انتصاراً لحزب أو لطائفة ولا تبغي انتصاراً لفئة او لجهة، بل أننا حزب ينتصر عندما تنتصر القضية، قضية الأمة كل الأمة، وقضية الشعب كل الشعب.
" فيا أميننا الكبير.. ويا أميننا الحبيب.
نم هانئاً ... لقد بررت بعهدك، بررت بقسمك، بقلمك.. أتيت الى مسؤولية حزبية فكنت مثالاً في النضال، حتى استحقيت رتبة الأمانة، وكنت ممثلاً للشعب فعشت معه أيام عزّه وأيام تعبه وكدّه. وكنت مجيباً على كل سؤال يرتسم بعيون أبناء هذه المنطقة...كنت في الوزارة ظاهرة، رفضت الفساد ورفضت الترهل.. وكنت عنيداً بمواقفك، وكنت مثالاً وكنت مدرسة في كيفية ممارسة السلطة وكيفية ممارسة الحكم.
" اليوم، نحسّ بأن أمثالك سوف يكثرون امام هذه التحديات، وسوف نبقى مقاومين على جبهتين، جبهة الداخل، لا لنشر التسويات والصفقات، ولا لنشر الاتهامات والتراشق بالفساد وغير الفساد، لأن الذين يتراشقون بالتهم ويتراشقون بالفساد، هم الذين يهربون من الإصلاح وإستحقاقاته.
" ان الذين يريدون الاصلاح في النفس ونشر الإصلاح في المجتمع.. والذين يرفعون شعارات الديمقراطية ليسوا هم أصحاب المحادل كما يقولون، هم الذين ينشرون الغرائز المذهبية والغرائز الطائفية في شعبنا ويأخذون من كل حدث ليشوّهوا مغزاه، ويتاجرون حتى بدماء الشهداء في سبيل إثارة النزاعات وإثارة هذه الغرائز.
والذين يدّعون الاستقلال والسيادة، ها هم يقفون في صفوف أمام السفارات، ليتلقّوا التعليمات في كيفية إدارة هذا البلد.
" نحن من هذا الشعب، الخميرة التي سوف تعجن الخبز للجياع الى الحرية والى التحرير... الجياع الى كل حبة تراب من أرض هذه الأمة كي يحرروها، أكان في فلسطين... أكان في الجولان او في شبعا في جنوب لبنان... مزارع شبعا كلها لنا، ولن نتحذلق على شعبنا لنستقيل من مرحلة المقاومة... شبعا هي الجولان وكل أرض مغتصبة.
" يا حسن... في هذا اليوم، يوم الوفاء لك، نترك بصماتك في وجدان كل الفقراء من أبناء وادي خالد الى كل هذه الطرقات التي تنتشر بالأكواخ والفقراء، فلندعهم يعمّرون قصور الذل، ولنفخر بأن لنا أكواخ الكرامة والشرف.
فيا حسن.. الى مثل هذا نحن منذورون.. الى مثل هذا المستقبل، الناس تنتظرنا وتطالبنا، فلنكن على هدي من علّمنا الحرف الجديد.. ألف باء التحرير.. ألف باء الوحدة الوطنية.. ألف باء الكرامة.
الحياة وقفة عزّ، وقد وقفتها يا حسن.. لتكن نموذجاً لوقفة عزّ يقفها المشيّعون بعد مماتك.. والبقاء للأمة.
*
ممثل الرئيس لحود
بعد ذلك، قلّد محافظ الشمال ناصيف قالوش، بإسم رئيس الجمهورية، الأمين الراحل، وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، مشيراً في كلمة ألقاها بإسم العماد اميل لحود الى أن رئيس الجمهورية قد منح النائب والوزير السابق حسن عز الدين وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديراً لجهوده وخدماته وعطاءاته في خدمة لبنان، ونقل التعازي للعائلة وللحزب...
بعد الكلمة حمل فصيل قومي وسط الحشود الجثمان حيث أديت له التحية الحزبية ووري الثرى.
