الى ما اوردناه في النبذة المعممة بتاريخ 15/01/2013 عن الصحافي -معاون مدير الشرطة- منفذ عام بيروت، الرفيق اسعد الايوبي، نعرض ما اورده الامين جبران جريج في أجزاء من مجلده (من الجعبة) عن رفقاء من آل الايوبي، كانوا في عداد من ساهم في بناء مداميك العمل القومي الاجتماعي في الكورة، شاكرين للرفيق عامر وجيه الايوبي مساهمته في تصحيح اسماء كانت وردت خطأ في مجلدات "من الجعبة"، وفي إضافة معلومات تغني هذه النبذة التي تبقى عاجزة عن الإحاطة بكل تاريخ الرفقاء من آل الايوبي، وما سطروه من نضال في سبيل حزبهم، سيبقى خالداً في تاريخه.
*
الرفيق وجيه الايوبي
في الجزء الاول من مجلده صفحة 247، يورد الامين جبران، بعد ان يعرض لتوليه مسؤولية مدير مديرية الكورة، التابعة لمنفذية طرابلس، لاول رفيق في بلدة دده، عبد النور يزبك، التالي:
بعد ان حولت لي منفذية طرابلس اسم رفيق من دده هو الأمير احمد علي خالد الايوبي الذي كان قد انتمى على يد صديقه الطرابلسي احمد اللاظ، ذهبت الى دده لاقوم بعملية التعرف عليه والحاقه بالمديرية فاتصلت بالرفيق عبد النور يزبك الذي اخبرني بطرفة حدثت له مع شخص تربطه به علاقات جوار وصداقة اسمه احمد علي خالد الايوبي.
جاءه هذا الجار، ذات صباح، باكرا، وعلى فنجان القهوة راحا يتحدثان وبعد مضي بعض الوقت انتبه عبد النور ان الايوبي يضع اصبعيه على عينه اليمنى ويسحبهما منتظراً منه رداً، وتذكر فجأة ان هذه الحركة هي احدى اشارات التعارف السرية في الحزب لكنه تردد في الجواب، انما بعد ان تكررت هذه الحركة اكثر من مرة لم يعد لديه اي ريب في صحة انتماء هذا الجار الصديق وانه يجرب ان يعرف ان كان هو بدوره عضوا مثله، فقرر اخيراً ان يستجيب له ووضع اصبعيه حول اذنه اليمنى جواباً كما تعلم عند دخوله الحزب(1). تصافحا وتبادلا التهاني وراحا يدرسان الوضع في الضيعة ويرسمان الخطط لبث الدعوة فيها وانتقاء العناصر الصالحة لها. سررت لهذه النادرة وبلغته صحة الانتماء وتحويل اسمه الينا وقمنا معاً الى منزله للتعارف والتهنئة والانتظام.
" واندفع الرفيق الايوبي بنخوة وحماس ولذلك ما ان عرف أني سأتوجه نهار الاحد الى قرية "قلحات" للقيام بعملية ادخال حتى عرض مصاحبته لي فوافقت، وهناك عند زاوية كنيسة الضيعة اكملت البحث الذي كنت قد بدأته سابقاً مع الفرد خوري وميشال نادر وهما شابان مثقفان من نخبة مثقفة كانت تميز هذه القرية – قلحات – عن القرى المجاورة.
ثم دعانا الفرد وميشال للدخول الى احدى غرف المدرسة المجاورة للكنيسة، وبعد ان اوصدا الباب من الداخل وخيّم علينا جو من المهابة والروعة، اقسم ألفرد خوري وميشال نادر اليمين.
ويضيف في الصفحة 254 انه انتقل من "بدبا" الى "النخلة" الى حيث الامير عارف الايوبي، (ابو وجيه)(2) صديق العائلة الذي قبل الفكرة لكنه اعتذر عن الانضمام الى الحزب وأحالني الى من هم في سن الشباب اكثر منه"
وفي الصفحة 258 يورد الأمين جريج ما يلي :
" في دده كانت حصيلة تحرك الرفيق عبد النور يزبك ان احتك بزميلين له، واحد يعلّم معه في المدرسة نفسها والاخر في مدرسة للمقاصد الخيرية الاسلامية وتمت القناعة عندهما ولم يبق عليهما سوى اجراء المراسم الحزبية، وارسل في طلبي ليطلعني على واقع الحال".
