نشر الرفيق المحامي غسان مرعي على صفحته الفايسبوك الكلمة التالية نوردها بالنص الحرفي.
ل. ن.
*
تعليقاً على تعليق الرفيق الياس مخلوطة
الامين الراحل عبدالله القبرصي
سمعت في القويطع الكثير من تلك القصص والتي اعطي بعضها بعداً اسطورياً خاصة لجهة الراحل العزيز الامين عبدالله قبرصي وانه كان لصغر حجمه يختبئ في جرة الفخار او درفة الشباك في البيوت الطينية القديمة وفي صناديق التختيات الخشبية .
حكايات ادخلوها بالمرويات الشعبية الاسطورية واسبغوا عليها من بطولات خيالاتهم فانغرس الامين الراحل باذهانهم على صورة البطل الشعبي يقاوم الظلم بايمانه ومحبته .
اما لجهة الراحل الامين عبدالله قبرصي الذي كنت مقرباً منه كثيراً واول مرة التقيت به كان في مسبح فلوريدا بـ الهري حيث كنت اعمل عتالاً وناطور سيارات في الموقف حاملاً رقعة كانت صفراء وكنت بعمر الاحد عشر سنة ومعي ثلاثة اولاد من منطقتنا .
وكان الرفيق بربر سالم(1) من اميون بطل الشاطىء دون منازع فهو معلم سباحة حامي المسبح معشوق الصبايا انما كان يمنعني من النزول الى باحة المسبح واذا نزلت اتعرض لعقاب جسدي منه .
ذات مرة علمت ان والدي موجود في مطعم المسبح فغافلت بربر وانسللت خفية الى قاعة المطعم الخارجية المطلة على البحر حيث ابي يجلس الى جانب رجل نحيل الجسم جداً يبدو عليه القصر اندفعت الى حضن ابي فسأله الرجل عني وعرفه اني ابنه وعرفني انه الامين عبدالله القبرصي فحضنني قليلاً ثم اجلسني على كرسي قش بجانبه وانطلق بحديث جدي اذهلني ان يصدر عن هذا الجسم الضئيل هذا الصوت الجهوري المتين والجميع مصغ بانتباه .
شاهدت الرفيق بربر يفتل المطعم محدقاً بي غير مصدق جرأتي وكان علي ان اعود الى عملي انما يستبد بي الخوف من بربر شاهدته يختفي فانطلقت نحو الباب واذا به الى جانبه راكضا نحوي، حاولت الفرار فناداني بانه لن يقوم بايذائي، ويطلب فقط ان يتكلم معي ولا مهرب. وقفت فسألني من هو الرجل الذي اجلسك الى جانبه قلت: الامين عبدالله قبرصي، والذي الى جانبه ؟ قلت: والدي، فهتف مندهشاً: انت ابن فوزي مرعي(2) ؟ اجبته، نعم. قال: يا الله انا بفرجيهم مطلقاً شتيمة بحق الاولاد العاملين معي هم من حمسني ضدك ولا اعرفك. اعتبر البلاج ملكك واي شخص بيحكي معك بس قل لي عنه. رجوته الا يعاقب رفاقي ولكنه اصر على الصعود معي وابلغهم ان الموقف باستلامي وعليهم اطاعتي وبعضهم اكبر مني سنا .
*
كبرت واصبحت رفيقاً للامين الراحل وصديقه وزميلاً له بالمهنة. وبيننا مواقف عدة اهمها خلال مؤتمر بقعاتا الشوف حيث انتخبت نائبا لرئيس المؤتمر القومي الاجتماعي العام في ظرف صعب جداً على عادة ظروف الحزب الطبيعية .
اعجب الامين عبدالله بجرأتي وطروحاتي واندفاعي منذ الجلسة الاولى وطلب مني تناول فنجان قهوة برفقته مطلقاً علي لقب بلدوزر. وكنا نتناقش ببعض المواقف فوافقته على جميعها باستثناء طرح ناقشته من باب الرفض اصر عليه واصررت على الرفض قائلاً ساعارضه بشدة ولن ينجح. ابتسم سائلاً وكيف تعرف انه لن ينجح ؟ اجبت: انسيت انني بلدوزر ولن تستطيع الصمود بوجهي ! ضحك ضحكة مجلجلة قائلاً: يا رفيقي اضخم بلدوزر يديره مفتاح صغير اصغر من اصبع رافعاً سبابته .
وضحكنا سوية .
بعدها وكان عمره يزيد عن الثمانين سنة بكثير التقيته في "عدلية بيروت" صاعداً على درجها الى الطابق الرابع لحضور جلسة فالمصعد معطل، وكان بكامل حيويته وجهوزيته وجهوريته .
الامين عبدالله قبرصي نسيج نضالي خاص من البارين بقسمهم يعتز من يعرفه بمعرفته ومعرفة عائلته بجميع افرادها وداً مستمراً بيننا.
تحية لذكراه وتحية لهم .
هوامش:
(1) بربر سالم: ندعو الرفيق المحامي غسان مرعي، او غيره من الرفقاء الى الكتابة تعريفاً عن الرفيق بربر سالم .
(2) فوزي مرعي: الأمين، المناضل. للاطلاع على النبذة المنشورة عنه، الدخول الة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(3) المؤتمر في "بقعاتا": حبذا لو يكتب لنا الرفيق غسان عن المؤتمر المذكور.
|