*
ذكرى الأربعين
عن العدد الصادر في 15 أيلول 2005 من نشرة "صوت النهضة" نوجز التالي:
" بمناسبة يوم الفداء، احيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل عضو المجلس الأعلى الوزير والنائب السابق الأمين حسن عز الدين وذلك في مهرجان تأبيني اقيم في قاعة عصام فارس في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية بحضور محافظ الشمال ناصيف قالوش ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، والنائب الدكتور مروان فارس ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائمقام زغرتا عبد الفتاح عثمان ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والعميد وليم مجلي ممثلاً نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، والعميد جرجس يوسف ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، والنائبين السابقين وجيه البعريني وعبد الرحمن عبد الرحمن، وعدد كبير من الفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية.
بدأ المهرجان بالنشيدين الوطني اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثم دقيقة صمت، فكلمة تقديم للشاعر الأمين نعيم تلحوق، ثم ألقى النائب الامين مروان فارس كلمة وصف فيها الأمين حسن عز الدين بالرجل المقاوم المصارع الذي قدم للحرية في كل مكان وفي كل موقع ووقف مع عكار المحرومة الفقيرة وكان جديراً بتمثيلها وقال كلمتها.
ورأى الأمين فارس ان الطائفية هي المرض والعدو الأساسي للديمقراطية.. والديمقراطية هي سند المقاومة فلا مقاومة دون ديمقراطية ولا ديمقراطية دون حرية ولا ديمقراطية ولا مقاومة مع الطائفية، وقال .. المعركة الأن هي معركة الدفاع عن سلاح المقاومة، معتبراً ان القرار 1559 هو مشروع اميركي لوضع اليد على لبنان، كما وضعوا يدهم على غيره.
وأشار الأمين فارس الى أن مَن صنع المقاومة وأنتج رجالاً كباراً أمثال حسن عز الدين ورفقاء حسن عز الدين سيهزمون كل المشاريع المعادية.
وألقى الأمين الياس العشي كلمة المركز الثقافي القومي في طرابلس، فقال:
واجه أيامه الصعبة.. والأرض التي لا تعطي وإن أعطت فللآخرين ريعها.. واجه الإقطاعية المتغطرسة، والتقاليد المهترئة والخرافات، وكل أشكال الطائفية والمذهبية، متسلحاً بشريعة العقل ومبادئ النهضة وإيمانه بأن كل الأنهار تذهب الى البحر ولكن البحر لا يمتلئ وإن كل العصافير تتوقف عن الغناء في أثناء العاصفة، ولكنها تعود إليه بعد انحسارها، وبأن قامة الرجال مثل كل الشجر لا تنحني وإن سقطت فجذورها وظلالها تبقى في ذاكرة الناس.
أما الدكتور مطانيوس الحلبي فألقى كلمة أهالي عكار وفيها قال:
انت تعلم أيها الرجل الكبير إن في قلب كل صديق سجلاً يحفظ صورتك وخصالك ومواقفك . أنت أيها الصديق والأخ في عمق وعبق التاريخ باقٍ، باقٍ في وهج وجذوة الزمن وفي ثنايا وحنايا الذكريات، باقٍ في الضمير وفي البال. وهل ينسى من كان مسحة وقادة من الحمية وفسحة من العصامية ونسمة من الأصالة. وهل ينسى من كان دائماً يتمنطق بقوة المنطق ويستنير بصلابة الحق ويستلهم روح العدالة والخير. يا ثاقب الفكر والذهن في كل قضية وسؤال. ونافذ البصيرة في كل حديث.
*
وبإسم آل الفقيد تحدث نجله المهندس علي عز الدين، فقال: قد اموت جسداً لكن روحي ستبقى تنشد لحن النضال هكذا قال.... وحنين لمجد الخلود آبى أن يكون إلا راحلاً.
كبير كبار الصفات حدوده النضال ووسعه الوفاء
عظيم العظماء في صمته الكلام وفي محياه الأباء
حكيم إن تكلم أجاد وإن وعد وفَّ
عنيد في مواقفه فكان أبداً صادق العناد.
