السيرة النضالية للرفيق الشهيد غسان جديد لا تغطيها مقالات، مهما كثرت. حبذا لو انصرف ابنه الرفيق فداء جديد(1) ومعه مجموعة رفقاء مهتمين، الى اصدار مجلد يغطي تلك الملحمة الفريدة من النضال والمواقف المتميّزة.
هذه الدراسة بقلم الأمين وليد زيتوني(2) نشرت في عدد مجلة "صباح الخير" رقم 471 بتاريخ 23/02/1985 بعنوان "المفهوم الثوري عند غسان جديد" ننقلها كما نشرت في العدد المذكور من "صباح الخير".
*
" النسق الثوري عند غسان جديد يتحدد بثلاث قواعد: الوعي للحقيقة التي يقاتل من أجلها، الحركة الدائمة ومعرفة العدو والصديق.
ان الكتابة عن غسان جديد هي بالواقع تاريخ لمرحلة مهمة من مراحل العمل الدؤوب في سبيل استنهاض واقعنا القومي والسير به نحو تحقيق وحدة الوطن المستقل عن الارادات الأجنبية، الممعنة فيه تفتيتاً وتمزيقاُ، على قاعدة بناء الانسان الجديد المدرك لحقيقة وجوده. ولعل الذين سبقوني بالكتابة عن شهيدنا البطل شهيدنا المميز بعطائه قد كتبوا عنه كرمز من رموز الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن خلال خدمته العسكرية في وحدات الشرق الخاصة، وجيش الإنقاذ ومعاركه الطولية في حرب فلسطين على ضوء الشهادات القسرية رغم التعتيم الإعلامي المقصود على أعماله البطولية. فهذا فوزي القاوقجي في مذكراته كقائد لجيش الإنقاذ وفي معرض الحديث عن ادارته للمعارك يروي البطولات التي قام بها غسان. وهذا العقيد صفا ينسج على المنوال ذاته. ولعل اضبارته العسكرية افضل شهادة تقدم في غسان الجندي والقائد فقد أجاد في المناورة العسكرية كما في التحرك العسكري مستدركاً ان البطولة فعل ايمان مطلق بقضية أقسم ان تساوي وجوده. وما من شك ان من يتسلم قيادة الكلية العسكرية وينتدب لتمثيل بلاده في ارقى واكبر المحافل الدولية كالأمم المتحدة لا شك انه عسكري منتخب. هذا هو الحال مع غسان جديد المقدم والمقدام كجندي وكقائد في جيش نظامي يعرف رؤسائه ومرؤوسيه ويعرف اين موقعه الطبيعي بسلسلة الرتب وان كانت طموحاته وامتيازاته التي تترافق مع ووعيه ومعرفته تتقدم على رتبته...
يجب الإشارة انه سبق وكتب عن غسان جديد الموجه التدريبي. ففي هذا المنحى لغسان خمس مقالات متتالية بعنوان "الى الشباب" على صفحات جريدة البناء الدمشقية في سنة 1955. وفي هذه المقالات دعوة واضحة الى الجندية ومناقب الجندية والفضائل التي تقدمها في سبيل بناء جيل جديد يكون عماداً للمستقبل. مبيناً أثر الانضباط والحمية وعصبية الانتماء للوطن التي تنميهم الجندية في الفرد ليكون إمكانية فاعلة في مجتمعه.
أما في المقالة هذه فسنحاول القاء الضوء على غسان جديد الثائر، وان كان من الصعوبة الفصل ما بين حياته العسكرية النظامية وحياته المتمردة على الواقع الذي يعيشه ما دام ان الهدف المنشود واحد الا وهو انتصار الامة، وما دام ان المحرك واحد وهو ايمانه المطلق بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية، فالثورة عنده، هي وعي لهذه الحقيقة التي يعيشها وان التراجع في مرحلة من مراحل النضال هو عزوف عن ملاحقة الزمن فيعيش المتراجع دائماً ضمن الماضي. بالمناضل وحري ان يعيش التاريخ وان يسير مع التاريخ بكل ابعاده وجوانبه مخافة ان يتجاوزه، وكأنه يقول مع الماريشال فوش "لا مجال للدرس أثناء القتال". ان هذه الملاحظة البسيطة لقراءة التاريخ قد ترجمتها ديناميكيته الدائمة والمستمرة فما ينتهي من مشروع نضالي الا ويكون قد وضع اللمسات الأخيرة للبدء بالمشروع الآخر ولا عجب من ذلك فالحركة أولى أدوات الانتصار في المناورة العسكرية وغسان مبدع فيها.