لبيت طلبه فوافقت مبدئياً على ادخال زميله في التعليم نور ادريس الايوبي وبعد تجاذب الحديث مع الاخر قررت تأجيله الى مناسبة اخرى .
ويروي في الصفحة 264، عن انتماء الرفيق فهمي علي امين الايوبي في بلدة "نخلة" على يد الرفيق هاشم حديد من "كفر قاهل".
ويشرح الامين جبران في الصفحة 359 عن جريمة القتل التي اقترفها احد افراد عائلة الايوبي وشقت بلدة عفصديق والعائلة الى فريقين، وبذل الوجهاء و"الزعماء" المحليون، إن في الكورة او في طرابلس، كل ما بوسعهم لاجراء المصالحة بينهما فباءت كل مساعيهم بالفشل فتنطح لها المدير جريج (اي الامين جبران) الذي ادخل في الحزب عناصر من الفريقين امثال علي الايوبي وعثمان الايوبي( شقيقا الامير عارف) وحسن درويش الايوبي.
" كان للرفيق حسن درويش الايوبي الحصة الكبرى في انجاح هذه العملية وفي اجتماع مفاجىء في منزل احد الرفقاء "الحياديين" سابقاً، التقى هؤلاء الرفقاء وجها لوجه وهناك بعد مقدمة وجيزة عن أهمية وحدة المجتمع وشفائه من الرواسب المرضية التي تتأكل جسمه وان وحدة هذا المتحد الصغير في هذه القرية الصغيرة هي نموذج علمي عملي صارخ على صحة امكانية تحقيق وحدة الامة السورية في جميع كياناتها، وكذلك على صحة الاخلاق والمناقب التي تتصف بالعفو والتسامح وتحل المحبة محل الحقد والبغضاء. بعد هذه المقدمة طلب المدير منهم جميعاً باسم سورية وسعاده ان يتصالحوا وان يبدأوا صفحة جديدة من الصفاء والتعاون والاتحاد. لبى الجميع وانتهت ذيول الجريمة النكراء دون قيد ولا شرط. لا بد من التسجيل والتنويه بجهود الرفيق حسن قاسم درويش الايوبي المبرورة في هذا السبيل(3).
وفي الصفحة 363 من المجلد الاول يروي الامين جريج ان الرفيق احمد علي خالد الايوبي اقترح عليه التوجه الى قرية " راشكيدا " حيث له فيها معارف" قد نوفق في ادخال الصالح منهم الى الحزب" .
ولان ما يورده الامين جريج يضيء على كيف كان رواد النهضة الاوائل يقومون به من اجل نشر التعاليم وادخال المواطنين الى الحزب، ننقل بالنص ابرز ما جاء في الصفحة المذكورة :
" أتذهب الى " راشكيدا "؟ سألني الرفيق احمد علي خالد الايوبي. " لي فيها معارف قد نوفق في ادخال الصالح منها الى الحزب". وانا بدوري سألته: " واين تقع هذه الراشكيدا؟ هذه هي اول مرة اسمع بأسم من هذا النوع ". أجابني: " انها في قاطع نهر الجوز " . (نهر الجوز يفصل منطقة القويطع – الكورة عن منطقة بلاد البترون).
" علقت على هذه المعلومات بقولي: " اي بكلمة اخرى علينا ان نمشي لا اقل من ساعتين!" قال: " تقريباً " فاتفقنا على الذهاب الى راشكيدا مروراً بقلحات من اجل محاولة ادخال احدهم ثم نرتاح قليلاً في دار الرفيق ابراهيم بشارة في كفرحاتا.
تمشينا باكراً الى " قلحات " وزرنا معلمي سابقاً في مدرسة الصفا في فيع الكورة وفي مدرسة الارذوكس للصبيان في طرابلس، الاستاذ الشاعر والاديب نسيم نصر. تحدثنا معه كثيراً الى ان وصلنا الى بيت المواطن المقصود فاطلعته على وجود الحركة واستمزجت رأيه فيها فكان ايجابي الموافقة على كل ما ذكرت ولكن ... عندما عرضت عليه مشاركتنا في العمل بدا عليه التردد ثم الاحجام متذرعاً بحجج معاشية مستقبلية فاكتفيت بهذا المقدار طالباً منه المحافظة على كتمان ما جرى وانصرفنا بخفي حنين مشيعين بالاكرام كما استقبلنا.