*
الأمين جبران عريجي
بدوره ألقى الأمين جبران عريجي الكلمة المركزية فقال:
عرفتُ الأمين حسن لأول مرة في طرابلس وكنت في بداية انخراطي بالعمل الحزبي. كان هو منفذاً عاماً لمنفذية طرابلس، طرابلس الملاذ لكل الفارين من معتقلات الطائفية. كنا نتمرد في قرانا ونلجأ الى المدينة التي نخشى أن تخسر هذه الصفة، صفة الحاضنة لكل القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية.
في الآونة الأخيرة عرفت في الأمين حسن وجهاً آخر لأكتشف أن من كان سيداً في الحياة حتماً يبلغ السيادة على الموت.
وبعد أن أسهب الأمين عريجي في الحديث عن حسن عز الدين المناضل والقائد، رأى أن الانتخابات النيابية الأخيرة كشفت عمق المأزق السياسي والوطني والاجتماعي بحيث إختارت كل طائفة ممثلين لها في البرلمان ليتشكل برلمان قوي في طائفيته، ضعيف في مواطنيته، المواطنية التي هي الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات.
وانتقد الأمين عريجي طريقة تشكيل الحكومة التي أظهرت تطييف الحقائب بحيث أصبحت كل حقيبة مشدودة كضمانة لطائفة محددة، ورأى أن صورة التحالفات الانتخابية لا تمت الى التحالف السياسي بصلة.
ورأى الأمين عريجي أن الاستقلال والسيادة والحرية على قدسيتها لا يجوز ان تخفي أو تميع النقاط الخلافية الحقيقية حول القرار 1559 معتبراً ان الموقف الرافض للقرار 1559 مؤشر على جدية استقلال لبنان وحريته وسيادته. مشيراً الى أن الـ 1559 هو قرار أميركي- إسرائيلي بإمتياز.
وسأل الأمين عريجي دعاة الاستقلال والسيادة عن تفسير ما يحصل؟ وكيف يقبلون بالتدخلات الأميركية في التفاصيل، وفي الحقائب، أليس هذا مؤشراً على أن المطلوب من الحكومة هو تنفيذ القرار 1559.
ورأى الأمين عريجي أن كل كلام عن إصلاح النظام، والإصلاح الإداري خارج إصلاح سياسي جذري يلغي الطائفية، هو كلام ديماغوجي للتهريج السياسي فقط. إن مقتل لبنان هو الطائفية، ومتى انتصرنا على الطائفية نصل الى إصلاح إداري سليم وتصبح هناك إمكانية لإصلاح اقتصادي سليم.
أضاف، ان الفساد منتشر في الحياة الدستورية والسياسية في لبنان، وأي كلام عن مكافحة الفساد من دون تغيير في بنية النظام السياسي الطائفي في لبنان، هو مضيعة للوقت. ولذلك أرى ضرورة سن قانون للإنتخابات على أساس النسبية خارج القيد الطائفي للإنتقال تدريجياً من الواقع الطائفي الى الواقع المدني الديمقراطي..
بعد ذلك إنتقل رئيس الحزب الأمين جبران عريجي والشخصيات الى موقع ساحة الأمين عز الدين عند مدخل بلدة الحصنية حيث أزاح الستار عن النصب التذكاري تخليداً لذكرى الراحل. وقد أطلقت بلدية الحصنية اسم الراحل على الساحة والشارع الممتد من مفرق البلدة الى وسطها كما أطلقت بلدية دير دلوم – ذوق المقشرين اسم الراحل على الاوتستراد الرئيسي الممتد من مفرق دير دلوم حتى مفرق الحصنية، أوتوستراد العبدة – حلبا.