اما الملاحظة الأخرى التي واكب من خلالها مسيرة التاريخ وهي ملازمة بالواقع لمفهوم الحركة. فهي معرفة العدو والقوة الذاتية على قاعدة المعرفة الموضوعية لكلا الطرفين. فإن البعبع الذي يخيف العالم العربي عائد لعاملين اساسين حسب مفهوم غسان جديد.
العامل الأول " ان إسرائيل تمكنت حتى الآن من الاحتفاظ بزمام المبادرة في المجال الحربي. تقاتل او تهادن في الزمان المناسب والمكان الملائم بمحض ارادتها، وتكيف اعمالها الحربية وتسخر له كافة امكانياتها الاقتصادية والثقافية والاذاعية ".
اما العامل الثاني الذي أمن لإسرائيل الاحتفاظ بزمام المبادرة الهجومية فيكمن في " السياسة المسالمة التي تنتهجها الدول العربية والتي ترتكز على التمسك باتفاقيات الهدنة الى حد التزمت واللجوء الى مجلس الامن الدولي او الى الدول المشتركة في البيان الثلاثي باذلة كل جهودها لاظهار إسرائيل دوما وأبداً بمظهر الدولة العداوانية التي تتمرد على إرادة الأمم المتحدة ونصوص الهدنة المعقودة ". ويعود ليقول: " ان إسرائيل تقع بين مجموعة من القوى تعزلها عزلاً شبه تام في منطقة ضيقة قليلة الموارد الزراعية والمعدنية وتضرب عليها حصاراً اقتصادياً خانقاً وتجعلها باستمرار في وضع حرج يهدد مصيرها ".
اذن النسق الثوري عند غسان جديد يتحدد عبر اتصاله بقواعد أساسية ثلاث أولها الوعي للحقيقة التي يقاتل من أجلها، وثانيها الحركة الدائمة القادرة على التكيف مع قطار الزمن العسكري والسياسي والثقافي والتكنولوجي. وثالثهما معرفة العدو والصديق وهذه المعرفة ليست ناتجة عن استيعاب القدرات الكمية من عديد وعتاد بقدر ما هي معرفة بنهج وعقيدة العمل عند العدو لوضع التصور الحقيقي المضاد والكفيل بإسقاط هذا النهج تحت تأثير رؤية واضحة للوحدة تشعل الوطن والأمة بشكل طبيعي فتلفظ من بين خلاياها كل جسم يدخل التفصيلات الأخرى ويسميها مبادئ اساسية للعمل. على سبيل المثال يرد في "خطة الفداء" وهي احدى خططه الثورية، المبادئ التالية:
1. على ضوء التجارب التي مرت بنا في فترة التحضير ولتأمين سلامة الحركة وسرية العمل يصبح من الضروري:
أ- إعادة النظر في قائمة الحلفاء وانتخاب العناصر المضمونة الفاعلة وابعاد المترددين.
ب- اقتصار العلاقة مع رجال السياسة على المواضيع العامة وحبس كافة الشؤون العسكرية عنهم.
2. توحيد العمل والجهود توحيداً تاماً وتحديد القيادة العليا التي تشرف على عمليات التحضير ورسم الخطط وتعيين فرصة العمل الى حصر المسؤولية في هيئة واحدة تنبثق عنها كافة المقررات وتحقق الانسجام والتوافق في أعمال كافة العناصر المساهمة في كل مراحل التحضير والمباشرة واستثمار الفوز .
3. اعتماد طريقة افضل في الصرف تستند على قاعدة عملية تؤدي الى تنفيذ سريع وفي الوقت المناسب – وهذه القاعدة هي:
أ- تحديد المبالغ اللازمة لكل قيادة ووضعها فوراً تحت تصرف الجهة المختصة بعد إقرارها في اللجنة العسكرية.
ب- مسك سجل للموازنة العامة مع الأوراق الثبوتية.