كان حديثنا طوال الطريق الطويلة الى "كفرحاتا" عن مستقبل الحركة وما ينتظر الواحد منا عند انكشافها والمسؤوليات المترتبة علينا، نحن الذين اقتحمنا هذا الميدان" .
*
يتابع الامين جريج في الجزء الثاني من مجلده من الجعبة " سرد الانتماءات التي حصلت في الكورة، فيفيد في الصفحة 215 ان الرفيق وجيه الايوبي من " النخلة " قصده الى بلدته بترومين لادخاله الى الحزب، تنفيذاً لوعد ابيه لي كما رويت سابقاً.
ويضيف في الصفحة 217 ان " آل الايوبي في "برغون بديهون" انتموا باجمعهم تقريباً " ثم يتحدث في الصفحات 291 – 294 عن الاعتقالات التي تعرّض لها رفقاء في الكورة اثر التظاهرات التي قاموا بها تنفيذا لأوامر القيادة الحزبية المركزية احتجاجاً على الاسر الثاني الذي تعرض له سعاده، ثم عن التظاهرة الثانية التي جرت في الكورة وكان في قيادتها الرفيقة بلقيس الايوبي الى جانب الدكتورة مي سعادة، والرفيقات جنفيات سعادة، بدرا سلوم، وحنّة سابا ملكي، وكيف تخطت الرفيقة بلقيس الايوبي سافرة الوجه، العادات السائدة في تلك الحقبة، بحيث حرص سعادة عند قيامه بجولة حزبية الى طرابلس والكورة في تموز 1937 على زيارة الرفيقة بلقيس في منزلها في عفصديق.
في تلك الزيارة الى الكورة، ولدى وصوله الى دده استقبلته كوكبة من الفرسان على الخيول يقودها الرفيق احمد علي خالد الايوبي شاهراً سيفه، يزرع الطريق ذهاباً وإياباً. (من الجعبة، الجزء الثالث ص293).
وفي الجزء الرابع من مجلده (ص134)، يورد الامين جبران جريج ان الرفيق حسن درويش الايوبي(4) من بلدة النخلة، طلب ان يراه وهو يعاني سكرات الموت. كان الامين جبران في بيروت فهرع الى النخلة واذ وصل الى السرير حيث يمضي الرفيق حسن لحظاته الاخيرة، فتح الرفيق حسن عينيه رافعاً يده اليمنى زاوية مستقيمة هاتفاً وهو يبتسم "لتحيا سورية" واسلم الروح .
وفي هذا الجزء ايضاً يشير الامين جريج الى الرسالة التي وجهها سعاده الى مدير مديرية فلنت (ميشيغن) الرفيق صلاح الدين الايوبي(5).
اما ابرز ما يعرضه الامين جريج عن الايوبيين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، فهو ما يورده في الصفحات 134 – 136 من الجزء الرابع نقتطع منه التالي : " بعد وفاة الرفيق حسن درويش الايوبي في بلدة " نخلة " طلب مني الاهل ان انعيه الى الزعيم والرجاء اليه بالحضور، كان الزعيم مطلعاً على صلاح سيرته وحسن سلوكه ومحبته ومساهمته في انتشار الحزب في بلدته.
" نزلت عند رغبة الاهل واتصلت بالزعيم فقبل انما، لارتباطه بموعد سياسي، قبل الاهل بتأجيل الدفن الى اليوم التالي، ضاربين عرض الحائط بالتقاليد التي تقضي بالدفن في اليوم ذاته.
" حضر الزعيم مع بعض المركزيين مأتم الرفيق حسن درويش الذي شيّع بكل ما يستحقه شبابه الغضّ من اكرام واسف، وابّنه الزعيم بكلمة رائعة ذكر فيها اعماله واهميتها على الصعيد القومي والمحلي .
بعد الدفن انتقلنا الى منزل احد انسباء الرفيق الفقيد حيث تجمعت الوفود لتعزية الاهل .