*
وفي الذكرى السنوية الأولى أحيت منفذية عكار الذكرى السنوية الأولى على رحيل الأمين حسن عز الدين، في احتفال شعبي وحزبي ورسمي حاشد اقيم في باحة ثانوية حلبا الرسمية – عكار، في حضور قائمقام عكار طوني مخيبر ممثلاً رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، العميد وليم مجلّي ممثلاً نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، النواب السابقين نجاح واكيم، وجيه البعريني، كريم الراسي، عبد الرحمن عبد الرحمن، علي الصراف ممثلاً وزير البيئة يعقوب الصراف، سمير فرنجية ممثلاً الوزير السابق سليمان فرنجية،عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية – القيادة العامة أنور رجا، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي مصطفى شحود، المعاون السياسي لمسؤول "حزب الله" في الشمال الحاج أحمد درة وفاعليات المنطقة.
*
كلمة منفذية عكار
افتتاحا بالنشيدين اللبناني والحزبي وترحيب من ديالا عز الدين، ثم كلمة منفذية عكار ألقاها المنفذ العام الأمين عبد الباسط عباس الذ أكد ان عكار نموذج الإخاء القومي وقلعة حصينة من قلاع الصمود الوطني. عكار بلد الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم العزة والبطولة ورووا بدمائهم الطاهرة ارض الجنوب.
أضاف: عكار ستبقى رمزاً للبنان في معركة مصيره ومستقبله ولن يسمح أحرار عكار، ولن يسمح القوميون الاجتماعيون في عكار ومهما كلف الثمن لمن يحاولون المساس برمزيتها الوطنية والقومية ان يمرروا دسائسهم وخداعهم، مهما تلونوا، ومهما تزينوا، ونحن بالمرصاد لهم وان غداّ لناظره قريب.
*
كلمة الفصائل الفلسطينية
ألقى انور رجا كلمة الفصائل الفلسطينية حيث قال ان الذين إنقلبوا على الزمن العربي الذين يحاولون الخروج من هويتهم ومن جلدهم، مبروك عليهم هذا الخروج، لكن هيهات ان يحققوا أحلامهم في كشف ظهر المقاومة أو في إسقاط سلاح المقاومة، ونقول لهم انتم واهمون.
" أضاف: ان القصف السياسي والقصف الإعلامي الذي ينزل الى آذاننا كرصاص وزيت مغلي، هو قصف أميركي يريد تحويل المنطقة الى مسلخ ذبح، يريدون ان نتحول الى مذهبيين، لكن سياج الوطن هو وحدة الكلمة ووحدة التاريخ والمصير والإنتماء في وجه العدو الأميركي – الإسرائيلي.
" ونقول للذين يتوسلون كلمة سر من الأميركيين، ان سلاح المقاومة هو شرف الأمة، هو سلاح يمكن ان يكون ثورة حقيقية في يد لبنان ان شئتم.
" وانتقد أنور رجا الذين انقلبوا على سوريا وكانوا سابقاً معروفين بعلاقاتهم معها. وتساءل عن دوافع إسقاط يوم العز والتحرير من روزنامة الحكومة اللبنانية بينما هو يوم انتصار على "إسرائيل" وهو فخر للأمة كلها.
وأكد ان الفلسطينيين لن يكونوا مصدر إزعاج للبنان، مؤكداً نحن جنود للمقاومة وللبنان والجيش الوطني اللبناني.
" ولفت الى ان التحالف مع سوريا ليس تهمة، وان سوريا هي التي تحالفت مع قضية فلسطين وقدمت التضحيات من أجل لبنان وهاجم الذين قدموا خشبة الأرز للصهيوني بولتون.
*
النائب السابق نجاح واكيم
ثم ألقى النائب السابق نجاح واكيم كلمة تحدث فيها عن الاعتقالات في سوريا، فأوضح أنه لم يجر اعتقال كل من وقع على الميثاق. إنما اعتقل كل من التقى سفيراً أجنبياً واتصل بجهات خارجية.
وسوريا كانت واضحة في ذلك، إذ أكدت بأنها ستكسر اليد التي تمتد لتخون الوطن، وهناك نص قانوني تطبقه سوريا، فهي تحترم المعارضة الوطنية التي لا تخون ، ولا ترتبط بجهات خارجية. نحن في لبنان ليس لدينا مثل هذا القانون، لكن القانون لا يطبق عندنا.