ت- دفع المبالغ المقررة الى أصحاب العلاقة عن طريق اللجنة او من تنتدبه.
4. تشكيل هيئة اركان للقيادة تكون الأوامر الصادرة عنها ملزمة لكافة الفرقاء.
5. تنظيم مكتب استعلامات قادر على الاستقصاء وجمع المعلومات ودراستها والاستنتاج منها ومكافحة نشاط الخصم الاخباري.
6. تنظيم الدعاية والإذاعة لتوجيه الرأي العام وإعداده لتقبل الثورة. او مجابهة حملات الكذب او المغالطة واطلاعه على الحقائق.
7. تحديد قاعدة الانطلاق الرئيسة وعلى ضوء هذا ضمان سلامة هذه القاعدة لاجراء عمليات التحضير في جو هادئ وهذا يفرض جلاء توقف الدولة الحاضنة لقاعدة الانطلاق وضمان عدم سكوتها وعدم رضوخها لما تتعرض له من ضغط من البلد المستهدف للثورة..
8. وحدة الهدف اتوجب وحدة العمل ولذا يصبح من البديهي ان القيادة العسكرية على علم بنشاط أية فئة مشتركة بالعمل وباسماء كافة العناصر التي تتألف منها كل فئة.
والثورة عند غسان ليست نموذجاً يعمم على كافة المناطق وفي كل الأزمنة فلكل منطقة خصوصيتها ولكل ظرف تعاطي يختلف عن الآخر، فما يصح في فيتنام خلال الستينات ليس من الضروري ان يصح في بوليفيا في الوقت نفسه او أي وقت آخر لان المعطيات الذاتية والموضوعية للثورة تتبدل. فالعوامل الأساسية والتي تكون رافعة فاعلة للثورة تحكمها المؤثرات الداخلية والخارجية على الواقع الذي ينتج الثورة او يحبطها. ففي "خطة النجاح" يصر غسان جديد على هذا المبدأ من خلال قوله "يبني الاعداد على أساس مراحل تعد المرحلة منها بحيث تجعل ممكناً مواجهة ما قد يطرأ من حالات تحتم اجراء خاصاً سريعاً، حالات تنتج عن تصرفات الخصم او عن قيام أوضاع دولية مناسبة". فيستدرك هذه المرحلة ويضع لها بديلة يسميها "مرحلة الطوارئ"، يقول عنها "مرحلة تشير الى نوع من الاعداد يستهدف البقاء باستمرار على أهبة الاستعداد لمقابلة تطورات معينة باجراءات سريعة معاكسة".
ولا يغيب عن باله، في جميع خططه التي رسمها او ساهم في رسمها، موضوعان اساسيان الا وهما الدعاية والمال. فالدعاية والاعلام كما المال ركائز أساسية لا يمكن البدء بالثورة دونهما ودن تنظيمهما. فالمال هو عصب الحياة، وبالتالي عصب التنظيم والتجهيز والاعداد. فمن خلاله يتسع هامش الحيطة والعمل وتكبر حرية المناورة. اما الدعاية والاعلام فهي المرحلة التمهيدية المباشرة والمرافقة لكافة مراحل الثورة حتى استغلال النصر، فلها وقع التمهيد المدفعي في الهجوم الكلاسيكي اذا لم نقل اكثر. فتهيئة الرأي العام اذا كانت الدعاية لا تستهدف اشراكه، فعلى الأقل وضعه في حالة تقبل افضل لتغيير الواقع المعاشي.
والثورة اما ان تكون سريعة تعتمد على الداخل بشكل أساسي واما بطيئة تحضر بعناصر داخلية في الخارج والداخل سوية، الا انها في كلا الحالتين مرحلة متصاعدة وكلامنا على النوع السريع ينطبق بشكل أساسي على حالات الانقلاب العسكري اما النوع البطيء فتتدرج بدء بحرب العصابات. كأعمال النسف والتدمير وإقامة الكمائن والقيام بإغارات وصولاً الى تهيئة جيش تحرير شعبي يترافق بناؤه مع البدء بالعمليات التي تزعزع الداخل ليبدأ بأخذ دوره حسب الأماكن المناسبة. وعند إتمام التحرير يتجه الى تحقيق جيش نظامي يكفل عدم قيام ثورة مضادة كما يحمي حدود الوطن من اعتداء خارجي.