بعد الانتهاء من مراسم التعزية، وقبل ان ينصرف الزعيم الى بيروت، دعا الرفيق وجيه الايوبي الزعيم الى منزله للتعرف الى القوميات الاجتماعيات والقوميين الاجتماعيين من القرية في جلسة خاصة فلبّى الزعيم الدعوة وذهبنا، كلنا، الى بيته.
" تمّ التعارف، وفي هذا الوقت بالذات حصلت طرفة يجب ان تسجل لما تدل عليه من معان اجتماعية سامية لا يمكن ان تنتسى. كانت القوميات الاجتماعيات محجبات فتقدم وجيه من شقيقته اولا ونزع الحجاب عن وجهها قائلا: " هذا، (مشيراً الى الحجاب) لا يجوز امام الزعيم ".
" وهكذا بدأ السفور انطلاقاً من هذه المبادرة التي تجرأ على القيام بها الرفيق وجيه. هنأ الزعيم وهنأهن جميعاً وقبِل ما قُدم له ولمرافقيه من الضيافات القروية الطيبة وعاد وعدنا معه الى بيروت.
" ان يوم مأتم حسن درويش الايوبي كان يوما خالداً في حياتنا القومية الاجتماعية الى الابد، تتوارثه الاجيال سلماً الى العز والمجد والسؤدد. ان حسن درويش الايوبي خالد في المجتمع الذي عمل له ولاجله طيلة حياته وان كانت قصيرة ".
*
وفي الصفحة 136 من المجلد الرابع يورد الامين جبران مقتطفات من كلمة سعاده في مأتم الرفيق حسن درويش الايوبي المنشورة في الجزء الرابع من الاثار الكاملة. " نحن هنا نودع رفيقاً قومياً ارتبطت حياته بحياة رفقائه جميعهم وعمل لحياته وحياة رفقائه جميعم بالمعنى العام. عمل لحياة امته، ليس لمجرد انه عضو في الحزب السوري القومي، ليس لمجرد هذا الاسم نحن هنا، لكن للصفات الحقيقية والحقائق الاساسية التي يجمعنا عليها الحزب السوري القومي والتي تدل على صفة هذا الحزب والحقائق التي تجمع المصالح في الشعب موحدة الجماعات، تربط كل فرد منا بالاخر وتولد الارادة العجيبة التي هي ارادة المجموع تذوب فيها كل اراداتنا لتوليد القوة العامة المتغلبة الساحقة.
" لم يكن الراحل الرفيق حسن الايوبي مجرد اسم في سجلات الحزب السوري القومي. انه مثَل في حياته مظهراً قويا من مظاهرنا العملية في الحزب.. انه عمل لازالة كثير من العوامل المسببّة لتأخّر المجموع واحلال الفضائل الاساسية المتينة التي تربطنا في مصلحة واحدة. لقد عمل للقضاء على مبدأ الخلاف ووضع مبدأ الحياة، مبدأ القوة، مبدأ الحرية، مبدأ الواجب.
" ان من نتائج اعماله انه ازال الاختلافات في قريته وان فاعلية عمله تستمر بعد موته لانه قد اسسها في الحياة.
" نحن هنا لنقدر حياة الراحل في الاعمال والخدمات التي قام بها: وحدة، فاعلية، حياة، اتجاه.
" نحزن لأن هذا الرفيق الذي رحل باكراً جداً، كان يمثل فضائل المبادىء تمثيلا صحيحاً، كان يعطي لما حوله عزيمة وقوة، نحزن لأن فاعليته قد وقفت عن طريق ذاته. لكننا نتعزى ان الفاعلية اثبتت وجودها في المجتمع. ان فاعلية حسن درويش الايوبي قد اوجدت طريقا مستمراً لا تموت بموته".
*
وفي المجلد الرابع ايضاً يورد الامين جبران جريج القصيدة التالية للرفيق مصطفى الايوبي بعنوان الزوبعة الحمراء .
الزوبعة الحمراء
اليوم عيد به تمت امانينا فاهتز يا بحر، ميدي يا رواسينا
وشاطرينا بافراح فانت لنا شريكة في منانا في تهانينا
المجد أنت، ومنك المجد منبثق وفيك للشرق ما التاريخ راوينا
سوريا انت ام للبنين فهلاّ تذكرين لنا ايام ماضينا
عهداً به كنت نورا يستضاء به لولاك لا علم لا تهذيب لا دينا
هبّت عليك اعاصير رماك بها فم الزمان فلا انس ينادينا
تفرق القوم لا قومية لهم ولا كيان، قضوا فيها مهانينا
وساسة الغير فتّ في سواعدهم وكلهم في الهوى كانوا مجانينا
هبت عليهم من الافلاك زوبعة حمراء قد سطرت فيها مبادينا
نجَ الزعيم فحيا الله ساعده وصانه من عوادي الدهر آمينا .
