عرفتُ الرفيق محمد النابلسي ناشطاً في منفذية المتن الجنوبي، متولياً مسؤولية ناظر العمل، قبل ذلك كنت عرفت شقيقه الرفيق أحمد منتظماً وناشطاً في مديرية برج البراجنة، ثم عرفت كامل عائلته، عندما انضمت الرفيقة هلا الى مكتب الإحصاء المركزي، متولية مسؤولية ناموس، ثم راحت ترافقني في السبعينات والثمانينات في عمدات الداخلية، المالية، وشؤون عبر الحدود، ودائماً متميّزة بنشاطها وتفانيها وسهرها على إتمام واجباتها في الدوام المركزي كما في منزلها، ليلاً.
وتسنى لي ان ازور الرفيق محمد النابلسي وقد بتُ على علاقة مودة ممتازة مع عائلته القومية الاجتماعية ومع كل أبنائه، عصام، ربيع، نواف، اكرم، وجميعهم عرفوا الحزب تفانياً ومشاركة قتالية وتجسيداً لكثير من فضائل الالتزام القومي الاجتماعي.
في فترة الاجتياح الإسرائيلي تميّز الرفيق محمد النابلسي الى جانب ناظر التدريب في حينه الرفيق (الأمين لاحقاً) عاطف بزي، وقد كنت عميداً للمالية، اطلع على نشاطهما في تلك الأيام العصيبة، ومنها عند حصول معركة جريدة بيروت، وسقوط شهداء للحزب، واستبسال الرفقاء الى ان تمكنوا من اسقاط الموقع الحصين. عنها كان كتبَ الأمين عاطف بزي، ونشرت ذلك(1).
طيلة فترة تولي الرفيق محمد النابلسي لمسؤولية ناظر العمل، ونشاطه الحزبي اللافت وتفانيه، كنت على علاقة مميزة به، وبكل عائلته ولا يسعني هنا الا ان اذكر بكثير من التقدير ما تميّزت به عقيلته الفاضلة والمناضلة أم عصام، والتي ما زلت اذكرها بكثير من المودة والتقدير، واتابع الاطمئنان عنها واسجل فرحي واعتزازي بما تحمل في نفسيتها من فضائل الالتزام والجرأة ومناقب النهضة.
وعرفت من الرفيقة هلا (الامينة) يوم تعرّض الرفيق محمد للاختطاف من منزله، وتابعت السؤال عنه فالاطمئنان، مرافقاً عائلته في حزنها وفي قلقها المستمر .
نحن اذا رغبنا ان نكتب عن العمل الحزبي في منفذية المتن الجنوبي، لا بد لنا ان نذكر، بكثير من الاحترام النشاط اللافت الذي كان يقوم به الرفيق محمد النابلسي، وتربيته اللافتة لابنائه، وجميعهم رفقاء.
*
من عائلة الرفيق محمد النابلسي هذه المعلومات ننشرها كما وردتنا.
الرفيق محمد قاسم النابلسي (ابو عصام) مواليد عام 1932 الجليل - صفد شمال فلسطين، انتمى للحزب عام 1952 من القرن الماضي.
تولى المسؤوليات التالية: ناظر تدريب عام1976 لعدة مرات، ناظرا للمالية وناظرا للعمل لعدة مرات، في منفذية الضاحية الجنوبية (حاليا منفذية المتن الجنوبي).
بداية الاحداث عام 1975 كان ممثل الحزب (ضابط ارتباط) بين الحركة الوطنية والفصائل الفلسطينية من جهة والجيش والدرك اللبناني من جهة اخرى.
من احدى المناسبات الحزبية: من احتفال الأول من آذار عام 1979
الامينان محمود عبد الخالق وجمال فاخوري في منزل الرفيق محمد نابلسي
ويبدو في الصف الثاني خلف الأمين محمود الرفيق محمد نابلسي
في صيف 1975 تعرض لكمين مسلح من قبل عناصر تابعة لحزب الكتائب في منطقة الحدث- حي الامريك
ان ونجا منه باعجوبة.
وكان ايضا ممثل الحزب في الحركة الوطنية ضمن نطاق الضاحية الجنوبية والتنسيق مع الجيش الشامي.
خلال احداث العام 1958 كان مدرب مديرية برج البراجنة القيت قنبلة على المنزل مما اسفر عن اصابة والدته وابنة اخته، مما استدعى استنفار الرفقاء وقد قدم من مديرية بشامون رفقاء للمساندة واغلقت المحلات في منطقة البرج من عين السكة حتى مدخل مخيم البرج لتسليم الفاعل.
اشترك بالمحاولة الانقلابية كان من ضمن المجموعة التي قطعت الاتصالات الهاتفية عن بيروت وجبل لبنان كونه كان موظف بشركة الموارد (لاصحابها آل سلام مشغلة لهذا القطاع قبل ما وجدت وزارة الموارد اي الاتصالات) وسجن لمدة ثلاثة اشهر وذلك لعدم اثبات اشتراكه بالعملية، فشهادة الرفقاء بعدم وجوده معهم ابعدت عنه السجن لفترة اطول وذلك لخوفهم عليه كونه جنوبي (فلسطيني) ويمكن ان يتعرض للقتل.
وخلال احداث المالكي استقبل منزلنا عدد من رفقاء الكيان الشامي اذكر منهم الرفيق محمد خضرا الذي توفى هو عائلته اثناء الاجتياح عام1982 اثر سقوط صاروخ على منزله. والرفيق احمد حابو والد الرفيق محمد حابو.
خلال احداث العام 1973 بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية مما استدعى استنفار الرفقاء في منفذية الضاحية الجنوبية لمساندة الفصائل الفلسطينية وتأمين الحماية للمخيم من مشارف الرمل العالي الى مشارف طريق المطار وتم افتتاح ثكنة على مدخل المخيم وكان الرفيق ابو عصام آمر الثكنة مع الرفيق المرحوم فوزي عبد
العال والامين المرحوم محمد الشيخ.
اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 عين مسؤول مالي للضاحية الجنوبية وبقي لحين اختطافه بتاريخ 30 حزيران 1983 هو ومجموعة من الرفقاء من قبل القوات اللبنانية التي كانت تعمل على الاختطاف والقتل تحت مسمى جهاز الامن القومي الذي أنشأه امين الجميل (كان في سدة رئاسة الجمهورية) وهم: حسين عباس، جورج سركيس، طلال عليق، احمد الحاج حسن، انطون ابو سمح وممدوح بركات وحتى تاريخه لم يعرف عنهم اي معلومة.
وقبل ذلك بشهر تم اعتقاله هو وابنه الرفيق اكرم من قبل الامن العام وتعرضوا للتعذيب اثناء التحقيق لمدة 20 يوما.
عرف الرفيق ابو عصام بمناقبيته واخلاقه العالية وتفانيه واحترام ومحبة رفقاؤه واهله ومجتمعه باراً بقسمه مؤسس عائلة قومية اجتماعية.
|