هذه هي بالواقع الخطوط العريضة لتفكير غسان جديد الثوري، ولعلها مستمدة من تجربته المباشرة في هذا الحقل، خاصة اننا استندنا في مقالتنا هذه على خطط غسان جديد العسكرية وليس على أبحاث عسكرية صرفة كتبها بنفسه. ولكن مهما يكن من امر هذا الواقع يبقى ان غسان جديد بطل من بلادنا من أعز ما أعطت بلادنا من ابطال. اعتنق مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي وجعلها نبراساً يسير بهديها الى النصر فأعطته الطريق القويم واعطاها دمه وحياته.
*
وع العدد المذكور من مجلة صباح الخير ننقل المعلومات التالية:
محطات مضيئة في حياة غسان جديد
لم يكن غسان جديد قد تجاوز السادسة عشرة من عمره عندما انهى دراسته الثانوية ونال شهادة البكالورية بتفوق كبير، وهذه الكفاءة التي ميّزته في سن مبكرة لم تكن فقط على صعيد العلم والدراسة بل واكبتها الكفاءة بالحس الوطني والشعور القومي ووضع مصلحة البلاد فوق كل مصلحة.. ففي هذه السن المبكرة عشق الجندية واقنع والده – وهو جندي سابق – ان يوافق على دخوله الجيش، فكبّر له عمره سنتين وكان له ما أراد .
أثناء تدريبه ابرز تفوقاً ملحوظاً على زملائه وأقرانه الذين كانوا اعلى منه رتبة واكثر منه خبرة وتدرجا وخاصة "يوم مناورة الكسوة الشهيرة" يومها قال الضابط الألماني المشرف على المناورة: "كيف تستدعوني من المانيا وفي بلادكم هذا الضابط الممتاز".
ان تفوق غسان جديد في الجندية لم يكن فقط محصوراً على الصعيد المحلي بل والاجنبي، فيوم اشترك الضباط السوريون الى جانب ضباط فرنسيين وبريطانيين في دورة "مناورة كومندوس" كان المتفوق على الجميع وبشهادة المسؤولين العسكرين الأجانب المشرفين على "المناورة".
بين عام 1941 وعام 1943 كان غسان جديد آمراً للفوج المرابط في طرابلس، وخلال هذه المدة كان ينشط بإجراء الاتصالات المستمرة مع الحميد كرامي من اجل اشعال الثورة ضد الفرنسيين.
شعر الفرنسيون في نشاط غسان جديد ضدهم فنقلوه من طرابلس الى بشمزين في الكورة وبقي فيها حتى عام 1945 على اثر اندلاع الثورة في الشام.
انضم غسان جديد للثورة وتحرك من بشمزين الى طرابلس حيث دارت معارك عنيفة بينه وبين الجنود الفرنسيين والسنغاليين وتابع تقدمه حتى وصل الى حمص بعد انتصاراته على الجنود الفرنسيين في تلكلخ وعلى الدرك في العبدة وقد رفع غسان العلم السوري فوق ثكنة تلكلخ بعد محاصرتها واستسلام الحامية الفرنسية فيها.
بعد هذه الانتصارات العسكرية التي قادها اصبح غسان جديد نجماً عسكريا كبيراً يتطلع إليه الشعب. عام 1947 وعلى اثر اندلاع الحرب ضد اليهود في فلسطين كان غسان جديد يتولى مسؤولية تدريب في الكلية العسكرية.. انتقل الى فلسطين ليخوض أروع المعارك ضد اليهود في الدفاع عن وطنه وبلاده وشعبه وابلى انتصارات ضد هذا العدوة اليهودي القادم الى بلادنا.. واشهر معاركه: في مستعمرة "الزراعة" اليهودية. وفي "مشمار هايدن" وفي زرعين وقد زار يومها ميشال عفلق وصلاح البيطار ونزل ضيفين عليه.
وما قام به غسان في موقعة حيفا يعد عملا عسكريا جنونياً لان اقرب الى الأسطورة منه الى الواقع فسجل أروع البطولات وقد ذكر فوزي القاوقجي ذلك في مذكراته وشهد لها جودة وزياد الاتاسي وصلاح البزري.