*
اوردت جريدة صدى النهضة في عددها رقم 115 تاريخ 7 اب 1946 الخبرين التاليين:
1- وفاة الرفيق نديم حافظ الايوبي في مستشفى الدكتور عبد الله البيار اثر عملية جراحية، وقد نقل الى مسقط رأسه نخلة في موكب مهيب اشترك فيه وجهاء المنطقة وشبابها.
2- عاد الى بلدته عفصديق الرفيق رفيق الايوبي وعائلته بعد غياب قضاه في بغداد.
والرفيق الايوبي من الشباب القوميين الواعيين الناهضين الذين رافقوا الحركة القومية وعملوا وضحوا كثيراً في حقل الجهاد وفي معركة التحرير.
والنهضة تهنئه بالوصول راجية له ولعائلته حياة سعيدة بين الاهل والاقرباء كما انها تزف تهانيها الى قوميي الكورة بمجيء هذا القومي المجاهد.
*
الشهداء
ما اوردناه هو عن الرفقاء من آل الايوبي الذين انتموا الى الحزب في بدايات العمل الحزبي في الكورة وكان لهم نشاطهم وحضورهم. أما عن الشهداء منهم الذين وهبوا حياتهم لحزبهم ولأمتهم، فهم:
يوسف الايوبي ( النخلة) 28/12/1975
عارف الايوبي (النخلة) معارك الكورة 1984
عبد الوهاب الايوبي (نخلة) 8/2/1976
بسام الايوبي (دده) 11/1984
هدى الايوبي (عفصديق) 23/9/1979
*
لا يقتصر الحضور الحزبي لعائلة الايوبي على من اوردنا اسماءهم. فالسنوات التي تلت الثلاثينات والاربعينات شهدت انتماء العديد من الرفقاء والرفيقات من ابرزهم: احمد الايوبي منفذ عام سدني ، الاعلامي عيسى الايوبي، الشاعرة مي الايوبي، سمير الايوبي وكان منح رتبة الامانة. مقيم في بوسطن، صبحي الايوبي المعروف بـ"المنصب"، عامر وكنعان الايوبي، وجيه احمد الايوبي، وكثيرين غيرهم يصعب تعدادهم.
**
ولان الرفيق وجيه الايوبي يعتبر الاكثر تقدما على صعيد الحضور الحزبي من بين الرفقاء من آل الايوبي، فهو تولى مسؤولية منفذ عام الكورة وكان شاعراً معروفاً، ننشر ادناه قصيدته " ولادة – خلق" التي القاها في اجتماع اقيم في طرابلس في 2 تموز 1948 .
ولادة - خلق
اي نار في قلب هذا الماء تتلوى كالحية الرقطاء
وعويل مع الفضا يتعالى كالشياطين اعولت في اناء
واله كمن اصيب بمس تائه بين عرشه والفضاء
وبيمناه حفنة من تراب وبيسراه قبضة من دماء
واذا بقعة على كف ربي لوحة في مخايل الشعراء
نبضت بالحراك بين يديه كدبيب الحياة في مومياء
فإذا سوريا على راحتيه قطعة من طلاسم وغناء
وكأن السما بقايا تراب وكأن الثرى بقايا سماء
هكذا تخلق الهياكل بِكراً وتسوى مهابط الانبياء
***
وكأني رأيت طوروس تطوى بيد التيه من ذرى سيناء
وارى الشرق يستحث خطاه ليطفي غليله بالماء
عصرت سوريا بكف الاماني وتندت اعصابها عن رجاء
واذا مزود الاله مليء من هدايا صيغت بكف البقاء
واذا ملؤه الزعيم المفدى نزوات الاجداد والآباء
بالتواريخ لفلفته يداهم وبامجادهم نعيم الفداء
هكذا مولد الرجال عصير وزئير ينم عن كبرياء
وانكفاء السماء فوق الاراضي وصدى في الزوابع الحمراء
***
يا معبد التاريخ لم يبق فينا منه غير الاسى ومُرِّ البكاء
الاساطير افقدتنا هدانا ذِرّها في يديك مثل الهباء
نحن في كفك الندي هدايا وجمال احلى من الاغراء
وقرابين فوق نور ونار اشعلت في ليالي الاسراء
نحن اطلالة الصباح ندبا ونسيم الاجيال في الاماء
وقوافي خيالك البكر تهفو طبعات لديك كالايماء
نحن في قوسك الابي سهام كشرت عن نيوبها الزرقاء
شربت من دم المنون وعادت طاهرات كادمع العذراء
يا هنيبال لا قبلت دعاء وصلاة الا على الاشلاء .