*
أسامه عز الدين
ثم ألقى نجل الأمين الراحل، أسامه حسن عز الدين كلمة آل الفقيد، قال فيها: في عيد المقاومة والتحرير، كان يتردد على لسانه دائماً، وحدها المقاومة تحفظ أرضنا وشعبنا ووحدتنا وكرامتنا، وليست المقاومة فقط في لبنان، انما أيضاً في فلسطين والعراق، إيماناً منه ان المقاومة ستحقق ما نشده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي انطون سعاده. ان صراعنا مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود، وان فلسطين كما العراق قضية لبنانية وقضية الأمة في الصميم.
*
كلمة مركز الحزب
بعد ذلك تحدث عميد الإذاعة والإعلام الأمين كمال نادر فقال: يأتي لقاؤنا اليوم فيما البلد يقف عند مفترقات خطيرة، أهمها ان الدولة انتدبت نفسها لتنفذ مهمة خطيرة عجز الجيش "الإسرائيلي" والاميركي عن تنفيذها، هي تجريد المقاومة وإلغاء المقاومة، فالجيش الأميركي في العراق لم يلغ المقاومة، و" إسرائيل" منذ سنة 1948 الى اليوم لم تلغ في فلسطين المقاومة التي تقاتل بالحجارة، و" إسرائيل" لم تستطع ان تمنع الصواريخ من ان تسقط على المستعمرات.
فمن يعمل في لبنان على تنفيذ هذه المهمة الخطيرة نرجوهم ونقول لهم، تنبهوا قبل ان تدفعوا لبنان الى النار، والمقاومة نار ونور، هي نور لهذه الأمة ونار على أعدائها.
وحذر من التحزب السياسي الطائفي، مؤكداً ان الحل في الوحدة الوطنية على أساس الوحدة الإجتماعية، وأشار الى " ان هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الأكثرية الساحقة ذاهبون الى الفشل، وسقطت كل أوراقهم وأولها كان إسقاط رئيس الجمهورية، فما استطاعوا، وبقي رئيس الجمهورية وأصبحوا هم بعيدين عما يريدون تحقيقه".
*
سيرته ذاتية وحزبية كما وردت في اضبارته من عمدة الداخلية:
الاسم الكامل: حسن علي عزالدين
اسم الام: بدرية الابزالي
تاريخ ومكان الولادة: ذوق الحصنية 15/06/1946
اسم الزوجة: دلال حموضة
أولاده: اليسار (رفيقة)
أسامة (رفيق)
تاريخ الانتماء: تموز 1969
المسؤوليات الحزبية: عضور مجلس أعلى، عضو مكتب سياسي، ناظر إذاعة، ناظر تدريب، رئيس اللجنة الاذاعية في منفذية طرابلس، مندوب مركزي للاشراف على انتخابات فؤاد عوض النيابية، منفذ عام طرابلس، عميد دفاع، معتمد مركزي، عميد دون مصلحة.
منح رتبة الأمانة عام 1976
نائب في البرلمان اللبناني عام 1992
وزير للتعليم المهني والتقني
تشرّد من ذوق الحصنية الى المنية لخمس سنوات بسبب صراع محلي عائلي دخلت عليه أجهزة بسبب نمو الحزب في القرية والجوار.
تعرّض لملاحقات أمنية متعددة ابان الصراع المتلاحق مع اطراف فلسطينية (عرفات) منذ عام 1976 – 1983 واطراف شمالية (جماعات أصولية إسلامية)
اول من انتمى للحزب في قريته والقرى المجاورة وشكلّ عصباً هاماً للحزب في الحصنية والحبالصة ودنبو ورفدت مواقع الحزب القتالية والنضالية
هوامش:
(1) نقولا داود: منح رتبة الأمانة عام 1954. من "امراء الشركس" . كان مقيماً او ما زال في مدينة منبج، شارك في الثورة القومية الاجتماعية، وحكم عليه غيابياً.
|