كما خاض غسان معركة تكللت بالانتصار في مستعمرة النبي يعقوب عندما قام بنجدة مهدي العراقي.
في عام 1951 انزل خسائر بشرية فادحة في صفوف اليهود على اثر قيامهم بتجفيف حوض الحولة. وقد ترفع الى رتبة مقدم خلال ثلاث سنوات كما اصبح رئيسا للوفد السوري في لجنة الهدنة المشتركة. وبقي في هذا المنصب اربع سنوات.
على اثر نقل تجفيف الحولة الى الأمم المتحدة، انتدبت القيادة السورية غسان الجديد مستشاراً عسكرياً لوفدها الى هيئة الأمم المتحدة. وصدر يومها عن وزير الدفاع الوطني السوري البلاغ التالي:
الجمهورية العربية السورية
وزارة الدفاع الوطني
1655/ س
الى مقام وزارة الخارجية
يرجى ابلاغ المفوضية السورية في واشنطن ايفاد المقدم غسان الجديد مستشاراً عسكرياً لدى الوفد السوري في هيئة الأمم المتحدة.
دمشق 2/7/ 1951
وزير الدفاع الوطني
بعد اربع سنوات من توليه رئاسة الوفد السوري لدى لجنة الهدنة تولى رئاسة كلية الضباط في حمص. فتخرج على يديه عام 1954 ثلاثمئة ضابط.
رئاسة اركان لواء حمص ورئاسة الكلية العسكرية فيها هو آخر منصب للمقدم غسان جديد.. وقد تعرّض اثناءها لعدة محاولات اغتيال .
مارس مسؤولية "عميد الدفاع" في الحزب السوري القومي الاجتماعي بشكل سري قبل تسريحه من الجيش وبشكل علني بعد ذلك.
عام 1965 شكل اول نواة قومية اجتماعية قامت بمهمات مسلحة ضد العدو اليهودي في فلسطين المحتلة.
اغتالته يد الغدر والخيانة في بيروت في التاسع عشر من شباط عام 1957.
*
الجمهورية السورية
الجيش – قيادة المنطقة الوسطى
رقم 1872 /م. و./ س. ص.
وصف المقدم غسان جديد مدير مدرسة ضباط الاحتياط الذي انتخب رئيساً لأركان اللواء الرابع في مناورات الجيش العامة في الكسوة خلال شهر تموز 1954.
قائد ممتاز علما وعملاً، ثقافته العامة والعسكرية متينة جداً، ذكي، سريع الخاطر، قوي الإرادة، جلود، يعمل دون كلل، يتفانى في مصلحة جيشه وبلاده، غيور في وطنيته ولذلك فهو موضع احترام مرؤوسيه، اظهر جدارة واقداماً في تنظيم مدرسة ضباط الاحتياط وادارتها وقيادة التدريب فيها، محاولاً تجهيزها بأحدث الإمكانيات بواسطته الخاصة ومستحث التبرعات، قدمها للمدرسة طلابها بغية تسهيل التدريب.
مكن خلال انتدابه رئيساً لأركان اللواء الرابع بثقافته الممتازة وتفكيره الناضج وأسلوبه المتين من تحسين العمل في شعب اركان اللواء مما أدى الى نتائج ممتازة في المناورة التي كان فيها موضع ثقة وحب من آمر اللواء وأمّار القطعات.
الخلاصة: قائد له مستقبل باهر ... من العناصر التي يعتمد عليها. مندفع عن ايمان راسخ وعقيدة قومية ووطنية وإخلاص لرؤسائه، كل ذلك يضاف الى امكانياته الواسعة وجرأته وشجاعته مما يؤهله للترفيع لرتبة أعلى.
طبق الأصل.
قائد المنطقة الوسطى
هوامش
(1) فداء جديد: عرفته طالباً في الجامعة الأميركية في ستينات القرن الماضي عندما كنت متولياً مسؤولية رئيس مكتب الطلبة. كان لافتاً بثقافته، بالتزامه الواعي وبسويته المناقبية.
(2) وليد زيتوني: نشرت الدراسة بالاسم المستعار الذي كان يعتمده الأمين وليد زيتوني: أمين الداعوق.
|