***
نفرح عندما ينشأ ابناؤنا على عقيدة الحزب، فينتمون. انما نفرح اكثر عندما يحمل احفادنا الراية وهم يهتفون.
هذه الكلمة وجهتها الزهرة ديالا عيسى الايوبي الى جدها الرفيق الشاعر والمناضل وجيه الايوبي .
هوامش
(1) تلك الاشارات كانت معتمدة في سنوات العمل السري 1932-1935.
(2) من الرفيق عامر وجيه الايوبي التوضيح التالي:
كان الامير عارف الايوبي "ابو وجيه" تعرّف غلى فائد الثورة، سلطان الاطرش، وكان موضوع الامة السورية الواحدة متداولاً عند المثقفين، ولم تكن غريبة عن العامة.
ولما تعرّف على وجود النهضة، صادف ذلك راحة لما كان يخالج نفسه ولو صعب التعبير عنه، فكانت هذه الافكار، ضالته المنشودة، من هنا وجد الشاب وجيه الاذن والتشجيع والدفع الى اعتناق مبادئ الحزب.
(3) ومنه هذا التوضيح ايضاً:
" في قرية "النخلة". وليس في عفصديق! وقعت الحادثة "الجريمة". عندما قتل شاكر علي امين الايوبي "شقيق الرفيق فهمي علي امين الايوبي"، رشدي احمد الايوبي، لخلاف بينهما، وكان فهمي لا يزال صغيراً، قامت الدنيا ولم تقعد. واضطر فهمي وامه واشقاؤه الى مغادرة القرية خوفاً من الانتقام، وسجن شاكر. كان الرفيق وجيه الايوبي صغيراً، فلما شب سأل اباه الامير عارف عن سبب هذا البغض بين الاقارب، فروى له الحكاية، الجميع اقرباء وانسباء، والحكاية لا تعدو كونها جهلاً وطيشاً.
وعندما انتسب وجيه الى الحزب، طلب ان يبقى الامر سراً. راح يدعو الشبان من محمديين ومسيحيين الى النهضة، وكونه من اسرة محايدة ومرموقة، جعل كل واحد يظن انه الوحيد الذي يعلم. وعندما انتمى الجميع ومن الطرفين، دعاهم الى اجتماع في منزل ابيه فجاؤوا فرادى وجلسوا متقابلين لا يدير احدهم ظهره الى الاخر وكل واحد يظن ان الاخر موجود بالصدفة، حتى دخل الرفيق وجيه وافتتح الاجتماع باسم سورية وسعاده.
فعلموا انهم رفقاء، وتبادلوا المسدسات، والعناق. وعاد فهمي الى القرية وتزوج من شقيقة الرفيق وجيه، وبعدها كثرت المصاهرات بين الاخصام.
(4) يفيد الرفيق عامر وجيه الايوبي ان: حسن درويش هو ابن شقيقة الرفيق فهمي علي امين الايوبي. وكان من الاوائل في الانتماء، مشهود له بالشجاعة والاقدام وقوة الايمان. عند دخول الامين جبران قال لأمه، ولم يكن قادراً على رفع يده، "ارفعي يدي بالتحية" فقامت ورفعتها زاوية قائمة على الوسادة. وعند تأبينه غنت له الامينة نجلا معتوق اغنية "فراق" فانهمرت لها دموع الجميع وصارت تغنّى في المآتم، كلما كان الفقيد شاباً.
(5) شقيق منفذ عام بيروت الرفيق اسعد الايوبي والرفيقة المناضلة بلقيس.
|