كتبت ونشرت الكثير عن الأمين ربيع الحايك، المميّز بمناقبه وبالتزامه القومي الاجتماعي، والساكن في أحلى الأماكن في نفسي مذ التقيت به في محل والده، الرفيق المناضل ادمون حايك في سوق الطويلة، ثم تابعته في حضوره الحزبي اللافت في فرنسا، مديراً لمديرية باريس ومنفذاً عاماً لفرنسا، الى نشاطات أخرى كان فيها كلها مميّزاً بوعيه وتفانيه والتزامه الحزبي.
الأمين ربيع حايك حالة مضيئة في تاريخ العمل الحزبي سأبقى اذكره ما حييت.
*
بتاريخ 3/10/2021 اقامت منفذية فرنسا احتفالاً تكريمياً في ذكرى الأربعين لرحيل الأمين ربيع. جاء في التقرير الذي كان وصلنا ما يلي:
اقامت منفذية فرنسا في 3 تشرين الاول 2021 في باريس، تكريما للأمين ربيع الحايك الذي غادرنا في 20 من شهر آب المنصرم، بحضور العائلة وعدد من الرفقاء والاصدقاء.
عرض في هذه المناسبة شريط عن مراحل حياة الامين ربيع كان قد اعده الرفيق ميكايل نصرالدين بمعاونة المواطن الشاب ادوني جورج خليل. والقت الرفيقة جوزفين نصر، منفذ عام فرنسا، كلمة الترحيب معددة مزايا الفقيد، وتلاها اخوه جهاد الحايك بكلمة نابعة من القلب كما القى كل من الرفقاء محمود قاسم، بشار سلامة، ديالا دندش، ميكايل نصرالدين، ابتسام نصر، انطون الاشقر، ضياء حسان، والامناء بيار عازار، احمد اصفهاني، لبيب ناصيف، وجورج رياشي، كلمات تشهد لمناقبية الامين ربيع والتزامه بمبادئ النهضة القومية الاجتماعية واتخاذها شعارا له ولعائلته قولا وفعلا، كما والقت الضوء على تاريخ الامين ربيع مع كل منهم.
وكانت الخاتمة مع ابنه شادي الحايك بكلمة شكر ووداع.
*
حضرة الأمين ربيع الحايك جزيل الاحترام،
تقصدت مخاطبتك بهذه الطريقة الرسمية وكأنك حاضر هنا فيما بيننا، ولكن هو الموتُ الزؤام الذي خطفك في غفلة عنّا.
احار من اين أبدأ الرثاء أيّها المسجى في البعيد البعيد... وأحار كيف لي أن أرثيك أيها ألامين المؤتمن، فمثلك يصعبُ عليّ تصديق رحيله، ويصعب عليّ ايضاً ان ألقي تحية الوداع .
اعترف امامك أيها الأمين الحاضر الغائب، بأن وجع فراقك لا يزال يؤلمني، وتأبى ذاكرتي نسيانك لأنك عصيّ على النسيان .... ولا أبالغ إن أسريّت في أذنك، انك كنت البهاء في كل مكان، وكنت الإيحاء في زماننا الموحش وأكاد أقول الموجع.
أنازع نفسي وأعدك بأنني سأمتنع عن الدخول في طقوس الوداع، فمثلك لن ينتسىَ بطقوس الحزن التقليدية، بل سيذهب الى البدايات، حيث أساطير الشجاعة الأدبية وتأريخ الوفاء اللامتناهي للحزب وللعقيدة وللرفقاء الذين فارقتهم على غفلة من الزمن الخوّان على الرغم من حتمية الموت.
تخونني الكلمات في عرس رثائك يا رفيق الدرب الطويلة والشاقة، ولكنني أتذكر جيداً، ولن أنسى ما حييتُ، عشقك للعقيدة القومية الاجتماعية، وعنادك في الدفاع عن قضايا الأمة، ودأبك المتواصل لتنقية الحزب من الشوائب التي علقت به على مر عقود من السنوات.
لا أخفيك، ان رحيلك اوجعني – بل اوجعنا – خصوصاً انني عملت معك ردحاً من الزمن، وأشهد انك كنت مثالاً في العطاء والتفاني، ونموذجاً في العفة الذاتية، وقمة في تمثل المناقب القومية الاجتماعية.
باسمي وباسم عائلتي – التي أحبتك – أتقدم من زوجتك وولديك وأشقائك وشقيقاتك بكامل العزاء... وعزاؤنا المشترك – أيها الأمين كلي الطوبى – ان النسور لا تشيخ، وكما سطّر حضرة الزعيم: "كلنا نموت، ولكن قليلين منا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة".
وداعاً لروحك الطاهرة التي لمّا تزل ترفرف بين ظهرانينا يا أعز وأنبل الرفقاء، واطمئنك ان الحزب سيتوحد عاجلا ام آجلاً كما كانت رغبتك على الدوام.
نم هانئاً قرير العين أيها الأمين المؤتمن، وأعلمك أنني سأشتاق إليك كثيراً وانت إحدى سندياناتنا الضاربة في الأرض... وان كنت انسى فلن أنسى عزّة نفسك العفيفة، وكبرياءك الموصوف وطلعتك القومية الاجتماعية البهيّة.
البقاء للأمة .
|